الكوكب الرابع بعدا عن الشمس
الكوكب الرابع بعدا عن الشمس، أو ما يطلق عليه اسم كوكب المريخ، يأتي في المرتبة الرابعة بعد عطارد وزهرة والأرض، ويأتي في المرتبة الثانية قربا من كوكب الأرض بعد الزهرة، ويبعد من الشمس ب 228.53 مليون كم تقريبا، ويحتل المرتبة السابعة من حيث كتلته وحجمه، حيث أن كوكب الأرض تعادل ضعف حجم المريخ، وهو كوكب صخري، يشبه إلى حد كبير كوكب الأرض لاحتوائه على الفصول الأربعة ووجود طبقات جليدية في قطبيه الشمالي والجنوبي.
يعود أصل تسميته إلى الرومان القدامى، ونسبوا تسميته إلى إله الحرب لديهم، نظرا للونه الأحمر الذي يرمزون إليه بالدم، في حين أن السبب الرئيسي في تسميته يعود إلى لون الصدأ المنبعث من أكسيد الحديد الموجود في أتربته وصخوره.
خصائص الكوكب الرابع بعدا عن الشمس
كما سبق وأن ذكرنا أن الكوكب الرابع بعدا عن الشمس هو كوكب المريخ، إذن دعونا نتعرف على أهم خصائص هذا الكوكب الذي يطلق عليه اسم الكوكب الأحمر، المليء بالأسرار التي نكتشفها من خلال الرحلات التي يقودها رواد الفضاء، وتفسيرات العلماء التي تترجم أهم النتائج التي توصلوا إليها.
خصائص كوكب المريخ تتمثل فيما يلي:
-
مناخ المريخ:
إن بعد كوكب المريخ عن الشمس يجعله أكثر برودة مقارنة بدرجه برودة الأرض، حيث تم تسجيل درجة الحرارة على هذا الكوكب 60 درجة مئوية تحت الصفر، وان انخفاض درجات الحرارة يعود إلى كون هذا الكوكب بعيدا عن الشمس التي تمدنا ب أشعتها الدافئة.
-
وجود قمرين في المريخ:
لم يستطع العلماء أن يحددوا طريقة تشكل هاذين الكوكبان، حيث يجزم بعضهم أن السبب راجع إلى فعل جاذبية كوكب المريخ التي قامت بجذبهما إليه.
تعود تسمية هذين القمرين إلى الإله آريس وهو إله الحرب لدى الرومان القدامى، أولهما يسمى ديموس ويعني الهروب، والثاني يدعى فوبوس ويعني الخوف.
-
تضاريس كوكب المريخ:
يعد كوكب المريخ هو الكوكب الأكثر بعدا عن الشمس، حيث أن سطحه مغطى بالغبار الأحمر، ولأن المريخ هو كوكب صخري فنجد أنه يحتوي على عدد كبير من البراكين والبحيرات الجافة والأخاديد، حيث أن أكبر بركان في المجموعة الشمسية يتواجد على سطحه يدعى أوليمبوس مونس.
-
سمك قشرة المريخ:
يعتبر كوكب المريخ الكوكب الأكثر صلابة في المجموعة الشمسية، حيث يبلغ سمك طبقاته الخارجية التي تغلفه إلى 50كم حسبما قدره العلماء، وإذا ما تم مقارنة سمك مع سمك قشرة كوكب الأرض نجد أنها أكثر صلابة، وهذه الأخيرة قدرها العلماء ب 40 كم.
-
المريخ الكوكب الأحمر:
إن ارتفاع نسبة أكسيد الحديد بشكل كبير في تربة كوكب المريخ حيث أنها تشمل مساحات كبيرة وواسعة، هذا ما يجعل لون هدا الكوكب أحمرا وذلك أبرز ما يميزه، إلى جانب وجود عواصف ترابية ورملية على سطحه تتكرر بعدد كبير خلال السنة، مما يؤدي إلى تكون هالة حمراء اللون من هذه الأتربة ذات أكسيد الحديد.
-
أكبر بركان في المجموعة الشمسية:
لقد أجريت دراسة مفادها أن فوهة البركان المتواجد على سطح المريخ يبلغ قطرها 600كم، في حين أن مساحته تفوق هذا الرقم بكثير، مما يجعل المريخ يحتوي على أكبر بركان في المجموعة الشمسية يدعى اوليمبوس مونس والذي نظن العلماء انه خامد.
-
أطول وادي على كوكب المريخ:
يمتلك المريخ أودية كثيرة ومتعددة، وهي أكثر طولا من تلك المتواجدة على سطح الأرض، إذا فهو يحتوي على أطول وادي على الإطلاق في المجموعة الشمسية يدعى وادي البحارة، حيث يبلغه طوله 4000 كم وحوالي 7 كم عمق.
