شرح سجود السهو بالتفصيل وحالات سجود السهو هذا من الأحكام الفقهية المرتبطة بالصلاة، فالصلاة لها كيفية صحيحة لا تتم إلا بها، غير أن النسيان وارد فيها، فالنسيان من طبع الإنسان، لذلك شرع الإسلام ما يسمى بسجود السهو وهما سجدتان يقوم بهما الإنسان عند السهو بالنقص أو الزيادة قبل السلام أو بعده، وهناك خلاف فقهي في ذلك، كل هذا سنتعرف عليه في هذا المقال من خلال موقع البلد.
ما هو السهو وكيف يحدث في الصلاة؟
قبل الدخول في شرح سجود السهو بالتفصيل وحالات سجود السهو نتحدث عن النسيان تعريفه وكيفية حدوثه في الصلاة.
- النسيان هو حالة تعتري الإنسان يفقد فيها تركيزه وحضوره، ويسرح بعقله بعيدًا يفوته بعض الأمور، وهو من فعل الشيطان والنفس.
- ولولا النسيان لما خرج آدم عليه السلام من الجنة فآدم عليه السلام حذره ربه عز وجل من الأكل من الشجرة، ولكنه نسي وخارت عزيمته أمام وسوسة الشيطان ونسي وأكل من الشجرة فأخرجه الله –تعالى- من الجنة، فلولا النسيان لظللنا بالجنة منعمين، ولكنها حكمة الله تعالى.
- والإنسان من طبعه النسيان، وهو من فعل الشيطان، يحاول أن يلهي المسلم وأن يشغله عن صلاته؛ لا يفوتها عليه ويبطلها، ويحدث للإنسان شك في صلاته ولا ينتفع بها.
- الصلاة فريضة عظيمة كتبها الله تعالى خمس مرات في اليوم والليلة على كل مسلم ومسلمة، كما أن لها أحكامًا لا تقبل إلا بتمامها، كالوضوء واستقبال القبلة والخشوع وعدم الالتفات والكلام وأن تؤدى بعددها وكيفيتها وسجودها وركوعها، ولكن قد يعتري الإنسان نسيان أحد السنن أو أكثر من سنة في الصلاة الواحدة.
- ومن رحمة الله بنا أنه شرع لنا رخصة نتمم بها ما فاتنا من سنن ومندوبات في الصلاة، وهو ما يعرف في أبواب الفقه بسجود السهو.
ما هو سجود السهو؟
- من الضروري قبل شرح سجود السهو بالتفصيل وحالات سجود السهو أن نتعرف على معنى سجود السهو، وسجود السهو عبارة عن سجدتين يسجدهما المسلم بدون سلام لهما قبل السلام من الصلاة إن كان السهو بنقص سنة مؤكدة أو أكثر من سنة من سنن الصلاة.
- أو بعد السلام من الصلاة مباشرة أو حين يتذكرها إن نسي أن يسجد بعد الصلاة مباشرة إذا كان النسيان بزيادة سنة مؤكدة أو أكثر من سنة أو مندوب من مندوبات الصلاة، هذا على أرجح الأقوال.
- وهو رخصة شرعها الإسلام تخفيفًا عن المسلمين في صلواتهم، لأن الإنسان لو كان مكلفًا بإعادة الصلاة عن كل نسيان يحدث فيها لما قبلت صلاة من أحد إلا من رحم ربي، ولكن الإنسان المسلم مكلفًا بما لا يطيقه، وربما أدى به ذلك إلى التكاسل عن الصلاة أو العزوف عنها وتركها.
- ولكن لكي يرغب الإسلام الناس في الصلاة شرع لهم سجود السهو تعويضًا عن السنن التي نسوا القيام بها في صلواتهم.
بعض الأحكام المتعلقة بسجود السهو
ونحن نتناول شرح سجود السهو بالتفصيل وحالات سجود السهو لابد أن نتعرف على بعض الأحكام المتعلقة به والموجبة له:
- إذا ترك الإنسان ركنًا من الأركان القولية أو الفعلية للصلاة التي لا تتم الصلاة إلا بها، كتكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة بالنسبة لمن يصلي منفردًا، أو ركوع أو سجود أو بدل بينها فإنه عند المالكية والحنفية والحنابلة لابد من إعادة الصلاة، لأن الأركان أساسية لا تقبل الصلاة إلا بتمامها.
- وعند الشافعية يؤدي لا يلزمه إعادة الصلاة كاملة، وإنما يعيد الركعة التي حدث فيها نسيان الركن في نهاية الصلاة، ويسجد سجدتين للسهو بعد السلام، ولكن عندهم أصبح سجود السهو شرطًا من شروط صحة تلك الصلاة، فإذا لم يسجد للسهو فصلاته باطلة ويلزمه إعادتها.
- أما إذا كان الخلل والنسيان ناشئًا في موجب من موجبات الصلاة أو سنة مؤكدة كالتشهد أو ا لجلوس له فإنه لا يلزمه إعادة الصلاة، وإنما تكفيه سجدتان للسهو قبل السلام بالنسبة للسهو، بعد السلام بالنسبة للزيادة؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (إذا زاد الرجل أو نقص سجد سجدتين).
- في حال إذا نسي الإنسان وقام من السجود إلى القيام دون أن يجلس للتشهد، فإن كان أقرب إلى القيام فليقم، وليسجد بعد ذلك سجدتين للسهو قبل السلام، وإن كان أقرب للجلوس جلس ولا سجود للسهو عليه؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلَّى أحدُكم فقام من الجلوسِ فإنْ لم يستتمَّ قائمًا فليجلسْ، وليس عليه سجدتانِ، فإنِ استوَى قائمًا فليَمضِ في صلاتهِ وليسجدْ سجدتينِ وهو جالسٌ
شرح سجود السهو بالتفصيل وحالات سجود السهو
بالنسبة لما يخص شرح سجود السهو بالتفصيل وحالات سجود السهو فهناك حالات وصور كثيرة لسجود السهو نذكرها فيما يلي:
الصورة الأولى: صورة النقصان في الصلاة
إذا سلم الشخص من صلاته وأنهى الصلاة، وقد أصابه النسيان فنسى جزءًا من أجزاء الصلاة، وفي تلك الحالة تعتبر صلاته ناقصة بدون قصد أو وعي منه بذلك، وفي تلك الحالة إن ظل على نسيانه ولم يتذكر، فلا إثم عليه لعدم قصده التقصير في صلاته، ويعذر في تلك الحالة بنسيانه، أما إن تذكر أنه قد نسي شيئًا من صلاته بعد السلام، فإنه هناك مسألتين:
الصورة الثانية: وهي صورة الزيادة في الصلاة
وهي حالة الزيادة في الصلاة، كأن ينسى المصلي ويزيد جزءًا على صلاته كالركوع أو السجود أو القيام أو الجلوس أو غير ذلك مما يمكن أن يزيده المصلي في صلاته، فإنه يترب على ذلك أمران:
الصورة الثالثة: الشك في الزيادة أو النقص
وهي أن ينتاب الإنسان الشك أثناء صلاته، وهي صورة هامة ينبغي الانتباه لها، والوقوف عندها؛ ذلك أن كثيرًا من الناس يصابون بذلك الشك أثناء صلاتهم، وهو من الشيطان لكي يضيع عليهم صلاتهم، ومن رحمة الإسلام أنه بين لنا ما الذي ينبغي علينا أن نفعله في حالة الشك أثناء الصلاة، ومن الأحكام والمسائل المتعلقة بتلك الصورة:
وفي ختام مقالنا عن شرح سجود السهو بالتفصيل وحالات سجود السهو نكون قد تناولنا جوانب كثيرة وأحكام متعلقة بسجود السهو، وكيفيته، وطريقة أدائه، والحالات التي يستوجب فيها السجود للسهو، وأنه من رحمة الإسلام بالمسلمين أن شرع لهم تلك الرخص التي تخفف عنهم وتجعلهم مقبلين على العبادة بدلاً من أن ينفروا منها.