متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش؟ وما هي أعراض انسحاب الحشيش من الجسم؟ فإن الإقدام على خطوة العلاج والتعافي من إدمان الحشيش تتطلب الكثير من الجهود نظرًا لتوغل تلك المادة المُخدرة في الجسم وحاجته لمدة لكي يتخلص منها، فمتى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش؟ هذا ما سنجيب عنه من خلال موقع البلد.
متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش
تعد دولة الصين هي أولى الدول التي قامت بزرع الحشيش وهو مستخلص من نبتة القنب، حيث إنهم قاموا بزرعه من أجل استخدام أليافه لصناعة القماش، ولكن سرعان ما حدث انحرافات عديدة في استخدامه.
فلقد قام البعض منهم باستخدامه كمادة مخدرة للآلام ولتحسين المزاج، وتوارث الأمر عبر الأزمان والأجيال، وكذلك الدول إلى أن أصبح الحشيش منتشرًا بين أغلب الشباب في وقتنا الحالي كنوع من أرخص أنواع المخدرات التي تتسبب في الإدمان.
من الجدير بالذكر أن إدمان الحشيش يترتب عليه ظهور العديد من الأعراض كغياب الإدراك، وفقدان القدرة على الإحساس، وبعض الهلاوس البصرية والنفسية وغيرها من الأعراض الخطيرة.
ذلك لدخول مخدر الحشيش إلى الجهاز العصبي والدماغ وبعض الأجهزة مؤديًا إلى الإضرار بوظائفهم، كما أن ذلك المخدر يستقر في اللعاب أو الدم أو في بعض أنسجة الجسم لا سيما النسيج الدهني وكذلك بصيلات الشعر ويسيطر على الجسم بأكمله.
لهذا يكون قرار ترك المخدر غير سهل على الإطلاق ويسبب للمتعاطي حالة كبيرة من الاكتئاب، ولكن أيًا كان فإنه ينبغي الإقلاع عن الحشيش تجنبًا للأمراض الخطيرة، ويبقي السؤال هنا متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش؟
في حقيقة الأمر لقد أشار الأطباء إلى أن التعافي من الحشيش يعتمد على عدة عوامل كطريقة التعاطي والجرعات التي تم تناولها، وكذلك مدة الإدمان، إلى جانب صحة حالة الاستقلاب في الجسم والنمط الغذائي.
فبعض الأشخاص المتعاطين قد يعود جسمهم إلى طبيعته بعد مرور 3 أيام، في حين أن البعض الآخر قد يستغرق الأمر منهم شهرين أو ثلاثة أشهر نظرًا لبقاء الحشيش في البول.
بصفة عامة إن متوسط انسحاب مخدر الحشيش من الجسم يكون من 10 إلى 15 يوم بعد تناول آخر جرعة منه.
العوامل المتحكمة في تعافي الجسم من الحشيش
تبين لنا من خلال إجابتنا عن سؤال متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش أن هناك مجموعة من العوامل تتحكم في مدة التعافي من ذلك المخدر، ففي النقاط التالية سوف نشير إليها بالتفصيل:
- فترة تعاطي الحشيش: فكلما قلت فترة التعاطي عاد الجسم إلى طبيعته بشكل أسرع، فإذا كنت ممن يتعاطون الحشيش لفترات طويلة سوف يعاني الجسم إلى أن يتخلص منه ومن آثاره.
- وزن المتعاطي: فالأشخاص الذين لديهم أوزان كبيرة تكون لديهم نسب دهون كثيرة إذ يجد مخدر الحشيش الفرصة للبقاء في الأنسجة والخلايا الدهنية لديهم بشكل أكثر، لها يستغرق جسمهم مدة أطول في التعافي، بينما الأقل وزنًا يستطيع جسمه التخلص سريعًا من الحشيش.
- كمية الحشيش: ففي حالة تعاطي جرعات كبيرة من الحشيشن فإنه من المتوقع أن يستغرق الجسم مدة أطول في التعافي والعودة إلى طبيعته.
- الحالة الصحية: فإذا كنت مما يعانون من مشكلات في الكبد سوف يستغرق الحشيش وقتًا في الخروج من الجسم والتعافي.
- تناول نوعًا آخر من المخدر، فبعض الأشخاص يأخذون مع الحشيش أدوية أخرى مخدرة للحصول على حالة مزاجية أفضل بكثير، وبالطبع ذلك الأمر يضرهم بشكل أكثر إذ يتسبب في استغراق الجسم مدة أطول في التعافي.
أعراض انسحاب الحشيش من الجسم
استكمالًا لموضوعنا الذي يجيب عن سؤال متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش، فإنه من الجدير بالذكر قول إن للإدمان ضريبة كبيرة، حيث إنه فضلًا عن تسببه في أعراض عديدة مزعجة.
