دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان مكتوب كامل بحيث يمكن طباعته أو توزيعه أو تعليقه في المحال التجارية والمحطات العامة – ينتشر بين المسلمين كل عام في شهر رمضان، بجانب قائمة طويلة من الأدعية المسلسلة لكل يوم من شهر رمضان.
فما هو دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان مكتوب كامل وهل الحديث الوارد فيه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما قول الفقهاء فيه هذا ما سنتناوله في ذلك الموضوع على موقع البلد.
دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان مكتوب كامل
المشهور عن دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان مكتوب كامل هو:
“اللهم أعنِّي فيه على صيامه وقيامه، وجنبني فيه من هفواته وآثامه، وارزقني فيه ذِكرك بدوامه، بتوفيقك يا هادي المضلِّين”
إلا أن الحديث الذي ورد فيه هذا الدعاء لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يُذكر في أي كتب الحديث الصحيحة أو الموضوعة.
رأي الفقهاء في تخصيص دعاء ليوم معين في رمضان
عن النعمان بن البشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدُّعاءُ هو العِبادةُ” (أخرجه النسائي في السنن الكبرى 11400)، فكما علمنا أن الأصل في العبادات التوقيفف فلا يجوز لأي أحد أيًا كام منزلته العلمية أن يخترع ويبتكر في دين الله سواء كان ذلك بإحداث عبادة أو تقيدها بوقت ومكان معين دون دليل من القرآن والسنة.
على هذا فلا يجوز تشريع مثل تلك الأدعية وربطها في موعد معين من شهر رمضان المبارك، وقد حدد الفقهاء ضواط للأذكار هي:
- أنه يجوز للمسلم أن يصلي على النبي بأي صيغة يريد دون الصيغ المحذورة التي فيها غلو فيه أو دعائه هو والتوسل إليه من دون الله رب العباد.
- لا يجب للمسلم تحديد وقت معين للذكر أو العبادة أو الدعاء أيًا كان زلا كيفيته وعدده دون دليل صحيح من القرآن أو السنة الصحيحة، فالعبادة لا بد أن تكون توقيفية عن الله تعالى في كتابه أو على لسان نبيه الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
على هذا فيمن يتخذ لنفسه أو لغيره ورد في الدعاء بصيغة لم تثبت عن النبي وحدد لها وقت وكيفية معينة فقد وقع في البدعة. - أن أفضل الأدعية هي التي وردت في القرآن الكريم أو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- يبستحب للإنسان أن يدعو الله تعالى في كل وقت وحين بما يشاء وذلك بدليل العدد الكبير من الآيات الواردة في ها الصدد نحو قوله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” (غافر 60)
بل أن الله تعالى قال أن الذين يستكبرون على عبادة الله وأن يفردوه بالعبادة وتمام الألوهية له سوف يصلون جهنم صاغرين.
لكن فقط لا يجوز تخصيص وقت معين بدعاء معين وأخذها من الدين دون دليل أصولي، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “… فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ …”
بيان بطلان الدعاء الأخير
كل ذلك بخلاف أن في القائمة الطويلة للأدعية التي تخصص كل يوم من شهر رمضان بدعاء أنه في الدعاء المخصص لليوم الأخير يقول: “اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقَبول على ما ترضاه ويرضاه الرَّسول, محكمة فروعه بالأصول، بحقِّ سيِّدنا محمد وآله الطاهرين، والحمد لله ربِّ العالمين”
فهذا القول لا يجوز الدعاء به أبدًا؛ لما ورد به من منكر وخالفة الشرع والتوسل في الدعيار بحق النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يجوز كذلك التوسل بحق آل البيت الكرام لا يجوز ولا يجب أن يقوم به مؤمن يشهد أن لا إله إلا الله.
على هذا فإنه يجب على المسلم عدم المشاركة في نشر تلك الأدعية، بل يجب على كل مسلم التحذير منها قدر المستطاع.
الصحيح عن الدعاء في شهر رمضان
ورد في السنة النبوية الصحيحة حديث عن دعاء يقال في شهر رمضان،خاصة في اللعشر الأواخر منه أملًا في أن يوافق ليلة القدر، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ” سألَتْهُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عائشةُ رضي الله عنها إنْ وافقتُها فبِمَ أدعو؟ قال قولي اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني” (أعلام الموقعين 249/4) وهذا الدعاء كما أوضحنا سابقًا من المستحب الدعاء به.
كما يستحب الدعاء في شعر رمضان بصفة عامة بأي دعاء يرد على قلب المؤمن في وقت الإفطار أو في وقت صيامه.
بذلك نكون قد قدمنا الصيغة المنتشرة عن دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان مكتوب كامل، وتناولنا أقوال الفقهاء بالأدلة في الدعاء به، بجانب التذكرة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأذكار التي تقال في شهر رمضان، ندع الله أن يكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه.