أسئلةفوازير

اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح

اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح كان حدثًا هامًا في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد سهل الطرق الوصول إلى الهند ونقل ثرواتها من التوابل والأعشاب، وقد استفاد البرتغاليون من جهود العرب والمسلمين في اكتشاف الطريق، وقد كان طريق رأس الرجاء الصالح يعرف في البداية برأس العواصف؛ نظرًا لطبيعته المناخية الصعبة، وفي هذا المقال سنتعرف على معلومات وافرة عن طريق رأس الرجاء الصالح من خلال موقع البلد.

التعريف بطريق رأس الرجاء الصالح

  • رأس الرجاء الصالح عبارة عن نتوء صخري يقع في آخر الجهة الجنوبية لشبه جزيرة كيب في منطقة كيب الغربية التي تقع جنوب القارة السوداء.
  • ولدى اكتشافه أول مرة على يد هنري الملاح أثناء إحدى مغامراته في أعالي البحار كان يعرف باسم رأس العواصف قبل أن يعيد فاسكو دي جاما اكتشافه ويعرض الأمر على الملك البرتغالي وقتها الذي أطلق عليه اسم رأس الرجاء الصالح.
  • وقد كان اكتشافه هامًا لدى البرتغاليين في القرن الخامس عشر؛ نظرًا لمحدودية مواردها الطبيعية، فقد كانوا بحاجة للتعرف على طريق يوصلهم لثروات الهند للاستيلاء عليه من التوابل والأعشاب الطبيعية، وقد تحقق لهم ذلك من خلال اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح
  • وقد كان طريق رأس الرجاء الصالح هو الطريق الأوحد الذي يصل أوروبا وآسيا عن طريق البحر التفافًا حول أفريقيا، وكل ذلك كان قبل حفر قناة السويس التي اختصر الطريق بقوة بين القارات الثلاث.
  • وتتميز أجواء رأس الرجاء الصالح عادة بأنها أجواء متقلبة وعاصفة؛ لأنه عقدة تلاقي بين تيارات الموزمبيق الأفريقية الحارة، مع تيارات بنجويلا شديدة البرودة الوافدة من القطب الجنوبي.
  • كما يتسم طريق رأس الرجاء الصالح بوفرة الأشجار المنخفضة، والنباتات الاستوائية والأجواء الاستثنائية العاصفة.
  • ويعتبر طريق رأس الرجاء الصالح محمية طبيعية مفتوحة تحتوي على العديد من الكائنات الحية البرية والبحرية، بالإضافة إلى أكثر من ألف ومائة نوع من النباتات.

سبب تسميته برأس الرجاء الصالح

  • لم تكن هناك تسمية واحدة لها الطريق الحيوي وقت اكتشافه، إذ أن كل رحاله اكتشفه أو قام بإعادة اكتشافه اطلق عليه اسمها مختلفًا.
  • فقد سمي الطريق في بداية اكتشافه على يد هنري الملاح أو البحار والمغامر البرتغالي بارتولوميو دياز كان يسمى برأس العواصف، ويقال إن دياز نفسه هو صاحب التسمية برأس الرجاء الصالح.
  • وهناك رأي آخر يقول أن جون الثاني ملك البرتغال يومها هو الذي أطلق عليه هذا الاسم نظرًا لفرحته الشديدة بوجود طريق توصله لثروات الهند والتوسع في مملكته لديه إطلاع فاسكو ديجاما الملك على خريطة اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح فأطلق عليه ذلك الاسم فرحًا به.

هل اكتشف العرب المسلمون رأس الرجاء الصالح؟

  • من المؤكد تاريخيًا أن العرب والمسلمين كانوا على علم تام برأس الرجاء الصالح.
  • ولعل إسهامات الرحالة المسلم ابن ماجد معروفة في هذا الصدد.
  • غير أن العرب كانوا لا يستفيدون منه، بسبب وقوع سواحلها على البحر.

أهمية اكتشاف رأس الرجاء الصالح

كان اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح مصدرًا للنماء والرخاء بالنسبة للبرتغاليين والأوروبيين وكان لاكتشافه أهمية كبيرة أثناء القرن الخامس عشر الميلادي، ومن أهم فوائده:

  • سهل طريق رأس الرجاء الصالح الملاحة البحرية من أوروبا إلى آسيا عبر السواحل الأفريقية.
  • قلل من معدلات الخطورة التي كانت تتعرض لها رحلات التجارة البحرية.
  • كما حافظت على البضائع من التلف بسبب العواصف التي كانت تواجه تلك الرحلات.
  • بالإضافة إلى أن طريق رأس الرجاء الصالح زاد من نفوذ البرتغاليين.
  • أنعش اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح حركة الاقتصاد البرتغالي والأوروبي بعد أن كان يعاني من الأزمات بسبب شح الموارد الطبيعية للبرتغاليين والأوروبيين.
  • خفض اكتشاف رأس الرجاء الصالح التكاليف الباهظة التي كان يتحملها التجار بسبب  تجمع البضائع لفترات طويلة على سواحل الإسكندرية والبندقية.

اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح

اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في القرن الخامس عشر الميلادي على يد البحار البرتغالي فاسكو ديجاما، مرت عملية اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح بعدة محطات من قبل الرحالة الأوروبيين استغرقت حوالي ثلاثة وسبعين عامًا نوجزها فيما يلي:

المحطة الأولى

  • واستمرت تك المحطة حوالي عشر سنوات من سنة 1424 إلى 1434م.
  • وبدايتها الرحلة البحرية التي قطعها هنري الملاح عام 1424م
  • وتميزت تلك المرحلة الأولى بالكثير من رحلات الأوروبيين والبرتغاليين على وجه التحديد حول سواحل الغرب الأفريقي والجزر والمدن المحاذية لتلك السواحل.

المحطة الثانية

  • واستمرت تلك المحطة حوالي ثمانية وعشرين عامًا من سنة 1434 إلى 1462 م.
  • وأثناء تلك المرحلة توسع البرتغاليون في رحلاتهم البحرية حيث اكتشفوا الساحل الغربي الأفريقي.
  • واستطاع الوقوف على نهر السنغال وتابعوا رحلاتهم وصولاً إلى الرأس الأخضر حيث توفي هنري الملاح، غير أن الرحلات لم تتوقف بل استمرت بعد ذلك.
  • واستمروا في مغامراتهم البحرية حتى أقاموا قلعتهم المعروفة باسم الميناء على السواحل الغربية.

المحطة الثالثة

  • واستمرت تلك المحطة اثني عشر عامًا من عام 1470 وحتى عام 1482 م.
  • وقد استمر الوضع حوالي عشر سنوات من التوتر بين البرتغاليين وبعض القبائل الغرب أفريقية لدى بناء البرتغاليين قلعتهم هناك فاستفز ذلك مشاعر القبائل، فعزف البرتغاليون خلالها عن القيام بأية رحلات بحرية في أفريقيا، إلى أن توصلوا لاتفاق فيما بينهم.
  • واستأنفت الرحال من قبل البرتغاليين عام 1470 م حتى وصلوا إلى سواحل غانا واستمروا حتى وصلوا إلى ما يعرف برأس كاترين في جنوب خط الاستواء بنحو دائرة عرض خمسة وعشرين درجة.

المحطة الرابعة

  • وقد استمرت تلك المحطة خمس عشرة سنة من عام 1482 إلى 1497م.
  • وقد استطاع الرحالة البرتغالي دبجو كام وبارتولوميو أن يصل إلى نهر الكونغو ثم واصل حتى رأس سانت ماريا الواقعة عند خط عرض اثني عشر جنوب الاستواء.
  • ثم واصل المغامر البرتغالي دياز وكان الهدف الاستيلاء على ثروات الهند وإقامة مملكتهم قريبًا من الساحل الغربي الأفريقي لسهولة الوصول إلى الهند ونقل البضائع بسهولة إلى أوروبا.

المحطة الخامسة

  • وهي تمثل المحطة الأخيرة والهامة وقد استمرت ثلاث سنوات من بداية عام 1497 إلى آخر عام 1499م وهي الرحلة التي قام بها فاسكو ديجاما الرحالة البرتغالي الشهير الذي ينسب إليه الفضل في اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.
  • وقد قاد فاسكو دي جاما برحلة ضخمة عام 1497م تحتوي على أربعة سفن بحر، ومائة وثمانية عشر بحارًا، وقد حمل معه أحدث المعدات وأفضل الأجهزة المتاحة حينئذٍ.
  • وقد بدأ رحلته من نهر تاجوس وواصل حتى الرأس الأخضر، وانطلق سالكًا طرقًا غير التي سلكها السابقون من الرحالة بعيدًا عن الساحل الأفريقي.
  • وواصل فاسكودي جاما رحلته حتى وصل إلى ما يعرف بنهر النحاس، ثم تابع إلى الموزمبيق فقابل هناك بعض العرب والمسلمين الذين حكوا له عن ابن ماجة الرحالة العربي الذي واصل رحلاته جنوبًا حتى رأس العواصف، وقد استمد منهم معلومات هائلة استطاع من خلاله الوصول في النهاية إلى اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح عام 1499م.

وفي ختام مقالنا عن اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح نكون قد ذكرنا بالتفصيل كل ما يخص هذا الطريق الذي كان حدثًا فريدًا وحيويًا حتى حفر قناة السويس، وقد ذكرنا في المقال أهمية طريق رأس الرجاء الصالح، ومراحل اكتشافه وإسهامات العرب في ذلك الاكتشاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى