هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة أي جماع ومعاشرة الخادمة أو الجارية والاختلاء بها في الفراش من الامر التي يدور حولها اللَغَطَ كثيرًا إلا أن الفقهاء في العصر الحديث والقديم قد بينوا الحكم الشرعي في هذا الموضوع بالتفصيل.
في هذا الموضوع على موقع البلد سننقل قول الفقهاء في إجابة سؤال هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة مع قليل من التفصيل.
هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة
إجابة السؤال هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة لا يمكن الإجابة عليه فقبل تبين الحكم الشرعي يجب علينا تأصيل الألفاظ الواردة في السؤال فالخطأ في المفهوم يترتب عليه خطأ في الحكم الشرعي وهو كالتالي:
تعريف الجارية
الجارية هي الأمة المملوكة التي اشتراها مالكها بماله وإذا أراد أن يبيعها لغيره فهو حر، فالجارية من أموال الرجل له أن يتصرف فيها، فهو اشتراها من سوق العبيد بماله.
إلا أن طريقة استرقاق تلك النساء اختلف قبل الإسلام عن بعد الإسلام.
يمكنك الاضطلاع على: حكم القنوت في صلاة الفجر عند الفقهاء الأربعة
طريقة الاسترقاق قبل الإسلام
قبل الإسلام كان استرقاق الإماء يتم بعدة طرق هي:
- الطريقة الأولى: الحروب، فالفئة المنتصرة في الحرب تقتل كل رجال وشباب الفئة الأخرى وتسبي النساء والأطفال ويتم بيعهم في الأسواق.
- الطريقة الثانية: الفقر الشديد، ففي بعض الأحيان كانت الأسر الفقيرة تبيع أولادها في الأسواق ليصبحوا عبيد للأبد عند من يشتريهم.
- الطريقة الثالثة هي السرقة والاختطاف، فكان قطاع الطرق واللصوص يغيرون على القوافل ويقتلون الرجال ويأسرون النساء والأطفال وما تحمله القافلة والحيوانات ويبيعون النساء والأطفال في الأسواق، كما أن لصوص البحر (القراصنة) أيضًا كانوا يغيرون على المراكب الآمنة ويسرقون كل شيء ويبيعون النساء والأطفال في الأسواق.
فكن تلك الإماء ليس لهن أي حقوق، مثل الحيوان الذي يباع ويُشترى ويُضرب متى يشاء مالكه، إلا أنهم كن أحط منزلة في بعض الأحيان من الحيوان فكان صاحبها يستغلها جنسيًا ويهديها لمن يشاء من أولاده وأصحابه وجيرانه، وكن يتعرين في الأسواق وما إلى ذلك منم الأفعال المهينة للطبيعة البشرية.
فلما أنار الله الأرض بضوء الإسلام حرم أغلب تلك الطرق ووضع حقوق للعبيد في الإسلام.
طريقة الاسترقاق بعد الإسلام
بعد الإسلام كانت الطريقة الوحيدة للاسترقاق هن السبايا اللاتي يتم أسرهن من بلاد الكفار الذين يحاربون الدولة المسلمة مثلما يفعلون بنساء المسلمين وبناتهم عندما ينتصرون وترى المرأة المسلمة مهم أشد أنواع الهوان والتنكيل، لكن الإسلام جعل للعبيد حقوق كثيرة حتى لو كان غير مسلم.
يمكنك الاضطلاع أيضًا على: حكم تأخير الصلاة عن وقتها وعقوبتها
حقوق العبيد في الإسلام
كما ذكرنا آنفًا إن للعبيد والإماء حقوق كثيرة في الإسلام منها:
- لا يجوز للسيد أن يأمر العبد المسلم بعمل محرم.
- لا يمكن إجبار العبد الكافر على الإسلام لأنه لا إجبار في الدين.
- لا يحق للسيد تزويج أمة بمن لا ترضاه.
- لا يحق للسيد أن يأمر عبد بتطليق زوجته.
- ليس من حق السيد أن يمنع عبده من أهل الكتاب أن يذهب إلى الكنيسة أو أن يمنعه عن فعل حلال في دينه مثل أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر.
- لا يجب على السيد تكليف عبد بأعمال شاقة لا يقدر عليها وله أن يشتكيه للوالي إذا قام بذلك.
- على السيد أن يحافظ على حياة العبد فليس له أن يقتله أو يضربه أو يجرحه، فغذا حدث ذلك يجب عليه أن يعتقه بأمر القاضي.
- أن للعبد على سيده حق أن يطعمه ويكسوه ويسكنه وإن امتنع سيده عن ذلك فله أن يشتكيه للقاضي.
- واجب على السيد أن ينفق على العبد في مرضه وأن ينفق على الصغير، كما يجب عليه مصاريف دفنه.
- واجب على السيد أن يعف عبده بأن يزوجه إذا كان شاب أو يزوج الأمة بمن ترضاه، وإذا كان العبد متزوج فله أن يتركه ليستمتع بزوجته.
- ليس للسيد الحق في أن يجبر الأمة أن تُطلق من زوجها، ولا يمنعها من المبيت معه.
هذه أهم حقوق العبيد/ الإماء في الإسلام، وبذلك نكون تعرفنا من هي الأمة.
تعريف الخادمة
في الاصطلاح الخادمة هي المرأة الحرة التي تعمل مقابل مال تأخذه هي في نهاية كل شهر أو كل أسبوع (حسب الاتفاق).
فهي سيدة حرة تعمل في البيت فقط من أجل المال لتنفق على من تعولهم وعلى نفسها فهو عمل شريف مباح ويجب علينا احترام من يعملن بها.
كذلك العاملة في الشركة أو المحل التجاري أو المصنع أو المزرعة، فهي يقع علها نفس الحكم.
يمكنك الاضطلاع أيضًا على: حكم تعليق الصور في البيت في الإسلام
معنى الوطء
الوطء هو المعاشرة/ العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، التي تحدث بين الأزواج ويترتب عليها حمل المرأة.
بذلك نكون قد فسرنا كافة الألفاظ الواردة في سؤال هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة وجب الانتباه الشديد للفرق بين لأمة والخادمة.
حكم معاشرة الأمة
كنا بيننا سابقًا من هن الإماء وعلى ذلك فلا يوجد إماء في الوقت الحالي إلا أن الحكم الشرعي عام ، فهي حلال أن يعاشره سيدها وذلك لقول الله تعالى في سورة المؤمنون:
“وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)”
إن لذلك شروط كثيرة أهمها:
- أن تكون الجارية ليس بينه وبينها أي محرمية، كأن تكون أخته في الرضاعة.
- ألا تكون الجارية مشتركة بين أكثر من سيد، فلا يحق لأي أحد منهم معاشرتها.
- أن تكون الجارية غير متزوجة، فإذا كانت الجارية متزوجة فلا يحل لسيدها معاشرتها جنسيًا.
- ألا يجمع الرجل في ملك اليمين بين الأختين أو الأم وأبنتها.
- ألا يجامع أحدى الإماء في وجود الأخرى.
- إذا حملت المرأة وأنجبت ولد فإنها تعتق ولا يجوز بيعها.
- لا يجوز بيع الأمة إلا بعد الحيض في طهارة لم يجامعها سيدها فيه، لألا تختلط الأنساب.
- إذا حملت الأمة لا يمكن بيعها.
- اختلف الفقهاء على حكم معاشرة الأمة الكافرة أو الوثنية وعلى أغلب الأقوال أنه لا يجوز الاستمتاع بالمجوسية والوثنية والملحدة.
يمكنك الاضطلاع أيضًا على: حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله
حكم معاشرة الخادمة
كما عرفنا سابقًا من هي الخادمة فقد أجمع الفقهاء على أنه يحرم معاشرة الخادمة ومن يقع منه ذلك يُعتبر زنا، ولا يحق لصاحب البيت أن ينظر إليها لا يختلي بها في مكان دون محرم، فإنها سيدة حرة.
وإما إذا كان يريدها فله أن يتزوجها برضاها بعقد ومهر وإشهار وكافة شروط الزواج الصحيح، ونؤكد أن معاشرة الخادمة دون زواج صحيح لا يجوز وذلك زنا صريح.
حكم معاشرة العبد سيدته
أجمع الفقهاء على أنه لا يجوز بأي صورة ويحرم أن يعاشر العبد سيدته أو زوجة سيده، وأن هذا زنا ولا يدخل في حكم ملكات اليمين، وبالطبع الخادم في البيت يدخل في نفس حكم واي علاقة بينهم تعتبر زنا محرم.
يمكنك الاضطلاع أيضًا على: عقوبة الزاني المتزوج في الدنيا والآخرة وتعريف الزنا
بذلك نكون قد نقلنا إجابة الفقهاء على سؤال هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة بالرغم من عدم وجود جواري في وقتنا الحالي، كما بينا الفرق بين الجارية والخادمة وحكم كل منهم، ندعو الله أن يكون قد وفقنا إلى ما يحبه ويرضاه والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
