ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين
ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟ وما هي شروط قبول التوبة؟ يعد سب الدين من الأفعال المحرمة في الدين الإسلامي التي يقوم بها بعض الأفراد، وقد أتفق جميع علماء الدين بهذا الأمر، لكن هناك البعض يبحث عن الأفعال الواجبة لله تعالى عند ارتكاب هذا الفعل المُحرم، لذا من خلال موقع البلد سنوضح ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟
ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين
لم يختلف علماء الشريعة الإسلامية في تحريم الدين الإسلامي لسب الدين، وأوضحوا أن الشخص الذي يقوم بسب الدين هو خارج عن ملة الإسلام إذن هو كافر ومرتد عن الإسلام، حيث يبين الله عز وجل حكم سب الدين في كتابه العزيز، يقول الله تعالى في سورة التوبة:
“وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)”.
تعد الآيات السابقة تصريح صريح من الله عز وجل أن الذي الرجل الذي يقوم بسب الدين أو الرسول، فهو كافر خارج عن ملة الإسلام، ويوجد بعض الأفراد تريد التوبة بعد قيامها بسب الدين في بعض حالات الغضب التي تمر بها.
فأوضح الشيخ محمود شلبي أحد أمناء لجنة الفتوى داخل دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية لم توضح كيف يتم التكفير عن سب الدين، لكن يُتفق على الإجابة على سؤال ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟ بالتوبة إلى الله تعالى، لكنه أوضح أن التكفير عن سب الدين، يمكن أن يتم من خلال الكثير من الاستغفار.
بالإضافة إلى التوبة إلى الله عز وجل، وعدم فعل هذا الأمر ثانية والرجوع والتوبة عن هذه الأفعال المعروفة، وعلى الرغم من تكفير الله للأفراد التي تقوم بسب الدين، إلا أنه يوجد مجالًا للتوبة إلى الله عز وجل عن هذا الفعل المحرم، وذلك يرجع إلى قول الله تعالى في سورة النساء الآية 53:
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ“
، وهذا يدل على رحمة الله الواسعة العباد التي تقوم بارتكاب المعاصي، وفتح المجال أمامهم للتوبة، وقبول الله التوبة منهم، لذلك يجب على الفرد الذي قام بسب الدين أن يتب إلى الله عز وجل توبة نصوحة.
شروط قبول التوبة
يوجد بعض الشروط التي يجب أن تتوفر ليتم قبول الله التوبة من الشخص التائب، وتتمثل هذه الشروط الخمسة في النحو التالي:
1- أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى
يعد الإخلاص في نية التوبة من الشروط التي يجب اتباعها حتى يتم قبول توبة من قام بسب الدين، وهو أن تكون التوبة خوفًا من الله وسوء عاقبة الأمر الذي فعله، وليس خوفًا على الشكل أمام العباد أو الخوف من المخلوق.
2- الندم على القيام بهذا الفعل
من الشروط المهمة أيضًا التي تم وضعها حتى يقبل الله عز وجل التوبة من الشخص الذي قام بسب الدين، هو الندم على القيام بهذا الفعل، وأن يراه ذنبًا كبيرًا يجب التكفير عنه، والتخلص منه أمام الله عز وجل.
3- الإصرار في الإقلاع عن الذنب
في إطار التعرف على ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟ بالتوبة إلى الله تعالى، لكن يلزم على التائب أن يكون لديه الإصرار في الإقلاع عن ارتكاب هذا الفعل المحرم والابتعاد عنه تمامًا.
4- العزم على عدم العودة إلى نفس الفعل
يلزم حتى يتم قبول التوبة عن ارتكاب المعاصي أو الأفعال المحرمة، أن يكون للتائب العزم المؤكد في عدم العودة إلى تلك الأفعال المحرمة مرة أخرى في حياته.
5- أن يكون هذا وقت قبول التوبة
عند فوات الأوان لا يتم قبول التوبة من الفرد، ويوجد نوعان من فوات وقت القول، والنوع الأول هو فوات وقت القبول العام وهو وقت طلوع الشمس من المغرب وذلك لقول الله عز وجل في سورة الأنعام:
“هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ“، وهذا يعني لا يتم قبول التوبة عند شروق الشمس من المغرب.
أما عن النوع الثاني هو فوات وقت القبول الخاص، وهو وقت أجل الإنسان أي أن عندما يحضر الأجل إلى صاحبه لا منفعة من توبته، ولا يتم قبولها، وذلك لقول الله تعالى في سورة النساء:
“وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا“
، ويقبل الله عز وجل الدعوة من الأفراد التائبة عند توافر تلك الشروط الخمسة السابقة للتوبة.
حكم سب الدين عند المالكية
بعد الإجابة على سؤال ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟ نتعرف على حكم سب الدين عند المالكية، حيث نصت أيضًا أن الحكم على من يسب الدين هو خارج عن الدين وملة الشرعية الإسلامية، رجوعًا إلى فتاوى الشيخ عليش المالكي.
الذي يقول: أن سب الأحكام التي شرعها الله عز وجل لعباده المؤمنين، أو سب أحاديث النبي الشريف صلى الله عليه وسلم، أو عند سب الشريعة المطهرة من الأمور التي تخرج المسلم من الدين الإسلامي وهو قطعًا كافر.
حكم سب الدين أثناء الغضب
بعدما ذكرنا ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟ نأتي إلى أحكام الدين الإسلامي في السب أثناء الغضب، حيث قسم الفقهاء حالات الغضب إلى ثلاثة حالات التي تظهر في النقاط التالية:
- المرحلة الأولى: هي حالة الغضب التي تصل إلى فقدان العقل، وعدم التمييز بين الأفعال التي يقوم بها، في هذه الحالة يتم الحكم عليه مثلما يتم بالحكم على المجانين، أي لا يصدر على سبه أي حكم.
- الحالة الثانية: وهو سيطرة الغضب سيطرة تامة على صاحبها، واختلف الفقهاء في هذه الحالة وأصدر البعض حكم المجبر في القيام بهذا الفعل ولا تصدر نحوه أي أحكام، والبعض الآخر من الفقهاء ذهب إلى وعيه التام بما يصدر عنه من أقوال، وتم إصدار حكم تكفيره في هذه الحالة.
- الحالة الثالثة: هي تعرض الفرد للغضب العادي أي لا يكون معه أي شعور بالضيق التي تفقده السيطرة على نفسه، وفى هذه الحالة أتفق جميع الفقهاء في إصدار حكم التكفير لِمن يقوم بسب الدين، حيث تم صدور الأمر عنه بإرادته، وتقع عليه عقوبة التكفير كما تقع على العاقل.
حكم سب الدين على الزوجين
أصدر الدين الإسلامي حكم تكفير من يقوم بسب الدين، لذلك الرجل الذي يقوم بسب الدين تكون زوجته طالق منه إلى أن يعود عن فعلته، والتوبة إلى الله عز وجل، عندما يتوب الرجل إلى الله قبل انتهاء العدة تعود إليه الزوجة دون عقد زواج جديد.
لكن إذا فات الأوان واستوفت زوجته شهور العدة، ورجع الزوج عن فعلته وتاب إلى الله، عليه أن يتزوج زوجته بعقد زواج جديد، حيث إن الرجل الذي قام بسب الدين في حكم الكافر، ولا يجوز في الإسلام أن تعاشر المرأة المسلمة رجل غير مسلم.
يجب على المسلم بعد ارتكاب إحدى الأفعال المحرمة والتي تُعتبر سب الدين أكبرها أن يُخلص التوبة إلى الله عز وجل، فهي من أهم الأفعال التي يجب أن يفعلها قبل فوات الوقت.