مظاهر التجديد في شعر أبو نواس
مظاهر التجديد في شعر أبو نواس شكلا ومضمونا متعددة ويريد معرفتها الكثير،حيث كان مذهب أبو النواس وهدفه هو التجديد في شعره، وكان ذلك المذهب يختلف عن ما اعتاد عليه باقي الشعراء، فقد كان أبو النواس كبير المجددين في الشعر في العصر العباسي، وقام باتخاذ التجديد في الشعر مبدأ واضح يدافع عنه ويهدم كل ما هو مخالف للتجديد، وسوف نتعرف أكثر عن هذا الموضوع في هذه المقالة، من خلال موقع البلد.
مظاهر التجديد في شعر أبو نواس شكلا ومضمونا
كان أبو النواس يسعى دائماً إلى التجديد، بسبب عدة عوامل نفسية وخارجية ساعدته على ذلك، ومن مظاهر التجديد في شعر أبو نواس شكلاً ومضموناً الآتي:
الهجاء
لم يكن أبو نواس يميل إلى الهجاء كباقي شعراء العصر العباسي، فطبيعته لم تكن تميل إلى إفشاء الأسرار والعيوب والنقد، ولكن مع ذلك كان يميل أحياناً إلى الهجاء على الأحزاب السياسية.
يبعث فيه نزعات سياسية له أو عقائد أدبية، ويكافح عكس تلك العقائد والنزعات، وكان يكافح عقلية العرب القدماء، وما في حياتهم من خشونة وجفاء.
كما كان ذلك الشعر كله موجه إلى العرب عامة، وكان أبو نواس يحارب الأسر الحاكمة والأسر أصحاب النفوذ أحياناً، وأحياناً أخرى يحارب القبائل العربية، وأحياناً ينتقم لنفسه ممن لا يحترمون منزلته، عن طريق الهجاء، وكذلك شمل شعره الهجائي التمتع بالحياة.
وصف أبو النواس للصيد
لم يكن هناك فن مستقل للصيد حتى ظهور شعر أبو النواس، ولكن كان يوجد عند العرب القدماء أبواب للشعر عن وصف الصيد، وكان كالخمريات التي تكون مدمجة في قصيدة متعددة الموضوعات، لا تتعدى بضعة أبيات.
وكان أبو نواس يهتم بهذا النوع من الشعر لأن الأمراء كانوا يفضلون هذا النوع، حيث أن أكثر الأمراء كانوا يحبون الصيد، وكان أبو نواس يخرج معهم عند الصيد، ويعود وقد ملأ الحقيبة بصور الأمراء أثناء الصيد، ثم يؤلف الشعر ويستعين بصور خيالية وتشبيهات واستعارات.
زهديات أبو نواس
هي قصائد قليلة قالها أبو نواس في أواخر أيامه، ولهذا أطلق النقاد عليها اسم الزهديات، وفي أيام أبو نواس الأخيرة، وقد فقد قوته وأصبح ضعيف عاجز، تذكر أبو النواس كم المعاصي التي ارتكبها وقرر حينها أن يتوب.
وهذه الزهديات هي عبارة عن شعر غنائي خالص، وتمتلئ هذه الزهديات بالشجن والنواح والخوف والندم على ما فعله في حياته، وبالرغم من قلتها، لكن هي من أجمل شعره وأصدقه وأكثرهم عاطفة.
غزل ابو نواس
لم تكن حياة أبو النواس اللاهية تتيح له أن يكن حب صحيح وصادق، أو أن يكون من المحبين العاشقين، ولذلك فإنه عندما يكتب شعر الغزل فإنه يصطنعه.
وبالرغم من ذلك فإنه أحياناً في غزله يجيد إجادة فنية، ولكن هذه الإجادة لم تخفي مخادعته في تصنع العاطفة وتكلفه الرديء البارد.
خمريات ابو نواس
يعد أبو نواس أشهر شعراء الخمرة دون منازع، وتعد الخمرة أساس شعره وعروسه، وفي هذا النوع من الشعر وضحت عبقرية أبو نواس، فكان من أكبر شاربين الخمور.
معلومات عن الشاعر أبو نواس
ولد أبو نواس في إيران في مدينة الأهواز، أمه كانت فارسية، بعد وفاة والده وهو في السادسة من عمره، انتقل مع أمه إلى مدينة البصرة، وانتقل بعدها إلى الكوفة ثم بدو العراق وتعلم لغتهم، ثم انتقل إلى البصرة وفيها تعلم الشعر والأدب والتفسير والحديث والفقه.
وكان أبو نواس على اتصال مع هارون الرشيد حتى حظي بمكانة عالية عنده، اختلف الناس على موت أبو نواس فمنهم من قال أنه مات في السجن، ومنهم من قال أنه مات مسموماً في بيت إسماعيل بن نوبخت.
وإلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر مظاهر التجديد في شعر أبو نواس شكلا ومضموناً والتي تضمنت الهجاء، ووصف الصيد، والزهديات، والغزل والخمريات، كما ذكرنا في هذا المقال بعض المعلومات عن أبو نواس.