سبب نزول سورة المجادلة
سبب نزول سورة المجادلة ليس معلومًا بالنسبة إلى فئة ليست قليلة من المسلمين، ويجهل الكثير من الأحكام العظيمة التي وردت فيها، والتي لولاها كانت أمور المسلمين الحياتية منقلبة رأسًا على عقب.
سنوضح من خلال السطور القادمة عبر موقع البلد، السبب وراء نزول هذه السورة الكريمة، والأحكام التي نصت عليها في أمر نزولها.
سبب نزول سورة المجادلة
إن سبب نزول سورة المجادلة يرجع إلى أن أوس بن الصامت، كان مظاهرًا لزوجته خولة بنت ثعلبة، والظهار في اللغة يعني قول (أنتِ عليَّ كظهر أمي) فتصبح العلاقة بينهما بذلك محرمة، وهذه الجملة عندما كانت تلقى في الجاهلية كانت تقضي بألا يلمس الزوج زوجته، ولكن لا يحل لها أن تتزوج بغيره.
هنا كانت المشكلة التي دفعت خولة بنت ثعلبة، إلى الذهاب للنبي صلى الله عليه وسلم، لتشكو إليه زوجها أوس بن الصامت، فأخبرها الرسول أن العلاقة بينهما قد أصبحت محرمة بالفعل، فقالت للنبي: أن لي صبية صغارًا إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا.
رد عليها النبي قائلاً: ما عندي في أمركِ شيء، فقالت هي: اللهم إني أشكو إليك، وكان الله سبحانه وتعالى سامعًا، لهذا الجدال بينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، فنزلت في تلك المرأة سورة المجادلة، التي كانت أولى السور المكية التي ذكرت فيها أحكام علاقات المجتمع الإسلامي الناشئ في المدينة المنورة.
سورة المجادلة
إن سورة المجادلة هي السورة رقم ثمانية وخمسين من ترتيب المصحف الشريف، في الجزء رقم ثمانية وعشرون، في الحزب رقم خمسة وخمسين على وجه التحديد، وعدد آياتها هو اثنان وعشرون آية وهي سورة مدنية، ولقد نزلت هذه السورة عقب نزول سورة المنافقون، وإبان نزول سورة التحريم.
الآيات المحورية في سورة المجادلة
إن سبب نزول سورة المجادلة يكمن توضيحه في الآيات الأولى من هذه السورة، والذي يعد السبب في تسميتها بهذا الاسم، وقد رد الله سبحانه وتعالى على شكوى هذه المرأة، وقام بوضع الحد الديني الزاجر لأمر الظهار، كما أوضح حكمه في نفس السورة بالإضافة إلى كفارته، وهذا بهدف التخلص من العادات الجاهلية وتنظيم المجتمع الإسلامي المدني بشكل قويم.
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة المجادلة، الآيات من 1-4]
عند اضطلاعنا على سبب نزول سورة المجادلة، نجد أن في شكوى تلك المرأة ونجواها مع الله سرًا، سببًا في هداية المسلمين وإرشادهم، إلى مدى حرمانية مسألة الظهار علنًا.