علاقات

كيف أتجاهل كلام الناس الجارح

كيف أتجاهل كلام الناس الجارح؟ وكيف أضع حدودًا لهم؟ لكل إنسان طاقة مشاعر وأحاسيس، ولكل إنسان لسان قادر على تحطيم من أمامه أو رفع شأنه، فمن شأن الكلام الجارح أن يترك علامات حزن على الوجه، ومن خلال موقع البلد، سوف نطرح كيفية تجاهل كلام الناس الجارح عبر السطور التالية.

كيف أتجاهل كلام الناس الجارح

حتى نجيب عن سؤالنا “كيف أتجاهل كلام الناس الجارح”، يجب علينا العلم بأن الكلام الجارح لا يعبر سوى عن الأخلاق السيئة التي يتمتع بها الشخص، كما أنه يعبر عن مدى الحقد والكراهية التي تكمن داخل الفرد تجاهك، وعلى الجانب الآخر قد يكون الكلام الجارح وجه إليك بطريقة غير مقصودة.

أي أن قائله لم يقصد قول كلمات يتم فهمها بمعنيين ليكون منهم معنى سيئ، أو كلمة من شأنها أن تجرحك، ولكن في كل الحالات، تأتي أهم وسائل تجنب الكلام الجارح هو إدراك أن الكلام السلبي ليس إلا مجرد ثرثرة لا تفيد، ولا يشير إلى شيء سوى أخلاق صاحبه.

كما عليك إدراك أن الكلام الجارح يقال عن قصد في حالة كان الشخص يحقد عليك ويحوي تجاهك كثيرًا من الكراهية والبغضاء، فهو لا يعبر عنك بالضرورة، هو فقط يقول ما يمليه عليه قلبه المريض، وعقله الحاقد، وعيناه الحاسدة، فمن يقصد قول مثل ذلك الكلام وبشكل مستمر يغضب عليه الله.

بعد إدراك النقاط السابقة، يمكن نصحك بأن تحاول اجتناب الأشخاص الحاملين لهذه الصفات المؤذية للنفس، فتجنب الناس ذوي الأخلاق السيئة هو الحل الأمثل لهذه المشكلة، وهذا لا يعني العزلة أبدًا، فيمكنك استبدال الأشخاص المؤذيين بغيرهم صالحين وسويين نفسيًا.

حاول أيضًا ألا تركز في كلام الناس من الأساس، واشغل نفسك بشيء مفيد حتى لا تترك نفسك للتفكير المضر السلبي، إذ إنه من شأن التركيز في كل الكلمات والتفاصيل التي تحدث بشكل يومي أن يميتك وأنت على قيد الحياة.

نصائح مفيدة للتعامل مع كلام الناس الجارح

يمكننا أن نقدم لك أهم النصائح التي من شأنها أن تعزز من شخصيتك تجاه الكلمات الجارحة وتجعلك تتفاداها بسهولة كلما واظبت على تنفيذها، وتأتي في العناوين التالية:

1- زيادة الثقة بالنفس

من شأن زيادة الثقة بالنفس أن يصحح كثير من المسارات في حياتك، وليس بجانب تفادي الكلمات الجارحة فقط، ويمكن إيضاح أهم التفاصيل فيما يلي:

  • إن الثقة بالنفس تساهم في تقليل الاكتراث بآراء الناس من حولك، فهي تعزز فيمتك تجاه نفسك دون الحاجة إلى أحد يقيم شخصيتك طبقًا لأهوائه الخاصة.
  • هي تعمل على إظهار إيجابيات شخصيتك وسلبياتها بشكل موضوعي وسوي، حتى لا تسمح لأي أحد أن يوضح سلبياتك بشكل ظالم، فهي تصارحك بعيوبك وتجعلك تتقبلها.
  • غالبًا ما يحذر الناس المؤذية من الشخص الواثق من نفسه، فهم في العادة يكونون أشخاصًا ضعاف الشخصية ويريدون تحطيم غيرهم لإشباع النقص بداخلهم.
  • كما تكسبك الثقة بالنفس الإدراك بكون الإنسان غير كامل، ولكل إنسان عيوبه ومن شأن ذلك أن يظهر عيوبك بدون خجل حتى تحاول التعامل معها وإصلاحها إن أمكن ذلك، أو التكيف مع وجودها.

2- تجنب الجارحين

من شأن تفادي الأشخاص المؤذيين أن يحل كثير من المشكلات التي تواجهها بسبب كلامهم وأفعالهم أيضًا، وتأتي تفاصيل ذلك في النقاط التالية:

  • يتغذى الأشخاص المؤذيين على غيرهم، من خلال إلقاء كلمات مثل الرصاص، فيتمتعون برد فعل الناس المزين بالإحراج أو الضعف وعدم القدرة.
  • من الصعب أن تقوم بتعديل سلوك هذه الأشخاص خاصةً لو كانوا كبار سنًا، ولكن يوجد حل أبسط من ذلك وهو التجنب.
  • التجنب في المجال الاجتماعي هو حل مثيل للوقاية من المرض في المجال الطبي، فبدلًا من علاج المرض من الممكن أن نقي أنفسنا منه.

3- ملء الفراغ وتقليل التفكير السلبي

وتأتي تفاصيل ذلك فيما يلي:

  • الفراغ مفسد للنفس، وذلك من حيث الأفعال السيئة التي من الممكن أن يقوم بها الفرد وهو وحده، أو الأفكار التي ستنهش عقله حتى يحزن بشدة.
  • يجلب الفراغ كثرة التفكير السلبي في كل شيء، ما بالك إن كان بالك مشغولًا بالكلمات الجارحة التي قالها أحد لك الأسبوع الماضي.
  • في حين أن الشخص المؤذي قد نسى الأمر بالفعل، فأنت ما زلت تفكر فيه، مع كونه ماضيًا وانتهى بالنسبة لكم.. وهذا ليس تبريرًا للسلوك المؤذي بل تهدئة لك ولعقلك المشغول بما انقضى بالفعل.
    حاول أن تشغل نفسك بالتفكير الإيجابي فقط ولا تترك نفسك وحدك لفترات طويلة، من شأن إشغال نفسك بأي شيء مفيد أن يشغلك عن الأفكار السلبية.

4- أهمية الإدراك

من أهم النصائح التي يجب الأخذ بها وتأتي تفاصيلها فيما يلي:

  • إن الإدراك مهم جدًا على جميع الجوانب، ولكن عندما نجاوب عن سؤالنا “كيف أتجاهل كلام الناس الجارح”، فيجب علينا إدراك أن الكلام السيئ لا يعبر سوى عن صاحبه.
  • كل إناء ينضح بما فيه، فإدراكك بكون الناس آراؤهم تعبر عنهم، وتتغير كل لحظة حسب أهوائهم وأمزجتهم وأسلوب حياتهم ستوقن أنه ليس من الجيد أن تعذب نفسك لمواقف أصابتك بالإحراج.

5- معرفة الصالحين

يمكن إيضاح أهم النقاط في هذه النصيحة فيما يلي:

  • الصالحين وأسوياء النفس هم أكثر الناس المعطاءة والإيجابيين في الحياة.
  • تكمن الغرابة في أنه من الممكن أن يتعرض الشخص الصالح لكثير من الكلمات الجارحة والمواقف المحرجة بشكل شديد ولكنه يعلم كيف يتعامل معها.
  • إن بقاءك مع الأشخاص الأسوياء الصالحين من شأنه أن يكون بيئة صالحة للعيش، تنمي من شخصيتك وتدعم مهاراتك، وتقلل من السلبيات التي تعاني منها.
  • كما يمكنك أن تفصح عن مشاعرك الحزينة لهم بشأن المواقف المحرجة أو الكلمات الجارحة التي تعرضت لها من قبل حتى يدعموك ويهدؤوا من روعك ويخلصوك من الحزن.
  • هم عوض الله لك في الأشخاص المؤذيين، وكأن الله يستبدلهم بالآخرين حتى يُشفى بدنك ويهدأ ذهنك.

6- رد الفعل

بجانب الإجابة عن سؤالنا “كيف أتجاهل كلام الناس الجارح”، فبإمكانك أيضًا مواجهته، ويمكن طرح أهم تفاصيل هذه النصيحة فيما يلي:

  • إذا كان الشخص من المقربين لك، وقام بإلقاء كلمة جارحة نحوك، ففي الغالب سيختلط عليك الأمر إن كان يقصدها بالفعل، أم كانت زلة لسان منه.
  • الحل الأسهل في ذلك الموقف حتى لا تترك نفسك للتفكير والتوقع والاستنتاجات السلبية، هو أن تأخذ رد فعل.
  • رد الفعل في مثل هذه المواقف يكون حسب الموقف وطبيعته ومن هو الشخص أمامك ودرجة قرابتكم.
  • إن كان الشخص من الدرجة القريبة بالنسبة لك فمن الأفضل أن تقوم بتنبيهه بسلوكه نحوك، وذلك حتى تتبين نيته وهل كان يقصد بالفعل أم أنها مجرد زلة لسان.
  • إن قام بتكرارها فيما بعد يكون رد الفعل عن طريق التجنب أو التحذير لمرة ثانية ثم المرة الثالثة يكون رد الفعل بالتجنب، ويتم تحديد عدد مرات التحذير حسب تفاصيل كل موقف.
  • من شأن تعليقك ورد فعلك أن يعطي انطباع جيد عن شخصيتك وحدودها، حتى يلاحظ الناس مدى احترامك لذاتك وتقديرك لها وتمتعك بعزة النفس والكرامة.
  • إن كان الشخص من غير المقربين لك، يمكنك تحذيره للمرة الأولى ألا يقول ذلك أو أن ما قاله لم ينل إعجابك، ففي الغالب لن يكررها ثانيةً، وإن تكرر السلوك السيئ تجاهك فالحل في التجنب.
  • الفكرة في أسلوب رد الفعل تكمن في استيفاء كل الأسباب التي تجعلك تتأكد من قرارك، فالمقربون لا يمكن هجرهم بسهولة، وغير المقربين من الممكن أن يتم تنبيههم وتحذيرهم.

إن معرفتنا لكيف أتجاهل كلام الناس الجارح من شأنه أن يجلب لك المزيد من الثقة، ولكن بجانب ذلك تأتي إجابة أخرى مهمة جدًا، وهي الاستعانة بالله وتوجيه الشكوى له، فالله قادر على إسعادك، فهو يجيب الدعاء ويمحي الهموم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى