الأم والطفلالحمل والولادة

الحمل في توأم في كيسين منفصلين

الحمل في توأم في كيسين منفصلين هو أحد مظاهر وأشكال الحمل التي ينتج عنها توأم مختلف، ولهذا النوع من الحمل الكثير من العوامل التي تزيد من فرصة حدوثه وكذلك العديد من الأعراض التي تظهر على المرأة آنذاك، لذا ومن خلال الفقرات التالية سنعرض لكم من خلال موقع البلد كل ما تحتاجون معرفته حول الحمل في توأم كلٍ منهما في كيس منفصل عن الآخر.

الحمل في توأم في كيسين منفصلين

على الرغم من أن هناك الكثير من السيدات اللاتي يعتقدن أن الحمل في توأم بشكلٍ عام من أكثر الأمور المشوقة والتي تسعدهم كثيرًا، إلا أنه عند التمعن في الأمر نجد أنه من أكثر الأمور التي قد تسبب المشقة للأم، سواءً في فترة الحمل والأعراض المرهقة التي تعاني منها بسبب وجود طفلين في رحمها وليس واحدًا أو بعد الوضع وخلال فترة الرضاعة والاعتناء بالأطفال في الأعوام الأولى.

في الأساس يكون الحمل في توأم في كيسين منفصلين قد نشأ عندما تم تلقيح أو تخصيب بويضتين منفصلتين كلٍ منهما بحيوان منوي مختلف بدلًا من تلقيح بويضة واحدة بحيوان منوي واحد، وقد ينتج عن ذلك الحمل طفلين مختلفين في الجنس، وكذلك من الممكن أن يكونا مختلفين في فصيلة الدم، وهي الظاهرة المتعارف عليها باسم التوأم الغير متطابق.

لكن هذا النوع من الحمل يختلف عن الحمل في توأم في نفس الكيس فهو يحدث عند تلقيح بويضة واحد بحيوان من منوي واحد ومن ثم ينقسم الزيجوت لتكوين جنينين يتشابهان في الكثير من الصفات الوراثية ويُسمى بالتوأم المتطابق.

كما سبق وذكرنا أن الحمل في توأم مختلف قد يكون له العديد من العوامل التي تزيد من فرصة حدوثه وكذلك بعض المضاعفات والأعراض كما أنه ينقسم إلى نوعين، لذا ومن خلال الفقرات التالية سنعرض لكم كل هذه المعلومات عن الحمل في توأم في كيسين منفصلين.

أنواع الحمل في توأم مختلف

من المتعارف عليه أن الحمل في توأم بشكلٍ عام ينقسم إلى نوعين، وهما الحمل في توأم متشابه وهو ما يحدث عندما يتم تلقيح نفس البويضة بحيوان منوي واحد، وفي هذه الحالة يكون كلا الطفلين له نفس الجنس ونفس المواصفات وفصيلة الدم ويكون التوأم متشابه في كل شيء، أما النوع الآخر فهو الحمل في توأم مختلف وهذا هو موضوعنا الأساسي والذي يحدث عند تلقيح بويضتين.

أما ما لا يعرفه البعض هو أن هناك نوعان من الحمل في توأم مختلف أو في كيسين منفصلين، حيث ينقسم إلى كلٍ مما يلي:

1ـ التوأم أحادي المشيمة وثنائي السلى

في هذا النوع من الحمل في توأم في كيسين منفصلين يكون كلا الجنينين يتشاركان في المشيمة ذاتها، لكن ينمو كلًا منهما في كيس منفصل عن الآخر، وهذا الأمر يحدث عندما يتم انقسام الأجنة ما بين أربع إلى ثماني أيام بعد عملية تلقيح البويضة، وهذا ما يحدث في 70% من حالات الحمل بتوأم.

2ـ التوأم ثنائي المشيمة وثنائي السلى

النوع الثاني هو النوع الذي يكون فيه لكل جنين مشيمة خاصة به وبداخلها كيس منفصل ينمو بداخله، وهذا ما يحدث بعد أربعة أيام من عملية التلقيح.

عوامل تزيد من فرصة الحمل بتوأم

حالات الحمل بتوأم لا تحدث لدى كل السيدات، حيث إن هناك بعض العوامل التي في حال توافرها فقد يكون ذلك سببًا في زيادة فرصة الحمل بتوأم وليس شرطًا في كل الأحيان، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:

  • العمر: حيث يقال إن احتمالية حدوث الحمل بتوأم تزداد لدى السيدات اللاتي قد تجاوزن عمر الـ 35 من العمر.
  • الوزن: حيث إن السيدات اللاتي يعانين من زيادة في نسبة الدهون في الجسم هن أكثر عرضة للحمل بتوأم، وذلك لأن هذه النسبة الزائدة من الدهون غالبًا ما تؤدي إلى ارتفاع في مستوى هرمون الأستروجين في الدم، وبالتالي تزداد فرصة حدوث الحمل في توأم.
  • الحمل السابق في توأم: فهناك بعض الدراسات التي أجريت ومن خلالها استطاع الباحثون تأكيد أن نسبة الأمهات اللاتي ينجبن توأم هن الأكثر عرضة للحمل بتوأم مرةً أخرى.
  • يقال إن النساء اللاتي يزيد طولهن عن متوسط الطول الطبيعي للسيدات تزداد لديهن فرص الحمل بتوأم.
  • السيدات اللاتي يتناولن كميات كبيرة من منتجات الألبان بكافة أنواعها ومن يحافظن على تناول حمض الفوليك يمكن حدوث الحمل بتوأم لديهن بسهولة.
  • العوامل الوراثية أو امتلاك تاريخ عائلي من الحمل في توأم.
  • تناول أدوية علاج العقم أو الأدوية التي من دورها أن تزيد من الخصوبة وتزيد احتمالية الإنجاب، حيث تعمل هذه الأدوية على تحفيز عمل المبايض، وبالتالي يكون المبيض قادر على إنتاج أكثر من بويضة واحدة.
  • أن يكون الحمل قد تم عن طريق عمليات التلقيح الصناعي، ففي هذه الحالة يقوم الطبيب المختص بوضع أكثر من جنين واحد في الرحم لكي تكون نسبة نجاح العملية أكبر، وإذا فشلت بويضة واحدة في عملية التلقيح تكون الأخرى قادرة على الإحلال مكانها.
  • السيدات من أصول أفريقية وبشكلٍ عام من يكون العرق والسلالة الخاصة بهن تمتاز بسهولة الحمل في توأم.
  • الامتناع عن تناول أدوية منع الحمل الذي يعمل على تعزيز حدوث تدفق في الهرمونات داخل الجسم وبالتالي تزداد عملية التبويض نشاطًا فيكون من السهل حمل المرأة بتوأم.

أعراض الحمل في توأم مختلف

قيل إن أعراض الحمل في توأم في كيسين منفصلين لا تختلف عن الأعراض التي تظهر على المرأة في حالات الحمل الطبيعية، أي أن الأعراض ليست من الطرق التي يمكن من خلالها تمييز ما إذا كان الحمل في توأم أم لا، فالأعراض تكون طبيعة وفي بعض الأحيان قد تتضاعف قليلًا، وهذه الأعراض تتمثل في كلٍ مما يلي:

  • شعور المرأة بالغثيان الشديد والحاد بالأخص في الأوقات المبكرة من الصباح.
  • زيادة الوزن بشكل كبير وملحوظ حتى في الفترة الأولى من بداية الحمل وذلك بسبب وجود جنينين وليس واحدًا فقط.
  • يلاحظ أن الشهية تجاه الطعام قد بدأت تتضاعف عن الطبيعي وذلك لكي تكون المرأة قادرة على تلبية كافة الاحتياجات التي تنقص جسدها وتتمكن من إمداد الأجنة بما يكفي حاجتهم للنمو.
  • التبول أكثر من المعتاد بسبب الضغط الذي تسببه الأجنة بشكل كبير على المثانة البولية.
  • حدوث آلام شديدة بمنطقة الظهر بالأخص أسفل الظهر، وذلك بسبب ضغط وزن الأجنة وكذلك زيادة الوزن وحدوث تضخم كبير في حجم الرحم.
  • حدوث آلام شديدة في الصدر بالأخص في منطقة الحلمات وهذا الألم يكون متضاعفًا أكثر في الثلث الأول من فترة الحمل.
  • قلة النوم والأرق المستمر وذلك بسبب آلام الظهر والتشنجات التي تحدث في الرحم والاضطرابات الهضمية في المعدة.
  • الشعور بالاكتئاب والتوتر وحدوث تقلبات مزاجية حادة نتيجة التغير الحادث في الهرمونات.

مضاعفات الحمل بتوأم مختلف

مما لا شك فيه أن الحمل بتوأم ووجود جنينين بدلًا من واحد داخل رحم الأم قد يكون سببًا في شعورها بالتعب والإرهاق أكثر أثناء فترة الحمل، حيث يكون جسدها أكثر وزنًا وتكون احتياجاته أكبر ليتمكن من تلبية حاجة الطفلين وإتمام نموهما بشكلٍ كامل، وبالتالي نجد أن هناك بعض المضاعفات التي قد تكون الأم عرضةً لها في فترة حملها، وهذه المضاعفات تتضمن كلٍ مما يلي:

  • الحمل في توأم قد يسبب حدوث الولادة المبكرة في الكثير من الأحيان، أي أن الأم قد تلد قبل إتمام التسعة أشهر كاملة أو قبل الوقت المحدد لولادتها.
  • بسبب الضغط الشديد الذي ينتج عن ضغط التوأم على مشيمة الأم تكون أكثر عرضة لحدوث حالة تسمم الحمل.
  • تزداد فرصة الإصابة بسكري الحمل لدى السيدات الآتي يحملن توأمًا.
  • من المحتمل أن تقل نسبة الحديد بشدة في الجسم، وذلك لأن أغلب هذه النسبة تذهب للأجنة وبالتالي قد تكون الأم أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم.
  • تكون نسبة التعرض للإجهاض لدى الحامل بتوأم أكبر منها في حالات الحمل العادي، وفي الكثير من الحالات تتعرض الأم لإجهاض أحد الطفلين.
  • نجد أن الكثير من الأطباء يلجؤون إلى الولادة القيصرية بدلًا من الولادة الطبيعية في حالات الحمل في توأم، وذلك لأنه في الغالب يكون الجنين في وضع غير مناسب أو أن حجم الأجنة أكبر من أن يكون قادر على الخروج من قناة الولادة، وبالتالي تكون الولادة القيصرية هي الحل الأمثل.
  • حالات الاضطراب المشيمة والتي تحدث قبل الولادة، ويعني اضطراب المشيمة انفصالها عن جدار الرحم قبل الوقت المحدد للولادة.

بعض الأسئلة حول الحمل في توأم

هناك الكثير من الأسئلة التي تطرحها الأمهات عند الحمل في توأم في كيسين منفصلين أو الحمل بتوأم بشكلٍ عام، لذا ومن خلال النقاط التالية سنتعرف على بعض أبرز هذه الأسئلة وإجاباتها، ومنها:

  • هل وجود كيسين حمل في الرحم علامة أكيدة على الحمل في توأم؟

الإجابة هي نعم، وذلك يعني حدوث حمل في توأم مختلف، وفي بعض الأحيان قد يوجد كيس جنيني واحد يحمل بداخله جنينين.

  • كيف يمكن معرفة نوع التوأم ومتى؟

يتم ذلك عن طريق التصوير بالموجات الفوق صوتية، حيث يمكن معرفة ما إذا كان التوأم متطابق أم مختلف وذلك عن طريق أكياس الحمل، ويظهر ذلك في الثلث الأول من بداية الحلم أي في الثلاثة أشهر الأولى.

  • كيف يمكن معرفة نوع الجنين التوأم؟

تتوقف إجابة هذا السؤال على معرفة نوع التوأم في المقام الأول، فالتوأم المتطابق يكون متشابه في كل شيء سواءً الجنس أو الجينات أو فصيلة الدم وغيرها، أما التوأم المختلف فقد يختلف جنس الأجنة وتختلف الجينات وفصيلة الدم.

نصائح للتمتع بصحة جيدة أثناء الحمل في توأم

في حال حدوث الحمل في توأم في كيسين منفصلين أو حتى في كيس واحد، فيجب على كل أم أن تكون على دراية ببعض النصائح الهامة لكي تبقيها بصحة جيدة طوال فترة الحمل، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:

  • الاهتمام بالمواظبة على نظام غذائي صحي ومن الضروري أن يتضمن هذا النظام ما يقارب خمس إلى سبع حصص من الفواكه والخضراوات والبروتينات التي تكون خالية من الدهون الضارة للجسم.
  • المحافظة على نشاط الجسم طوال الوقت قدر المستطاع، لأن هذا الأمر يساعد الجسم كثيرًا في الحفاظ على عمل كافة وظائفه بكفاءة ويقلل من الشعور بالألم والتقلصات التي تكون مصاحبة للحمل.
  • يفضل ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة تحت رعاية أخصائيين، وذلك لكي تحافظ المرأة الحامل على قوة ومرونة عضلات جسدها ويكون جسدها مؤهل للولادة في أي وقت.
  • بعد مرور ستة عشر أسبوعًا من بداية الحمل يفضل أن تنام المرأة على أحد الجانبين في الليل، وذلك لأن هذه الوضعية تحمي من قلة تدفق الدم في الجسم والذي يحدث نتيجة الضغط الشديد الذي يسببه الرحم على الأوعية الدموية بالجسم.
  • في حال كانت الحالة النفسية للأم سيئة للغاية يجب على من حولها مساعدتها بالكثير من الدعم النفسي وفي بعض الأحيان يكون من الأفضل لها التوجه إلى أحد الأخصائيين النفسيين لمساعدتها في تخطي هذه المرحلة وهذه التقلبات، فالصحة النفسية من أهم عوامل الحفاظ على الصحة الجسدية بالأخص لدى الحوامل.
  • الابتعاد عن مصادر التوتر والقلق قدر المستطاع وعدم الشعور بالخوف عند معرفة الحمل في توأم واتخاذ الأمر ببساطة كما هو الحال عند حدوث الحمل الطبيعي.

الحمل في توأم في كيسين منفصلين من أكثر حالات الحمل بتوأم شيوعًا، ومن أهم ما يجب على المرأة فعله خلال هذه الفترة هو الانتباه جيدًا لصحتها وحميتها الغذائية لكي تمر بفترة حمل جيدة وهادئة ولا تكون عرضة لحدوث أيٍ من المضاعفات السيئة التي سبق ذكرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى