الفرق بين جبريل وجبرائيل ليس بكبير، فالملائكة هم خلق الله سبحانه وتعالى، فقد قال عنهم في كتابه الكريم (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كل آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وقالوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غفرانك رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير)، وسوف نذكر الفرق بين جبريل وجبرائيل من خلال موقع البلد.
الفرق بين جبريل وجبرائيل
جبريل وجبرائيل هما اسمان لأصل واحد، فجبريل هو اسم لواحد من كبار الملائكة، وكان يُطلق عليه جبرائيل في العهد القديم قبل نزول الوحي على سيدنا مُحمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ومعناه قوة الله.
عند الخوض في الحديث عن سيدنا جبريل، يجب أن نتحدث عن صفات الملائكة الكرام، ومن أهم خصائص الملائكة الكرام، التي أختصها بهم سبحانه وتعالى أنهم لا يعصون الله، فقد أزال الله تعالى منهم الشر، وغرس في قلوبهم الإيمان.
للملائكة الكثير من الوظائف والمهام التي اختصهم بها الله عز وجل، ويُعد جبريل هو كبير الملائكة، المختص بنزول الوحي على الأنبياء، فقد أجمع علماء الدين أن سيدنا جبريل، وميكائيل هما الرسل بين الله وأنبيائه.
صفات سيدنا جبريل
لقد اختص الله عز وجل سيدنا جبريل عن باقي الملائكة الأربعة بأنه من يُبلغ الأحكام والشرائع لرسل الله على الأرض، وقد منحه الله سبحانه وتعالى الكثير من الصفات والإمكانيات، فهو الذي علم سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم والدليل قول الله عز وجل في القرآن الكريم: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) [سورة النجم].
عند الحديث عن الفرق بين جبريل وجبرائيل، يجب ذكر الصفات الأربعة التي اختص بها سيدنا جبريل، وهما عظمة الخلق، والقوة، والروح، وسوف نناقش كل صفة فيما يلي:
1ـ عظمة الخلق
لقد تميز سيدنا جبريل في عن باقي الملائكة أن له 600 جناح، أما باقي الملائكة فكانت أجنحتهم ثلاث أو أربع أجنحة، وقد سُئل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن شكل سيدنا جبريل حين يأتيه ليُبلغه بالوحي، وقد قال الرسول الكريم “يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر”، ولقد رآه الرسول على تلك الهيئة الحقيقية مرتين فقط، وذلك حتى يطمئن قلب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ويبدأ تبليغ رسالة رب العالمين للبشر.
2ـ القوة
تم وصف سيدنا جبريل في القرآن الكريم بالقوة فقد قال الله سبحانه وتعالى: (عَلّمَهُ شديدُ القُوَىَ * ذُو مِرَّةٍ فاسْـتَوَى) [سورة النجم: 5 – 6]، وذلك بسبب حجم المهام العظيمة التي وكلها له الله سبحانه وتعالى.
من أحد الأشياء التي تدل على قوة سيدنا جبريل، أنه اقتلع مدائن صالح بجناح واحد وقلبها فجعل عليها سافلها، وذلك عندما أمر الله سبحانه وتعالى بتعذيبهم، وكانت تلك المدائن 7، وكانوا أربعمائة ألف شخص ومعهم بيوتهم وقصورهم وأراضيهم وكل ما يملكون.
من ضمن الخصائص التي اختصه الله بها؛ أنه مكنه في السماء، فقد أمر الله تعالى الملائكة بطاعته، وقد مكنه الله عز وجل في الأرض بالبطش بالكافرين.
3ـ الروح
لقد أجمع علماء الفقه والدين أن الروح التي تم الإشارة إليها في القرآن الكريم، كان المقصود بها سيدنا جبريل عليه السلام، حين قال الله عز وجل (ليلة القدر خيرًا من ألف شهر (3) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر (4)) [سورة القدر]، وما زال سيدنا جبريل ينزل كل سنة إلى الأرض في ليلة القدر في شهر رمضان الكريم كل عام.
كما أنه من أحد صفات الملائكة هي الأمانة ولكن الله أختصه، حيث كان يحمل كلام الله كما هو لنبيه الكريم.
المهام الموكل بها سيدنا جبريل
لكل ملاك من الملائكة مهام خصه الله بها، ومن المهام التي وكلها الله لسيدنا جبريل تبليغ الوحي للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
علم الرسول الكريم الصلاة، فقد أمه في الصلوات في جميع أوقاتها فهو إمام النبي، كما أن أول ما ذكره جبريل عليه السلام حين نزل على سيدنا مُحمد في الغار كانت كلمة أقرأ، فكان ذلك أمر للبشر جميعًا.
كما أنه حين أشتكي سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد قام برقيته فقال: (باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) وكان يواس الرسول في أحزانه عندما يشتد اذى المُشركين على المؤمنين.
حارب مع الرسول الكريم في الكثير من الغزوات مثل غزوة الخندق، وغزوة بدر، وصاحب الرسول صلى الله عليه وسلم في الصعود إلى السماوات السبع في رحلة الإسراء والمعراج.
مكانة سيدنا جبريل عند الله عز وجل
إكمالًا لحديثنا عن الفرق بين جبريل وجبرائيل، وإيضاح أن الاسمان لأحد كبار الملائكة، يجب أن نوضح المكانة العظيمة التي يحتلها جبريل عند الله عز وجل، ويظهر ذلك في قول الله تعالى: (قلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ على قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وبشرى لِلْمُؤْمِنِين)، وقد وصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بالكثير من الصفات، مثل الروح القدس، والأمين والمكين.
كما أن جبريل عُرف باسم الناموس الأكبر عند باقي الأنبياء قبل سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وكذلك هو الروح القدس، كما كان له مكانة عظيمة عند الرسول صلى الله عليه وسلم فكان الرسول يشتاق لرؤيته وزيارته.
خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور، وكان أعظهم مكانة عند الله هو سيدنا جبريل عليه السلام الذي رافق الرسول الكريم طوال رحلته في إبلاغ الرسالة، وأخرج الناس من ظلمات الكفر على نور التوحيد.