نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية
نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية من أهم الموضوعات المنتشرة حاليًا؛ نظرًا لارتفاع الوعي عند البشر وبالتالي زيادة الفئة الراغبة في التعلم، لذلك سوف نتعرف اليوم من خلال موقع البلد الإلكتروني على أهم نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية ومفاهيمها وأهم النصائح لتطبيقها بأعلى جودة وفعالية.
المقصود بالتعلم
قبل أن نبدأ في الحديث عن نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية لابد أن نتعرف على مفاهيم التعلم وتعريفاته وعناصره وشروطه فيما يلي:
- التعلم: عبارة عن عملية تراكمية منتظمة مستمرة، يحصل فيها الفرد على مهارات وسلوكيات جديدة التي من الممكن أن تساعده على أن يتكيف مع البيئة المحيطة به، بالإضافة إلى مساعدته على مواجهة العقبات التي تقابله بطريقة متكررة مستمرة، وبالتالي يتمكن من الفهم العميق المنضبط للسلوك الإنساني.
- من الممكن أيضًا أن نقوم بتعريف التعلم على أنه عبارة عن النشاط الذي يقوم به الأفراد من أجل الحصول على المعارف والسلوكيات والمهارات التي عن طريقها يقوم بإشباع رغباته ودوافعه؛ ولذلك وجدت نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية.
ما هي عناصر التعلم؟
ما هي شروط التعلم؟
يرشح لك موقع البلد الإطلاع على: تعريف تكنولوجيا التعليم وما هي مكوناتها ومصادرها ؟
نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية
نظريات التعلم عبارة عن مجموعة جديدة من النظريات التي بدأت في أوائل القرن العشرين، وبعدها بدأت تتطور وتتقدم حتى عصرنا الحالي، وهي تتضمن الكثير من النظريات ومنها نظرية التعلم السلوكية، ونظرية التعلم البنائية، ونظرية التعلم الجشطالتية، وأيضًا نظرية التعلم المعرفية “وهي النظرية الحديثة ضمن علم النفس الذاتي”، وسنذكر في موضوعنا نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية فيما يلي:
أولًا: نظرية التعلم السلوكية أو الإجرائية
- بدأت المدرسة السلوكية في الظهور في عام 1912م في الولايات المتحدة ومن أشهر المؤسسين لها “جون واطسون”.
- أساس هذه النظرية يعتمد على مفهوم السلوك عن طريق علاقته مع علم النفس، ويعتمد أيضًا على القياس التجريبي، وبالتالي لا يوجد أي اهتمام بما هو تجريدي والذي لا يمكن قياسه.
- تأثرت هذه المدرسة بأفكار “ثورندايك”: وهو من رأى أن التعلم عبارة عن عملية يتم عن طريقها إنشاء روابط في الجهاز العصبي، وما يحفزها هو المنبه المثير وأيضًا الأعصاب الحركية التي تقوم بتنبيه العضلات ومن أجل ذلك تمنحنا استجابات الحركة.
- كما أن ثورندايك اعتقد أن آلية التعلم تحصل تبعًا لاثنين من القوانين هما:
مفاهيم النظرية الإجرائية
- مفهوم السلوك: عبارة عن استجابات تنتج عن مثيرات ومحفزات خارجية سواء كانت اجتماعية أو طبيعية.
- مفهوم المثير والاستجابة: يعني أنه توجد علاقة شبه ميكانيكية بين استجابات الكائنات الحية والمثيرات.
- مفهوم الإجراء: يعرف أيضًا بالسلوك الإجرائي، وذلك يرجع إلى آثاره التي يمكن رؤيتها في المحيط البيئي.
- مفهوم الإشتراط الإجرائي: يعتمد الاشتراط الإجرائي على أساس الاستجابة التي تحصل نتيجة لمثير آخر.
- مفهوم التعزيز والعقاب: يتم استخدام مفهوم التعزيز حتى نقوم بتشجيع السلوكيات المرغوبة، أما عن العقاب فيستخدم للتنبيه والابتعاد عن السلوكيات السيئة الغير مرغوبة.
- مفهوم التعلم : تبعًا لتعريف المدرسة السلوكية فهو عبارة عن عملية تغير شبه مستمرة في سلوكيات الأفراد وذلك ينتج عن الممارسة ويمكن أن نلاحظه في تغير سلوك وأداء الفرد.
مبادئ التعلم وفق النظرية الإجرائية
ثانيًا: نظرية التعلم الجشطالتية
من أهم نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية، وقد بدأ ظهور هذه المدرسة على يد “ماكس فريتمر”، “كورت كوفكا”، وأيضًا “جالج كوهلر”، فهؤلاء قاموا برفض المدرسة الميكانيكية ووضعوا بدلًا منها المدرسة الجشطالتية والتي درست بدورها سيكولوجيا التفكير والمشاكل الخاصة بالمعرفة.
مفاهيم النظرية الجشطالتية
- مفاهيم الجشطالتي: هذا أساس تسمية المدرسة، ويقول أن الأجزاء تكون مترابطة بانتظام، كما أن هذه الأجزاء تكون في ترابط دينامي من أحد الجهات وأيضًا مع الكل نفسه من جهات أخرى، فيكون كل جزء له وظيفة ودور تلزمه به طبيعة الكل.
- مفاهيم البنية: تتكون من عناصر مترابطة مع بعضها بمجموعة من القوانين الداخلية وتحكمها ديناميًّا ووظيفيًّا.
- مفاهيم الإستبصار: ويعني الإدراك الذي يجعل المتعلم يصل إلى اكتساب الفهم والفهم هنا عبارة عن فهم أبعاد الجشطلت.
- مفاهيم التنظيم: سيكولوجيا التعلم الجشطلتية تحدد القواعد التي يقوم عليها التعلم.
- مفاهيم إعادة التنظيم: بناء التعلم يحتاج إلى الفعل في موضوعات التعلم، وذلك من خلال إعادة تنظيم موضوعات التعلم.
- مفاهيم الإنتقال: لا يمكن التحقق من التعلم إلا لو تم تعميمه على بعض المواقف التي تكون مشابهة لها في بنيته الأصلية.
- مفاهيم الدافعية الأصلية: من المهم أن يكون تعزيز التعلم عبارة عن إحساس داخلي نابع من ذات الشخص.
- مفاهيم الفهم والمعنى: حتى نحقق التعلم من المهم أن نفهم جميع العناصر والخصائص التي تصنع موضوع التعلم.
مبادئ النظرية الجشطالتية
- الإستبصار عندهم شرط أساسي للتعلم، لأن إدراك المواقف و استبصارها في النهاية يقودنا إلى بناء المعرفة.
- الفهم وتحقيق الاستبصار من الأمور المهمة لإعادة البنية.
- التعلم يتم تحقيقه بالنتائج.
- الانتقال شرط أساسي من شروط التعلم الحقيقي، وعملية التطبيق الحرفي للعلوم وعملية الحفظ تعتبر في الأصل عملية تعلم سلبية.
- الاستبصار من الحوافز القوية، ولكن التعزيز الخارجي من العوامل السلبية.
التعلم وارتباطه بالنظرية الجشطالتية
ثالثًا: نظرية التعلم البنائية
هذه النظرية واحدة من أهم العناصر التي سببت ثورة في المجالات التربوية الحديثة، ورائد المدرسة البنائية هو “جان بياجيه”، وهذه المدرسة تختلف عن غيرها، وذلك لأن جان بياجيه يرى أن التعلم يتم اكتسابه من المنابع الخارجية.
المفاهيم المركزية الخاصة بالنظرية البنائية
- مفهوم التكيف: التعلم عبارة عن عملية يتكيف فيها الفرد مع المعطيات والخصائص المتعلقة بالوسط المحيط به عن طريق جمعها في تحويلات، كما أن التكيف هو أحد أهداف عملية الموازنة بين الأجهزة العضوية وحالات الاضطراب الموجودة على أرض الواقع عن طريق عمليتي التلاؤم والاستيعاب.
- مفهوم الموازنة والضبط الذاتي: الضبط الذاتي عبارة عن نشاط تصل به الذات إلى التغلب على الاضطراب، أما التوازن فهو غاية اتِّساقه.
- مفهوم السيرورات الإجرائية: وهذا يعني أن جميع درجات التطور الخاصة بالمعرفة تتزايد في تلازم وأساسها جميعها يكون على قاعدة العمليات الإجرائية.
- مفهوم التمثل والوظيفة الرمزية: الوظيفة الرمزية عبارة عن خريطة معرفية يستطيع الفكر تكوينها عن البشر والأشياء عن طريق الوظائف الترميزية، أما التَّمثُل فهو عبارة عن إعادة تشكيل الموضوع في الفكر.
- مفهوم خطاطات الفعل: الخطاطة هي نموذج سلوكي مرتب، يمكن أن نستعمله استعمالًا قصديًّا، وهي تعتبر بداية الفعل العملي الذي يمكن أن يتحكم في الطور الحسي الحركي عن طريق النمو الذهني.
مبادئ التعلم وفق النظرية البنائية
بعض النصائح لتحقيق تعلم ناجح
- نظريات التعلم ليست منهاجًا محفوظًا لابد من تطبيقه، لكن على العكس فهي قابلة للتجربة والتعديل والتقويم والتصويب.
- لابد من اختيار النظرية المناسبة للتعلم والتي تعتمد على مجموعة من الظروف والعوامل منها عوامل داخلية وخارجية وأخرى نفسية سواء بالنسبة للطالب أو المعلم.
- التحفيز الإيجابي يكون إما بتقديم شهادة أو مكافأة أو ربما هدية للطالب أو التصفيق له من بقية الطلاب، أما التحفيز السلبي فيكون عند صدور سلوك سيء، وذلك عن طريق العقاب بحرمان الطالب من ممارسة أحد الأنشطة الترفيهية التي يحبها الطالب مثلًا.
- ربما تنجح بعض النظريات وقت تطبيقها وربما تفشل وهذا أمر متوقع وطبيعي.
- مهما اختلفت النظرية التي يقوم المعلم بتطبيقها مع المتعلم، فإن العملية التعليمية تعتمد على مجموعة من الأشخاص هم: المعلم، والطالب، والأهالي، والبيئة الأسرية، وأيضًا البيئة المدرسية، وجميع هذه العوامل تشكل لنا البيئة المحيطة الحاضنة للطالب، والتي من المؤكد إما أن تدفع به إلى التميز في التعلم أو تجعله يتراجع في التعلم وتصيبه بالإحباط.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية ، تعرفنا فيه على أهم نظريات التعلم وكيفية تطبيقها حتى يحصل المتعلم على تعليم أفضل، ونتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم و استفدتم منه.