مفهوم الثقافة في علم الاجتماع وخصائصها فكثيراً ما نسمع كلمة الثقافة وقليل من يعرف معناها خاصة أن كلمة الثقافة تختلف حسب منظور كل علم فنجد أن تعريف الثقافة في علم الفلسفة يختلف عن تعريف الثقافة في علم التاريخ وهذه الاختلافات ظاهرية وليست جوهرية، وفي هذا المقال عبر موقع البلد سوف نتعرف عن مفهوم الثقافة في علم الاجتماع.
مفهوم الثقافة في علم الاجتماع
وضع علماء الاجتماع مفهوم للثقافة ولكن اختلفوا فيما بينهما عن مفهوم الثقافة.
- (تايلور): بأنها المركب الشامل الذي يضم المعارف البشرية بما فيها من عقائد وأخلاق وقوانين وعادات وتقاليد وكل ما يكتسبه الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه فالثقافة لدى أي شعب هي كل ما يرتبط بأسلوب معيشته الاجتماعي والفكري والمادي.
- (دوركايم): تكلم عن النسبية الثقافية وعرف الثقافة بأنها شجرة متعددة الأغصان ومتفرعة فهو يرى أن حضارة الغد ما هي إلا امتداد للحضارة الموجودة اليوم فالثقافة تتشكل من التفاعلات الاجتماعية والقيم والمشاعر التي يتشاركها أفراد المجتمع الواحد فهو يرى أن الثقافة كيان كلي معنوي قائم بذاته و منفصل عن الذوات الفردية التي تكونه.
- (موران): أنها مجمل العادات والتقاليد والممارسات والمهارات والمعارف والقواعد والمعايير والمحرمات والاستراتيجيات والمعتقدات والقيم والأفكار والأساطير التي تستمر تورث من جيل إلى جيل فهو يرى أن الثقافة هي أول رأس مال أنساني.
- (باترسون): أنها رصيد من الأفكار تنتقل عبر المجتمعات وتتولد عبر الأجيال وتعبر عن كيفية العيش وإصدار الأحكام العامة فيما يتعلق بالمجالات المختلفة فهي منظومة معلومات ذات مستويات متباينة من الخصوصية.
- (شتراوس): أنها مجموع الأنساق الرمزية التي تتصدرها اللغة فهي قواعد الزواج والعلاقات الاقتصادية والفن والعلم والدين للمجتمعات فهي تعبر عن أوجه الحقيقة لطبيعة المجتمعات كما أنها تعبر عن العلاقات فهو يرى أنها عبارة عن بنية مجردة كامنة وراء المجتمعات.
خصائص الثقافة في علم الاجتماع
اتفقت معظم العلوم على خصائص الثقافة ومن ضمنها علم الاجتماع ونستطيع أن نحدد خصائص الثقافة في عدة نقاط وهي
مكونات الثقافة في علم الاجتماع
تنقسم الثقافة في جميع العلوم إلى ٣ مقومات تقوم عليها فبعد أن تعرفنا عن مفهوم الثقافة في علم الاجتماع سنعرض لكم مكونات الثقافة وهي
عموميات
وهي كل الأفكار والمشاعر والعادات والتقاليد واللغة والدين والقيم الاجتماعية التي يشترك فيها أفراد المجتمع الواحد وهي أشياء قابلة للتغيير حسب كل مجتمع.
خصوصيات
وهي تلك الأشياء التي يشترك فيها أفراد جماعة معينه داخل المجتمع مثل الأطباء أو المعلمين أو المحامين وهي أشياء اقل عرضة للتغيير في المجتمعات.
بدائل
هي عبارة عن أشياء عامة يمكن أن يشترك فيها جماعة ويمكن أن تكون خاصة لشخص واحد مثل الأذواق والاهتمامات المختلفة وهي كثيرة التغيير ولا تبقى على حال ثابت.
عناصر الثقافة في علم الاجتماع
اتفقت معظم العلوم على عناصر الثقافة المختلفة وقسموها إلى
- عناصر مادية: وهي العناصر التي تدرك بالحواس مثل وسائل الإنتاج.
- عناصر معنوية: وهي العناصر التي تدرك بالعقل مثل الدين والعادات.
- عناصر اجتماعية: وهي عبارة عن شبكة العلاقات بين أفراد المجتمع.
- عناصر نفسية: وهي عبارة عن الاتجاهات النفسية للشخص مثل الحب والكراهية.
