هل سرطان الدم عند الأطفال خطير
هل سرطان الدم عند الأطفال خطير؟ وكيف يتحدد مدى الخطورة؟ من المعروف أن سرطان الدم أو ما يعرف باللوكيميا هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في مختلف الأعمار، ينتج إثر تكاثر الخلايا غير البالغة التي لا تقدر على القيام بوظائفها بالشكل المنوط، على أن له أنواع ومراحل لها دورًا هامًا في تحديد نسبة الخطورة خاصة عند إصابة الأطفال، لذا من خلال موقع البلد سنشير إلى الأمر بمزيد من الوضوح.
هل سرطان الدم عند الأطفال خطير
هناك حقيقة أشارت إليها منظمة الصحة العالمية تشير إلى إصابة ما يقرب من أربعمائة ألف طفل سنويًا بسرطان الدم، وهو أشد أنواع السرطان خطورة، علاوةً على كونه الأكثر شيوعًا أيضًا، وهو ما يُعرف باللوكيميا، إلا أن الأمر يُكتب له الشفاء إن توافرت الفرص المواتية من العلاج السليم والخدمات التي يحتاجها الطفل فترة الإصابة.
هذا ما أشارت إليه النسبة المحددة من المنظمة بأن هناك 80% من الأطفال يتم شفاؤهم من سرطان الدم في البلدان المتقدمة خاصة في القطاع الصحي، بيد أن النسبة تقل إلى 30% في البلدان الأكثر تأخرًا، وهي منخفضة الدخل مفتقرة الرعاية الصحية اللازمة.
إلا أن ما يجعل الأمر خطرًا محققًا هو التشخيص الخاطئ أو ربما التأخر في الفحص وتلقي العلاج المناسب، فهذا يجعل السرطان يتفاقم أكثر فأكثر ويصعب تحجيمه بالعلاج، لذا كان الفحص المبكر بمجرد ظهور أي من الأعراض هو الملاذ الآمن من تلك الخطورة المحتملة جراء الإصابة.
لذا لتوضيح الإجابة الوافية على سؤال هل سرطان الدم عند الأطفال خطير أم لا، فنشير إلى أن الأمر يعتمد بشكل أو بآخر على أسباب الإصابة وسرعة تلقي العلاج علاوة على البلدة وما بها من إمكانيات في القطاع الصحي، حيث إن إتاحة الرعاية المناسبة للأطفال المرضى هو أمر له مردوده في زيادة نسبتهم على قيد الحياة إثر الإصابة.
كما نذكر في إطار جواب هل سرطان الدم عند الأطفال خطير أن سرطان الدم الحاد عند الأطفال ينمو بسرعة بالغة وهنا تكمن خطورته مهددًا لحياة الطفل، حيث في تلك الحالة يقوم نخاع العظام بإنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء التي تدخل إلى مجرى الدم وهي غير ناضجة، فتزاحم بدورها الخلايا الناضجة، وتجعل مناعة الجسم ضعيفة للغاية، إلا أن هناك بعض المحددات التي تعني بنسبة شفاء الطفل من سرطان الدم، وهي كالتالي:
- خطورة الأعراض التي تظهر على الطفل إثر الإصابة بالسرطان، ومدى تأثيرها.
- نوع الخلايا المسببة للسرطان.
- المرحلة التي تم فيها تشخيص المرض، فيمكن أن تكون مبكرة يُمكن تحجيمها، أو أصبحت متقدمة تستدعي الخطر.
- انتشار الورم إلى أجزاء أخرى.
- معاناة الطفل من مشكلات صحية مختلفة.
- حدوث بعض الطفرات الجينية.
أسباب سرطان الدم عند الأطفال
إن اللوكيميا الليمفاوية الحادة هي الأكثر شيوعًا في سرطان الدم، على أن أسباب الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال تختلف حسب الأصل في الإصابة، فنجد أن السبب الأول يرجع إلى الطفرة الجينية التي تحدث بشكل عشوائي في الرحم، حيث يولد بها الطفل ويتطور لديه المرض.
بيد أنه من الممكن أن يتعرض الطفل إلى سرطان الدم من خلال العدوى الخارجية، خاصة إن نشأ في بيئة متهيئة لذلك، فمع تعرضه إلى الفيروسات المختلفة في المحيط الملوث تكون الإصابة محتملة بشكل كبير.. هذا مع العلم أن السبب الرئيسي الواضح للإصابة، هو ما يتعلق بالنظام المناعي لدى الطفل، فيكون الطفل الأكثر عرضة للإصابة هو من لم يتم تطوير نظام مناعته بالشكل السليم.
على أن الأمر لا يتحدد له أسبابًا واضحة، فهناك بعض الأعراض التي تظهر على الطفل لتشير بإصابته، وبمجرد ظهورها يجب الفحص والحرص على تلقي العلاج حتى يتم التعافي على الوجه السريع، على أن أغلب أنواع السرطان يُمكن التعافي منها من خلال طرق العلاج الكيماوية والإشعاعية وأيضًا الأدوية.
يصاب الأطفال بالسرطان بأنواعه المختلفة، ويؤثر على أي جزء من الجسم، حيث يعمل على إحداث تغيير في الجينات والخلايا، مكونًا أورامًا، إلا أن اللوكيميا تكمن خطورتها في كون السرطان ينتشر في الدم، فيكون الأمر أكثر صعوبة في التعامل معه وتحجيمه.
أعراض الإصابة بسرطان الدم للأطفال
أولى الخطوات في معرفة هل سرطان الدم عند الأطفال خطير أم لا يتراتب عليه مضاعفات هو العلم بالأعراض الأولية التي تظهر على الطفل إثر الإصابة، والتي يجب أن ينتبه إليها الآباء للشروع في الفحص والعلاج، وتلك الأعراض هي:
1- وجود بعض التورمات
هناك بعض الأورام التي تظهر إثر إصابة الطفل بالسرطان في الدم، مثل المفاصل والإبطين وربما العنق، وهنا ينصح بمجرد ملاحظتها استشارة الطبيب، أما عن سبب تواجدها فهو يرجع إلى أن الخلايا السرطانية تؤثر بدورها على الغدد الليمفاوية في تلك المناطق، فتؤدي إلى التورم الملحوظ بها.
2- مشكلات تنفسية
إن الدم يمر عبر أجزاء الجسم المختلفة، والرئتين من تلك الأجزاء التي تتعرض إلى التدمير إثر وجود الخلايا السرطانية، حيث تستتبع وجود مشكلات في الجهاز التنفسي للطفل، فيصاب بالصفير وصعوبة التنفس وما إلى ذلك، وتلك تعد من أكثر ما يجب الانتباه له نظرًا لكونه مؤشرًا على الإصابة بسرطان الدم.
3- آلام المفاصل
عندما يشكو الطفل من آلام حادة في مفاصله، وتستمر تلك الآلام ولا تعتبر عارضة، وتكون خصيصًا في المرفقين والظهر والركبتين، خاصة إن لم يتعرض إلى إصابة تجعل تلك الآلام مبررة، هذا من الممكن أن يتم اعتباره من أعراض الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال، حيث إن تراكم الخلايا السرطانية في الدم تؤدي إلى حدوث التهابات وآلام شتى في المفاصل.
4- فقر الدم
ما نعنيه هو إصابة الطفل بالأنيميا الحادة، وهذا ما يتضح إثر بعض العلامات مثل الشحوب وما شابه، وكذلك يتضح بدقة أكثر من خلال الفحوصات، حيث يحدث انخفاض ملحوظ في كرات الدم الحمراء، الأمر الذي ينتج عنه معاناة الطفل من فقدان الشهية، والدوخة في بعض الأحيان، علاوةً على الإحساس بالوهن المستمر.
5- نزيف الأنف
من أكثر المؤشرات خطورة على الإصابة بسرطان الدم، خاصة إن لم توجد أسباب واضحة لحدوث ذلك النزيف، مثل التعرض للشمس بشكل مبالغ فيه وما إلى ذلك، فإن تمت ملاحظة أن الطفل ينزف من أنفه دون سبب واضح، فهذا يعد بذاته من مؤشرات الإصابة بسرطان الدم، هذا لأن تلك الإصابة تتسبب في إضعاف الشعيرات الدموية في الأنف وتؤدي إلى انفجارها.
6- آلام المعدة
تعتبر من الآلام المنتشرة عند الأطفال بسبب الإصابة بمشكلات عدة منها عسر الهضم وكثرة الانتفاخات والغازات، وتلك من الأمور الطبيعية ولها أسبابها، إلا أن تلك الآلام إن زادت عن الحد المقبول الطبيعي فربما تكون مؤشرًا خطيرًا يستدعي النظر فيه، حيث يعد من أعراض الإصابة بسرطان الدم، لأن الخلايا السرطانية تتراكم عند المعدة والطحال، لذا يتضخم الطحال وأحيانًا يتطلب الأمر استئصاله في خطة العلاج المتبعة.
لذا تقوم الخلايا السرطانية المنتشرة في الدم بالحد من إفراز الأمعاء للعصارات الهضمية، الأمر الذي يترتب عليه فقدان الشهية، لتكون بذاتها عارضًا من أعراض الإصابة باللوكيميا عند الأطفال، حيث تتأثر أنسجة المعدة بالمرض بشكل كبير.
7- تكرار العدوى
إن تكرر تأثر الطفل بالعدوى حتى بعد تلقيه العلاج فهذا إن دل فهو دلالة على ضعف الجهاز المناعي بشكل كبير، من هنا يُتخذ كإشارة جليّة على الإصابة بسرطان الدم، حيث إن الإصابة تؤثر على خلايا الدم البيضاء وتدمرها، تلك الخلايا المسؤولة عن اكتشاف أي عدوى ومنع الجسم من الإصابة بها، لذا فإن سرطان الدم يحجمها عن أداء وظيفتها بشكل فعال.
8- الإصابة بالكدمات
غنى عن البيان أن معاناة الطفل من أي كدمات يعد من الأمور الطبيعية التي لا خوف منها، ولم لما والأطفال بطبيعتهم النشطة يتعرضون إلى الصدام بشكل متكرر، فيصابون بالكدمات على المدى البعيد، وتزول مع الوقت، إلا أن الأمر يعد مقلقًا عندما تتكون تلك الكدمات دونما إصابة تُذكر، دون تعرض الطفل إلى سقوط متكرر، لذا يُمكن اتخاذها علامة على الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال.
9- الصداع والغثيان
من الأعراض الدالة على الإصابة بسرطان الدم عند مختلف الفئات العمرية هو المعاناة من الصداع لفترات طويلة، وتكون آلامًا حادة ليست بسيطة، كذلك يجب الانتباه لهذا العرض على وجه الخصوص نظرًا لكون الطفل لا يقدر على التعبير عنه، لكنه يُظهر أنه متعبًا فقط.
10- الإجهاد الشديد
هذا ما ينتج عن بطء الدورة الدموية في الأوعية الدموية بالمخ، الأمر الذي يستتبع شعور الطفل بالضعف العام والإرهاق بأنواعه، من الممكن أن يصل إلى عدم القدرة على الكلام، وهذا العرض يرجع إلى تجمع الخلايا في الدم وزيادة سماكته.
11- الطفح الجلدي
على الرغم من كونها من الأعراض النادرة إلا أنها يُمكن حدوثها عند الطفل بسبب انتشار خلايا ابيضاض الدم على الجلد، فيظهر الطفح الجلدي على هيئة بقع داكنة صغيرة، وتسمى تلك الحالة بالساركوما أو الكلوروما.
من هنا كان الانتباه لتلك الأعراض جميعها من الأمور الهامة لتحجيم المرض، ويتبع الاهتمام بالأعراض اللجوء إلى الفحص والتشخيص المناسب، حتى يتم البدء في اتخاذ العلاج، والتعافي منه، ومن هنا يتسنى لنا الجواب النهائي لسؤال هل سرطان الدم عند الأطفال خطير أم لا.
تشخيص سرطان الدم عند الأطفال
كما أشرنا سلفًا في إطار جواب هل سرطان الدم عند الأطفال خطير أن الأمر يعتمد بشكل كبير على التشخيص المبكر، حتى يتسنى تلقي العلاج المناسب، من هنا فإن الفحوصات المعنية بتشخيص إصابة الطفل بسرطان الدم تتضح على النحو التالي إلا أن أكثرها شيوعًا في فحص سرطان الدم على نحو الخصوص هو فحص خزعة نخاع العظم، وبقية الفحوصات هي:
1- التشخيص الجزيئي
هنا يقوم الطبيب بفحص يسمى بتفاعل البلمرة المتسلسل، هذا حتى يتم الكشف عن الخلايا السرطانية الموجودة بالجسم، وتحديد مداها وتطورها، كذلك يتضمن هذا التشخيص فحص آخر يسمى بمضان التهجين، هذا يعني باكتشاف أي خلل موجود في الكروموسومات في الأحماض النووية للخلايا.
2- فحص الوراثيات الخلوية
هنا يتم النظر إلى الكروموسومات الموجودة في الخلايا إثر عينات الدم التي تم سحبها، أو الغدد الليمفاوية، وذلك الفحص يحدد ما إذا كان هناك أي مشكلات وراثية يعاني منها الطفل أم لا، كذلك يعمل على تحديد نوع الإصابة بسرطان الدم، فهناك كروموسوم فيلادلفيا والذي إن حدث أي خلل فيه بسبب الجينات الوراثية ينتج عن ذلك إصابة الطفل بسرطان الدم النقياني.
3- فحص الدم CBC
من المعروف أن يتم القيام بهذا الفحص نظرًا لكونه يتحدد بناءً عليه المناعة، بالإضافة إلى فحص آخر خاص بوظائف الكلى، علاوةً على فحص حمض اليوريك ووظائف الكبد، وهذا ما يتم تحت المجهر رغبةً في الكشف عن وجود أي خلايا سرطانية من خلال مسحة الدم.
4- البزل القطني
يعني هذا النوع من الفحوصات بالسائل الشوكي والكشف عن أي خلايا سرطانية موجودة به، وهو السائل الذي يملأ الفراغات الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي.
تحجيم خطر إصابة الأطفال بالسرطان
لا ينبغي حصر الأمر على سرطان الدم فحسب، فبمجرد إصابة الطفل بأي نوع من السرطان هناك خطورة محققة ما لم يتم التعامل مع الأمر على نحو سليم، لذا فإن الأهم من سؤال هل سرطان الدم عند الأطفال خطير أم لا أن نعي كيفية تحسين الحصائل في علاج السرطان.
نظرًا لأن الوقاية من إصابة الأطفال بالسرطان أمر متعذر، لأن الأسباب غير واضحة على الإطلاق، إلا أن الاستراتيجية الأكثر فعالية والتي يجب اتباعها تعني بتقليل عبء الإصابة على الطفل من خلال التركيز على التشخيص الدقيق المبكر، لتحديد طبيعة الإصابة ودرجتها، فهي أولى الخطوات في التعامل معها.
في إطار الإجابة على سؤال هل سرطان الدم عند الأطفال خطير، من الجدير بالذكر أن كل نوع من أنواع السرطان يتطلب مخطط علاجي محدد، فربما جراحة، وربما الإشعاع هو الأجدر، كذلك العلاج الكيميائي وهكذا، لذا فبغض النظر عن نوع السرطان يجب أن يتكون التشخيص المبكر مما يلي:
- الوعي الأسري بالرعاية الأولية للمصاب عند ظهور بعض الأعراض.
- التقييم السريري للمرض.
- تحديد مرحلة الإصابة من خلال التشخيص في الوقت المناسب.
- الوقوف على مدى انتشاره في الجسم.
- إتاحة العلاج بشكل فوري وتوفير الظروف الملائمة لذلك.
من الممكن أن يتلقى الطفل المصاب بسرطان الدم بعض العلاجات الكيماوية، وهي الأرجح في تلك الإصابة، أما عن بعض الحالات فهي تحتاج إلى عملية زراعة نخاع العظم، والفحوصات من شأنها تحديد ماهية العلاج المناسب للحالة، وفي حالات محددة يُمكن اللجوء إلى إزالة الطحال إن كان متضخمًا لاستكمال العلاج.
على أن الطفل إن كان مصابًا بسرطان الدم الليمفاوي المزمن هنا يتم اللجوء إلى جانب العلاج الكيماوي إلى العلاج الإشعاعي والموجه، حيث تستهدف تلك العلاجات أنواع معينة من الخلايا السرطانية، دون أن تؤثر على أي خلايا أخرى.
من أكثر الأمراض التي تحرم الطفل من طفولته، فهو من أكثر الأمراض الفتاكة التي لا ينتج عنها سوى الآلام المضاعفة إن تم إهمال العلاج وعدم تلقي الخطة العلاجية المناسبة له.