شخصيات ودول

كلمات نشيد موطني للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان (1905 – 1941)

كلمات نشيد موطني للشاعر إبراهيم طوقان دائمًا ما تصيبنا بالقشعريرة، لما يتضمنه النشيد من أحاسيس، حيث أرتبط هذا النشيد بالعديد من الدول العربية، وأنتشر كالنار فالهشيم عندما كتبه الشاعر إبراهيم طوقان عندما كان بالجامعة، فأثر بذلك على أجيال عدة من أبناء العروبة لانفراط الوطنية والقومية في كل كلماته، لذلك .. دعونا نتعرف أكثر على نشيد موطني، والشاعر الكبير المختبئ وراء تلك الكلمات.

كلمات نشيد موطني

مــوطــنــي، مــوطــنــي

الجـلال والجـمال والســناء والبهاء

فـــي ربــاك، فــي ربـــاك

والحـياة والنـجاة والهـناء والرجـاء

فــي هـــواك، فــي هـــواك

هـــــل أراك، هـــــل أراك

سالمًا مـنعمًا وغانمًا مكرمًا

سالمًا منعمًا وغانمًا مكرمًا

هـــــل أراك فـي عـــلاك

تبـلـغ السـمـاك، تبـلـغ السـماك

مــوطــنــي، مــوطــنــي

مــوطــنــي، مــوطــنــي

الشباب لن يكل همه أن يستقـل أو يبيد

نستقي من الـردى ولن نكون للعــدى

كالعـبـيـــــد، كالعـبـيـــــد

لا نريــــــد، لا نريــــــد

ذلنا المؤبدا وعيشنا المنكدا

ذلنا المؤبدا وعيشنا المنكدا

لا نريــــــد بـل نعيــــد

مـجـدنا التـليـد، مـجـدنا التليـد

مــوطــنــي، مــوطــنــي

الحسام واليـراع لا الكـلام والنزاع

رمــــــزنا، رمــــــزنا

مـجدنا و عـهدنا واجـب من الوفا

يهــــــزنا، يهــــــزنا

عـــــــزنا، عـــــــزنا

غاية تـشرف وراية ترفرف

غاية تشرف وراية ترفرف

يا هـــنــاك فـي عـــلاك

قاهرًا عـــداك، قاهـرًا عــداك

موطني، موطني

إقرأ أيضًا: لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد ومتى ظهر هذا المصطلح ؟

بداية بروز الشاعر إبراهيم طوقان

الشاعر إبراهيم طوقان ولد في فلسطين بمدينة نابلس عام 1905 ميلاديًا، وظل في المدينة طوال مدة تعليمه الابتدائي بالمدرسة الراشدية الغربية من 1914 إلى 1918، وكانت تلك السنوات هي السنوات التي بدأت وانتهت بها الحرب العالمية الأولى، وبعدها دخلت القوات الإنجليزية فلسطين بموجب فوزها على الدولة العثمانية والتي كانت فلسطين تتبعها.

رحل إبراهيم عن نابلس واتجه لمدينة القدس، حتى يكمل دراسته بالمدرسة الثانوية، وأوقعه معلميه في حب اللغة والشعر، وكان أول من سمع أشعاره كان أستاذه بالمدرسة “نخلة زريق”، الذي قام بتعهده شعريًا، ونشرت أول قصائده في إحدى الصحف موقعًا “إبراهيم طوقان”.

اتجه إبراهيم إلى بيروت بلبنان حتى يلتحق بالجامعة الأمريكية، وبالرغم من مرضه المتكرر، استطاع إبراهيم طوقان التخرج من الكلية بعد خمسة سنوات بعام 1929 ميلاديًا، وحصل على بكالوريوس بالعلوم، وكانت سنواته ببيروت تحمل له الخير في أشعاره، فلفت الأنظار بقصيدته “ملائكة الرحمة” في عام 1924، فكانت هي شرارة البداية، فقد لاقت استحسان الكثيرين ولفتت إليه الأنظار، كما كون العديد من الصداقات بالجامعة مع زملاءه الشعراء الذين شابهوه في شعره، منهم: حافظ جميل، ووجيه البارودي، وعمر فروخ.

وبالرغم من رغبته في العمل بالصحافة المصرية، عاد إبراهيم طوقان مرة أخرى إلى نابلس للعمل كمدرس كما أرادت أسرته، وفي خلال الثورة الفلسطينية عام 1929، نظم إبراهيم الشعر الوطني ليشعل الحماس في الثوار، وأشهر القصائد التي قدمها وقتها هي “الثلاثاء الحمراء”، وتخرج من الجامعة بنفس العام وأظهر براعته بالأدب العربي والأدب الإنجليزي، كما قام بتدريس اللغة العربية بالجامعة الأمريكية لمدة عامين، قبل أن يعود للقدس ليعمل مدرسًا بمدرسة الرشيدية، ولكنه لم يتسمر لفترة طويلة بسبب مرضه فتوقف عن التدريس ورجع مرة أخرى لنابلس وعمل بدائرة البلدية.

إنجازات الشاعر إبراهيم طوقان

  • قدم الشاعر إبراهيم طوقان العديد من الإنجازات الأدبية التي أفادت الأدب العربي، فقد اتصفت أشعاره بالقوة والبساطة، فتوسط المحافظة والتجديد بالصور والأوزان والمعاني الشعرية، وتعد قصيدة موطني هي أشهر أعماله، فانتشرت في جميع أنحاء الشرق الأوسط والوطن العربي، وقام الملحن “محمد فليفل” بتلحينها لتصبح النشيد الوطني الفلسطيني لفترة من الزمن، وأعاد إحياؤها الشعب العراقي بعدما استخدموها كنشيد رسمي للبلاد بعد الغزو الأمريكي لهم، ولم يتغير حتى الآن.
  • أظهر إبراهيم طوقان فدائيته والمقاومة التي احتاجها الشعب الفلسطيني عن طريق قصائده الوطنية، فكانت عاملًا مؤثرًا في كفاح الفلسطينيين والشعوب العربية في بدايات ومنتصف القرن العشرين.
  • أصبح إبراهيم طوقان، مديرًا للبرامج العربية كما ترأس القسم العربي بها، ولكنه أقيل بعد 5 سنوات من قبل قوات الانتداب بالقدس، فعاد للتعليم مرة أخرى ولكن هذه المرة في العراق، فعمل بدار المعلمين، وعاد إلى نابلس بعدما زاد مرضه.
  • كتب الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان كذلك نشيد “يا شهيد الوطن”، وحصل هذا النشيد على شهرة واسعه عربيًا وعملت دورًا مهمًا في رفع روح الجزائريين في مطالبتهم بالحرية.
  • تحدث إبراهيم طوقان أيضًا عن الأرض، وهاجم من يقومون ببيع أراضيهم لليهود بقصيدته “إلى بائعي البلاد”، كما عبر عن اقتناعه بأن الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية لن يزول إلا بالكفاح المسلح، فلن تفلح حلول السلم معهم، وهذا مع قدمه في قصيدته “لا يفل الحديد إلا الحديد”، وكتب قصيدته الشهيرة “الفدائي” عندما عينت الحكومة الإنجليزية المنتدبة إحدى اليهود في مركز النائب العام بفلسطين، وتربص له أحد الفدائيين الفلسطينيين ونصب له كمينًا فأطلق النار عليه فأصابه.

إقرأ أيضًا: لماذا تركت الحصان وحيداً مع نظرة نقدية وقصائد أخرى كتبها محمود درويش

قصيدة يا شهيد الوطن

يـَـا شَـهـِـيــدَ الْـوَطـَــنْ، يــَـا مـِـثــَـالَ الْـوَفــَـاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ

أَنْـتَ أَغــْـلَـى فَــتـــًــى يَسْـتَـحـِــقُّ الثـَّـنـــَــاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدَ الْوَطَنْ

 

أَنـْـتَ فـِــي الْخــُـلـــْــدِ أَعــَــزُّ الْخــَـالِـدِيـــــنْ

ســِــرْتَ لِلتــَّـارِيـــــخِ مـَــرْفــُـوعَ الْجَـبـِـيــنْ

وَافـــِــرَ الْحـَـظـَّـيــْــنِ مـِـنْ دُنـْـيــَـا وَدِيــــنْ

ذِكــْــرُكَ الْغـــَـــالــِــي عـَـلـَى مـَــرِّ السِّـنـِيـنْ

ســَـوْفَ يَبـْـقَى عَاطِرًا طــُـولَ الــــــزَّمـــَـــنْ

 

يـَـا شَـهـِـيــدَ الْـوَطـَــنْ، يــَـا مـِـثــَـالَ الْـوَفــَـاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ

أَنْـتَ أَغــْـلَـى فَــتـــًــى يَسْـتَـحـِــقُّ الثـَّـنـــَــاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدَ الْوَطَنْ

 

أَنـْـتَ بِالــــــــــــرُّوحِ افـْـتـَدَيــْــتَ الـْـوَطــَـنَا

بـِعْـتــَــهُ الـــــــــرُّوحَ فـَـهــــَـــاكَ الثــَّـمــَـنَا

خـــُـــذْهُ تـَـمـْـجـِـيـــدًا وَذِكــــْــــرًا حــَـســَــنًا

يـَــمــْـلأُ الـدُّنـْـيــــَــــا ســَـنـــَــاءً وَسـَـنــَــا

جــَـــنــَّــةَ الأَبــْـطــَـالِ فِي الـذِّكــْــرِ الْحــَـسَـنْ

 

يـَـا شَـهـِـيــدَ الْـوَطـَــنْ، يــَـا مـِـثــَـالَ الْـوَفــَـاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ

أَنْـتَ أَغــْـلَـى فَــتـــًــى يَسْـتَـحـِــقُّ الثـَّـنـــَــاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدَ الْوَطَنْ

 

فِي سـَـبـِـيــلِ الدِّفــَـاعْ، الدِّفـــَــاعْ عـَنْ بِلاَدِكْ

مُـتَّ مــَـــوْتَ الشُّجَاعْ، الشُّجَاعْ فِي جـِهــَـادِكْ

هَكـَـذَا مـَـاتَ الرِّجــَـالْ، تَحْتَ رَايـَـاتِ الْجِهـَـادْ

نِلْتَ أَسـْمَى مـَا يـُنــَـالْ، مُـتَّ فـِي حـُبِّ الْبـِـلاَدْ

 

يـَـا شَـهـِـيــدَ الْـوَطـَــنْ، يــَـا مـِـثــَـالَ الْـوَفــَـاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ

أَنْـتَ أَغــْـلَـى فَــتـــًــى يَسْـتَـحـِــقُّ الثـَّـنـــَــاء

يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدْ، يَا شَهِيدَ الْوَطَنْ

كلمات قصيدة أمامك أيها العربي اليوم

أمامَك أيُّها العربيُّ يومٌ

تشيبُ لهولهِ سودُ النواصي

 

وأنت كما عهدتك لا تبالي

بغير مظاهِرِ العبَثِ الرّخاصِ

 

مصيرك بات يَلْمُسُه الأَّداني

وسار حديثُهُ بين الأَقاصي

 

فلا رَحْبُ القصور غداً بباقٍ

لساكنها ولا ضيق الخصاصِ

 

لنا خصمان ذو حوْلٍ وطوْلٍ

وآخر ذو احتيالٍ واقتناصِ

 

وتواصواْ بينهم قسأتى وبالاً

وإذلالاً لنا ذاك التواصي

 

مناهجُ للابادة واضحاتٌ

وبالحسنى تنفَّذُو الرصاصِ

 

 

اقتباسات من قصائد إبراهيم طوقان

من قصيدة غريزة في المكتبة:

وَغَرِيـرَةٍ في المَكْتَبَــهْ

بِجَمَالِـهَا مُتَنَقِّـبَهْ

جَلَسَتْ لِتَقْرَأَ أَوْ لِتَكْــتُبَ

مَا المُعَلِّـمُ رَتَّبَـهْ

وَحَبَسْـتُ حَتَّى لا أُرَى

أَنْفَاسِـيَ المُتَلَهِّبَـهْ

من قصيدة المعلم

شوقي يقول وما درى بمصيبتي

قم للمعلم وفّه التبجيلا

اقعد فديتك هل يكون مبجلًا

من كان للنشء الصغار خليلا

ويكاد يقلقني الأّمير بقوله

كاد المعلم أن يكون رسولا

إقرأ أيضًا: الحروف الهجائيه من الالف الى الياء وكيف تم تقسيمها

من قصيدة ملائكة الرحمة

بيضُ الحَمَائِـمِ حَسْبُهُنَّهْ

أَنِّي أُرَدِّدُ سَجْعَهُنَّـهْ

رَمْـزُ السَّلاَمَـةِ وَالوَدَاعَةِ

مُنْذُ بَدْءِ الخَلْقِ هُنَّـهْ

في كُـلِّ رَوْضٍ فَـوْق دَانِيَـةِ

القُطُوفِ لَهُنَّ أَنَّـهْ

في نهاية مقالنا.. وبعد أن نكون قد تحدثنا عن كلمات نشيد موطني للشاعر إبراهيم طوقان وأشعاره الوطنية المختلفة، وسيرته الذاتية المليئة بالكفاح الوطني ضد الاحتلال، نتمنى أن نكون قد أفدناكم بحديثنا في هذا الموضوع، كما نتمنى أن نكون قد وسعنا في مدار معرفتكم بالشعر العربي الحديث وخاصة الشعر الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى