البرود يقتل كل شي جميل
البرود يقتل كل شي جميل ويخنق المشاعر الطيبة، إذ يشتكي الكثير من برود المشاعر من الآخرين وخاصة من المقربين، فهذا الأمر يؤلم جدا ويتسبب في إنهاء الكثير من العلاقات مهما كانت مليئة بالحب، لذا سنتحدث عن كل جوانب الموضوع من خلال موقع البلد.
البرود يقتل كل شي جميل
لا شك أنه أمر محبط ومحزن جدا، إذ يأتي البرود دائمًا بشكل مؤلم، حيث يكون من قبل أشخاص نحبهم، لأنه إن كان من أشخاص عاديين ولا يهمون فلن نشعر بهذا القدر من الألم.
يظهر البرود في عدة أشكال منها عدم الاهتمام، فالحب يعني بطريقة أخرى الاهتمام، وأحيانا يفاجأ أحد الطرفين بإهمال الطرف الثاني له، ويكون الإهمال في شكل عدم السؤال المتكرر والاطمئنان على من تحب.
كما يظهر في عدم الرغبة في سماع الطرف الآخر، فأحد أشكال الاهتمام هي أن تكون مستمع جيد لمن تحب، فكلنا يحتاج لهذا المهتم الذي يسمع ويشعر بما نحاول أن نعبر عنه من مشاعر فرح وسعادة أو مشاعر حزن، أو إحباط، أو حتى مشاركة تفاصيل اليوم مع من تحب، فيكون أحد الأطراف مليء بالحماس للتكلم مع من يحب وسماعه ويقابل بالبرود من الجهة الأخرى.
أحد أشكال البرود أيضًا هي اللامبالاة، ويتمثل في الوجود الذي لا طعم له ولا رائحة، أحيانا تكون بين الناس ومع من تحب ولكنك تشعر بالوحدة في الوقت ذاته، فاللامبالاة هي أن يسمع الشخص ولكنه لا يهتم، أن يعرف ما يؤلم ولا يهتز، أن يعرف أن هناك مشكلة أو أمر ما ولكن لا فرق إن عرف أو لم يعرف.
دائما ما يكون الألم نتيجة لحدوث كل ما هو غير متوقع، فالمتوقع بين الأحباء هو الاهتمام والحزن لحزن من تحب والفرح لفرحه، ومشاركته في كل ما يمر، فيتوقع المرء العطاء، العطاء في الوقت، العطاء في الاهتمام والمشاعر، وينهار سقف هذه التوقعات بسبب البرود الغير متوقع.
أسباب البرود العاطفي
قد يكون البرود بسبب عدم نضج المشاعر وعدم الحكمة في توجيهها بالشكل الصحيح، وقد يكون بسبب الحب الغير مكتمل أو الغير حقيقي، ولكن بالطبع هناك عدة أسباب أخرى قد تقود علاقات ناجحة جدًّا ومليئة بالحب للوقوع في حفرة البرود، لذلك يجب علينا تجنبها.
القسوة هي الإجابة الأولى للبرود العاطفي والبرود في العلاقات بشكل عام، فالتعامل السيئ والقسوة في الكلام والتصرف تؤدي إلى تغير المشاعر على المدى الطويل، كما أن القسوة هي من أسوأ الصفات الإنسانية التي لا يحب أحد أن يواجهها أبدًا.
كما تكون قلة التواصل بين الطرفين أيا كانت العلاقة هي أحد أهم الأسباب، فالتواصل هو الذي يبني ويدعم فهم الطرفين لبعضهما، فقلة التواصل تعد عدم وجود الطرفين ضمن أولويات بعضهم، فالبعد المقصود أو غير المقصود لا يؤدي سوى للجفاء الذي يوصلنا للبرود ومن ثم انتهاء العلاقة.
والخوف هو سبب لا يمكن إهماله، قد يندرج الخوف ضمن الخوف من الأذى البدني أو الأذى النفسي أو الهجر أيضًا، وينتج عن الخوف قلة التواصل أو انعدامها خوفا من الوقوع في المشكلات، ما يؤدي إلى البرود العاطفي والبرود في التصرفات.
قد يخاف أيضًا أحد الطرفين من التصرف العفوي والكلام بتلقائية أمام الطرف الآخر، خوفًا من الحكم عليه، ونتيجة لعدم معرفتهم لبعض معرفة جيد، يؤدي هذا الأمر إلى نتيجتين، إما الهروب أو السكوت معظم الوقت، وهو ما يؤدي للملل والزهد في العلاقة.
أو قد يقود أحد الطرفين إلى التصنع والتظاهر بأمور غير حقيقة محاولة في إرضاء الطرف الآخر، وهو أمر يمكن تمييزه بسهولة، حتى لو بعد وقت، مما يؤدي إلى البرود من الطرف الآخر ما ينعكس على العلاقة ككل فالبرود يقتل كل شي جميل.
عبارات عن البرود
الكثير والكثير من العبارات توضح ألم برود العلاقات، وتؤكد على أن البرود يقتل كل شي جميل، فقد يشعر به الذي يمر بتجربة كهذه وأحيانًا يكتبها من ذاق هذا الألم في علاقات أحبائه، ونعرض لكم بعض من هذه العبارات في الآتي:
- حين يدب البرود بقدمه في العلاقات يذهب الحب بعيدًا.
- الألم هو أن تكون المبادر بكل شيء وتقابل بالبرود.
- سفاحان يقومان بقتل العلاقات الجميلة في كل زمان، هما التجاهل والبرود.
- لا تكلمني عن الخيبة إذا لم يقابل اهتمامك بمن تحب لا شيء.
- قلة الاهتمام تؤدي لتسلل البرود لأطراف العلاقة ثم لقلبها فتموت.
- البرود أكلني، فأصبحت لا أتكلم ولا أرد.
- قلما يجمع الحب بين الأشياء المتماثلة، فإن كنت تهوي الاهتمام بمن تحب، فغالبًا يهوى من تحب البرود.
- الردود المتأخرة، الإجابات غير المتوقعة، الاستجابة البطيئة، الابتعاد وقت الأزمات، كلها أعراض للبرود الذي لا علاج له.
- ماذا يفيد قربك ووجودك إذا كان باردًا.
- وما البعد وقلة التواصل إلا برود يأكل في العلاقات.
- إذا ازدادت برودة بعض الأطراف عن الحد الطبيعي فغالبًا ما يؤدي ذلك إلى قطعها، إذ يحدث نفس الأمر بالنسبة للعلاقات.
- هناك بعض الأشخاص إذا قاموا بالاقتراب فقط تشعر بالبرود وعدم الأمان.
شعر عن برود العلاقات
دائما ما يعبر الشعر والأعمال الأدبية بشكل عام على ما يدور في أذهاننا ونشعر به في قلوبنا، فكثيرًا ما يعجز اللسان عن الكلام أو التعبير في وجود الحزن، ومن الأبيات الرائعة التي تصف مشاعر الحزن نتيجة البعد والبرود هي التي قالها الجواهري:
أمنعمَ القلب الخلي … تركتني حِلْفَ المحنْ
لم ترع عهد فتى رعاك … على السريرة وأتمن
سل جفنك الوسنان هل … علمت جُفوني ما الوسن
فيصف عن مشاعره نتيجة لملاقاته ما لم يكن يتوقعه من شخص يحبه، فبعد إعطاء مشاعر الحب والرعاية قوبلت بالترك والجفاء، الأمر الذي جعل النوم يفارق عينيه من شدة الحزن والتفكير، ويصف حال الطرف الآخر بعدم الاكتراث لما يمر به من آلام.
رفقاً بقلب ما درى … غيرَ الشجى بك والشجن
يصبو لذكرك كلما … ناح الحمام على فنن
أخشى يطول على الصراط … عذاب مطلعك الحسن
ويكمل حديثه طالبًا الشفقة من حبيبه الذي يتجنبه، فبسببه كل ما شعر ويشعر به القلب هو الحزن والكآبة، فالبرود يقتل كل شي جميل، كما أنه يتذكره في كل موقف حزين وكل أحداث حياته، وفي أثناء عذابه هذا لا ينفك عن ذكر محاسن ومزايا الشخص الذي يحبه، فبالرغم من القسوة والهجر في بعض الأحيان تبقى القلوب معلقة بمعذبيها.
كيفية تجنب مشكلة البرود في العلاقات
1ـ القيام بنشاطات جديدة
إن الملل الذي ينتج عن التعود هو الذي يضرب في أواصر العلاقات ويفككها، والهدف في التغلب على البرود هو محاولة تمضية الكثير من الوقت مع الشريك، ومن الممكن أن يتم ذلك عن طريق كسر الروتين بالقيام بنشاطات جديدة، كممارسة هواية ما، أو الذهاب لمكان لم تذهبا له من قبل، والعديد من الأمثلة.
2ـ الصراحة
عند مواجهة أ نوع من المشاكل في العلاقات فالصراحة هي دائمًا الخيار الأفضل، لا بد من الإفصاح عما تشعر به للطرف الآخر ومناقشة المشكلة، ومحاولة التغلب عليها لا بد أن تكون من كليكما، كما تزيد الصراحة والنقاش من قوة الرابطة بينكما.
3ـ التقدير
التقدير هو كلمة السر، فهو العنصر الذي يبحث عنه الجميع في علاقاته كلها أيا كان نوعها، فعليك تقدير الطرف الآخر على وجوده وعلى مجهوده في أي شيء، والتقدير لا بد أن يكون واضحًا بالكلام والأفعال.
4ـ التعبير الدائم عن المشاعر
وخاصة المشاعر الإيجابية التي تكنها للطرف الآخر، من الضروري جدا إبدائها في صورة كلمات أو أفعال، فإن وقع الكلام الإيجابي المليء بالحب ينعكس على النفس وبالتالي على العلاقة ككل.
5ـ القيام بالواجبات
قيام كل طرف من أطراف العلاقة بواجباته وعدم التثقيل على الطرف الآخر يجنب من الوقوع في هذه المشكلات، فقد تكون هذه الواجبات مادية، وقد تكون معنوية مثل إعطاء الدعم والمساندة والاهتمام وكذلك الوقت، فكل هذه واجبات تمثل وقودا للعلاقات ودافعًا لاستمرارها.
البرود في العلاقات واللامبالاة لا تؤدي لنتيجة سوي قتل الحب وخنق العلاقات، وغالبًا ما يتبع ذلك هو الشعور بالندم الذي لا ينفع، ولا يعود بالعلاقات حيث كانت، فاحذر في علاقاتك وحافظ على من تحب، ننصح بتجنب كل مسببات هذه المشكلة.