هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي؟ ومتى على المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها؟ ففي الآونة الأخيرة كثرت الأسئلة عن الطلاق للعديد من الأسباب التي انتشرت في المجتمع العربي.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع البلد سنعرض لكم هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي؟ وأقوال العلماء والأئمة المسلمين في هذه القضية، والقول السائد في القانون المصري في هذه المسألة.
هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي
الطلاق في اللغة العربية له معنيان، المعنى اللُغوي، وهو الذي يعني التسريح، أو الترك، أما تعريف الطلاق اصطلاحًا فهو خروج المرأة من عصمة زوجها، وتصبح محرمة عليه حتى يردها إلى عصمته مرة أخرى.
الطلاق مما نصت عليه شريعة الإسلام، وجاء في القرآن الكريم في سورة البقرة في الآية السابعة والعشرين بعد المائتين “وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ“.
له بعض الأسس والقواعد في الإسلام، فعلى المطلق أن يكون تلفظ بالكلمة جهرًا، واستحالة العشرة بين الزوجين، فالله -سبحانه وتعالى- جعل الزواج بين بني الإنسان لعدة أسباب منها التناسل وتعمير الأرض.
كما أن من الأسباب الأخرى هو عدم الالتفات إلى ما حرم الله من الزنا أو ما شبهه، لذلك فإن علماء المسلمين في الشريعة الإسلامية قد اختلفوا في الأمر، منهم من قال يجوز أن تتطلق من زوجها.
أما البعض الآخر فمنهم من قال عليها أن تصبر على الزوج أو يصبر الزوج على زوجته، وعلاج الأمر سواء أكان هذا العجز في الزوج، أو في الزوجة، لكن إجابة سؤال هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي في القانون المصري أو القانون المغربي فقد جاء على النحو الآتي:
- تتقدم الزوجة إلى محامٍ مختص في أمور الأسرة، وشئونها.
- يقوم المحامي بالتقدم لرفع قضية في محكمة الأسرى، بعريضة مفادها عدم قدرة الزوج.
- تأمر المحكمة بأن يحال الزوج إلى الطبيب الشرعي، لإثبات أكان عنينًا، أم سليمًا.
- فإن كانت به عنة، فإن المحكمة تقضي بطلاق الزوجة طلاقًا بينًا، وضمان الزوجة لنفقة المتعة.
قول علماء الأربعة في الطلاق لضعف جنسي
الضعف الجنسي عند الأئمة الأربعة، وفي الفقه يسمى العنة، بتشديد النون، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي أو لا.
الطلاق للعنة في المذهب الحنفي
أورد صاحب كتاب البحر الرائق شرح كنز الرقائق الإمام ابن نجيم المصري، أن الزوج إن طلق زوجته للعنة فإنها لا ترث منه إن مات، وهنا جواز الطلاق لعدم القدرة.
لعل ذكر الإمام فخر الدين الزليعي في شرحه لحاشية الإمام ابن يونس الشلبي في المذهب الحنفي، أن الزوجة التي طلقها زوجها للعنة يجوز طلاقها، لكن لا نفقة متعة لها، لأنه لم يطأها.
الطلاق لعجز الرجل في المذهب المالكي
ذكر الإمام أبو محمد نصر الثعلبي في كتابه في الفقه المالكي “المعونة على مذهب عالم المدينة”، أن المرأة يجوز لها أن تطلب الطلاق من زوجها إن كان عاجزًا، أو كما يقال في الفقه عنينًا فإنه يجوز، وإن طلبت البقاء في عصمته على أن يعالج فلا حرج في ذلك.
الطلاق للعجز في مذهب ابن إدريس الشافعي
جاء في كتاب تحفة الحبيب على شرح الخطيب في حاشية الإمام عمر البرجيمي الشافعي، أن الطلاق للعجز سواء في الفراش، أو العجز في النفقة هو حائز ولا حرج فيه.
ففي الحاشية إن طلبت المرأة من زوجها الطلاق لهذا السبب، فإن قدر فلا طلاق، وإن لم يقدر فالطلاق جائز، أما قول الحنابلة مشابه بعض الشيء لقول الشافعية، إلا أن الرجل لا يطلق زوجته إلا حين تطلب الطلاق.
قول علماء أهل السلف الصالح في هذه المسألة
علماء السلف الصالح، هو العلماء الذين تتلمذوا على يد الأئمة الأربعة، أو اتخذوا من التابعين معلمين لهم، ومفقهين لهم في الدين، ذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي، من أقوال علماء أهل السلف الصالح.
الإجماع في قول العلماء إن الطلاق واجب في هذه الحالة، إن كانت الزوجة بِكرًا، ولم يطأها زوجها أبدًا، وذكر قدامة صاحب المغني أن المرأة إن علمت بأن زوجها عنين ورضيت به، فإن الطلاق لا يحق لها.
أما شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية، أن المرأة التي اختارت العنين وهي على علم بعلته فإنها لا تطلق منه لهذا السبب، لكن إن لم تكن تعلم، فالأمر يلجأ إلى القضاء، فيمهل القاضي الزوج حولاً أو سنة.
فإن لم يستطع الوطء فإن النكاح بينهما ينتهي ويفسخ، وهو المعمول به في معظم القوانين العربية، من بينها القانون المصري، وجاء قول بعض أئمة السلف أن المهر كامل لزوجة العنين، إن خلا بها، ولو خلوة واحدة.
أما إن لم يدخل بها أبدًا فلا مهر ولا نفقة لها، أما إن كانت العنة لعارض، أي ليس لمرضٍ مزمنٍ أصابه فإن للزوجة حق البقاء في عصمته إلى أنت يعالج، فإن رفض فإن الطلاق هو الحل.
أما بعض العلماء من أئمة السلف الصالح ومن بينهم المرداوي، فقد ذهبوا إلى فسخ العقد دون الحاج إلى تأجيل، إن كان الزوج بالفعل عنين منذ الصغر، لكن إن أصابته علة، فالانتظار يكون لسنة كما أوضحنا.
قول ابن باز وابن عثيمين في حكم الطلاق من العنين
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن باز رحمه الله، والشيخ محمد بن صالح آل عثيمين هما عالمان جليلان في المملكة العربية السعودية.
توفي الأول في سنة اثنين وتسعين، والثاني في سنة 2002، وقد تعرض الشيخان إلى سؤال هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي؟ في هذه الفقرة وسطورها سنعرض لكم إجابة العلامة ابن باز، والشيخ ابن عثيمين عن هذه المسألة.
أجاب الشيخ ابن باز بعد أن تعرض في فتاوى الجامع الكبير إلى هذا السؤال وقال إن الأمر متروكًا للزوجين، فإن كان الزوج به ما يعطل النكاح، والأمر بالمثل أيضًا في حالة الزوج إن كان بها ما يمنع النكاح.
فكلٍ منهما عليه أن يستشير الآخر فإن رضى كلٌ منهما بالآخر فلا حرج في استمرار الزيجة، وإن كان لا فإن الأولى الطلاق، أما الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين رحمه الله فقال إن الإنسان إن أصابته العنة.
فلجأت المرأة إلى القضاء، فإن القاضي عليه بإعطاء مهلة للزوج مدتها عام، وإن كان الزوج عنينًا في الأصل فالفسخ أولى من التأجيل، لأن التأجيل لا فائدة منه في هذه الحالة.
قول العلماء المعاصرين في طلاق الزوجة من العاجز
في الفقرة السابقة قد عرضنا لكم إجابة سؤال هل يجوز الطلاق بسبب الضعف الجنسي بالنسبة لما جاء في أقوال الأئمة الأربعة، وأقوال علماء أهل السلف الصالح، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم أقوال العلماء المعاصرين في هذه المسألة.
ذهب الشيخ محمد بن صالح المنجد أن الله عز وجل قد خلق الناس في تفاوت، فمنهم أشداء الغلمة ومنهم ما دون ذلك، فقال الشيخ إن الطلاق يكون في حالة أن الزوج لا شهوة له من الأساس، لكن إن كان للزوج شهوة لكنه لا يطأ زوجته كثيرًا.
أي يطأها مرة في الشهر، أو مرة كل شهرين فلا حرج في البقاء معه، ولا حرج في أن تطلب زوجته الطلاق، أما الشيخ مصطفى العدوي حينما تعرض لهذه المسألة في قناة الحافظ أجاب قائلاً:
أن الزوجة إن كانت متضررة من زواجها من رجل ضعيف، فلا إثم عليها ولا حرج إن طلب الطلاق، فهو جائز حتى وإن كره الزوج، أو أهل الزوج أو الزوجة الطلاق.
إن الإسلام قد كفل التعامل السوي العادل بين جميع البشر في أمور الحياة كلها، حتى الزواج، وهذه الحالة ليست باستثناء بل شاهد.