-
أعلى قمة في المريخ:
يعتبر جبل اوليمبوس مونس أكبر جبل في النظام الشمسي حيث يبلغ طوله 27 كم، أي أن هذا الطول يمثل 3 أضعاف طول قمة جبل ايفريست وهي أطول قمة موجودة على سطح الأرض، ويبلغ عرض قاعدته 603 كم، وهذا من أهم خصائص كوكب المريخ.
الفصول في الكوكب الرابع الأكثر بعدا عن الشمس
اليوم الشمسي هو اسم يطلق على اليوم على كوكب المريخ، حيث يصل طول اليوم الشمسي إلى 24.6 ساعة، وهي المدة الزمنية الضرورية حتى يلف المريخ حول محوره، كما أن الفصول الأربعة تتداول على كوكب المريخ، حيث يحدث فصلي الربيع والصيف نتيجة ميلان احد نصفي الكوكب باتجاه الشمس، ما يعني حلول فصلي الشتاء والخريف في النصف الآخر من الكوكب، والعكس صحيح.
يستقبل الكوكب الرابع بعدا عن الشمس إشعاعا بنسبة متساوية في لحظتين محددتين من كل عام، وتسمى الاعتدال.
إن بعد الكوكب عن الشمس يؤثر على الفصول الأربعة حيث أنها تختلف عن الفصول في كوكب الأرض، كما أن معدل احتباس الحرارة بداخله قليل جدا، بسبب أن الغلاف الجوي لكوكب المريخ رقيق للغاية.
إن المسافة الهائلة بين الشمس والمريخ والتي تقدر بحوالي 228.53 مليون كم يجعل كوكب المريخ يستغرق وقتا أطولا لإتمام مداره، وبالتالي فإن السنة تكون أطول على هذا الكوكب وتقدر بحوالي 669.6 يوما شمسيا، وهذا ما يكافئ 687 يوما على كوكب الأرض، كما أن فصلي الشتاء والخريف اقصر من فصلي الصيف والربيع وذلك في النصف الشمالي للكوكب.
تركيب الكوكب الرابع بعدا عن الشمس
ككل الكواكب، فإن كوكب المريخ (الكوكب الرابع بعدا عن الشمس) يحتوي على مكونات تشكله، سوف نستعرضها وإياكم، والتي تتمثل في وجود 3 طبقات وهي القشرة والغلاف واللب.
- القشرة:
تحتوي القشرة على صخور البازلت مثل قشرة الأرض والقمر تماما، كما يوجد صخور الانديزينت البركانية، ويبلغ سمكها 50 كم تقريبا.
- الستار:
يتراوح سمك طبقة الستار بين 1.4-1.9 ألف كم، حيث أنها تحتوي على الحديد والأوكسجين والسيليكون والمغنيزيوم، كما نلاحظ وجود صخور البريدوديت على طبقة ستار كوكب المريخ كما هو الأمر بالنسبة لطبقة ستار كوكب الأرض.
- اللب:
يتراوح قطره بين 2.9-3.9 ألف كم، وهذا ما يشكل نصف مساحة كوكب المريخ كما يعتقد العلماء، فهو يتشكل بنسبة عالية من النيكل والكبريت والحديد، وقد يكون هنالك تباين في طبيعة هذا اللب، إما أن يكون مركزه عبارة عن حديد صلب وسطحه الخارجي سائلا، أو إمكانية كونه سائلا بشكل كلي.
الكوكب الرابع بعدا عن الشمس وفرضية وجود الماء فيه
إن منظر المريخ يوحي إلى عدم وجود الماء بشكل سائل، وذلك يعود إلى برودة غلافه الجوي وسمكه، إلا أن العلماء توصلوا إلى مؤشرات ودلائل تثبت أن المسطحات المائية السائلة كانت موجودة بالفعل منذ مليارات السنين، على شكل أخاديد وبحيرات وقيعان ومختلف شبكات الأنهار، مما يدل على أن غلاف كوكب المريخ الجوي طرأ عليه عدة تغيرات عملت على تغيير خصائصه، حيث يعتقدون انه كان أكثر سماكة مما يسمح للمياه بالمحافظة على حالتها السائلة وعلى سريانها على الكوكب الرابع بعدا عن الشمس.
الكوكب الرابع بعدا عن الشمس وإمكانية العيش فيه
فرضية وجود الحياة على الكوكب الرابع بعدا عن الشمس تشغل بال العديد من العلماء، حيث أنهم يعتقدون أن وجود الماء قبل ملايين السنين يوحي بإمكانية وجود حياة على سطح المريخ، إلى جانب العديد من الأودية الممتدة، وسلسلة جبال تشبه إلى حد كبير الجبال الموجودة على كوكب الأرض.
وبهذا نكون قد أتينا إلى نهاية هذا المقال ونحن قد تعرفنا على الكوكب الرابع بعدا عن الشمس، وأدركنا جميع خصائصه، ودرسنا إمكانية العيش فيه من عدمها، ولاتزال الدراسات قائمة تحت إشراف العديد من العلماء للتوصل إلى كل ما هو جديد يخص هذا الكوكب الأحمر.