أول خطوات التفكير الناقد
أول خطوات التفكير الناقد لا يمكن تحديد الهدف المنشود من هذا التفكير بدونها، فهو أحد أنواع التفكير التي يتم اعتمادها بشكل يومي لكافة البشر على اختلاف أعمارهم، ولكن بدرجات متفاوتة، فيعتبر رد فعل من الدماغ عن استقبال أحد المثيرات بواسطة إحدى الحواس، وسنتحدث عنه بالتفصيل من خلال موقع البلد.
أول خطوات التفكير الناقد
يتم استعمال هذا النوع من التفكير في حل المشاكل المُعقدة باستعمال بعض الأدوات والقواعد المُنظمة، ويتم ذلك وفقًا لعدد من الخطوات المرتبة.
مهارات التفكير الناقد
لا يمكن أن ينجح الشخص في تنفيذ خطوات التفكير الناقد إلا إذا كان يمتلك المهارات التي تؤهله لذلك.
- الاستنتاج: هي مهارة التوصل إلى أكثر من حل للمشكلة الواحدة.
- التقويم: أن يتحقق الناقد من أن قد توصل إلى حل نهائي وليس مؤقت للمشكلة التي أمامه.
- التفسير: تساهم في الكشف عن طبيعة المشكلة، كما تجعلها أكثر بساطة حتى يتم فهمها.
- الاستدلال: جمع كافة المعلومات المتعلقة بالمشكلة، وربطها ببعضها البعض للتوصل إلى معلومة تساهم في تكوين حل فعال للمشكلة.
- الفضول: فإن إثارة الفضول غالبًا ما يتبعه طرح الأسئلة التي تشكل جانب مهم للتفكير الناقد.
- التواصل: القدرة على العمل في فريق، والتواصل مع أعضائه بشكل جيد، ومشاركتهم في إيجاد حل للمشكلة.
- الإبداع: الميل إلى استعمال الوسائل المُبتكرة في حل المشكلة، مما يزيد من الحلول المقترحة على عكس الطرق التقليدية.
- التواضع: أي لا يتعامل المفكر الناقد على أن رأيه صحيح على الدوام، لأنه وارد أن يقع في الخطأ.
- الإنصاف: ينبغي على المفكر أن يكون صادقًا مع نفسه، ويوضح حقائق الأمور حتى لو كانت مُخالفة لأهوائه وميوله.
خصائص التفكير الناقد
يتمتع التفكير الناقد بعدد من الخصائص الرائعة التي تميزه عن أنواع التفكير الأخرى، ومن أهمها: دراسة وتحليل المعلومات الدقيقة المتعلقة بالمشكلة.
- يتميز بالاستمرارية، فالمفكر الناقد يشك في كل المسلمات التي توجد لديه حتى يتوصل إلى سبب المشكلة، ويحلها.
- يتصف بالإيجابية حيث تنبع منه القيم والسلوكيات الحميدة التي تجعل الشخص يتقبل الآراء المختلفة.
- يتمكن من تغيير أفكاره في حالة ملاحظة أنه لا يتصف بالجمود.
- إمكانية تكوين ملاحظات كثيرة حول المشكلة، ومن ثم ربطها في النهاية لإيجاد حل.
- يمكن الاستعانة بخبرات القدماء في الكشف عن الحل، كما يمكن دمجها ببعض الأفكار المُبتكرة.
- وضع خطط استراتيجية حتى يتمكن من تنفيذ الحلول التي توصل إليها بأفضل طريقة ممكنة.
معايير التفكير الناقد
لا يمكن أن نقول إن خطوات التفكير الناقد قد تمت بشكل جيد إلا عند التأكد من مطابقتها لعدة معايير.
- الدقة: القدرة على التعبير عن الأفكار التي تم التوصل إليها.
- المغزى: إدراك أهمية المشكلة، والتركيز على المعلومات التي تشكل النقاط الفارقة بها.
- التحديد: أي التركيز على تفاصيل الأفكار التي تم التوصل إليها.
- المنطقية: التأكد من أن النتائج التي تم التوصل إليها مُلائمة لمقدمات المشكلة.
- الاتساق: تحديد مدى اتصال الفكرة بالمشكلة، ومدى قدرتها على حلها.
- الاتساع: النظر إلى المشكلة من كافة الجوانب، ليتم وضع وجهات النظر والطرق المتعددة في الاعتبار عند البحث عن حل.
صفات المفكر الناقد
يتمكن الشخص من تنفيذ أول خطوات التفكير الناقد بسهولة إذا كان يمتلك قدر من الصفات.
- الثقة بالنفس: على المفكر ألا يفكر بطريقة منطقية فقط بل يجب أن يكون واثقًا بنفسه عند تنفيذ هذه الطريقة على أرض الواقع عند مواجهة موقف معين.
- النظر إلى المستقبل: التفكير في مدى تأثير القرارات التي سيتم اتخاذها في الوقت الحالي على المستقبل.
- الإدراك الذاتي: يفهم المفكر نفسه أكثر من أي شخص آخر، كما يحدد ميوله واتجاهاته، حتى يتمكن من التفكير بعيدًا عنها، حتى يعرف كافة جوانب المشكلة.
- الاستجواب العميق: طرح أسئلة مُفيدة حول المشكلة، وتفسير إجابتها؛ حتى ينكشف الجزء الغامض من المشكلة.
- الملاحظة والتعبير: القدرة على متابعة المشكلة، لإتخاذ قرارات تتلائم مع الحالات الطارئة، والأمانة في نقل الصورة كاملة للآخرين.
- الإلمام بالحالة: الانتباه جيدًا إلى كل التغييرات الحديثة التي تطرأ على المشكلة، وفهم العوامل السياسية والنفسية المؤثرة بها حتى يتمكن من ربط المعلومات مع بعضها البعض متوصلًا إلى حل بالنهاية.
- المرونة: أي تقبل آراء الآخرين وعدم الاهتمام لصاحب الرأي بقدر الاهتمام بالطريقة المُثلى لحل المشكلة في أقل فترة زمنية ممكنة.
أهمية التفكير الناقد
ما يجعل بعض الناس تقبل على تنفيذ خطوات التفكير الناقد أنها تعي جيدًا أهمية هذا النوع من التفكير في تعزيز مهارة الحكم على الأشياء بشكل صحيح، بعد النظر إليها من كافة الجوانب، بالإضافة إلى:
- يساهم في رفع مكانة الفرد في المجالات العلمية المختلفة حيث يجد حلولًا مُبتكرة للمشاكل التي تواجهه، وذلك يضمن نجاحه على المستوى المهني.
- يصبح الشخص قادرًا على التعبير عما يدور في رأسه بشكل مُنظم، مما يطور مهارات الإلقاء واللغة لديه.
- يزيد من المخزون المعرفي والفكري لدى الشخص، فيصبح قادرًا على التعامل مع المشاكل بطريقة صحيحة؛ بسبب امتلاكه قاعدة ضخمة من المعلومات.
- ينمي التفكير الناقد مهارات الإبداع والابتكار، فيصبح الشخص قادرًا على إنتاج أفكار جديدة.
- تعزيز مبدأ الديمقراطية لدى الفرد؛ لأن التفكير الناقد يقوم على اتخاذ القرارات وفقًا للمعلومات المُتاحة بعيدًا عن الأهواء الشخصية.
- يصبح الشخص أكثر استقلالاً بنفسه، مما يزيد من ثقته بنفسه.
- يساهم في التخلص من ظاهرة التعصب التي انتشرت في المجتمعات في الآونة الأخيرة، وتقبل أفراد المجتمع آرائهم المختلفة.
كيفية تعزيز التفكير الناقد
إذا كنت ترغب في تطبيق خطوات التفكير الناقد بكل سهولة، فعليك أن تعزز هذا التفكير لديك من خلال وضع بعض الأمور في الاعتبار.
- تزويد النفس بالمعارف، من خلال الاستمرار في التعلم، وتلقي المعلومات، والمواظبة على قراءة الكتب.
- الإنصات إلى آراء الأخرين حتى لو كانت مخالفة لطريقة تفكيرك، حيث أكد المفكرين الناقدين أن العمل الجماعي يساهم في حل المشاكل سريعًا.
- تحليل الذات، وتطوير مهاراتها بالشكل الذي يسمح لك بتغيير طريقة تفكيرك عند ظهور معلومات جديدة من أجل الوصول لحل السليم.
- لا يمكن النظر إلى المشكلة في صورتها العامة، والتمحيص في أدق تفاصيلها في آن واحد، بل يجب تحري دقة المعلومات الصغيرة، حتى تتضح الصورة كاملة بشكل سليم.
- اتباع القواعد الضرورية لتكوين الحجج والأسئلة التي تكشف الجانب الغامض بالمشكلة.
- تجنب تبني وجهات النظر الأكثر تطرفًا، وعدم التعصب إلى وجهة النظر الشخصية.
- اتباع طرق النقد العلمي المُعتمدة على البحث والتحليل بعيدًا عن الأخذ بالأراء الشائعة التي ليس لها أساس من الصحة.
- الاهتمام بالمعاني الموضوعية، وعدم الانجراف وراء المشاعر العاطفية.
معوقات التفكير الناقد
هناك بعض المعوقات التي يجب على الإنسان أن يتجنبها حتى يتمكن من تنفيذ خطوات التفكير الناقد على نحو صحيح.
- عدم استعمال مقياس ملائم للمشكلة، وبالتالي لا يمكن تحديد مدى قوتها أو ضعفها.
- إيجاد صعوبة في التعرف أدوات التفكير الناقد الملائمة للفرد.
- التهديد الذي يرافق التفكير الناقد حيث يؤثر على تفاعل الإنسان مع الآخرين.
- لا يمكن أن يتعلم الإنسان التفكير الناقد إذا كان لا يمتلك القدرة على اتباع القواعد المُنظمة.
التفكير الناقد يجعل الإنسان على دراية بكيفية عمل الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما يجعل لدى الفرد طريقة تفكير مستقلة، لذا يجب على كل منا تنمية المهارات التي يتطلبها هذا التفكير.