تاريخ الدولة العثمانية باختصار
تاريخ الدولة العثمانية باختصار يُعد من أجمل وأعرض العصور التي مرت على الدولة الإسلامية، حيث عند الحديث عن تاريخ الدولة العثمانية أو الإمبراطورية العثمانية إن أصح القول، وذلك لأنها تُعد من أكبر وأعرق العصور التي مرت على العصر الإسلامي بأكمله، لذلك سنعرض لكم الآن تاريخ الدولة العثمانية باختصار من خلال موقع البلد.
تاريخ الدولة ا لعثمانية باختصار
تتعدد الأقوال عند الحديث عن أصل العثمانيون، فتُعد أرجح مقولة هي أنهم يرجعون إلى أصل العرق الأصفر أو المغولي الذي يعود بدوره إلى المغول والصينيون وغيرهم من الشعوب الذين يقطنون آسيا الشرقية.
حيث كان يسكن الأتراك أو العثمانيون في آسيا الصغرى وبالقرب من بحر قزوين في منطقة تسمى التركستان، ومنها زحفت هذه القبائل إلى المكان الحالي لجمهورية تركيا الآن، والذي كان يسمى في الماضي على أنه يوجد في شبه جزيرة الأناضول في غرب آسيا، والجزء الأصغر في شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا، حيث كانت تسمى تركيا بالدولة العابرة للقارات، وذلك لأنها تطل على قارتين في آن واحد.
بدء الحكم العثماني منذ عام 1281م واستمر حتى عام 1924م أي أستمر حوالي 600 عام، ومن الجدير بالذكر أن الحكم العثماني أو الإمبراطورية العثمانية هي من أكبر وأعظم دول العصر الإسلامي، وذلك من حيث فترة الحكم، واتساع حدود الإمبراطورية، وقوة حكم الخلفاء.
كما تعددت الدول التي كانت تحت إمارة الإمبراطورية العثمانية، فبالتالي سوف يتعدد سلاطين هذه الإمبراطورية، وبعد أن أجبنا عن سؤال متى سقطت الدولة العثمانية وكيف، سنعرض لكم الآن ترتيب سلاطين الدولة العثمانية في النقاط التالية:
- عثمان الأول بن أرطغرل.
- أورخان.
- مراد الأول.
- بايزيد الأول.
- محمد الأول.
- مراد الثاني.
- محمد الثاني.
- بايزيد الثاني.
- سليم الأول.
- سليمان الأول.
- سليم الثاني.
- مراد الثالث.
- محمد الثالث.
- أحمد الأول.
- عثمان الثاني.
- مصطفى الأول.
- مراد الرابع.
- إبراهيم.
- محمد الرابع.
- سليمان الثاني.
- أحمد الثاني.
- مصطفى الثاني.
- محمود الأول.
- مصطفى الثالث.
- عبد الحميد الأول.
- سليم الثالث.
- مصطفى الرابع.
- محمود الثاني.
- عبد المجيد الأول.
- عبد العزيز.
- مراد الخامس.
- عبد الحميد الثاني.
- محمد الخامس.
- محمد السادس.
- عبد المجيد الثاني.
بداية الدولة العثمانية
عند التطرق في الحديث عن تاريخ الدولة العثمانية باختصار، والتحدث عن مؤسسها وهو عثمان بن أرطغرل، لا بد من معرفة كيف بدء الأمر مع القبائل العثمانية من البداية حتى تمكنوا من تأسيس هذه الإمبراطورية العظيمة التي لم يكن يوجد في وقتها شيء بعظمتها أو بسلطتها على أغلب بقاع العالم القديم.
حيث بدء هذا الحكم بعد الزحف العمراني أو الهجرات التي قامت بها القبائل العثمانية، وذلك بعد تولي سليمان شاه الذي يكون جد أرطغرل العظيم.
بعد وفاته تولي الحكم أرطغرل الذي ينسب له الفضل في نيل بعض الأراضي الخصبة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحدود البيزنطية، في المنطقة المعروفة باسم سوغوت حول مدينة إسكي شهر، بدأت العشيرة الخاصة به في الاستقرار والعيش في هذه الضاحية الصغيرة.
لكن قائدهم وهو أرطغرل لم يكن هذا أقصى طموحه فقد كان يحلم بنيل وتأسيس دولة كبيرة للقبيلة الخاصة به، فظل يعلو شأنه من ناحية السلطان السلجوقي علاء الدين ومنحه السلطان لقب الغازي تقديرًا للفتوحات والغزوات الذي قام بها أرطغرل، ولكن لم يدم هذا الرضي عليه بسبب طمع أرطغرل في الاستيلاء على ممتلكات البيزنطيين في الأناضول، واستطاع بالفعل أن يستولى على مدينة إسكي شهر.
كما استطاع أن يوسع من حدود أراضيه خلال المدة التي قضاها كأمير، وهي عبارة عن نصف قرن على مقاطعة حدودية، وبعد قيامه بكل هذه الأعمال العظيمة.
توفي القائد والحاكم الجليل أرطغرل في عام 1281م عن عمر يُناهز التسعين عامًا، ودُفن مدينة سكود الذي كان قد تخذها خلال حياته كعاصمة لدولته، في قبر ملوكي بناه له ابنه عثمان الذي سوف يخلفه في الحكم.
تابع بداية الدولة العثمانية
بعد أن عرضنا لكم بداية تأسيس الدولة العثمانية من قِبل أرطغرل والد عثمان بن أرطغرل أو عثمان الأول، وفي إطار حديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، سنتحدث الآن عن اول سلاطين هذه الدولة ومؤسسها وهو أَبُو المُلُوك السُّلطان الغازي فخرُ الدين قره عُثمان خان الأوَّل بن أرطُغرُل بن سُليمان شاه القايوي التُركماني.
بعد وفاة والده أرطغرل تولي عثمان الذي كان يبلغ من العمر حينها حوالي أربعة وعشرون عام فقط قيادة قبيلة قايي التركية، التي بدء من خلالها تأسيس الدولة العثمانية بل والإمبراطورية العظيمة التي دام حكمها لمدة 600 عام.
كما وقد حكمت كل من البلقان والأناضول والمشرق العربي وشمال أفريقيا، التي سقطت على يد مصطفي كمال أتاتورك وذلك في عام 1924م.
عند العودة والحديث عن القائد العظيم عثمان بن أرطغرل الذي تحلي بنفس صفات أبيه وأجداد القيادية، كما تحلي بالشجاعة والدهاء في التفكير، حيث لم يكن فقط هو مؤسس الإمبراطورية العثمانية بل كان يشارك في جميع الفتوحات التي تقوم بها الإمبراطورية لتوسيع حدودها وعلو شأنها.
في بداية تولي عثمان الحكم قام بتوطيد بعض العلاقات السياسية بين الدولة العثمانية وبين الدول التي تحيط بها، وأظهر براعة بالغة في هذا الوقت، حيث استطاع أن يقوم بعمل تحالف بين قبيلته وبين الإمارات التركمانية المجاورة له، وبعد ذلك قام بتوجيه نشاطه العسكري نحو الأراضي البيزنطية وساعده على ذلك ضعف هيكل الإمبراطورية البيزنطية وأجهزتها، وانشغالها بالحروب التي كانت توجد في أوروبا، فقام بكل سهولة بالتوجه والتوسع في الجهة الغربية من الأناضول.
أما من الناحية الإدارية، فقد كان عثمان يتمتع بقدرة عالية تجعله يضع النظم الإدارية المتميزة لإمارته، حيث ساعدت هذه النظم التي قام بوضعها عثمان في عهده العثمانيون قطع مسافة كبيرة.
من خلالها استطاعوا التحول من نظام القبيلة المتنقلة والمترامية الأطراف إلى نظام الإدارة المستقرة بذاتها، مما أدي إلى توطيد مركزه هذه الإمارة وتطورها سريعًا حتى وصلت إلى دولة كبري.
أهم أعمال مؤسس الإمبراطورية العثمانية
في إطار حديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، وكما سبق القول إن عثمان لم يكن مؤسس لفكرة الإمبراطورية فقط بل كان يقوم بالفعل ويعمل بيديه حتى يرفع من شأن وتوسيع الإمبراطورية، وحتى يستطيع تحقيق حلم وطموح أبيه والدولة السلجوقية بأكملها.
مع العلم أنه عمل على فصل الإمارة الخاصة به وبعشيرته عن الدولة السلجوقية منذ عام 1291م، ولكنه كان لا يزال يكن بالولاء لهذه الدولة التي ساعدت في تشكل شخصيته وتكوين إمبراطوريته.
استمرارًا لحديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، سنعرض لكم في النقاط التالية أهم الأعمال التي قام بها عثمان بن أرطغرل مؤسس الإمبراطورية العثمانية:
- وضع الأسس الرئيسية التي قامت عليها الإمبراطورية العثمانية من بعد وفاته، ولكن يُحتسب له الفضل في تأسيسها، كما عمل على اختيار موقع متميز لتكوين هذه الإمبراطورية التي تُعد أكبر دولة من دول العصر الإسلامي تخليدًا في الحكم.
- توطيد العلاقات السياسية بين إمارته وبين الإمارات المجاورة لها.
- فتح قلعة قراجة حصار، وذلك في عام 1289م.
- فتح قلاع بيله جك ويار حصار وإینه گول، وكان ذلك في العام التالي لفتح قلعة قراجة حصار.
- الاستقلال بالإمارة الخاصة به عن حكم الدولة السلجوقية وكان ذلك في عام 1291م.
- كان له يد في سقوط سلطنة سلاجقة الروم، الذي حدث في عام 1335م.
- انتصاره في معركة بافيوس، التي قامت بعد استقلاله بحكم الإمارة الخاصة به مع الدول والإمارات التي قام بفتحها، وفي هذه الفترة قامت مجموعة من القبائل الصليبية بالتحالف ضده وضد دولته، مما أدي إلى حدوث معركة بينهما في عام 1302م، والذي انتهت بانتصار الجيش الإسلامي وهزيمة الصليبيين.
- حاول واستطاع فعل تحالف بينه وبين الإمبراطورية البيزنطية التي كانت قائمة في هذا الوقت بالقرب من مقر الإمبراطورية العثمانية الذي سوف يقوم محمد الفاتح بهدم الإمبراطورية البيزنطية وتأسيس عاصمة الإمبراطورية العثمانية على انقاضها.
- قبل وفاته ببضع سنوات قام بفتح بورصة وذلك كان في عام 1326م.
وفاة عثمان بن أرطغرل
من خلال حديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، فمن الجدير بالذكر أن عثمان عانى من داء المفاصل أو المرض الذي يعرف النقرس إلى جانب إصابته بالصرع في سنواته الأخيرة.
كما أنه من الجدير بالذكر أن أغلب مقولات العلماء والمؤرخين ترجَح أن السبب وراء وفاته هي اشتداد داء النقرس عليه، أختلف المؤرخين في تحديد موعد محدد لوفاته، فقد قيل إنه توفي في يوم 21 رمضان 726هـ الموافق فيه 21 أغسطس 1326م، وكان يبلغ من العمر سبعين عامًا فقط.
لكنهم أعوام مليئة بالانتصارات والنجاح والشموخ، والتصدي لأصعب المواقف التي يمكن أن يتعرض لها الشخص طوال حياته، فقد كان عثمان بن أرطغرل من أعظم الشخصيات التاريخية في التاريخ الإسلامي كافة، وإن صدق القول فهو لم يكن بمفردة الذي يتمتع بشخصية عظيمة بل كان هذا صفة أساسية من صفات أجداده وأبيه ومن سبقوه من نسله.
الذي يؤكد ذلك أن عثمان كان يسعى حتى يُحقق حلم أبيه وأجداده وهو بناء دولة تداهي عظمة كل الدول المتواجدة في هذا الوقت، وبالفعل نجح عثمان في القيام بذلك، حتى ولم تكن هذه الإمبراطورية وصلت إلى أقصى مجدها في حياته، بل يكفي أنه كان مؤسسها وواضع الأسس الرئيسية لقيامها.
نبذة عن أهم سلاطين الإمبراطورية العثمانية
عند ذكر أهم أو أنجح سلاطين عثمانيين يظن البعض أننا سوف نذكر جميع سلاطين هذه الإمبراطورية العظيمة، لأنه بطبيعة الحال عند رؤية الإنسان شيء ناجح يظن أن كل الهيكل الخاص به ناجح، ولكن الحقيقة عكس هذا.
فقد كان يتخلل فترة حكم الإمبراطورية العثمانية الكثير من السلاطين الفاشلين، والذي أدوا إلى سقوط هذه الإمبراطورية التي دام مجدها أكثر من 600 عام، لذلك في إطار حديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، سنعرض لكم أهم وأبرز سلاطين هذه الإمبراطورية العريقة الذين قاموا بوضع لمساتهم في الإمبراطورية مما أدى على توسعها وزيادة شأنها في الفقرات التالية:
1- السلطان أورخان غازي
هو ثاني حاكم للدولة العثمانية، حيث حكم بعد وفاة أبيه عثمان بن أرطغرل، لذلك يُعد اسمه: أورخان خان بن عثمان بن أرطغرل، وهو الأبن الثاني للسلطان عثمان الأول، حكم الدولة العثمانية من بعد وفاة أبيه وحتى عام761هـ.
من الأشياء التي جعلت عهده مميز، أنه كان يتمتع بنفس الصفات تقريبًا التي كان يتمتع بها والده وجده من قبله، حيث قام بالعديد من الفتوحات خلال فترة حكمة، ومنها: فتوحات بحر مرمرة، وفتح نيقية وفتح بلاد الروم، وفتح نيقوميديا.
2- السلطان مراد الأول
هو ثالث حاكم للدولة العثمانية، حيث حكم بعد وفاة والدة أورخان بن عثمان، لذلك نجد اسمه: مراد خان أول بن أورخان بن عثمان، تميز عهده أيضًا بكثرة الفتوحات العظيمة مثل ابيه، ولكنه توسع بشدة في شبه جزيرة البلقان، وتمكن من فتح أدرنة والبلقان وتراقيا كما أنه استطاع التصدي للحملات الصليبية على أوروبا والقضاء عليها.
3- السلطان بايزيد الأول
كان يُلقب بلقب صاعقة الإسلام لقدراته التي تعدت كل من كان يحاول الاقتراب من الإمبراطورية، وكان اسمه: بايزيد خان الأول بن مراد بن أورخان عثماني، أي كان ابن السلطان مراد الأول ويرجع نسبه إلى عثمان بن أرطغرل، كما كان سلطان إقليم الروم السلطان.
بعد أن عرضنا لكم تاريخ الدولة العثمانية باختصار، سنعرض لكم جزء من أهم اعماله أنه استطاع تحقيق وحدة تشمل الأناضول كاملةً، واستطاع أن يتصدى لحرب المغول، ومن الجدير بالذكر أن الدولة العثمانية شهدت بعض الفوضى بعد وفاته، بسبب كثرة عوامل الخطر التي كانت تُهدد الإمبراطورية العثمانية في عهده ولكنه استطاع بذكائه الداهي أن يسيطر عليها كافة.
4- السلطان محمد الأول
في إطار حديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، فيُعد ابن السلطان بايزيد الأول، والذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه، ومن أهم وأشهر أعماله، قيامه بإنشاء أسطول بحري قوي لم تشهده الإمبراطورية طوال عهدها، وبالرغم من أن حكمه لم يدم طويلا، إلا أنه استطاع في هذه الفترة القصيرة أن يجمع شمل الإمبراطورية العثمانية من جديد بعد أن تفرقت بعد موت أبيه.
5- السلطان محمد الثاني الفاتح
تلقب بالعديد من الألقاب الجميلة والتي تعكس شخصيته وفترة حكمة، حيث كان يلقب بأبو الفتوحات وأبو الخيرات، وهذه الألقاب تعكس لنا مدى قيامه بالفتوحات الإسلامية ومدى اتساع الإمبراطورية في عهده، حيث قام بفتح بلاد المورة، وفتح البوسنة، ووحد الأناضول، وقام بمحاربة الأمير الفلاخ، تمتع عهده بالعديد من المميزات، لذلك كان يطلق عليه أزهى عهود الدولة العثمانية.
6- السلطان سليم الأول
يُعد من أشهر ملوك الدولة العثمانية، حظى على العديد من الألقاب، ومنها: القاطع، والشجاع، ومن الجدير بالذكر أن الإنجليز كانوا يسمونه سليم العابس، ومن المميز في عهده قيامه بالعديد من الحملات التي وجهت من أجل الفتوحات الإسلامية، ومن أهمها: الحملة الصفوية على إيران، التي وجهت من أجل محاربة الشيعة و الحملة المملوكية.
7- السلطان مصطفى الثاني
هو السلطان السابع عشر على الدولة العثمانية، وكان يعرف المختل، ويُعد هو السلطان الوحيد الذي حكم الدولة العثمانية مرتين، المرة الأولى ولم يستمر ذلك سوى ثلاثة أشهر فقط حيث كان يحكمها مع أخيه، أما المرة الثانية استمرت لسنة وأربعة أشهر، وتم عزله بعدها لبعض الأسباب السياسية.
8- سليمان القانوني
هو أبن السلطان سليم الأول، ويُعد السلطان سليمان القانوني من أبرز السلاطين العثمانيين كافة، وذلك بسبب طول فترة حكمة، كما حدث في عهده فتح شمال أفريقيا، وهذا كان حلم عثمان بن أرطغرل، فدخل هذا الخبر على قلوب العثمانيين بالفرح والسرور، قام بالقضاء على المجر في أوروبا، وفتح بلقراد وفيينا.
ففي عهده توسعت الإمبراطورية العثمانية بشكل كبير يمكن أن يتعدى ضعف مساحتها السابقة، يُعد السبب وراء تلقيبه بالقانوني إلى أنه وضع دستور يتضمن قوانين لتنظيم شؤون الدولة، ومن أهم أعماله الأخرى: أنه قام بترميم سور القدس، وبنى جامع السليمانية.
9- عبد الحميد الثاني
يُعد آخر سلطان عثماني يُمارس السلطة الفعلية في الدولة العثمانية، وادم حكمه حوالي 33سنة، ولكنه استلم الحكم في اثناء كانت الدولة ضعيفة مهزومة، وعلى الرغم من ذلك استطاع إطالة عمر الإمبراطورية والاستمرار في حكمها بكل الطرق الممكنة، تميز عهده عن غيره من السلاطين أنه كان يحافظ على التقاليد الإسلامية وكان يطبقها في حياته، ومن خلال فرتة حكمة.
10- السلطان عبد المجيد
ولد عبد المجيد الثاني في 29 مايو عام 1868م في إسطنبول وتوفي في 23 أغسطس عام 1944م عن عمر يناهز 74 عامًا، وكان سبب الوفاة نوبة قلبية شديدة، تولى الحكم بعد أبن عمه محمد السادس، وذلك عام 1922م، وانتهى حكمه في عام 1924م بسقوط الإمبراطورية العثمانية، كما خلع من قبل الأتراك من شواطئ تركيا مع عائلته، ومن الجدير بالذكر أن الإمبراطورية العثمانية سقطت في عهده.
مشاركة العثمانيين في العديد من الأحداث
من الطبيعي أن تشارك الإمبراطورية العثمانية في العديد من الأحداث التاريخية المختلفة، وذلك لأنها قد دام حكمها لفترة طويلة جدًا، ففي إطار حديثنا عن تاريخ الدولة العثمانية باختصار، سنعرض لكم الآن بعض الأحداث التي شاركت الإمبراطورية العثمانية فيها من خلال النقاط التالية:
- حملة نابليون بونابرت على مصر، والشام.
- حرب الصرب 1804 – 1817م.
- معركة نافارين البحرية التي اتحدت فيها إنجلترا وفرنسا وروسيا بروح صليبية عام 1827م ضدّ الدولة العثمانية.
- الحرب مع روسيا 1806 – 1812م.
- ثورة اليونان 1812، 1829م.
- الحرب التركية الروسية عام 1878م. احتلال الجزائر عام 1830م.
- حرب القرم 1853- 1856م.
- حرب البلقان عام 1912م.
- حرب الجبل الأسود عام 1862م.
- حرب الصرب الثانية عام 1881م.
- حملة إبراهيم باشا على الشام، بتشجيع من القوى الصليبية الفرنسية. احتلال بريطانيا لعدن عام 1839م.
- احتلال فرنسا لتونس عام 1881م، وإنجلترا لمصر عام 1882م.
- الحرب اليونانية عام 1897م، واحتلال إيطاليا لليبيا عام 1911م.
سقوط الدولة العثمانية.
سقطت الدولة العثمانية في عهد آخر الخلفاء العثمانيين ” السلطان عبد المجيد الثاني” التي أدى حكمة إلى هلاك الإمبراطورية بأكملها، وذلك بسبب أنه تولى الحكم وكانت الإمبراطورية متهالكة بالفعل، مما أدي ذلك الاضطراب إلى قيام مصطفي أتاتورك بإنهاء الدولة العثمانية وأعلن نفسه رئيسًا للنظام الجديد، وهو نظام الجمهورية التركية، وذلك كان في حوالي عام 1924م.
بدأت الإمبراطورية العثمانية في السقوط مع بداية حكم السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، الذي استمر حكمه من عام 1922م وحتى عام 1924م وهو العام الذي سقطت فيه الدولة العثمانية بشكل نهائي وقام الأمراء العثمانيين بتقسيم الدول على أنفسهم، وكانت تركيا من نصيب مصطفى أتاتورك، الذي قام بتحويل تركيا من نظام الخلافة إلى نظام الجمهورية وأعلن نفسه أول رئيسًا لها.
أسباب سقوط الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد المجيد الثاني.
في إطار حديثنا عن تاريخ الدولة العثمانية باختصار، وبعد أن عرضنا لكم بداية الإمبراطورية وتطورها، فلا بد من ذكر كيفية سقوطها التي كانت بسبب بعض العوامل التي أدت إلى ذلك، سنعرضها لكم في الفقرات التالية:
1- بداية ضعف الدولة العثمانية.
في إطار حديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، لا بد من ذكر بداية ضعف الدولة العثمانية.
من الجدير بالذكر أن الدولة العثماني بدأت في الضعف بعد وفاة السلطان سليمان القانوني عام 1566م، وذلك لأنه بعد وفاة هذا السلطان توالت فترات حكم السلاطين الضعاف، التي أدت فترات حكمهم بحدوث خلل في هيكل النظام الإداري وفي جميع شؤون الإمبراطورية.
كما ظهر الكثير من الأعداء للإمبراطورية في فترات حكم السلاطين الضعاف، ولم يستطع هؤلاء السلاطين من التعامل بشكل سليم في هذه المواقف، ومن هؤلاء الأعداء:
- روسيا، التي أعطت لنفسها حق التدخل في شؤون الدولة العثمانية، كما كان العثمانيون يدفعون الضرائب لروسيا.
- الإمبراطورية البريطانية، التي حاولت الاستيلاء على بعض الدول التابعة للإمبراطورية العثمانية، وبالفعل نجحت في ذلك بمساعدة أتاتورك في عام 1924م.
على الرغم من وجود بعض الجهود المبذولة لبعض سلاطين هذه الفترة مثل: السلطان محمود الثاني، السلطان عبد الحميد الثاني، والعديد من السلاطين، ولكنهم كانوا يصلحوا من ذمام الأمور، وعند خلافة الحكم تنهار شؤون الإمبراطورية مرة أخرى، وظل الوضع هكذا حتى سقطت الإمبراطورية كاملةً في عام 1924م.
2- المنازعات بين الأتراك والإنجليز.
تولى السلطان عبد المجيد الحكم في الوقت الذي كان فيه بعض المنازعات بين الأتراك والإنجليز، حيث تولى الحكم يعد قرارعام 1921م الذي ينص على وقف وتجريد الخليفة أو السلطان العثماني من جميع امتيازاته.
3- مصطفى أتاتورك.
يُعد مصطفى أتاتورك هو السبب الرئيس في سقوط الإمبراطورية العثمانية بعد حكم دام أكثر من 600 عام، وذلك لأنه قام بعمل العديد من الأمور التي تؤدي إلى سقوط الخلافة العثمانية، ومنها:
- وحد صفوفه مع الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.
- ساعد الإنجليز على تحقيق متطلباتهم في مؤتمر لوزان.
- ساعد الإمبراطورية البريطانية في تحقيق غاياتها في معاهدة لوزان.
- نادى بعزل آخر سلاطين الإمبراطورية العثمانية.
هو ابن علي رضا أفندي المولود في كوجاجيك عام 1881م، ينتمي لإحدى العشائر التركية المهاجرة إلى الأناضول في القرن الرابع عشر والخامس عشر الميلادي، ثم استقرت عائلته في سلانيك، وفي عام 1899م ألتحق بالمدرسة الحربية وتخرج منها برتبة أركان حرب ومن بعدها بدأ أتاتورك بالتخطيط لإنهاء الخلافة العثمانية وبدء النظام الجمهوري وبالفعل نجح في ذلك.
4- مؤتمر لوزان.
خلال فترة حكم السلطان عبد المجيد الثاني تم افتتاح مؤتمر لوزان” وهو مؤتمر عُقد في عام 1922م في سويسرا ليتم التفاوض فيه بين تركيا والإنجليز على معاهدة جديدة تضمن حقوق الطرفين”، والذي وضعت الإنجليز فيه ثلاثة شروط للاعتراف باستقلال تركيا وهم:
- إلغاء الخلافة الإسلامية.
- طرد جميع من يرجع أصوله لبني عثمان بن أرطغرل، ومصادرة جميع أملاكهم.
- إعلان تركيا كدولة عثمانية.
من الجدير بالذكر أن المؤتمر فشل، وذلك بسبب حدوث مشاجرة بين مصطفى كمال أتاتورك ورئيس الوفد ورئيس الوزارة، ولكن حدث أمر عمل على مساعدة أتاتورك على القضاء على المعادين له، وهو استقالة رئيس الوزراء الذي كان يكن الحقد تجاه مصطفي أتاتورك، فتمكن أتاتورك في هذه اللحظة من تنفيذ جميع شروط ومتطلبات الإنجليز.
كما نادى الأتراك بعد أربعة أشهر من هذا الأمر بطلب خلع السلطان عبد المجيد الثاني من شواطئ تركيا وبالفعل حدث ذلك في عام 1924م، وتم طرد السلطان عبد المجيد الثاني إلى مدينة نيس في فرنسا، وفي هذا العام أعلن مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية، واستطاع بفكره القيادي أن يعلن نفسه أول رئيس للجمهورية التركية بصفته مؤسس لنظام الجمهورية.
5- معاهدة لوزان.
هي معاهدة تمت في عام 1923م بين تركيا والإنجليز والدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، كما شملت المعاهدة على 143 بند، واستكمالًا لحديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، سنعرض لكم أهم البنود التي شملتها المعاهدة:
- حماية تركيا للأقلية المسيحية الأرثوذكسية اليونانية في تركيا، مع حماية الأقلية المسلمة في اليونان.
- تأجير جزيرة قبرص إلى الإمبراطورية البريطانية، وفيما بعد ستعترف تركيا بسيطرة بريطانيا على قبرص.
- اعتراف تركيا على سيطرة إيطاليا على دوديكانيسيا اليونانيّة.
- تخلي تركيا عن أي مطالب لها في المشرق العربي.
- تحديد حدود تركيا.
- إخلاء الأراضي التركية التي احتلتها القوات البريطانية والفرنسية والإيطالية.
بعد هذه المعاهدة وفي عام 1924م، أصبحت تركيا دولة مستقلة غير تابعة للخلافة الإسلامية، حيث قام أتاتورك بعد إعلان نفسه رئيسًا للجمهورية التركية بعمل الكثير من الأشياء ففي إطار حديثنا حول تاريخ الدولة العثمانية باختصار، سنعرض لكم بعض من هذه الأشياء في النقاط التالية:
- قام بإزالة جميع مظاهر الدولة العثمانيّة القديمة من تركيا.
- قام بإلغاء الوظائف الدينية.
- حول لغة الأذان من اللغة العربية إلى اللغة التركيّة.
- كما قام بتحويل الكتابة من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية.
6- الحرب العالمية الأولى.
خرجت الإمبراطورية العثمانية في فترة حكمه من الحرب العالمية الأولى، وكانت بطبيعة الحال منهكة القوى، وضعيفة الموارد، ولكن كان من الصعب عليه أن يرفع كل من هذه العوامل التي تتسبب في سقوط الدولة، كما أنه لم يلبث في الحكم كثيرًا حتى يستطيع من معالجة كل هذه الأمور.
لم تكفي الكلمات والأسطر في وصف تاريخ الدولة العثمانية باختصار، بسبب عظمة ومكانة هذه الإمبراطورية العريقة في التاريخ الإسلامي ومدى تأثيرها على حياة المسلمين، كما أن الإمبراطورية العثمانية قد شملت الكثير من الدول والبقاع.