الأم والطفلقصص أطفال

قصة الجميلة والوحش الحقيقية

قصة الجميلة والوحش الحقيقية قصة جميلة جدًا تحمل الطابع الرومانسي والنزعة المأساوية، كما أنها قصة مليئة بالعبر والدروس المستفادة، ومشهورة جدًا ولا يوجد من لم يسمع عنها، وسنحاول أن نقدم لكم عبر موقع البلد قصة الجميلة والوحش الحقيقية.

قصة الجميلة والوحش الحقيقية

تتمثل أحداث قصة الجميلة والوحش الحقيقية في المدة التي تتراوح بين القرن السادس عشر والقرن السابع عشر، وتبدأ القصة بتعريف الوحش، فمن هو الرجل الذي أُطلق عليه الوحش؟ هو رجل يُدعي بيتروس جونسالفوس وُلد في بلدة تنريف التابعة لمجموعة جزر الكناري الإسبانية، وقد وُلد هذا الرجل مصابًا بمرض وراثي تتمثل أعراضه في تغطية كميات كبيرة من الشعر لأنحاء جسده كافة بما فيها وجهه.

تبدأ مأساة هذا الرجل بأنه لاقى المعاملة السيئة والقسوة الشديدة من الناس منذ كان طفلًا، حتى أنه عندما بلغ العاشرة من العمر أُدخل سجن البلدة وحُبس في حبس انفرادي لمدة طويلة وكانوا يسيئون معاملته، حتى إنهم كانوا يقدمون له طعام الماشية والحيوانات.

إرسال الوحش إلى فرنسا كهدية للملك

إن بطل قصة الجميلة والوحش بيتروس جونسالفوس المُلقّب بالوحش، قد أُرسل إلى فرنسا كهدية في حفل تتويج الملك هنري الثاني ملكًا على فرنسا، وكان ذلك في شهر إبريل من عام ألف وخمسمائة وسبعة وأربعين، وبمجرد دخول هذا الطفل المسكين إلى أراضي فرنسا سرعان ما لاقى المعاملة السيئة والإهانة والإساءة، حتى إن البعض قد شك في كونه بشريًا.

قام الحرس بحبسه في أحد الدهاليز، وأجروا عليه الأبحاث والفحوصات حتى يتحققوا من كونه بشريًا، وأثناء إجراء الأبحاث عليه نطق هذا الطفل المسكين اسمه، وتمت ترجمته للغة الفرنسية، وبعد الانتهاء من إجراء الأبحاث عليه توصل القائمين على هذه الأبحاث بأن بيتروس جونسالفوس هو طفل بشري في عمر العاشرة، يعاني من مرض وراثي بفرط الشعر، وبعد ذلك قاموا بإرسال نتيجة هذا البحث للملك الفرنسي هنري الثاني، الذي أمر بإطلاق سراح بيتروس وإدخاله المدرسة.

وسيلة للتسلية والترفيه

بعد مرور فترة ليست بالطويلة سرعان ما أصبح بيتروس جونسالفوس الملقب بالوحش شخصية من ضمن شخصيات البلاط الفرنسي وحاشية الملك وارتدى ملابس النبلاء وأصحاب المقامات العليا وكان يتناول الطعام الفاخر مثل علية القوم، ولكنهم كانوا يعتبرونه حيوان أليف، وكانوا يستخدمونه كوسيلة للتسلية والترفيه ويضحكون من شكله الغريب.

كما أنه نال بعض الحقوق وحصل على حرية حركته في القصر الملكي، كما أطلقوا عليه الرجل الوحش النبيل، وبعد مرور فترة من الوقت أصدرت الملكة الفرنسية كاثرين دي ميديشي قرارًا بأن يتزوج بيتروس جونسالفوس الملقب بالوحش بإحدى الفتيات الخادمات بداخل القصر الملكي الفرنسي وهي فتاة تسمي كاثرين أيضًا وكانت حسناء ورقيقة الخلق.

كما قررت الملكة كاثرين تزويج تلك الفتاة للرجل النبيل المتوحش بدون أن تراه، بهدف إنجاب بيتروس جونسالفوس لأطفال يحملون التشوه الخلقي ذاته عند الوحش النبيل.

زفاف العروسين وسط اندهاش الحاضرين

ضمن إطار عرض قصة الجميلة والوحش الحقيقية، يأتي مشهد زفاف الرجل النبيل المتوحش بيتروس جونسالفوس من الفتاة الخادمة الحسناء، وسط اندهاش الجميع من هذا القرار الغريب من ملكتهم بتزويج تلك الفتاة الحسناء من هذا المسخ النبيل، فكانت الجميلة كاثرين خائفة ومحبطة بعدما رأت زوجها بيتروس، ولكنها لم تقدر على عصيان قرار الملكة كاثرين التي غصبت عليها بأن تتزوج من هذا المسخ البشري.

لكن بمرور الوقت سرعان ما تعوّدت الحسناء كاثرين على شكل زوجها النبيل المتوحش بيتروس جونسالفوس، وقد عاشا في علاقة زوجية ناجحة استمرت لأربعين عامًا، وأنجبا الكثير من الأبناء، فكان أربعة من هؤلاء الأطفال حاملين لمرض فرط الشعر بالوراثة عن والدهم بيتروس، وبهذا حصلت الملكة كاثرين ملكة فرنسا على مبتغاها، فاستخدمت بيتروس وعائلته الفريدة في الكثير من البعثات لجميع ملوك أوروبا، الذين أجروا الأبحاث على بيتروس وأبنائه أيضًا للتحقق من كونهم بشر كما فعل الملك هنري الثاني.

لكن بحلول عام ألف وخمسمائة وواحد وتسعين تم إجبار بيتروس وأسرته الفريدة من نوعها على الهجرة إلى مدينة بارما الإيطالية، حيث تم إرسالهم كهدية إلى عائلة آل فارنيزي، والذين عاملوا بيتروس وعائلته كملكيات خاصة، ومن ثم قاموا بتوزيع الأطفال المصابين بفرط الشعر من أبناء بيتروس كهدايا على الكثير من النبلاء وعلية القوم.

نهاية مأساوية

استمر بيتروس في التنقل بين قصور ملوك أوروبا هو وعائلته، حتى استقر أخيرًا في مدينة كابو دي مونتي بإيطاليا، وهناك عاشت تلك العائلة المسكينة لبعض الوقت إلى أن وافت المنية كاثرين عام ألف وستمائة وثلاثة وعشرين من الميلاد، كما زاد من مأساوية تلك القصة تشرد أطفال بيتروس وتوزيعهم على القصور المختلفة لملوك أوروبا وعاملوهم معاملة حيوانية، كما توفي بيتروس جونسالفوس وحيدًا ومشردًا يعتبره الناس مسخًا مخيفًا وليس مجرد إنسان مسكين لا دخل له بهذا المرض أو التشوه الخلقي

الدروس المستفادة من قصة الجميلة والوحش الحقيقية

من الجدير بالذكر أن القصة الحقيقة للجميلة والوحش تختلف كثيرًا عما صورتها الروايات والأفلام الكرتونية من شركة ديزني، والتي أنهت القصة بالنهاية السعيدة والمُلهمة، بينما كانت قصة الجميلة والوحش الحقيقية تمثل قصة مأساوية ومحزنة لأبعد الحدود، ومن الدروس المستفادة من تلك القصة:

  • لا يستحق أحد أن يُنبذ أو يعامل معاملة سيئة خاصة إذا كان يعاني من تشوهًا خلقيًا لا دخل له به.
  • لا بد أن نعامل الناس معاملة جيدة، لأن الشكل لا يُعد مقياسًا لجمال القلب، فقد يكون الشخص جميلًا جدًا من الخارج ولكنه شرير وقلبه قاسٍ، والجمال الحقيقي هو جمال القلب والجوهر والعقل.
  • إن الحب لا يشترط جمال المظهر، وهذا ما رأيناه في قصة الحب بين كاثرين وبيتروس جونسالفوس، والتي لم تنظر لشكله ولكنها أحبت جوهره وجمال قلبه.
  • الإنسان ليس ملكية خاصة ولا يصح معاملته كحيوان.

القصة الحقيقة للجميلة والوحش تختلف تمامًا عن تلك النسخة السعيدة المُلهمة التي قدمتها شركة ديزني، حيث كانت القصة الحقيقية مثالًا على الحياة المأساوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى