هل تنسى المرأة أول رجل في حياتها
هل تنسى المرأة أول رجل في حياتها؟ وهل يموت الحب بعد الفراق؟ الكثير من الناس يعتقد أن الحب الأول لا يمكن نسيانه وإن مر الزمان وافترقت الطرق والبعض الآخر يرون أن الأمر متوقف على عمق المشاعر بين الرجل والمرأة، وهذا ما سوف نناقشه في مقالنا عبر موقع البلد.
هل تنسى المرأة أول رجل في حياتها
الحب الأول هو ما تختبره الفتاة بمشاعرها الطفولية الساذجة وعادتًا ما يكون هو المقياس الذي تقيس عليه تجارب حياتها العاطفية، ولا يشترط أن ينجح ويكلل بمراسم الزواج، ولكنه يجعلها تعيش حياة وردية وأحلام مثالية، حيث تؤمن حينها أنهما لن يستطيعان العيش بدون محبوبها وأنه لا يوجد ما يفرقهما دون الموت.
على الرغم من تفاوت المدة في علاقات الحب الأولى بين الأشهر وحتى السنوات المديدة عادتًا ما تنتهي بحدث انفصال حافل ومليء بالبكاء، وتكرار العودة والانفصال حتى يصلا إلى إدراك النهاية والتي غالبًا ما تكون عند الاقتراب من سن النضوج وإدراك أن انتهاء العلاقة أمر محتم.
في حين حدوث ذلك يكون الانفصال مؤلم ومدمر لنفسية الفتاة ولكنها بطبيعة الدنيا تخف من هذا الألم بالتدريج، وتكمل حياتها وتتزوج ولكن مهما حاولت أن تنسى الرجل الأول مطلقًا تبقى ذكراه حاضرة في عقلها وقلبها ورما يجرفها الحنين إليه بين الفترة والتي تليها.
قد تمحي المرأة أثر مشاعرها تجاه الرجل الأول تمامًا بسبب سوء معاملته لها وتحملها المعاملة التي تمحي كل خير بينهما ولكن يبقى الحنين يأخذها إلى الحنين إليه في الليالي التي تشعر فيها بالوحدة، أو الاشتياق إلى ذكرياتهم سويًا.
عادةً ما تكون التجربة الأولى في حياة المرأة فاشلة ونسب اكتمالها قليلة، وهذا بسبب قلة خبرتها في العلاقات فتصبح غير قادرة على تحديد شخصية الرجل، وهذا ما يجعلها تُعاني من سوء ما تشعر به بسبب معاملته القاسية لها.
من أصعب المراحل التي تعبر المرأة بها في ذلك الوقت هو مرحلة التخطي بجوار الذكريات فدائمًا ما تكون ذكريات الحب الأول المتبقية في عقل المرأة بالخير بينهما، ولكن ربما يعوضها الله برجل آخر في علاقة سليمة، ينسيها جميع ما أغرقها في حزنها.
الحب الأول هو تجربة عابرة في حياتنا على الرغم من تأثيرها وأنسب ما نخرج به منها هو أن نتعلم من أسباب الفشل؛ حتى لا نبقى في نفس الدائرة ونعاني من ذات الأسباب في كل علاقة جديدة ندخلها.
هل حب المراهقة هو حب حقيقي
من منظور أغلب المراهقات بعد تخطي فترة المراهقة أن حب الفتاة في مرحلة المراهقة لا يكون حبًا حقيقًا، على الرغم من أنه يبدأ قويًا وباندفاعية شديدة وصدق مؤكد في المشاعر من اتجاه المرأة، إلا أن الحب في مرحلة المراهقة لا يمكن تسميته سوى أنه غلاف للحب يجعل المرأة تكتشف ما هو الحب.
تختبر مشاعره اللذيذة، تعيش في عالمها الخيالي مع المحبوب، تبدأ في رسم حياة غير مسئولة يكسوها شيء من سذاجة الطفولة؛ وهذا ما يجعل حب المراهقة حب طائش ومجنون وتنساه المرأة بسرعة فور انتهائه وانقضاء مرحلة المراهقة من حياتها، لتتذوق بعدها حلاوة الحب الحقيقي بعد النضج واختبار المشاعر الصادقة التي لا تنساها بسرعة، وربما لا تنساها أبدًا.
ترى النساء الأخريات أن تجربة الحب الأولى التي تمر على المرأة في حياتها تكون صادقة مهما كان عمرها وقتها، فهي تعطي كافة المشاعر الصادقة والجياشة بداخلها، تحب بصدق واندفاع الشباب ترسم خططًا مع أقرب فرصة للزواج وإكمال حياتهما معًا.
لكن من منظور ما أراه أؤكد النظرية الأولى فبداية سن المراهقة وطيش الشباب تندفع الفتاة للشعور بأنوثتها فأول ما يخطر في بالها حينها هو تجربة مشاعر الحب والشعور باستقرار حياة الناضجين بجوار رجل تحبه، فلا يدفعها هذا سوى للطيران نحو السماء بأجنحتها حاملة مشاعر حب واشتياق ولهفة.
ما إن تنتشي من مشاعر الحب وتفتر نيران العواطف بينهما تجد العلاقة تنهار وبين حزن ومحاولة نسيان، تجد المرأة نفسها تخطت حب المراهقة بل ونسيته تمامًا وما تبقى في داخلها ليس سوى ذكريات تضحكها على مدى سذاجتها في الماضي.
هناك بعض الحقائق التي يجب أن تعرفها المرأة عن حب المراهقة الأول، على سبيل المثال:
- أجمل ما في الحب الأول هو ذكرياته.
- مهما كان مقدار الألم وشدته إلا أنه سوف ينتهي بصمت مثلما بدأ.
- لا تقيسي عليه علاقتك القادمة، فقط تعلمي من الأخطاء التي أدت لنهاية العلاقة.
- الحب الأول من أجمل المشاعر التي تعبر في حياة المرأة ولكنها ليست الأقوى، فالحب بعد النضج وعبور هذه المرحلة ومع وضع نقاط واضحة للاختيار، يكون الحب حينها صادقًا قويًا.
علامات الحب الحقيقي عند المرأة
حينما تنضج المرأة تبدأ في البحث مجددًا عن الحب ولكن هذه المرة تريده صادقًا قويًا ومترابطًا، ليس به فراق ولا ينهيه سوى الموت، وعندما تبدأ سنارة هذا الحب في الغمز تكسو المرأة مشاعر وعلامات دلالة على حبها قد تختلف قليلًا عما شعرت به مُسبقًا، فقد تبدأ في:
- أن تصاب بالخجل أمام من تحب.
- تهتم بمظهرها الخارجي، خصوصًا إذا علمت أنه قادم إلى نفس المكان.
- تشعر بالغيرة الشديدة نحوه.
- تقدم له المساعدة دائمًا.
- تبدأ في أخذ زمام المبادرة للحديث معه.
- تتقبل جميع أعذاره وأخطاءه مهما كان حجمها.
- تشعر بالسعادة إذا ما تم ذكر اسمه حولها.
- تتحمل جميع المصاعب من اجل القاء معه.
- تسأل عنه كثيرًا وتهتم لمعرفة جميع اخباره.
- تصبح تصرفاتها طفولية.
عادة ما تنجح العلاقة الصادقة الناضجة الخالية من الرومانسية غير الواقعية وفي حال ما إذا أدركت سبب أخطائها في التجارب السابقة، وحاولت تجنبه فيما بعد، وفي حال استطاعت التقصي عن حقيقة مشاعرها والحكم عليها بصدق مطلق.
إذا ما تبينت الأنثى وتيقنت من حبها لرجل معين وبدأت في التعامل بوضوح وبالاتفاق بينهما متجنبة سذاجة الطفولة والانصياع خلف مجمل قرارات الرجل حتى وإن ضرتها، وأدركت أن علاقة الحب الصحية والسليمة، تقوم على استقصاء راحة الطرفين، دون أنانية أحدهما على حساب الآخر.
كيف تنسى المرأة أول رجل في حياتها
قام الأخصائي النفسي ميخائيل شيلبيرغ في بحث قد أعده، أن البنت بإمكانها تجاوز تجربة عاطفية قد مرت بها بمرور الوقت، ولا تستغرق مدة تجاوز هذه العلاقة سوى ستة أشهر.
أكد العالم النفسي شيلبيرغ أن المشاعر التي تعاني منها الفتاة الناجمة عن الانفصال، مشابهة تمامًا لما نشعر به عندما يموت شخص، فعندما يخرج الرجل من حياتها إلى الأبد وتتأكد من استحالة العودة، يصبح عندا أشبه بالميت فرص التعامل معه معدومة.
هذا ما يدخلها في حالة من البكاء والحزن والكآبة التي تنجلي بعد مرور فترة الإنكار وبدأ تقبل الحقيقة ومجابهة ما كانت لا تحاول رؤيته في الرجل.
نصائح لنسيان الحب القديم
- اتخاذ قرار النسيان، فالقرار الواعي لأنها تريد أن تنسى هذا الشخص دون عودة أو محاولة لتكرار التواصل بينهما يساعدها على تخطي الكثير من الحزن.
- قطع طرق التواصل تمامًا، وهذا عن طريق الابتعاد التام عن فرص المصادفة، حتى وإن كانت هناك علاقة أسرية أو علاقة عمل، فمادام التواصل موجودًا حتى وإن كان بالنظرات، ستبقى الفرصة متاحة دائمًا لتتجدد المشاعر بداخلك.
- التوقف عن متابعة الحب الأول، يجب عليكِ فور اتخاذ قرار نسيان الرجل أن تقطعي سُبل التواصل الاجتماعية بينكما بالحظر أو إلغاء الصداقة، حتى يجب عليكِ أن تقطعي علاقتك بالأشخاص المشتركين بينكما، حتى لا تبقين على علم دائم بجميع أخباره.
- توقفي عن مقارنة حبك الأول بأي رجل يحاول دخول حياتك، فقط تعلمي مما مررتِ به وارمه خلف ظهرك في طيات الماضي دون النبش فيه باستمرار كلما حاولت تكرار التجربة.
للإجابة على سؤال هل تنسى المرأة الحب الأول يجب أن نعرف أنه ليس مستحيل نسيان أول تجربة حب مهما كانت مؤثرة وإنما يرجع الأمر إلى ضعف الإرادة ومدى الحساسية العاطفية.