حياتي بعد الإقلاع عن التدخين
حياتي بعد الإقلاع عن التدخين ساعدتني في أن أكون شخص أفضل نفسيًا وصحيًا، فتلك العادة السيئة لم تكن تؤثر على جسم الإنسان كما يعتقد الأغلبية، لكن في الحقيقة للتدخين آثار نفسية وسلوكية على الشخص يمكن أن يلاحظها بعد التوقف عنه، واليوم سأقول لكم بموقع زيادة تلك المراحل التي مررت بها منذ أن اتخذت هذا القرار الصائب.
حياتي بعد الإقلاع عن التدخين
قد تخشى من تلك الأشياء أو المشاعر التي ستتعرض لها بمجرد إقلاعك عن التدخين كالعصابية على أتفه الأمور أو الانزعاج والغضب، أو حتى صعوبة التنفس أو الفشل في تلك المحاولة في نهاية المطاف، هذه الأمور بالفعل قد تعرضت لها لهذا أكررها عليك لأني أعلم أن أغلبها قد يرتبط بهذه الأفكار.
كما أن نظرة أصدقائك المدخنين لك ستتغير، كما أن التدخين يساعدك على الشعور بالاسترخاء والراحة فكلما شعرت بالتضجر تلجأ إلى إشعال سيجارة تساعدك على الهدوء قليلًا لكن في الحقيقة تلك الوساوس والأكاذيب التي يحاول عقلك أن يقنعك بها ليس لها إثبات للوجود، فأنت الذي اقنعت نفسك بكل هذه الأشياء مما جعلك تخشى الإقلاع.
لكن أريدك أن تفكر معي هل يمكن أن تسترجع رئتيك التي ستتعرض للتآكل بفعل الدخان، أو إن كانت السجائر سبب في مرضك بأحد الأمراض الخبيثة هل سيفيدك أحد ويعيد لك كل شيء على ما يرام.
هذا الأمر بدأ يدور في تفكيري، وهو ما جعلني أحاول أكثر من مرة أن أتوقف عن تناول السيجار، فلا أتذكر كم مرة نويت أن أتوقف عن تناول التدخين، فهناك العديد من المحاولات التي في البداية بدت بالفشل ولا أنكر هذا، ولا أنسَ شعوري بالعجز الذي كان متمكن مني إلى أن أصبحت السجائر رفيقي الدائم.
إلى أن أتى اليوم الذي شعرت بوخز في قلبي والذي كان سبب في بداية تفكيري في حياتي بعد الإقلاع عن التدخين وكنت لا أستطيع التنفس بشكل قاطع، على الرغم من أنها كانت موجودة في الأيام الماضية لكنها لم تكن بنفس الحدة، ولكن تلك المرة قررت أن أذهب إلى الطبيب الذي أخبرني بخبر صعب للغاية على نفسي كالصاعقة، أنني مصاب ببوادر جلطة في القلب بسبب التدخين.
نظرت إلى عمري الذي كان في بداية الثلاثينات، وتخيلت إن استمررت على تلك العادة السيئة ما الذي يمكن أن يحدث لي في المراحل المقبلة، لهذا قررت أن أتوقف مهما كانت تلك المشاعر والظروف التي تحيط بي، فإن تدهورت حالتي الصحية لم يعد شيء يفيد.
بداية اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين
عند اتخاذ هذا قرار بدء حياتي بعد الإقلاع عن التدخين كان من الضروري أن أخفي وأزيل كافة الأمور التي يمكن أن تشجعني على العودة من جديد لذلك:
- قمت بالتخلص من كافة السجائر التي جانت في جيبي وأدراج خزانتي، وكذلك تلك الطفايات التي اعتد أن استخدمها أثناء التدخين، وكافة الأشياء التي كانت تذكرني بهذا.
- حتى هؤلاء الأصدقاء الذين كنت أتردد على جلساتهم في المقاهي بعد انتهاء العمل قررت أن أتوقف عن التواجد معهم لفترة ما، استعيد فيها قوتي وقدرتي بالإقلاع عن التدخين.
- في كل مرة أفكر فيها في التدخين أو تناول السيجارة كنت أشغل بالسير إلى الخارج أو تناول علكة بمضغها.
- خلال المراحل الأولى من إقلاعي ذهبت إلى طبيب الصدرية والقلب ليصف لي أي نوع من الأدوية يمكن أن تساعدني في تلك الخطوة الحاسمة في حياتي، فنصحني بأن أتناول بعض أدوية الاكتئاب التي بالكاد سأتعرض له لبعض الوقت.
- كذلك تناولت بعض الأدوية المساعدة على انسحاب نسب النيكوتين، لأنني كنت أتناول السجائر منذ أن كان عمري 15 عام، وتلك المدة كبيرة لكي أقلع عن هذه العادة إلا من خلال محفزات تساعدني.
- في المقابل قمت بشراء لاصقات النيكوتين حتى يمكن أن يحتفظ جسمي بتلك النسبة فقط التي يحتاجها من النيكوتين دون زيادة بجانب تقليل الرغبة في تناول السجائر.
- كما أن من أهم الأمور التي نصحني بها الطبيب أن امسك بيدي أحد الأشياء التي يمكن أن أتناولها وتكون صحية، لأن عادة اليد أنها قد تعودت على مسك السيجارة سيكون من الصعب التخلي عنها بسهولة إلا من خلال تلك الطريقة.
على الرغم من أن تلك الخطة لم تكن سهلة في بداية الأمر إلا مع مرور الأيام بدأت أن اعتاد عليها، واتعافى عندما وضعت أمامي تحدي بأني إما أن أتوقف وإلا سوف أخسر عضو من أعضاء جسمي الداخلية بشكل تدريجي.
التغيرات الجسدية والنفسية التي شعرت بها خلال فترة الإقلاع
بالكاد سوف تشعر ببعض التغيرات على الرغم من تناول كافة تلك الوسائل التي ستساعدك على الإقلاع، وقد تتوقف شدة تلك التغيرات وحدتها على نسبة النيكوتين الموجودة داخل جسمك والتي اكتسبتها طوال تلك الفترة التي كنت فيها تتناول السيجار، ولكنها ستكون أقل حده تدريجيًا مع مرور الوقت كما سأوصف لك ما حدث لي فيما يلي:
- بعد توقفي عن تناول السيجار لمدة ساعة وهذه المدة كبيرة بالنسبة لي؛ لأني كنت أتناول السيجار بشكل متواصل كل ربع ساعة، لهذا بدأت أشعر بانخفاض في قلبي وشعور بالنهجان.
- عقب ساعتين بدأ ضغط الدم في الاعتدال على الرغم من أن ذلك كان له تأثير كبير في بعض التغيرات التي كانت على هيئة شعور بالجوع والتوتر والقلق والإحباط وتداخل واضطراب في بعض الإحساس وكأنك تريد شيء لا تعرف ما هو لكنك لا تستطيع الارتكاز.
- بمجرد أن مر على 12 ساعة وأنا لا أتناول السيجار كنت سعيد جدًا على الرغم من أن كان هناك شعور صعب للغاية بالاختناق وعندما اتصلت بالطبيب لأخبره قال لي أن السبب هو انخفاض مستوى الكربون، وفي المقابل تنخفض نسبة الأكسجين بالدم، ومن الضروري أن أتحمل بعض الساعات فقط بالانشغال في أمر ما.
- عندما مر يومين وأنا لا أتناول السجائر كنت أشعر بالأمل وهو ما جعلني أريد أن أخبر جميع الناس أني مررت بيومين ولم أتناول السيجار، وكنت أشعر بالرغبة التحفيزية الكبيرة بأن استكمل حياتي بعد الإقلاع عن التدخين، وفي هذا الوقت كنت أستطيع الاستنشاق بكل سهولة.
- عقب مرور ثلاثة أيام وأنا لا أتناول السجائر شعرت بألم انسحاب النيكوتين، التي كانت من أصعب المراحل التي مررت بها فقد كنت بالفعل أمر بكافة الأمور التي كنت أخشاها فقد شعرت بالقلق والعصبية وشعور الغثيان والكآبة، لكن مع الوقت بعد مرور ثلاثة أسابيع مع ممارسة التمارين الرياضية بدأت وظائف القلب والرئتين في التحسن.
- كنت خلال فترة التدخين مصاب دائمًا بالسعال وضيق النفس، لكن بعد مرور تسعة أشهر من التوقف عن تناول السجائر بدأت اتنفس بشكل نقي عما كنت عليه سابقًا.
حياتي بعد سنوات من الإقلاع عن التدخين
بعد مرور سنة على توقفي عن التدخين تغيرت حياتي كثيرًا بشكل لم أكن أتوقعه، ولم يكن هذا التغيير في تحسن صحتي فحسب، بل إن تلك التجربة ساعدتني في أن اجتاز العديد من الأمور وأن أكتشف أن كل إنسان في مقدرته اتخاذ أي قرار يريد أن يقوم به، في مقابل عقد النية والإصرار على هدفه.
أما عن تلك التغيرات الجسدية التي بدت بالأفضل عقب سنة من الإقلاع فتعرفت عليها بعد قيامي بعمل أشعة على القلب بالإيكو (رسم القلب) أن حالتي قد تحسنت كثيرًا حتى تلك الأعراض التي كانت تشير من قبل أن لدي ارتفاع كبير بالخطر أن أصاب بجلطة قلبية لم يصبح له أثر.
تلك التجربة بالفعل ساعدتني في أن أرى نفسي من زاوية أخرى أثبت فيها لذاتي أنى أستطيع أن أتخلى عن كافة الأمور التي يمكن أن تهلكني كتلك العادة التي كانت تضرني بكل الأشكال وتجعلني ذليل لها وهذه هي حجر زاوية الأساس في حياتي بعد الإقلاع عن التدخين.
تجارب الأشخاص الذين توقفوا عن عادة التدخين قد تكون دافع لك بأنك لست بمفردك الذي تمر ببعض الظروف الصعبة أثناء تخليك عنها، وهو ما يساعدك على الاستمرار.