ما هو ملك اليمين في عصرنا الحالي؟
ملك اليمين في عصرنا الحالي يعد من الأمور الغير مستحبة والتي قد تم إبطالها في هذه الأيام نظراً لتكريم المرأة في الإسلام، ولأن الشروط التي تستوجب هذا الأمر أصبحت غير متاحة الآن فقد أصبح الجميع حراً ولا يوجد عبيد ولا إماء، ولذا فإن الإسلام قد أباح العلاقة بين المرأة والرجل بميثاق شرعي واحد وهو الزواج الشرعي بالمهر وعقد القران، ونوضح لكم من خلال موقع البلد كافة التفاصيل عن ملك اليمين.
ملك اليمين في عصرنا الحالي
انتشر ملك اليمين من قبل ظهور الإسلام، لأنه كان منتشر بين العديد من القبائل قبل مجيء الإسلام، وقد يستخدم أناس في عصرنا هذا أمر ملك اليمين مع الخادمة التي توجد عندهم وهذا الأمر قد نهي عنه من خلال مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، والذي وضح ما يلي:
- الشخص الذي يعامل خادمته على أنها ينطبق عليها حكم الجواري والعبيد ويطبق عليها حكم ملك اليمين التي ذكرت في القرآن الكريم، فقد أكد علي أن العلاقة بين هذا الشخص والمرأة الخادمة علاقة محرمة.
ما هو ملك اليمين؟
ملك اليمين هو مصطلح يُطلق على السبي والجواري وأسرى الحرب، وهو عندما يكون هناك حرب بين المسلمين والكفار ويقدر الله سبحانه وتعالى الفوز للمسلمين المجاهدين، فإن الكفار يكونوا عبيد وإماء للمسلمين ويتم أسرهم فالرجال منهم يصبحوا عبيد والنساء يصبحوا جواري وملك يمين، ويتم توزيعهم من قبل القائد علي المحاربين المسلمين المجاهدين.
هل انتهي عقد ملك اليمين في الإسلام؟
العديد من الأشخاص يتساءل عن هذا الأمر ويريد معرفة ما إذا كان قد انتهي ملك اليمين في الإسلام في عصرنا الحالي أم لا ، وجاءت الإجابة من خلال الجهة المختصة بهذا الأمر وهي دار الإفتاء موضحة ما يلي:
- ملك اليمين في عصرنا الحالي قد انتهى بمجرد توقيع الاتفاقية العالمية التي كان المسلمون طرفاً فيها، قد كانت هذه الاتفاقية العالمية تقضي بتحريم الإتجار في البشر وقد كان المسلمون طرف فيها وقد نصت علي منع العبيد والرق بصفة عامة.
- وحتي لو افترضنا أن ملك اليمين مازال قائماً، فإن الجارية التي تعمل في البيت حرة وليست من العبيد ولذا فلا ينطبق عليها شروط العبيد والجواري.
- ومن شروط العبيد والجواري أن تكون من سلسال عبيد أو ملك اليمين.
- كما أن المرأة لا تمتلك أن تهب نفسها ملكا لليمين لأحد.
- أن المختصين حذروا من استمرار العلاقة بين الشخص والخادمة لأنها تعد صورة من صور الزنا التي حذرنا الله عز وجل من القرب منها، لأنها محرمة.
رأي المفتي في موضوع ملك اليمين، وهل انتهي في عصرنا هذا أم لا؟
جاء الإسلام وشريعته لتنصف المرأة وتعلي شأنها وتكرمها، بعد أن كانت تتعرض للإهانة والكثير من الظلم قبل مجيء الإسلام إلي الجزيرة العربية وغيرها وهذا ما أكد عليه وذكره الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية، وأن الإسلام قد ألغي العديد من الأنماط التي كانت منتشرة قبله في العلاقة بين الرجل والمرأة، لأنها كانت علاقات غريبة ولا تحقق استقرار أسري للمجتمع، كما أشار أن الإسلام حصر كافة العلاقات والأنماط بين الرجل والمرأة في عقد شرعي وهو الزواج للحفاظ على كرامة المرأة، وذلك من أجل.
- أن يكون هناك عقد يضمن حقوق المرأة.
- أن يُثمر الزواج نسل صحيح وذرية صالحة وأسرة مترابطة وسليمة.
- كما أن تجارب الدول المختلفة أكدت علي أنه لا يوجد علاقة سليمة أو نظام سليم خارج إطار الزواج، ولم ينتج فرد سوي من دون إطار الزواج .
رأي المفتي في انتهاء ملك اليمين في عصرنا هذا
ملك اليمين في عصرنا الحالي قد انتهي حيث وضح المفتوح بعد شرح كامل لحقوق المرأة في الإسلام وبعد أن وضح العديد من الأمثال التي شرحت الوضع الحالي وأن الزواج الشرعي هو الحل الأمثل للعلاقة بين الرجل والمرأة، فإنه وضح قائلا أن ملك اليمين في عصرنا هذا انتهى بالفعل وذلك منذ عقد اتفاقية تحريم الاتجار بالبشر، والتي كان المسلمون أحد الأطراف الرئيسية بها، كما ذكر المفتي أنه حتى إذا قيل أن ملك اليمين لا يزال موجود في بعض الدول فإن هذه الجارية التي تخدم في المنزل حرة ولا ينطبق عليها شرط العبيد ولذا فهي لا تصلح ملك اليمين والعلاقة بينها وبين صاحب البيت محرمة تماما.
حقوق المرأة في الإسلام
وضح مفتي الجمهورية قائلا بشأن المرأة في الإسلام وكيف كرم الإسلام المرأة بعد أن كان حقها مهدور وتهتم كثيراً فيما قبل الإسلام، وكيف أن الشريعة الإسلامية حسمت حقوق المرأة من البداية وجعلتها عزيزة ومكرمة وقد وضح كيف الإسلام يعامل المرأة بمنطق المساواة بينها وبين الرجل من حيث الحقوق والواجبات.
كما قال لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أنهم شقائق الرجال، فالمرأة أم وأخت وزوجة، ولذا فهي كل المجتمع، وبين كيف الإسلام أعلي شأنها وطردها والتقطها من مستنقع صعب كانت تحيا به قبل الإسلام، واستنكر المعاملة السيئة التي كانت تعامل بها المرأة.
ملك اليمين وتعدد أزواج سيد المرسلين
تحدث العديد بشأن أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان عنده جواري نساء ملكا ليمينه، وأنه هو من دعا للإسلام وأن الإسلام كرم المرأة وحث علي أن تكون مكرمة ومحررة فكيف لها أن تكون أسيرة حرب وملك لشخص ربما لا تطيقه ولا تحب أن يعاشرها ومثل ذلك، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمتلك أكثر من زوجة ومنهن صغيرات السن، ولكن الجواب الصحيح على هذا الأمر ما يلي:
- هؤلاء الصحابيات ربما قد مات أزواجهن بالحرب وأن الرسول تزوجها لكي يحميهم، ويرعاهم وأولادهم وكل مرة كان يتزوج فيها النبي كان بأمر من الله عز وجل.
- وأن الرسول صلى الله عليه، كان زوجاته ينشرون الدين الإسلامي وأحكامه دائما.
- ولم يتزوج النبي بكراً غير السيدة عائشة فقط..
كيف كرم الإسلام المرأة حتى وهي ملك اليمين أو جارية
تطرقنا بالحديث فيما سبق عن ملك اليمين في عصرنا الحالي ونتعرف الآن على تكريم الإسلام للمرأة حيث يقول البعض أنه من أحكام الإسلام أن المرأة الأسيرة من الحرب تكون أمه أو جارية وإن هذا يقلل من كرامتها أو يعُد ظلم لها لأنها تكره علي أن تكون ملك لشخص لا تحبه وربما تكره شكله وما غير ذلك.
ولكننا إذا نظرنا إلى ما تتعرض إليه المرأة أسيرة الحرب فسنجد أن الأمر لها أن تستغرق وهكذا ينطبق عليها أحكام ملك اليمين، الشرعية وهي النفقة والكسوة وعدم تكليفها ما لا طاقة لها به، ويلاحظ في هذه الحالة وطئها مالكها فقط، فتكون فراشات له كزوجته.
- وفي حالة أن حملت هذه المرأة من صاحبها و جاءت له بولد، فإنها تعتق وتصير حرة وهكذا فإننا إذا فهمنا الأمر بالشكل الصحيح نجده تكريماً للمرأة وليس إهانة لها؛ لأنه يعرفها ويكرمها وتصبح لمالكها فقط وليست مباحة لغيره.
الخاتمة
ومما سبق نستنتج أن ملك اليمين في عصرنا الحالي، غير مباح وقد انتهي تماماً منذ الاتفاقية العالمية، التي قضت بتحريم الإتجار بالبشر وأن المرأة لها حقوق وأن النمط السليم للعلاقة بين المرأة والرجل هو الزواج الشرعي العقد ودفع المهر للمرأة وهذا ما يحفظ لها كرامتها وحقوقها.