فإنه عندما يخرج من الجسم يخلف أعراض إنسحابية أكثر إزعاجًا، ومن هذه الأعراض ما سوف نذكره لكم في السطور التالية:
1- زيادة الرغبة في التعاطي
بمجرد أخذ قرار التوقف عن تناول الحشيش تقوم مراكز المخ بإرسال العديد من الإشارات رغبة في منحها المزيد من تلك المادة المخدرة، مما يترتب عليه شعور المتوقف عن التعاطي في الرغبة الشديدة في الحصول مجددًا على الحشيش.
2- ارتفاع حرارة الجسم
تستجيب أعضاء الجسم التي توغل إليها الحشيش عند انسحابه منها، وذلك من خلال حدوث الخلل في وظائفها والتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم، ومن الجدير بالذكر أن الحرارة قد ترتفع إلى أن تصل للإصابة بالحمى.
كما أنه قد يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم عند انسحاب الحشيش إلى إفراز المزيد من العرق نظرًا لتسببه في حدوث خلل في القدرة على الاحتفاظ بالسوائل.
3- المعاناة من الآلام في الجسم
إن أكثر الأمور التي تؤدي إلى التساؤل عن متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش هي المعاناة من الآلام، حيث يترتب على انسحاب تلك المادة المخدرة الشعور بالألم الحاد في مناطق متفرقة من الجسم والذي في كثير من الأحيان يكون غير محتمل.
4- المشكلات النفسية
في فترة انسحاب الحشيش من الجسم يعاني الشخص الذي كان يتعاطى ذلك المخدر من نوبات متكررة من القلق والتوتر إلى جانب الاكتئاب، ففي حقيقة الأمر إن الشعور بالقلق والتوتر يكون نتيجة الخلل في النواقل العصبية.
حيث إن ذلك الخلل يحدث نظرًا لاعتماد تلك النواقل على الحشيش بشكل كبير، أما الاكتئاب يكون مصدره توقف الجسم عن إفراز مادة السيروتونين والتي يحفز إنتاجها الحشيش.
يُجدر بالإشارة إلى أن فترة انسحاب الحشيش من الجسم تتطلب المتابعة الطبية نظرًا لاحتمالية تسبب الاكتئاب في دفع المتعالج إلى التفكير في الانتحار.
5- الهلاوس والعصبية
في سياق عرضنا لكم إجابة سؤال متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الحشيش، فإنه يُجدر بالإشارة إلى أن أبرز أعراض انسحاب الحشيش من الجسم هي الإصابة بالهلاوس السمعية والبصرية.
حيث يعاني الشخص الذي يتعافى من سماع أصوات على الرغم من كونها غير حقيقة ومن تخيل أشخاص لا وجود لهم في الواقع، كما أنه سوف يلاحظ إصابته بالعصبية الشديدة وإصدار الردود العنيفة.
6- فقدان الشهية
قد يميل الأشخاص الذين يتعافون من تعاطي الحشيش في فترة العلاج إلى عدم الإحساس بالجوع، وذلك لتسبب انسحاب تلك المادة في حدوث اضطرابات في المعدة إلى جانب ضعف العديد من وظائف الجسم.
7- أعراض أخرى لانسحاب الحشيش
من الأعراض الانسحابية للحشيش من الجسم أيضًا ما يلي:
- القيء والغثيان.
- المعاناة من الأرق، نظرًا لتسبب الحشيش في انخفاض مستويات الهرمونات المهدئة للجهاز العصبي.
- ارتعاش الأطراف.
- بعض الأعراض المشابه لأعراض الأنفلونزا مثل سيلان الأنف والدمع.
- الانطواء والبعد عن الاندماج مع الآخرين والعالم الخارجي.
نصائح لتعافي الجسم سريعًا من الحشيش
هناك مجموعة من النصائح تساهم في تسريع عملية تعافي الجسم من مخدر الحشيش حيث ينبغي على الأشخاص الراغبين في التخلص من الآثار الضارة لذلك المخدر أن يلتزموا بها، وهي كالآتي:
- يجب الخضوع لرقابة طبية بشكل مستمر لكي يقومون بمتابعة الوظائف الحيوية للجسم، وذلك تجنبًا لحدوث أي مضاعفات.
- الانسياق وراء برنامج غذائي صحي شامل العناصر الغذائية والمعادن المفيدة لتعزيز ودعم صحة الجسم.
- الالتزام بتناول الأدوية التي تساهم في معالجة الأعراض الانسحابية للحشيش لتقليل الشعور بالمعاناة والاكتئاب.
- إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتحقق من أي أمراض في الجسم مثل الداء السكري أو أمراض القلب، أو الأمراض النفسية حتى يتم معالجتها أيضًا.
- اللجوء للعلاج النفسي والسلوكي وعدم التردد في ذلك؛ لأنه سوف يساهم في مقاومة الرغبة الشديدة في تعاطي الحشيش مجددًا، كما سوف يعالج الاضطرابات النفسية الناتجة عن انسحابه في الجسم.
ليس هناك مدة محددة لخروج الحشيش من الجسم وعودته لطبيعته، فإن الأمر متعلقًا بعمر المريض ومدة التعاطي، وجرعات الحشيش، ولكن يمكن تسريع التعافي من خلال اللجوء للمساعدات الطبية.