علاقات

آثار فقدان حنان الأب

آثار فقدان حنان الأب وما يترتب عليه من انعكاسات قد تتسبب في حدوث أزمات نفسية للأبناء، فبغياب الأب سواء بالموت أو بالانفصال عن الأم قد يتعرض الطفل لصدمة لها تأثير على النمو العقلي والنفسي والجسدي، مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات في النوم والأكل ووظائف أخرى إذا ما لم يتم تدارك الأمر من جهة الأم وتعويض الأبناء عن هذا الفَقد، وإليكم فيما يلي عبر موقع البلد أبرز الآثار النفسية والجسدية لغياب الأب على الأبناء.

آثار فقدان حنان الأب

إنَّ غياب الأب وفقدان حنانهِ يُشكْل خطرًا كبيرًا على حياة أبنائه من نواحي متعددة سواء كانت نفسية أو عقلية أو بدنية أو اجتماعية وغير ذلك من الجوانب التي تساهم في تنشئة الأبناء، خاصة في أول سنوات العمر بالإضافة إلى أن تأثير فقدان حنان الأب يختلف من الذكور إلى الإناث.

كما أن هناك فرق كبير بين فقد الأب أو غيابه في بدايات التنشئة الأولى للطفل وبين أن يفتقد الابن والده عند مرحلة المراهقة أو في سن الشباب، إذ أن بدايات تشكُّل الأبناء تكون في أول 7 إلى 10 سنوات من العمر، لذا فإن تأثير فقدانه يساعد على حدوث تغييرات جذرية لها أثر نفسي يتمثل فيما يلي:

  • اضطرابات في النمو بوجه عام.
  • قد يتعرض الطفل إلى عدم القدرة على التركيز وربما النسيان.
  • ظهور بعض انحرافات سلوكية كالكذب أو السرقة.
  • انعدام التوازن العاطفي.
  • الخوف من المواجهات عند أي موقف.
  • عدم القدرة على تحقيق الذات.
  • الفشل في الدراسة أو في اللعب أو في أي مهارة تتطلب استخدام العقل.
  • عدم القدرة على أداء الواجبات المطلوبة.
  • عدم الشعور بالثقة بالنفس.
  • الإحساس بغياب الطمأنينة والأمان.
  • الشعور بالعزلة والانطواء.
  • المقارنة بينه وبين الآخرين من الأطفال.
  • قد يظهر أعراض تلعثم في الكلام أو النطق.

اختلاف آثار فقدان حنان الأب على الأبناء

كما أن هناك آثار تختلف بين ردّة فعل الأبناء الذكور عن الأبناء الإناث في حال فقدانهم حنان الأب وهي كـ التالي:

الإناث

  • تظهر على الفتيات أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي.
  • الشعور بالخوف وعدم الأمان.
  • الشعور بالحزن العميق.
  • الابتعاد عن مخالطة الأصدقاء أو المعارف.

الذكور

  • قد يلجأ الأبناء الذكور إلى استخدام العنف اللفظي أو البدني.
  • الشعور بالدونية والنقص مما يؤدي إلى استخدام التنمُّر.
  • الاتجاه إلى أصدقاء السوء وتقليد سلوكياتهم السيئة.

أهمية وجود الأب وحنانه على أبنائه

مما لاشك فيه أن آثار فقدان حنان الأب قنبلة موقوتة تنعكس على الأبناء بدرجة ملحوظة مع الوقت، وعلى الرغم من أن وجود الأم ومسؤولياتها تجاه الأبناء له بالغ الأثر في حياتهم، إلّا أن وجود الأب أمرٌ ضروري ولا يجب إهماله وخاصة في سنوات عمرية محددة، وسنجد أن الأهمية من وجود الأب وحنانه على أبنائه تجعل منهم أشخاص أسوياء نفسيًا وعقليًا واجتماعيًا، وسنوضح ذلك على النحو التالي:

حماية الأبناء من الاضطرابات النفسجسدية

تكمن أهمية الأب في حياة أبنائه عندما يتم إشباعهم بحنانه وعطفه وحبه، وبالتالي سيتضاعف الشعور لديهم بالثقة بالنفس والطمأنينة والهدوء النفسي، إلى جانب القدرة على النوم والأكل مما يساعد على النمو بشكل طبيعي وعدم التعرض إلى أي مشكلات تؤثر على الجهاز العصبي وهذا بدوره يُحفز على النمو العقلي والفكري.

الأمان والراحة النفسية

عند تواجد الأب بين أبنائه وإظهار عاطفته معهم، فإنه يتولّد الشعور بالرضا النفسي داخل الأبناء وخاصة الإناث ليتحقق بذلك الاحساس بالأمان والراحة النفسية للوصول إلى مرحلة الثقة بالنفس والاعتزاز بقوة وجود الأب الذي يُمثل السند والحماية، لذلك على الأب ألّا يغفل هذا الأمر وألّا يحرم أبنائه من حنانه وعطفه.

سد الاحتياج العاطفي

كما أن للأم قدر كبير من الأهمية في منح أبنائها الحب والحنان والعطف، إلّا أن الأب له قدر هام في سد احتياجات أبنائه العاطفية فلكل منهما حنان مختلف ونكهة تتميز بمشاعر لها دور في بناء كيان الطفل وتنشئته اجتماعيً ونفسيًا وعقليًا بشكل سليم.

لذلك فإن إغفال الآباء عن سد احتياج أبنائهم عاطفيًا قد يكون سببًا في لجوئهم إلى الغُرباء لاستمداد طاقة الحنان والعطف منهم بصور غير صحيحة قد يكون لها أثر سيء في المستقبل.

أسباب فقدان حنان الأب

قد يكون لغياب الأب تأثير سلبي على الأبناء سواء كان غيابه نتيجة الوفاة أو الطلاق، ولكن هناك غياب من نوع آخر أن يكون الأب متواجد في حياة أبنائه ولكن لا دور له في التأثير عليهم عاطفيًا أو تربويًا وربما يرجع ذلك إلى الأسباب الآتية:

  • انشغال الأب الدائم في العمل أو تعدد مرات سفره أو في بعض الأحيان الهجرة إلى الخارج من أجل توفير النفقات.
  • قد ترجع أسباب فقدان أو غياب الأب إلى وجود اختلافات مع الأم في طرق التربية، ومن ثم تنشأ المشكلات التي تجعل الأب في حالة من الشد والجذب تجاه أبنائه.
  • ترك المسؤوليات على عاتق الأم وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة نتيجة تفكير الأب الحاد.
  • اللامبالاة الناتج عن وجود مشكلات نفسية أو سلوكية في الأب.
  • قد يكون الأب لديه إفراط شديد في أسلوب التربية سواء في السيطرة والتحكم أو الإهمال مع التدليل المبالغ.

كيفية علاج فقدان حنان الأب أو غيابه

لا يجب أن نغفل دور الأب وأهميته كما أشرنا من قبل في حياة الأبناء، ولكي نعالج آثار فقدان حنان الأب أو غيابه فلنتبع ما يلي:

  • قد لا تكون هناك عصا سحرية تعمل على تعويض الأبناء غياب أو فقدان أبنائهم عاطفيًا، ولكن إمدادهم بالدعم النفسي والاجتماعي قد يحتوي الأمر على المدى البعيد ليتجاوزوا ألم الفقد.
  • على الأم بثّ الشعور بالاستقرار والأمان النفسي في الطفل وعدم إهمال احتضانه في أوقات ملاحظة انعزاله أو انطوائه عن الآخرين.
  • التحكم في مشاعر الغضب في حالة قيام الطفل بأي خطأ مع احتواء الموقف وتصحيح مفاهيمه، فهذا من شأنه يساعد على دعم وتعزيز الثقة بالنفس والطمأنينة.
  • لكل المحيطين بالأم دور كبير في تنشئة الطفل الذي يفتقد حنان أبيه، إذ يجب عليهم عدم استخدام عبارات لوم أو عتاب أو إيذاء نفسي في حالة أن كان الغياب ناتج عن الطلاق حتى لا ينشأ الطفل على العنف اللفظي والبدني تجاه الآخرين.
  • على الأم أن تكون قوية وصامدة أمام أبنائها وألّا تقف عاجزة أمام أي مسؤوليات تجاههم، فمن شأن ذلك أن يتسبب في تعزيز شخصية الطفل وجعله يشعر بالقوة والفخر بأمه.
  • توفير بدائل صحية ذات تأثير نفسي سليم سواء ماديًا أو عاطفيًا تساعد على تعويض الأبناء غياب أو آثار فقدان حنان الأب مثل السفر إلى أماكن يفضلها الابن/ الابنة أو التنزه مرة أو مرتين في الأسبوع أو ممارسة الرياضة والدخول في مسابقات أو غير ذلك.
  • الحرص على المناقشة الهادفة بين الأم وأبنائها بشكل إيجابي لزيادة الروابط النفسية والعاطفية مما يؤدي إلى بناء الثقة بالنفس والاستقلال والقدرة على التصرف ومواجهة المواقف.
  • لمن فقدوا الأب بوفاته يجب على الأم إذا رغبت في الزواج مرة أخرى أن تصارح أبنائها في هذا الأمر وأن يتم تهيئتهم نفسيًا لتجنُب المصادمات في المستقبل.
  • وإذا كان غياب الأب نتيجة الانفصال فيجب على الأم تجنُّب المناقشات بشكل غير لائق عن الأب مهما كانت الأسباب أو الخلافات حتى لا يؤثر ذلك على شخصية الطفل ويتسبب في إضعافه نفسيًا وعقليًا على المدى الطويل.
  • مشاركة الأبناء في نشاطاتهم المفضلة والتي تتناسب مع مهاراتهم وقدراتهم لِخَلق جسور من الحب والعطف والحنان بين الأم وأبنائها بعد غياب الأب لأي سبب من الأسباب.
  • إذا لم تستطع الأم القيام بتعويض دور الأب أو أن تحتوي الأمر يمكن اللجوء إلى متخصص في التأهيل النفسي لمساعدتها على التعامل مع الطفل في أولى مراحل فقدانه لحنان الأب وتهيئة السبل والوسائل لتخطي هذه المرحلة بقدر الإمكان.

وبذلك نكون قد انتهينا من تقديم آثار فقدان حنان الأب في حياة الأبناء، مع توضيح أسباب غياب الأب أو فقدان حنانه سواء بوفاته أو بانفصاله عن الأم، كما تعرفنا أيضًا على أهمية دور الأب وكيف يمكن تعويض الأبناء عدم وجوده أو فقدانه لمساعدتهم على تجاوز مرحلة الغياب بأقل الخسائر الممكنة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى