علاقات

الزوجة الثانية في حياة الرجل

الزوجة الثانية في حياة الرجل ربما تكون سببًا في إضفاء السعادة بعد المعاناة من الرتابة والملل في حياته الزوجية السابقة، وربما في أحيان أخرى تزيد من أعبائه ومسؤولياته، هذا ومن خلال موقع البلد سنشير إلى أسباب وجود الزوجة الثانية في حياة الرجل، وما الذي يجب مراعاته عند اختيارها.

الزوجة الثانية في حياة الرجل

إن الزواج بامرأة ثانية يجعل الرجل في حالة من السعادة التي تعزز من فرصته في تحقيق الحياة الناجحة على الصعيد المهني أو المادي أو الاجتماعي، على أنه يمنح الزوج ثقة عالية بنفسه ويُشعره بالراحة، الأمر الذي يُمكنه من تحقيق أهدافه.

هناك دراسة بريطانية ذهبت نتائجها إلى أن تعدد الزوجات من شأنه أن يُنقص من معدل الوفيات عند الرجال، على أنه يستطيع تخطي مراحل الشيخوخة إن تمكن من الحصول على العناية والاهتمام بصورة أكبر.

على الجانب الآخر والمثير للعجب في الوقت ذاته أن الزواج بامرأة ثانية يزيد من اشتياق الزوج لزوجته الأولى، ربما نتج هذا عن بعده عنها فترة، لكن على أي حال فإنه يبتعد عن الملل الذي كان مصاحبًا له في زواجه الأول بالاستعاضة بالزواج الثاني، فما إن ولّى عنه هذا الملل نجده يشتاق إلى حياته الأولى مرة أخرى.

فمن الممكن إذًا النظر إلى فوائد الزوجة الثانية في حياة الرجل بكونها سببًا في القضاء على حالة الخرس الزوجي أو الفتور في العلاقة الزوجية الأولى، فتصب النتائج في صالح الزوجة الأولى.

يعبر البعض أن وجود الزوجة الثانية في حياة الرجل بمثابة منفذ الأمل الذي يبعث على السعادة والقضاء على الرتابة الزوجية، خاصةً في حالة فشل الزواج الأول بعد العديد من المحاولات البائسة لإصلاحه.

يجب أن ننظر إلى الأمر من كافة الزوايا، فليس علينا الجزم بأن الزوجة الثانية هي مدعاة التخريب وتفكيك الأسر، فاعتبار أن وجود الزوجة الثانية في حياة الرجل هو السبب في الحفاظ على علاقته الزوجية الأولى ليس بشيء عُجاب، ذلك فمن شأنها أن تُبدل تعاسته سعادة، وتعطيه كل المشاعر الفياضة التي يحتاجها للاستمرار وتحمل المزيد من العقبات.

بعض الحقائق عن الزوجة الثانية

إن كُنية الزوجة الثانية مكروهة بعض الشيء عند الأغلب، هذا لأن الأقاويل المنتشرة ما تذهب إلى إضفاء عليها صفة التخريب والشر، فهي التي نالت من رجل متزوج، فهدمت أسرته لصالحها، هذا على الرغم أنه في كثير من الأحيان قد لا تكون الزوجة الثانية بهذا القدر من الظلم الذي تستحق عليه النفور والإجحاف.

على أن الكثير من النساء لا تفضلن فكرة الزواج من رجل متزوج، لعدم تفضيل تسميتهن بالثانية، فإما أن تكون الأولى وإما لا تكون، لكن الأمر برمته يرجع إلى الرجل وظروف الحياة التي يعيشها والتي دفعته إلى الزواج بثانية.

قد تعاني الزوجة الثانية أحيانًا ليصل الأمر إلى الندم على موافقتها على الزواج من متزوج، فربما في بادئ الأمر تكون الزوجة الثانية هي المفضلة لديه، نظرًا لقاعدة أن لكل جديد نصيبه من الجاذبية، إلا أنه بمرور الوقت قد يشتاق الزوج إلى زوجته الأولى وحياته السابقة، بل ويصل إلى الندم على فعلته من الزواج بأخرى.

لتعاني بذلك الزوجة الثانية في حياة الرجل، لكن الجدير بها أن تكبت الغيرة وأن تطلب حقوقها بالعدل والإنصاف بينها وبين زوجته الأولى، وأن تحرص كل الحرص على الحفاظ على حياتها.

علاوةً على معاناة الزوجة الثانية من النظرة المجتمعية السيئة، إلا أنها أحيانًا ما تتعرض إلى شروط قاسية مجبرة للموافقة عليها، من تلك الشروط ما قد يمنعها من الإنجاب، فضلًا عن كونها تشعر بأنها مهددة بين الحين والآخر، مهددة أن يتركها زوجها ويحن لزوجته الأولى متخليًا عنها كنزوة عابرة.

ليس شرطًا أن تكون المرأة الثانية في حياة الرجل هي الثانية في المكانة لديه، بل ربما تكون الأغلى إلى قلبه، وهذا يرجع إلى طبيعة الألفة بين الأزواج، فإن كانت الزوجة الثانية على قدر من الصلاح ما يُمكنها من إسعاد الرجل فستفوز بقلبه وعقله معًا.

الزوجة الثانية حب أم رغبة؟

ربما يحدد هذا التساؤل الأسباب التي تدفع الرجل إلى الزواج بأخرى معلنًا تمرده على حياته الزوجية القائمة والبحث عن تغيير الروتين الذي يجده في يد امرأة أخرى تستطيع أن تضفي على حياته مزيدًا من الاهتمام والحب والتعلق.

هنا لا نتحدث عن معايير اختياره للزوجة الثانية، لكن ما يسعنا ذكره هو الأمر الذي يدفع الزوج إلى الزواج بأخرى، فربما يكون ناتجًا عن حب، ذلك لأن الزوج قد يتعرض في حياته إلى الكثير من المعاملات، فما إن وجد مشاعره تتحرك إلى أحدهما، فعليه أن يستعفف ويكلل الأمر بالزواج، وهذا ما ليس عليه فيه حرج ما إن التزم بحدود الله.

لكن ربما ينتج زواجه من امرأة ثانية عن رغبة جنسية قد حُرم منها مع زوجته الأولى لسبب ما، ليكون الغرض هنا أيضًا هو الحفاظ على العفة والابتعاد عن المحرمات.

هكذا تتعدد الأسباب، فربما ينتج زواجه الثاني إثر الرغبة في الإنجاب، إن كانت زوجته عقيم، أو إن أصابها مرض ما قد منعها من الأمومة، فيلجأ إلى الزواج بامرأة أخرى رغبة في الإنجاب، وهذا مما شرعه الله حلالًا.

كما أن من أجلّ أسباب الزواج بامرأة أخرى هو الانتقاد الدائم الذي يتعرض له الزوج من زوجته الأولى، والنفور وعدم الاهتمام والمبالغة في الاحتياجات الشاقة، فهذا كله من شأنه أن يبعد الزوج عنها بقلبه قبل أن يبادر بزواجه بأخرى.

فضلًا عن تلك الطبيعة الفطرية التي وُجدت في بعض الرجال وهي تلك الشهوة الزائدة، خاصةً إن دعمتها الزوجة الأولى بعدم الاستعداد الكافي لممارسة العلاقة الحميمة بالشكل الذي يتوق إليه زوجها، هذا ما يجعله يكبح شهواته ويعف نفسه من خلال الزواج بأخرى تعوضه عن هذا الاحتياج.

على أن الزواج الثاني لا يقتصر فقط على تلك الأسباب، بل من الممكن أن تكون الزوجة الأولى هي الدافع لزواجه بأخرى نتاجًا لتقصيرها المبالغ فيه في إعطائه حقوقه أو الاهتمام به، فيكون من حقه الذي كفله الله أن يتزوج من ثانية.

سلبيات الزواج الثاني في حياة الرجل

رغم أن أمر الزواج مقبول وقد أقره الشرع باعتبار وجود شرط العدل بين الأزواج، إلا أن هناك العديد من الاعتبارات التي يجب وضعها في الاعتبار ما دام الأمر أصبح التزامًا بالميثاق الغليظ الذي يحده الحقوق والواجبات، لذا فإن هناك عدة سلبيات تتسبب فيها الزوجة الثانية في حياة الرجل، أهمها ما يلي:

  • سوء الوضع المادي بشكل عام، حيث إن الزواج بأخرى يزيد من الإنفاق والعبء، فتزداد الاحتياجات التي يجب أن يوفرها الرجل قدر المستطاع، فما إن كان ميسرًا من الناحية المادية لا تعد تلك المشكلة مؤرقة له من الأساس.
  • إذا كان للرجل أبناء من زوجته الأولى، وقد أنجب أيضًا من زوجته الثانية، هذا ما يؤدي إلى زيادة العبء أضعاف مضاعفة، علاوةً على عدم القدرة على توفير الرعاية الكافية للأبناء.
  • ربما تتسبب الزوجة الثانية بقصد أو بدون في تفكيك روابط الأسرة، ذلك إن ترك الزوج حياته الأولى تمامًا وابتعد عن زوجته الأولى وأبنائه.

صفات يجب توافرها في الزوجة الثانية

عندما يفكر الرجل في الزواج مرة أخرى لعدة أسباب ترجع إلى فشل علاقته الزوجية الأولى، يجب عليه الانتباه إلى عدم تكرار أخطائه مرة أخرى فعليه الانتقاء من صفات الزوجة ما يُمكنه من عيش حياة زوجية مستقرة هادئة، ومن تلك الصفات ما يلي:

  • ذات عقل ناضج راجح، فمن تقبل أن تكون زوجة ثانية تتقي الله في زوجها وتراعي حقوق الزوجة الأولى يجب أن تكون على قدر من النضج، حتى تستوعب مسؤوليتها وواجباتها، وما عليها الابتعاد عنه.
  • لا يجب أن تكون الزوجة على عجلة من أمرها في الحصول على الاستقرار، حيث عليها الصبر حتى تكسب ود الزوجة الأولى إن أمكن، وأن تأخذ مكانتها في قلب زوجها.
  • إن وجود الزوجة الثانية في حياة الرجل يجب أن يصاحبه قناعة منها ورضا بالحال الذي قبلته، فهي قبلت أن تأخذ من وقته وماله ومشاعره نصيبًا، فليس عليها المطالبة بأكثر من حقها لعدم الجور على الزوجة الأولى، وربما هذا أكثر ما يطلبه الزوج عند الزواج بأخرى.
  • أن تكون الزوجة الثانية على قدر من الجاذبية ما يُمكنها من كسب قلب زوجها وتفضيله لمشاركة حياته معها، لتعويضه وتلبية احتياجاته، على أن يكون هو بدوره أيضًا منصفًا حقوقها.

أحل الله الزواج وحدده بضوابط ينبغي الالتزام بها للحفاظ على حقوق الزوج والزوجة معًا، ولا ضير من وجود الزوجة الثانية في حياة الرجل ما إن كان الرباط بينهما لا به ضرر ولا ضرار وناتجًا عن أسباب وافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى