هل الحب حلال أم حرام في الإسلام؟ وما حكم الحب بين الرجل والمرأة؟ إن الحب حقيقة إنسانية كلً حسب أهوائه يضع تعريفًا لها، ولكن وجود الحب وأهميته هو أمر لا خلاف عليه، بالإشارة إلى أهمية وجود شروط واجبة لتغلفه بغلاف الحب الطاهر الذي يبعد عن أي نقد، ومن خلال موقع البلد نوضح لكم إجابة هذا السؤال.
هل الحب حلال أم حرام في الإسلام
إن الحب كقيمة إنسانية ليس حرامًا بأي حال من الأحوال، فجميع الأديان السماوية تحث على المحبة بين بني البشر بل أن كل القيم الإنسانية في أي مجتمع من المجتمعات تعتبر الحب هو الناقوس الذي ينير العلاقات ويزيدها ألفة.
الإسلام دين محبة وسلام، والمسلم الحق هو من يرى الجمال دائمًا من حوله وينشر الحب حيثما كان، والحب معنى نبيل جاء به الإسلام ونادى به وهو معنى بعيد كل البعد عن أي تأويلات ذاتية منحرفة.
إن للحب أنواع كثير منها مرغوب وهو متعارف عليه في أغلب العلاقات الإنسانية كالحب بين الزوج والزوجة، أو بين أفراد الأسرة بعضهم لبعض، وقليل منها منفر مقلق كالغير معلن أو الغير مزين بالزواج، فضلًا عن ذلك فإن الحب في الله وحب الله عز وجل وهو أعلى مراتب الحب وأكرمهم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو الحب الحقيقي اللي بيدوم ويستمر ؟
الإفتاء في الحكم الشرعي للحب
في قول واضح أوضحت دار الإفتاء بصدد مسألة هل الحب حلال أم حرام في الإسلام؟ بالأخص في العلاقات بين الرجل والمرأة أنه لا بأس أن يعجب رجل بقلبه وجوارحه إلى امرأة استحسن فيها شمائلها وحسن خلقها، أو أن يميل قلب امرأة إلى رجل وجدت فيه ما يدفعها لقبول الزواج منه.
أما الحرمة فهي ليست في ذات الحب وقيمته وإنما هي في الأفعال التي تصدر من المتحابين وما إلى ذلك من الأقوال أو التغازل وأحيانًا الاختلاط أو الخلوة وغيرها من الأمور التي نهى الإسلام عنها والتي تعد ظلما للمعنى الشريف للحب.
إذا كان مراد الله من العلاقة بين الجنسين هو استمرار الحياة فإنه لابد أن تغلف هذه العلاقة بضوابط محكمة لتنظيمها.
لعل هذا هو مقصد السؤال هل الحب حلال أم حرام في الإسلام؟ لدى كثير من الشباب، جدير بالذكر الحديث الشريف حيث إنه وفي صحيح البخاري:
“قالَ أبو هُرَيْرَةَ: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ”.
استنادا إلى ذلك فإن الحب الذي يكون فيه القلب والجوارح مطيعًا لفعل الحب هو المنهيّ عنه، أما الحب الذي لا دخل للإنسان فيه ولا يستطيع رده فهذا لا إثم فيه.
إن للحب مكانته في الدين الإسلامي، والحب الذي دعا إليه الإسلام هو الحب الذي نجده في علاقة الرسول الكريم بزوجته أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها وليس الحب الذي يفتعله الناس في الشوارع والطرقات أو حتى في معسول الكلام.
أسباب الوقوع في تجاوزات الحب
للإجابة على هل الحب حلال أم حرام في الإسلام؟ نعرف أن الحب هو العلاقة التي لا تشوبها مصلحة، وهو الشعور الإنساني الذي يجعل من الشخص أفضل ويغير من سلوكه، كما أنه أساس المودة واللطف في التعاملات.
مجرد وصول الفتى أو الفتاة للمرحلة التي لا يكون فيها طاعة للدين أو رادع من ضمير، أو حتى حساب لقيم ومبادئ مجتمعية تكمن فيها المشكلة، رغم أن هذا مرده دوافعًا وأسبابًا عدة من أهمها:
- عدم وجود الوازع الديني أو الإرشاد السوى وانحدار قيمة الخطاب الديني لدى البعض مع افتقاد القدوة الحسنة، مما يؤدى لاستباحة المعصية وقلة الحياء أمام الله عز وجل.
- الصحبة الفاسدة والدخول في دائرة مغلقة حيث التبعية لأفكار وثقافة الغير ومحاكاتها دون نقد أو تمحيص أو إحكامًا للعقل.
- انشغال الأب والأم عن الأمور الحيوية، مما يسبب انعزال الشباب بأفكارهم عن المحيط الأسري الذي يعتبر في نظرهم لا طائل من مناقشته.
- الفراغ بكل أنواعه، فمن لا يجد ما يشغله يبحث عما يشغله حتى لو بوسيلة خاطئة.
- الإعلام ومساوئه في نشر مفهوم الحب بشكل شهواني بعيدَا تماما عن اعتباره قيمة معنوية سامية.
- تدمير ثقافة المجتمع وأفكاره وانتهاك أعراض الناس.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: علامات الحب عند المرأة الخجولة
شروط وضوابط الحب في الإسلام
نتيجة الحب الطاهر الذي يحترم الضوابط الشرعية تكون دائما خيرًا لصاحبها، أما الحب الذي يؤدي للأفعال المحرمة فلا خير فيه دائمًا، وإنه استجابة للدين الإسلامي الذي يدعو للعفة يجب مراعاة الآتي:
- الابتعاد عن دواعي الذنب قبل الخضوع إليه، بغض البصر عما حرم الله، واتباع الإرشاد العقلي والفطرة السليمة.
- شغل وقت الفراغ بأمور الدين والعبادات والتي منها الاجتهاد في العمل وغيرها من الأمور التي تقتل الفراغ وتوابعه السيئة.
- محاربة النفس والتقرب لله عز وجل واستشعار وجوده ورحمته دائمًا في كل شيء.
- الابتعاد عن أماكن الشبهات والبحث عن الصحبة الصالحة الخيرة التي تدعو للبر والتقوى وليس للإثم والعدوان.
- عدم اتباع أقوال السابقين من قصص الحب الجاهلية والانجراف وراءها، فالدين الإسلامي جاء ليخرج العالم من عباءة الجاهلية وإخراج النفس من شهوتها إلى عبودية الله تعالى.
- إذا أحب رجل فتاة فلابد أن يتقدم لخطبتها وزواجها ليحافظ على حبه النقيّ تجنبًا لهوى النفس.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف يتصرف الرجل عندما يقع في الحب
أنواع الحب في الإسلام
حثنا الإسلام على الحب كقيمة إنسانية واجب تواجدها في أي مجتمع حتى ينعم بالسلام والاستقرار، ونشير هنا إلى بعض الأنواع:
الحب الواجب
هو حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، مما يؤكد من وجوب اتباعه في تطبيق الدين في الأمور الدنيوية، والابتعاد عن كل ما نهانا عنه.
الحب المذموم
أن تحب النواهي من المنكرات والشهوات وأن تستلذ بالمعصية دون الرجوع عنها، وأن تفعل كل ما نهى الله ورسوله عنه.
حب الزوج والزوجة
وهو من أنواع الحب المقدسة مبنيّ على خصوصية بين الرجل والمرأة، يجب أن يكون حبًا حقيقيًا ليترتب عليه سعادة زوجية، ويجب أن يسوده الاحترام والمودة والتقدير بين الطرفين.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: معنى الحب الحقيقي بين الزوجين
حب الأسرة
حب الأصدقاء
نتحدث هنا عن الصديق الحقيقي وليس أصدقاء المصلحة أو أصدقاء السوء، فتنشأ روابط الحب العميقة والقوية بين الأصدقاء في شتى المواقف الإنسانية، ونستشهد في ذلك بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فهم خير مثال للصداقة الوفية.
حب الذات
قد يكون جيدًا أن يحب الشخص نفسه حتى يتقبلها مما يدعم ثقته بذاته وقدراته، فينشأ بذلك الرضى النفسي، أما عندما يتحول الأمر ليصبح أنانية تكمن هنا المشكلة وتصير نرجسية لا يمكن التغلب عليها بسهولة.
حب الحياة
الإيجابية والنظرة المتفائلة وتقبل الوضع بصدر رحب، مما ينمى القدرة على التصدي للتحديات والعقبات دائمًا، ويجعل الإنسان يرى كل من حوله جميلًا.
حب الوطن
الهوية والتمسك بها والانتماء لوطن وسكن هي من الأمور الهامة التي يجب تواجدها، فهو بمثابة الأسرة الكبيرة عندها توجد التضحيات من أجل الوطن والدفاع عنه بشتى السبل.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عبارات وأقوال عن حب الوطن الغالي
قمنا بذلك بالإجابة على سؤال هل الحب حلال أم حرام في الإسلام؟ حيث تعددت الآراء حول هذه القضية بأبعادها الشرعية والنفسية والاجتماعية، فالدين هو قارب النجاة الذي يجعل النفس سوية وينمي من إدراك الذات، ويعمق من مفهوم الأمان العاطفي والنفسي، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم بحديثنا هذا.