عبارات

حكم عن الصبر والتحمل

حكم عن الصبر والتحمل لما له من فضلٍ وأجرٍ عظيم عند الله تعالى، إذ أن للصبر منزلة عظيمة لا يختص بها إلا أصحاب العَزم والجهاد، ولقد تم ذكر الصبر مرات عديدة في آيات القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية لتُبيّن للناس مكانة الصابرين وعظمة الصبر عند الابتلاء والشدائد، وهو ما سنوضحه لكم من خلال موقع البلد.

حكم عن الصبر والتحمل

إنَّ منزلة الصبر والثبات على ما هو أقوى وأشدُّ مرارة على النفس، لَهوَ أمرٌ جزاءه عند الله تعالى خير الجزاء إنّ لم يكن في الدنيا فَفي الآخرة، فلقد وعد رب العزة تعالى الصابرين وعدًا حقًّا وفوزًا عظيمًا بالجنات العُلى على يقينهم بأن الصبر لا شيء بعده إلا الفرج، ومن أجمل ما قيّل عن الصبر والرضا بالقضاء والقدر وتحمُّل الجزع والألم ما يلي:

  • لكل باب مُغلقٍ مفتاح ولكنَّ باب الصبر مفتاحه الفرج.
  • إنَّ الصبر أدبٌ لمن لا يتأدبُ بالإيمان، فهو أعلى درجات الإيمان وأقوّمها للنَفس.
  • لا تكرهوا الصبر فقد جاء لِيأخذ بأيديكم إلى الجنّة.
  • لو علمَ العبدُ منزلة الصابر على ما هو عليه من ضُرٍ وبلاء، لَسعى يستزيد من الصبر واسترضى به بالرجاء.
  • الصبر على البلاء دواء لكلِ داء.
  • لن تُدرك منزلتك عند الله تعالى إلّا بعد أن تقع في محنة تتطلب منك الصبر والتحمُّل، حتى تُثابُ على جزعك وألمك وسكون صبرك الذي لا يعلمه إلا الله.
  • قد يُبكيك الوجع مرارًا وتكرارًا بينما يعتصرُكَ الصبر ليلًا ونهارًا، فلا تكن عَجولًا واصطبر على أمرك.
  • لقد خاب وخسر من لم يكن صابرًا، فكل مُرٍ سَيمُر مهما طال الزمن.
  • عليكم بالصبر فإنه شفاءٌ للنَفس من غرورها، ونعيم للقلب بعد حزنه، وفرجٌ للروح بعد سَجنها.

أنواع الصبر في الحياة

يأتي على المرء أيامٌ شدائدُ إن لم يكن فيها صابرًا مُحتسبًا بالله لم ينلّ من حظوظ الصابرين شيئًا، ومهما تعددت أسباب الجزع والوجع فعلينا بالصبر دائمًا وأبدًا.

والصبر له صور وأشكال كثيرة ومعاني مختلفة باختلاف قدرة الشخص وتحمُّلهُ، فعندما خلق الله تعالى القلوب كان عز وجل عالمًا بحال كل قلبٍ وكيف سيصطبر على ما سيجده في هذه الدنيا من ابتلاء واختباراتٍ للنَفس، ومن أنواع الصبر في حياتنا ما يلي:

  • الصبر على المرض باليقين التامّ بأن الله هو الشافي من كل داء.
  • الصبر عند الصدمة الأولى في حياة المرء بالتوجه إلى الله بنفسٍ راضية مُطمئنة.
  • الصبر على الحزن والهم والغم والألم بالذكر والدعاء الخالص لوجه الله تعالى.
  • الصبر على وفاة عزيز على القلب مثل الأم، الأب، الابن، الأخ، الأخت وغيرهم، بالإيمان بحكمة الله تعالى فيما جرت به المقادير.
  • الصبر عند فقد وظيفة أو ترقية أو فرص عمل.
  • الصبر على الشهوات بالتقرُّب إلى الله تعالى بالعبادات.
  • الصبر على الفتن الدنيوية بالاستغفار.
  • الصبر على أذى الناس وألسنتهم بالابتعاد عنهم والتوكل على الله تعالى.
  • الصبر على ابتلاء النعم والنِقم.
  • الصبر على عطايا الله تعالى بالشكر والصدقات.

لذا عليك بالصبر على ما أنت عليه من مِحنّ وشدائد لعلها هي المُنجيّة لك في الدنيا والآخرة، ولِتعلم أن قَدّرُكَ عند الله في أعلى المراتب، وأن ما يمُر بك في هذه الحياة يُعلّمك حكم عن الصبر والتحمل تزيد خبراتك إذا ما وجدت غيرك في شدّة وألم لتعطيه ممّا تعلّمت أنت.

آيات القرآن الكريم عن الصبر

إنَّ القرآن الكريم لم يترك شيئًا إلّا وقد تحدث عنه لكي يعلِّمَ الناس ما لم يعلموه وما لم يُدركوه، فكان أكبر مثال على ذلك هو حكم عن الصبر والتحمل للأنبياء الذين عانوا الشدائد والمحن حتى يؤدوا الرسالة خالصة لوجه الله تعالى، ومن أبرز آيات القرآن الكريم عن الصبر وجزاء من يصطبر على أمره ما يلي:

  • يقول الله تعالى: “فَاصبر إنَّ وَعدَ الله حقُّ” الروم: آية 60

  • وفي قوله تعالى: “إنّي جَزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هُم الفائزون” المؤمنون: آية 111

  • وفي آياته تعالى: “فَاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فَسبح وأطراف النهار” طه: آية 130

  • ويقول رب العرش العظيم: “ربُّ السماوات والأرض وما بينهما فَاعبده واصطبر لعبادته” مريم: آية 65

  • وفي قوله تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لَكبيرة إلّا على الخاشعين” سورة البقرة: آية 45

  • وقوله سبحانه وتعالى: “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغَداةِ والعشيَّ” الكهف: آية 28

  • ويقول رب العزة تعالى: “واصبر وما صبرك إلّا بالله” النحل: آية 127

  • وقوله تعالى: “فَاصبر إنَّ العاقبة للمُتقين” هود: آية 49

  • ويقول رب العالمين: “واصبر فإن الله لا يُضيع أجر المُحسنين” هود: آية 115

  • وقوله أيضًا عز وجل: “وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ” الرعد: آية 22

  • وقوله جل جلاله: “الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون” العنكبوت: آية 59

أقوال مأثورة عن الصبر

لِما للصبر من جزاءٍ كبيرٍ وعظيم لَما قيّل عنه وما ذُكِر في آيات القرآن الكريم وما تكلّم أهل العلم والدين عن ما سَيجنيه المرء من خيرٍ وسعادة، ومن أقوال السلف الصالح فيما جاء عن حكم عن الصبر والتحمل نذكر منها ما يلي:

  • قال الحسن البصري: “الصبر كنزٌ من كنوز الجنّة لا يُعطيه الله إلّا لعبدٍ كريمٍ عنده”.

  • “فاز الصابرون بعز الدَارين، لأنهم نالوا من الله مَعيته” قائلها: أبو علي الدقاق.

  • ” الصبر أن لا يفرق بين النعمة والمِحنة مع سكون الخاطر فيهما” قائلها: أبو محمد الجريري.

  • “وجدنا خير عيشنا بالصبر” قائلها: عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

  • “ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسم، ثم رفع صوته فقال: ألا إنّه لا إيمان لمن لا صبر له” قائلها: على بن أبي طالب رضي الله عنه.

  • “ما أنعم الله على عبد نعمة فَانتزعها منه فَعاضه مكانها الصبر إلّا كان ما عوضّه خيرًا مما انتزعه” قائلها: عمر بن عبد العزيز.

  • “الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر” قائلها: عبد الله بن مسعود.

  • “إنَّ من الكلام ما هو أشدّ من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمرُّ من الصبر وأحرُّ من الجمر، وإنّ من القلوب مزارع فَازرع فيها الكلمة الطيبة، فإن لم تنبت كلَها ينبت بعضها” قائلها: لقمان الحكيم.

كيف وصف الشعراء الصبر

لقد وصف الأدباء والشعراء الصبر ومشقته على النَفس وصفًا يُبشّرُ بالخير والفرج القريب ويُعينُ الصابرين على أوجاعهم بكلماتٍ تُهوّن على قلوبهم، وفيما جاء من أشعار لبعضٍ من الكّتّاب تحمل حكم عن الصبر والتحمل نذكر منها ما يلي:

محمد بن بشر

إنَّ الأمور إذا استدت مسالكها

فَالصبر يفتح منها كل مرتجًا

لا تيأسن وإن طالت مطالبه

إذا استعنت بصبر أن ترى فرجًا

زهير بن أبي سلمة

ثلاث يعز الصبر عند حلولها

ويذهل عنها عقل كل لبيب

خروج اضطرار من بلاد يحبها

وفرقةٍ إخوانٍ وفقدُ حبيبِ

أبو علي الأنباري

إذا اشتد عسر فارج يسرًا فإنه

قضى الله أن العسر يتبعه يسر

إذا ما ألمت شدة فَاصطبر لها

فَخير سلاح المرء في الشدة الصبر

وإنّي لأستحي من الله أن أرى

إلى غيره أشكو إذا مَسني الضر

عسى فرجٌ يأتي به الله إنّه

له كل يومٍ في خليقته أمرٌ

فَمن عندما يأتي به الدهر حازمًا

صبورًا فإن الخير مفتاحه الصبر

فَكم من هموم بعد عُسرٍ تكشفت

وآخر معسور الأمور له يسر

الإمام الشافعي

يا صاحب الهم إن الهم مُنفرجُ

أبشر بخير فإن الفرج الله

اليأس يقطع أحيانًا بصاحبه

لا تيأسن فإن الكافيَّ الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة

لا تجزعنَّ فإن القاسم الله

إذا بُليت فُثق بالله وارضَ به

إن الذي يكشف البلوي هو الله

والله ما لك غير الله من أحد

فَحسبك الله في كلٍ لك الله

وبذلك نكون قد انتهينا من تقديم حكم عن الصبر والتحمل وما يُبثُّ في نفس المرء ليجعله يستزيد من القوة والتحمل على ما اُبتليَّ به في هذه الدنيا، كما أوضحنا أيضًا مجموعة مختلفة من الأقوال المأثورة عن الصبر وما جاء من آيات قرآنية عن جزاء الصبر والصابرين إلى جانب طائفة من الأبيات الشعرية لقائلها عن معنى الصبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى