شخصيات ودول

الفرق بين اليهود والصهاينة

ما الفرق بين اليهود والصهاينة.. وما الاختلاف الجوهري بينهما؟ إن معظم الاعتقادات تدور حول ربط اليهودي بالصهيوني أو العكس، إلا أن هذا ليس دقيقًا ولا يستند إلا إلى آراء يعوزها العلم، وفي هذا الموضوع نوضح لكم الفرق بينهما، وتعريف كل منهما حتى نستطيع التفريق بينهما بشكل واضح، فاليهودي له أصل، والصهيوني له أصل، ونتعرف على كل هذا من خلال موقع البلد.

معنى اليهود والصهاينة في اللغة

ما يحدث من جرائم في فلسطين يستلزم أن يجعلنا نفرق أنه هناك فرقًا كبيرًا بين اليهودي والصهيوني، ونتعرف في هذه الفقرة عن معنى هاتين الكلمتين في اللغة، ونوضح تلك المعاني من خلال ما يلي:

  • اليهودي في اللغة يعني كل من انتمى ليهوذا، وهو ابن من أبناء نبي الله يعقوب -عليه السلام-، ويقول البعض إن كلمة يهود راجعة أصلها إلى كلمة هود، ومعناها التوبة أو الرجوع.
  • الصهيوني في اللغة تعني كل يهودي هاجر من أي مكان في العالم إلى فلسطين، ويقال: “ليس اليهودي الفرنسي، واليهودي الأمريكي، واليهودي الإنجليزي بصهيوني، إلا بعد أن يحزم حقائبه ويذهب إلى فلسطين”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ماذا يعبد اليهود

الفرق بين اليهود والصهاينة اصطلاحًا

نتعرف في هذه الفقرة عن الفرق بين اليهود والصهاينة كمصطلحات، ونتعرف على هذا الفرق من خلال الآتي:

معنى كلمة يهودي

اليهودية هي ديانة سماوية جليلة، وكان كتابها التوراة الذي نزل على سيدنا موسى -عليه السلام-، قال -تعالى- في سورة الأعراف، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: “قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ”.

على إثر هذا نستنتج أن اليهود هم أهل كتاب، ولديهم عقيدة ودين، وبالرغم من ذلك فإن حاخامات اليهود أضافوا على التوراة كتابًا أسموه “التلمود”، وهو كتاب يحتوي على بعض الخرافات والأساطير الزائفة من وحي خيال هؤلاء الحاخامات، ويوجد بعض اليهود يؤمنون بهذا الكتاب أكثر من التوراة، والتي بعد ذلك تم تحريفها أيضًا.

معنى كلمة صهيوني

الصهيونية هي حركة دولية، كان مخططها منذ البداية نقل جميع اليهود في العالم إلى دولة فلسطين، والتي توجد بها جبل صهيون جنوب بيت المقدس، والذي يزعمون أنه أرض المعاد، وتقول جولدا مائير -رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة-: “لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجًا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده“.

نبذة عن تاريخ كلًا من اليهود والصهاينة

من خلال معرفتنا لمعنى اليهودي والصهيوني بعد أن وضحنا الفرق بين اليهود والصهاينة، نستعرض في هذه الفقرة تاريخ كل منهما وكيف بدأ؛ حتى نعرف الفرق بينهم جيدًا، ونستعرض نبذة عن تاريخهم من خلال الفقرتين القادمتين:

نبذة عن تاريخ اليهود

في عام 1451 ق.م سكن أشخاص في أرض كنعان يُعرفون بأبناء يهوذا، وكانت أرض كنعان هي الأرض الموجودة بين ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي ونهر الأردن، وهؤلاء الأشخاص هم العبرانيون، والذين قد عاشوا في منطقة الخليل في فلسطين بين عام 1991 وعام 1706 ق.م.

بنو إسرائيل هم أبناء يعقوب عليه السلام، وهم الأسباط الاثني عشر وهم “روبين، شمعون، لاوي، يهوذا، ياساكر، زفولون، دان، جاد، نفتالي، عشير، يوسف، بنيامين”.

بعد أن ذهبوا لمصر وانتقلوا من أرض كنعان، أرسل يهوه -وهو اسم الله في العهد القديم في الكتاب المقدس، والمذكور في التوراة، وفي سفر الخروج بيد موسى عليه السلام- سيدنا موسى إليهم، وعادوا مرة أخرى إلى أرض كنعان بعد أن عاشوا قرابة الـ 400 عام في العبودية.

بعد أن حكم عليهم أن يتيهوا في الأرض لمدة أربعين سنة، تم فتح كنعان مرة أخرى بقيادة النبي يوشع بن نون -عليه السلام-، وتفرقت الاثني عشرة قبيلة في أرجاء الأرض، وفي سنة 1000 ق.م حكم طالوت الملك كنعان، ثم جاء داود النبي ومن بعده سليمان النبي -عليهما السلام-، بعد ذلك خضع بنو إسرائيل تحت حكم الملك شلمنصر الخامس في القرن الخامس قبل الميلاد، وبعد ذلك لا يوجد أي موثق تاريخي يفيد أين ذهبت هذه القبائل وكيف اختفت.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: لماذا احتلت إسرائيل فلسطين

نبذة عن تاريخ الصهاينة

في إطار توضيح الفرق بين اليهود والصهاينة، نوضح بداية الصهاينة من الصفر، فالصهيونية هي حركة سياسية تم إنشائها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من قِبل يهود أوروبا، وهي دعوة كل يهودي في أرجاء الأرض للهجرة إلى فلسطين، وبفضل الداعية الأكبر للحركة الصهيونية اليهودي هرتزل، تم تأسيس دولة الكيان الصهيوني عام 1948، وتم عقد المؤتمر الأول في بازل مدينة سويسرا عام 1897، وعلى أساس هذا المؤتمر تم تسهيل هجرات اليهود لفلسطين بدعم من أمريكا، بل ودعم أيضًا للمشروعات الاقتصادية الصهيونية.

كلمة صهيون هي على اسم جبل في القدس يسمى صهيون، وهو مذكور في سفر إشعياء “وهو السفر الثاني عشر في التوراة”.

تم عقد ثلاث مؤتمرات في بازل مؤتمر في لندن تحت قيادة هرتزل، وكان هرتزل يدعو الشعوب إلى مساعدة ودعم اقتصاد الدولة الجديدة التي ستبنى، وعن نتائج تواصله مع قيصر ألمانيا، وكان في عصر الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني -رحمه الله-، كان هدفهم الهجرة إلى فلسطين، وهو ما رفضه السلطان رفضًا قاطعًا.

ثم عرضوا أن يشتروا الأراضي في فلسطين بأي سعر، وهو أيضًا ما رفضه السلطان، وبعد موت السلطان واتفاق هرتزل مع بريطانيا وأمريكا، تم إنشاء دولة الكيان الصهيوني والذي يحتل حاليًا فلسطين، ونوضح تلك المؤتمرات وما دار حتى الإعلان عن الكيان بشيءٍ من التفصيل في الفقرات التالية…

هرتزل ومشكلته القومية

في العام 1894 اتهم القضاء الفرنسي ضابطا يهوديًا يدعى ألفريد دريفوس بالخيانة العظمى وخلال وقائع المحاكمة سمع هرتزل بأذنيه هتافات الجماهير (الموت لليهود)، فأيقن أنه لا سبيل لإدماج اليهود في المجتمعات المسيحية وأنه لا سبيل لحل المشكلة اليهودية إلا بإقامة وطن قومي لليهود، وتحت تأثير قضية دريفوس ألف هرتزل كتابه (الدولة اليهودية) في العام 1896 وحاول فيه أن يثبت أن اليهود أمة مميزة وأن المشكلة اليهودية هي مشكلة قومية يجب أن يتم حلها كباقي مشاكل القوميات الأخرى المضطهدة.

مؤتمرات هرتزل ومحاولة دخول فلسطين

بعد أن عرفت الفرق بين اليهود والصهاينة، نوضح محاولات اليهود لدخول فلسطين، ففي العام 1897 أسس صحيفة (العالم) لتكون ناطقة بلسان الحركة الصهيونية، وفي أغسطس 1897 عقد المؤتمر الصهيوني الأول بمدينة بازل بسويسرا وحضره نحو مائتي مشارك من مختلف أنحاء العالم، وفي هذا المؤتمر تم وضع أول ميثاق للحركة الصهيونية، وكان القرار الأساسي للمؤتمر هو الاتفاق على أن هدف الحركة الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، كما أقر المؤتمر العلم الصهيوني والنشيد القومي.

في العام 1898 حاول هرتزل إقناع الإمبراطور الألماني بالتوسط لدى السلطان العثماني عبد الحميد لإقناعه بإقامة شركة يهودية في فلسطين تحت حماية ألمانيا، إلا أن الإمبراطور كان فاترًا في مقابلته ولم يعد بشيء، وتبين لهرتزل أن الأمر أكبر من قدرة ألمانيا.

في العام 1901 وإزاء الموقف الألماني سعى هرتزل لمقابلة السلطان عبد الحميد لإقناعه بالموافقة على هجرة اليهود إلى فلسطين ومنحهم استقلالًا ذاتيًا، ملوحًا في المقابل بمعونات مالية تنقذ الدولة العثمانية من الإفلاس، إلا أن السلطان رفض.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا

دخول اليهود فلسطين

استكمالًا لما نوضحه من الفرق بين اليهود والصهاينة، بالرغم من موقف السلطان العثماني فقد تتابعت الهجرات اليهودية إلى فلسطين على شكل موجتين متعاقبتين، الأولى امتدت من العام 1882 إلى العام 1904 ونزح فيها إلى فلسطين ما يقارب 25000 مهاجر معظمهم من اليهود الروس، الموجة الثانية بدأت من العام 1904 واستمرت حتى العام 1913 ونزح فيها إلى فلسطين ما يقارب 30000 من اليهود الروس.

قد يتساءل البعض كيف تدفقت تلك الأعداد إلى فلسطين في ظل حكم إسلامي وفي ظل رفض السلطان العثماني كذلك، والإجابة ببساطة هي فساد موظفي الإدارة العثمانية وسياسة جمع الثروات عن طريق الرشاوي والهدايا، ويمكننا أن نتخيل ما حدث في ضوء تلك المعلومات.

في النهاية صار اليهود رقما ملموسا في فلسطين، صار لهم أراضيهم وشركاتهم، سمحت لهم الإدارة الفاسدة بذلك، وذلك بالتزامن مع ضعف الحكومة المركزية في الآسِتانة عاصمة الدولة العثمانية وعدم قدرتها على إحكام سيطرتها الكاملة على ولاياتها المختلفة.

بالتزامن مع ذلك عرف هرتزل من أين تؤكل الكتف، وعلم إلى أي جانب يرتكن وأي دولة يستغل لتحقيق مآرب شعبه، بريطانيا العظمي، وتواصل هرتزل مع جوزيف تشمبرلين وزير المستعمرات البريطاني وعرض عليه فكرة استيطان اليهود في قبرص أو شبه جزيرة سيناء ووافق البريطانيون على مبدأ المشروع الاستعماري الصهيوني.

وقع الاختيار على شبه جزيرة سيناء وقام اللورد كرومر المعتمد البريطاني لمصر في العام 1903 بتشكيل لجنة لدراسة الأوضاع في سيناء، وانتهت اللجنة إلى أنها تناسب المشروع اليهودي على أن تكون بداية استيطان اليهود في العريش، إلا أن الأمر برمته لم يكن على هوى اللورد كرومر بالإضافة إلى معارضة مصر والدولة العثمانية للمشروع.

بعدها عرضت بريطانيا على اليهود أن يتم مشروع استيطانهم في أوغندا بشرق إفريقيا، وانقسم الصهاينة على أنفسهم، بعضهم رأى في ذلك نصرًا وأن الفكرة في تجميع اليهود في وطن قومي هو في حد ذاته هدف قد تحقق، بينما رأى البعض الآخر أن في ذلك خائنة للفكرة الصهيونية القائمة أساسًا على أن فلسطين هي أرض الميعاد.

في العام 1903 توفي تيودور هرتزل نبي الصهيونية ومهندسها، وبعد وفاته وفي العام 1905 وافق المؤتمر الصهيوني السابع بالإجماع على رفض أي نشاط استيطاني خارج فلسطين، الأمر الذي كان محركا لما تلاحق من أحداث انتهت بإعلان دولة الكيان الصهيوني في 14 مايو 1948.

قول البريطاني شتاين عن اليهود

يقول ليونارد شتاين السياسي البريطاني والناشط الصهيوني عن نظرة اليهود إلى فلسطين عبر العصور:

“فلسطين هذه التي كانوا (أي اليهود) يحلمون بها، كانت قد تنحت لدى معظمهم عن أن تكون فلسطين الواقع المجسد، فكانوا لا يعرفون عن موقعها الجغرافي أو عن شكلها المادي إلا أقل القليل أو لا شيء على الإطلاق، إذ لم تكن تربطهم بها رابطة من العواطف والمشاعر الشخصية، ولا تراود مخيلاتهم ذكريات عن مشاهدها أو عن أصوات فيها، إنها ليست في الواقع إلا فكرة مجردة، وسوف تكون عودة المنفيين عودة بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة، بكل تأكيد، ولكن يبدوا أنها لن تتحقق نتيجة للجهد الإنساني، بل ستتحقق حين يشاء الله لها أن تتحقق مع ظهور المسيح من جديد”

يخبرنا ذلك النص أن نظرة اليهود إلى فلسطين كانت دينية بحتة، فلم يكن يخطر ببالهم إن ينزلوا بفلسطين إلا في نهاية الزمان وبعد عودة المسيح.

بعض النقاط حول الفرق بين اليهود والصهاينة

نلخص في هذه الفقرة بعض الأمور حول الفرق بين الاثنين، ونتعرف على هذه النقاط من خلال الآتي:

  • كل صهيوني يهودي، وليس كل يهودي صهيوني.
  • الفرق الجوهري بين اليهودي والصهيوني هو أن اليهودي من أهل الكتاب، أما الصهيوني فهو صاحب فكر تطرفي.
  • اليهود من نسل يهوذا بن يعقوب.
  • الصهاينة ليست ديانة ولكنها حركة دولية من قِبل بعض اليهود المتطرفين.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل هاري ستايلز يدعم إسرائيل

إذًا تعرفنا على الفرق بين اليهود والصهاينة في اللغة والاصطلاح، وأخذنا جولة في تاريخ كل منهم بشكل مختصر، وتعرفنا على بعض النقاط المهمة حول التفرقة بينهم، كما قمنا بتوضيح المؤتمرات الثلاثة التي قام بها هرتزل لمحاولة دخوله اليهود وفشلها، نهايةً إلى دخولهم بالفعل من بعد موت السلطان العُثماني، كان هذا موضوعنا نرجو أن تكونوا قد فهمتم الفرق بين اليهود والصهاينة، وأن تكونوا استفدتم مما عرضناه عليكم من معلومات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى