سد يبنى حاليا في اثيوبيا فطحل
سد يبنى حاليا في اثيوبيا فطحل يقع على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول قماز قريبًا من الحدود الإثيوبية السودانية على بعد يتراوح ما بين 20 إلى 40 كم، وعندما يكتمل إنشائه سيصبح أكبر سد كهرومائي بالقارة الإفريقية، والعاشر على مستوى العالم في قائمة أكبر السدود إنتاجًا للكهرباء، ويوجد قلق عند الخبراء المصريين بخصوص تأثيره على تدفق مياه نهر النيل وحصة مصر المتفق عليها، لذا سنوضح في هذا المقال كافة المعلومات عن سد يبنى حاليا في اثيوبيا فطحل عبر موقع البلد
سد يبنى حاليا في اثيوبيا فطحل
أعلنت إثيوبيا في شهر فبراير 2011 قيامها بإنشاء سد بوردر علي النيل الأزرق، والمعروف بسد هيداسي علي مسافة تتراوح ما بين 20 إلى 40 كم من الحدود السودانية بمقدار سعة تخزينية 16.5 مليار متر مكعب، وقد تم اسناده لشركة ساليني الإيطالية بالأمر المباشر، وسمي بمشروع “إكس”، ثم تغير الاسم إلي “سد الألفية الكبير”، ووضع حجر أساسه في الثاني من إبريل 2011، ثم تغير الاسم لثالث مرة في نفس الشهر ليصبح سد النهضة الإثيوبي الكبير، وذلك السد هو أحد السدود الرئيسية الأربعة التي اقترحتها دراسة مكتب الاستصلاح الأمريكي USBR
التسلسل الزمني لبناء السد
كان التسلسل الزمني لبناء سد النهضة على النحو التالي:
- (1956 إلى 1964) تم تحديد موقع سد النهضة الكبير الإثيوبي النهائي بواسطة مكتب الولايات المتحدة للاستصلاح، أثناء عملية مسح للنيل الأزرق تم إجرائها في تلك الفترة من غير الرجوع إلى مصر طبقًا لاتفاقية 1929م.
- (أكتوبر 2009 إلى أغسطس 2010) أجريت الحكومة الإثيوبية عملية مسح للموقع.
- (نوفمبر 2010) تم الانتهاء من تصميم السد.
- 31)مارس 2011)، بعد يوم من الإعلان عن المشروع، منح عقد قيمته 4.8 مليار دولار للشركة الإيطالية ساليني دون تقديم عطاءات تنافسية.
- 2) أبريل 2011)، قام رئيس وزراء إثيوبيا السابق “ملس زيناوي” بوضع حجر الأساس للسد، وتم إنشاء كسّارة للصخور بجانب مهبط للطائرات الصغيرة للنقل السريع.
- 15)أبريل 2011)، قام مجلس الوزراء الأثيوبي بإعادة تسمية السد بسد النهضة الأثيوبي الكبير، حيث كان سابقًا يطلق عليه “مشروع إكس” وبعد أن تم الإعلان عن عقود المشروع سمي باسم “سد الألفية”.
- (مايو 2011)، أعلنت أثيوبيا أنها ستتقاسم مخططات السد مع مصر؛ لتستطيع دراسة تأثير السد على المصب.
- (مارس 2012)، قامت الحكومة الأثيوبية بالإعلان عن ترقية لتصميم محطة توليد كهرباء السد، ورفعها من 5250 ميجاوات إلى 6000 ميجاوات.
- (يوليو 2024)، التاريخ المقرر فيه أن يتم الانتهاء من المشروع.
الموقع الجيولوجي للسد
يقع السد في منطقة مليئة بالصخور المتحولة التي تعود لحقبة ما قبل الكمبري، وتشبه في تكوينها جبال البحر الأحمر المليئة بالمعادن والعناصر الهامة، مثل الحديد والنحاس، والذهب والبلاتين، ومحاجر الرخام، وهناك العديد من العوامل الجيولوجية والجغرافية التي تتسبب في فشل عديد من المشروعات المائية بدول منابع نهر النيل بشكل عام وأثيوبيا بشكل خاص، ومنها ما يلي:
- صعوبة التضاريس، حيث الأودية الضيقة والعميقة والجبال المرتفعة، وما تؤدي إليه من صعوبة في نقل المياه من مكان لآخر عند تخزينها.
- انتشار الصخور البركانية البازلتية، خصوصًا في أثيوبيا، وهي صخور سهلة التعرية بسبب الأمطار الغزيرة، كما أنها ضعيفة هندسيّا لا تتحمل إقامة سدود عملاقة، كما تؤثر هذه الصخور أيضًا في نوعية المياه، خصوصًا في البحيرات، حيث تزيد من نسبة ملوحتها كما في البحيرات الأثيوبية الواقعة في منطقة الأخدود في كلًا من كينيا وإثيوبيا وتنزانيا، والتي تمثل عائقا أيضًا في تكوين مياه جوفية.
- التوزيع الغير متجانس للأمطار، سواء المكاني أو الزمني.
- زيادة معدلات التبخر، حيث يصل متوسطها إلى حوالي 80% من مياه الأمطار، مثل معظم القارة الإفريقية.
- انجراف التربة وزيادة التعرية، بسبب انتشار الصخور الضعيفة، وانحدارات سطح الأرض الشديدة، وغزارة الأمطار، إلى جانب زيادة نسبة إزالة الغابات مع ارتفاع عدد السكان.
- يحد حوض النيل مرتفعات كبيرة في دول المنابع تمنع إمكانية نقل مياه النيل للأماكن التي تعاني من نقص المياه، خصوصًا في موسم الجفاف، ويتّضح ذلك جليّا في كلًا من كينيا وأثيوبيا وتنزانيا.
- عدم ملائمة الزراعة المروية لدول الحوض؛ وذلك بسبب صعوبة التضاريس، وعدم إمكانية نقل المياه سطحيًا.
- وجود الأخدود الإفريقي في كافة دول المنابع، وما يتسبب فيه من تشققات وفوالق ضخمة، ونشاط زلزالي وبركاني قد يؤثر في المشروعات المائية خصوصًا في إثيوبيا.
- التغيرات المناخية التي قد تتسبب في الجفاف في بعض الأماكن، وسقوط أمطار في أماكن أخرى.
تصميم السد
سيكون السد طويل القامة، يصل ارتفاعه إلى 170 مترًا، وعرض 1.800 متر، وسيكون له محطتين لتوليد الطاقة على جانبي قناتي تصريف المياه، وستحتوي كلًا منهما على 8 × 350 ميجاوات من المولدات وتوربينات فرانسيس، ولدعم السد سوف يكون الخزان بطول 5 كم، وارتفاع 50 مترًا، وسوف يسع خزان السد لحجم 74 مليار م3 من المياه.
وحدات إنتاج الكهرباء
يضم تصميم السد 16 وحدة كهربائية، قدرة كلًا منها 350 ميجاوات، وهي عبارة عن عشرة توربينات من نوعية عنفة فرنسيس على جانب قناة التصريف الأيسر، و6 توربينات أخري من نفس النوعية على الجانب الأيمن، بإجمالي 6.450 ميجاوات، مما جعل سد النهضة في المركز الأول على مستوى أفريقيا والعاشر عالميًا بقائمة أكبر السدود إنتاجًا للكهرباء.
ويتوقع أن يكون التدفق السنوي للنيل الأزرق المتاح لتوليد الطاقة 1.547 م 3/ ثانية، ما يؤدي لتوقع سنوي لتوليد الطاقة مقداره 16.153 جيجا وات/ ساعة، وهو ما يتوافق مع عامل السعة للمحطة 28.6٪.
التكلفة والتمويل
تبلغ تكلفة سد النهضة حوالي 4.8 مليار دولار أمريكي، ويتوقع أن تصل عند نهاية المشروع إلي 8 مليار دولار أمريكي، للتغلب علي المشكلات الجيولوجية التي ستواجه المشروع، وأعلنت الحكومة الإثيوبية أنها ستقوم بتمويل كامل لتكلفة السد بنفسها بعد أن اتهمت مصر بأنها تقوم بتحريض الدول المانحة بعدم المشاركة، وأصدرت سندات تستهدف الإثيوبيين في الداخل والخارج لهذا الهدف، حيث أن التوربينات والمعدات الكهربية المرتبطة بها من محطات الطاقة الكهرومائية تكلف 1.8 مليار دولار، ويقال أن التمويل سيكون من قِبِل البنوك الصينية.
وذلك من شأنه ترك 3 مليارات دولار يتم تمويلها من الحكومة الإثيوبية ومن وسائل أخرى، تُقدر تكلفة البناء بحوالي 4.8 مليار دولار، باستثناء تكلفة خطوط نقل الطاقة الكهربائية، ويتوافق ذلك مع أقل من 15% من الناتج المحلي الإجمالي لإثيوبيا البالغ 41.906 مليار دولار في سنة 2012.
الآثار البيئية والاجتماعية
سنتعرف على الآثار البيئية والاجتماعية للسد على إثيوبيا ومصر والسودان:
1- التأثير على إثيوبيا
يؤثر السد على إثيوبيا على النحو التالي:
- حيث أن النيل الأزرق هو نهر موسمي للغاية، فالسد سيقلل من حدوث الفيضان، بما في هذا 40 كم من داخل إثيوبيا، فمن جهة سيقوم السد بالحد من حدوث الفيضانات وحماية المستوطنات من الأضرار الناتجة عن الفيضانات، ومن جهة أخرى، فالسد قد يكون ضارًا، حيث سيقلل نسبة الزراعة نتيجة انحسار الفيضانات بوادي النهر للمصب، وبالتالي سوف يحرم الحقول من الماء.
- يقدر أن حوالي 5.110 شخص على الأقل سوف يتم إعادة توطينهم ونقلهم من منطقة الخزان ومنطقة المصب، كما يتوقع أن يؤدي السد لتغيير كبير في مصايد الأسماك، وطبقًا لباحث مستقل قام بإجراء أبحاث في منطقة بناء السد، سيتم نقل 20.000 شخص، وطبقًا لنفس المصدر، فيوجد خطة لنقل هؤلاء الذين تم إعادة توطينهم ونقلهم، وإعطائهم أكثر مما هو متوقعًا في التعويض.
- لم يسبق للسكان المحليين أن شاهدوا السد قبل ذلك، بالرغم من اللقاءات المجتمعية التي قد تم إبلاغ المتضررين لها عن آثار السد على مصادر رزقهم، وباستثناء عدد من كبار السن، ومقابلات مع جميع السكان المحليين تقريبًا، أعربوا جميعًا عن أملهم في أن يجلب المشروع بعض المنافع لهم وذلك من حيث الخدمات الصحية والتعليم أو إمدادات الكهرباء، وذلك وفقًا للمعلومات المتاحة لهم.
2- التأثير على مصر والسودان
تأثير السد على دول المصب ليس معروف، وهناك مخاوف من تأثير السد على مصر والسودان وذلك على النحو التالي:
- مصر تخشى من حدوث انخفاض مؤقت من توافر المياه بسبب فترة ملئ الخزان، وانخفاض دائم نتيجة التبخر من خزان المياه، حيث يبلغ حجم الخزان ما يعادل التدفق السنوي لنهر النيل تقريبًا على الحدود السودانية المصرية، ومن المرجح أن تنتشر تلك الخسارة لدول المصب على مدى عدة أعوام.
- ورد أنه بمليء الخزان قد يُفقد من 11 إلى 19 مليار متر مكعب من المياه كل عام، مما سيسبب خسارة دخل 2 مليون مزارع خلال فترة ملئ الخزان.
- يزعم أن فترة ملئ الخزان ستؤثر على امدادات الكهرباء في مصر بنسبة تتراوح ما بين 25 % إلى 40 %.
- سد النهضة الإثيوبي الكبير قد يؤدي إلى خفض دائم بمنسوب المياه في بحيرة ناصر، إذا قد تم تخزين الفيضانات بدلًا من ذلك في إثيوبيا، مما قد يؤدي إلى تقليل التبخر الحالي إلى ما يزيد عن 10 مليارات متر مكعب سنويًا، ولكن سيقلل من قدرة السد العالي بأسوان على إنتاج الطاقة الكهرومائية لكي تصل قيمة الخسارة إلى 100 ميجاوات نتيجة انخفاض مستوى المياه بالسد بمقدار 3 متر.
- يعتبر ملف نهر النيل من الملفات المهمة بالنسبة لمصر منذ سنين، حيث حدثت العديد من التوترات في العلاقات المصرية مع دول حوض نهر النيل خصوصًا في التسعينات من القرن الماضي، وقد كانت تلك العلاقات بين التحسن والتوتر من فترة إلى أخرى، وذلك بسبب سوء الإدارة المصرية لذلك الملف الذي يعد من أهم الملفات التي تؤثر على مصر، والإهمال المصري المستمر لملف النيل سواء على مستوى الرئاسة أو الخارجية المصرية، وعلى مستوى الاستثمار أيضًا.
- تسعى مصر إلى التنسيق مع دول حوض النيل فيما يخص المشروعات التي ستقيمها، لأن تلك المشروعات قد تؤثر على حصة مصر من المياه، كما تسعى مصر إلى تأمين مصادر الطاقة على مجرى النيل؛ لتأمين التنمية الزراعية والصناعية وغيرها.
- يعتبر نهر النيل من أهم مصادر التنمية لمصر، واستقرار النيل يعنى استقرار مصر وأمنها؛ نظرًا لأن المياه هي المورد الاستراتيجى لمصر، والصراع القادم سيكون من أجل المياه.
- سوف يحتفظ السد بالطمي، وبالتالي فسيتم زيادة فترة الحياة والاستفادة من السدود بأسوان مثل السد العالي في أسوان بمصر، وسد الروصيرص، وسد مروي، والسد سنار.
- إن الآثار المفيدة والضارة للسيطرة على الفيضانات سوف تؤثر على الجزء السوداني من النيل الأزرق، كما سيؤثر على الجزء الإثيوبي من النيل الأزرق لمصب السد.
وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وذلك بعد أن تم توضيح كافة المعلومات عن سد يبنى حاليا في اثيوبيا فطحل بكل تفاصيله، ونرجو أن ينال المقال على إعجابكم.