- عناصر رمزية: وهي العلوم المختلفة مثل الحساب والكيمياء والموسيقى.
أنواع الثقافة في علم الاجتماع
قام علم الاجتماع وباقي العلوم بتحديد أنواع الثقافة فبعد أن تعرفنا عن مفهوم الثقافة في علم الاجتماع سوف نعرض لكم أنواع الثقافة وهي
- ثقافة مادية: تتغير الثقافة المادية بتغير المجتمع وتطور الزمن فعندما ظهرت التكنولوجيا حدث تغير كبير في الثقافات المادية في المجتمعات وكذلك عند ظهور الثورة الصناعية والزراعية ومن أهم أمثلة الثقافة المادية هي الآليات والأسلحة والمباني والرسومات والذوق والطعام والدين.
- ثقافة غير مادية: تقوم الثقافة الغير مادية على الأفكار والمشاعر والسلوكيات والقيم والقواعد واللغة التي تربط أفراد المجتمع فهي تشير إلى الأشياء غير الملموسة مثل العادات والتقاليد والأعراف والأخلاق.
- ثقافة عامة: وهي عبارة عن جميع الآداب والفنون والعلوم التي تقوم في كل مجتمع.
- ثقافة وطنية: وهي كل ما يخص حضارة الوطن الواحد ويميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى.
- ثقافة أساسية: هي كل الصفات الموجودة في زمن ومكان معينين.
- ثقافة مهنية: وهي ثقافة تخص من هم على درجة عالية من التمدن والتعلم.
- ثقافة شعبية: وهي جميع الصفات التي يتميز بها شعب معين وتميزه عن غيره.
- ثقافة مضادة: وهي عبارة عن أي اتجاه ثقافي جديد يحاول أن يحل محل الثقافة التقليدية في المجتمع.
وظيفة الثقافة في علم الاجتماع
للثقافة أهمية كبيرة لدى جميع المجتمعات فهي ما يقوم عليه أي مجتمع وقد حدد علم الاجتماع وظيفة الثقافة فيما يلي:
- الوظيفة التربوية: للثقافة هي تعمل على التنشئة الاجتماعية للفرد ليكون عضو متفاعل في المجتمع فهي تنمي فيه قواعد اللغة والقيم والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع.
- وظيفة التكامل والتفكك: هي تقوم على تنمية الشعور الانتماء داخل الإنسان إلى المجتمع الخاص به فهي توحد أعضاء المجتمع الواحد وتفصلهم عن المجتمعات الأخرى.
- الوظيفة التنظيمية: وهي عبارة عن القيم والمعايير التي تحدد سلوك الفرد داخل المجتمع وداخل الأسرة.
- وظيفة نقل الخبرة الاجتماعية: وهي تقوم على نقل خبرات المجتمعات من جيل إلى جيل لاستمرار التاريخ البشري.
- الوظيفة المعرفية: وهي تقوم على تركيز الثقافة على أفضل التجارب الاجتماعية وتعمل على تراكم المعرفة لتحقيق تنمية المجتمعات.
- الوظيفة المعيارية: وهي تركز على مجالات الحياة وتأثر على علاقات الأشخاص ومعنوياتهم وأخلاقهم.
- الوظيفة الرمزية: وهي عبارة عن نظام معين من العلامات لابد من دراسته لإتقان القيم الثقافية مثل الثقافة الوطنية والفنية.
- الوظيفة العلمية: وهي تهتم بالاحتياجات الخاصة بالفرد والمجتمع وهي التي تحدد ثقافة الأفراد.
- الوظيفة الاجتماعية: وهي تقوم على دمج وتنظيم الأنشطة المشتركة بين الناس مجالات المجتمع المختلفة.
- الوظيفة التكيفية: وهي تعمل على تكيف الأفراد مع البيئة وهي عامل أساسي لتطور المجتمعات البشرية.
وللمزيد من الإفادة قم بالتعرف على: الفرق بين الفلسفة الحديثة والمعاصرة من حيث التعريف
وهكذا نكون قد أوضحنا مفهوم الثقافة في علم الاجتماع وتعريفات علماء الاجتماع لمفهوم الثقافة وخصائص الثقافة وعناصرها ومكوناتها بالإضافة إلى أنواع الثقافة ووظائف الثقافة ودورها في المجتمعات.
