ما هي الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل
الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل والتي تتجه إلى التطبيع معها يقترب من نصف عدد الدول العربية، بعد أن كانت هناك دولتان فقط هما مصر والأردن حتى وقت قريب، وخلال عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تزايد عدد الدول التي دخلت مع إسرائيل في اتفاقيات وتحالفات رسمية وغير رسمية، وخلال هذا المقال سوف نفصل الحديث عن الدول التي طبعت والدول التي تتجه إلى التطبيع، وعن الدول الممتنعة عن ذلك، هذا ما نتناوله في مقالنا عبر موقع البلد.
نبذة عن التطبيع مع إسرائيل
- التطبيع لفظ أو مفهوم سياسي يفهم منه إنشاء علاقات طبيعية بين دولتين أو عدة دول حدث بينها في الماضي توتر في العلاقات ومقاطعة على كافة المستويات سياسيًا وتجاريًا وفنيًا ورياضيًا.
- وربما يكون التطبيع سهلاً وقريبًا إذا حدث بين دولتين اختلافات سياسية في وجهات النظر أو على رسم الحدود البرية أو البحرية أو حدوث مشكلة تجارية دعت إلى قطع العلاقات بينهما.
- غير أن الأمر إذا اقترن بالحروب والمجازر والاحتلال لدول وأراضٍ، فهل من الممكن عودة العلاقات بصورة طبيعية بين تلك الدولة وجيرانها.
- بالتأكيد التطبيع مع إسرائيل له اعتبارات كثيرة، ولاشك أن الدول العربية تسعى إلى التعايش السلمي، ولكن أين حقوق الذين قتلوا و شردوا وطردوا وعاشوا تحت ذل الاحتلال عندما نتحدث عن التطبيع مع إسرائيل.
- إن التطبيع مع إسرائيل ينبغي إذا حدث أن يكون مقرونًا بحل كافة المشكلات وترك إسرائيل ممارساتها ضد الشعوب العربية، والتخلي عن الأراضي التي احتلتها بالقوة عام 1967م، وعودة المهجرين إلى أراضيهم، ودفع التعويضات المناسبة لمن قتلوا.
- أما حدوث التطبيع دونما أسباب مقنعة، إنما هو مكافأة لإسرائيل على ما فعلت، وفرض سياسة الأمر الواقع، والتمادي في احتلالها طالمًا أن الدول الموقعة على التطبيع مع إسرائيل موافقة عليه.
لماذا تسعى تدفع أمريكا الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل؟
- بدأت فكرة التطبيع مع إسرائيل والمساعي لتحقيقها بغرض خفض حدة التوترات القائمة في الشرق الأوسط، حيث سعت الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى دفع حكومات المنطقة إلى إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل حرصًا على مصالحها في المنطقة، ولتأمين وجود دولة إسرائيل المزعومة.
- ولاشك أن المستفيد الوحيد من إجراءات التطبيع هو الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، أما الدول العربية فقد خسرت وستخسر أكثر بإقدامها على خطوة التطبيع الاختياري مع إسرائيل.
الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل
بعض الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل بدأت الخطوة مبكرًا؛ لظروف وملابسات معينة فرضتها ودفعتها لذلك، وبعض الدول اختارت طواعية من تلقاء نفسها الدخول في علاقات مع إسرائيل، وبعض الدول لم ترواح مكانها رسميًا، بمعنى أنها لم تطبع في الظاهر، غير أن عملية التطبيع تتم في الخفاء، بينما بعض الدول مازالت على عدائها الصريح للتطبيع مع إسرائيل.
مصر من أوائل الدول التي طبعت مع إسرائيل
- بدأ التطبيع مع إسرائيل منذ أواخر السبعينات مع القرن العشرين، حيث كانت مصر ممثلة في شخص أول الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل حيث قام رئيسها الأسبق السيد محمد أنور السادات حينئذٍ بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها برعاية أمريكية للرئيس جيمي كارتر، وكان ذلك في 26/آذار (مارس) 1979م.
- حيث أنهت الاتفاقية حالة الحرب وترسيم الحدود وإقامة السلام بين البلدين.
- ومع أن توقيع تلك الاتفاقية كان سياسيًا لاعتبارات وظروف فرضتها الظروف والتوترات التي شهدتها المنطقة بعد حربين متتاليتين بين إسرائيل ومصر وبعض الدول العربية، إلا أن الألسنة انطلقت في ذلك الوقت منددة معترضة ومعتبرة أن توقيع الاتفاقية خيانة للعروبة، حتى دفع الرئيس السادات حياته ثمنًا لمواقفه السياسية.
- وأيا ما كان الأمر فإن التطبيع كان سياسيًا لا شعبيًا، حيث رفض الشعب المصري بكافة طوائفه الدخول في تطبيع من أي نوع مع الدولة الصهيونية، واستمر موقفه من القضية حتى اللحظة الراهنة معترضًا على التطبيع المباشر مع إسرائيل، ولم تجبر الدولة الشعب على الدخول في تطبيع مع الإسرائيليين.
المملكة الأردنية ثانية الدول التي طبعت مع إسرائيل
- وكانت المملكة الأردنية الهاشمية ثانية الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل ففي 26 من تشرين الأول (أكتوبر) عام 1994 قامت الأردن بتوقيع اتفاقية وادي عربة التي أنهت حالة الحرب وتقسيم الحدود بين البلدين وتم تنازل الأردن عن ضفتها الغربية وضمت الضفة الشرقية على أن تبقى الأردن مشرفة على المسجد الأقصى.
- وبمقتضى تلك المعاهدة بين الأردن والكيان الصهيوني تم الاعتراف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدخول في تطبيع مباشر بين الدولتين.
السلطة الفلسطينية كانت من الكيانات العربية التي طبعت
- وتحت ضغوط دولية كبيرة رضخ الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات إلى التوقيع على عدة معاهدات بداية من الثمانينيات وحتى بداية الألفية الثالثة والتي انتهت باتفاقية أوسلو التي أسست دولتين إحداهما عربية في الضفة وغزة، والثانية إسرائيلية تقوم على أكثر من 77% من الأراضي الفلسطينية.
- وبموجب ذلك تم الاتفاق على التطبيع السياسي والاقتصادي بشروط لم تنفذها إسرائيل على مرمى ومسمع من العالم بل وحاصرت رئيس السلطة الفلسطينية السيد ياسر عرفات في منزله الذي فرضت عليه فيه إقامة جبرية حتى وفاته.
الإمارات العربية المتحدة اختارت طواعية التطبيع
- وبدون سابق إنذار وبدون أن تكون هناك أسباب مقنعة أقدمت الإمارات العربية المتحدة في خطوة وصفت بالتاريخية! بالإعلان عن توقيع اتفاقية تطبيع طواعية برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الكيان الصهيوني وذلك في 13 أغسطس (آب) 2020م.
- وقد وصف ترامب الاتفاقية بالعظيمة والبلدين الموقعين عليها بـ (الصديقين العظيمين)!
- وتعتبر الإمارات بذلك ثالث الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل وأول دولة خليجية تدخل في علاقات مباشرة مع إسرائيل.
المملكة البحرينية تطبع مع إسرائيل
- ومن الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل مملكة البحرين حيث تم الإعلان في 11 أيلول (سبتمبر) 2020م عن توصل كل من مملكة البحرين وإسرائيل إلى اتفاق على كافة المستويات للطبيع بينهما برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
- وقد اعتبر ترامب ذلك إنجازًا له حيث غرد وقتها قائلاً في زهو المغرور: (الدولة الغربية الثانية التي تطبع مع إسرائيل خلال ثلاثين يومًا).
دولة السودان على وشك التطبيع مع إسرائيل
- حيث أعلن ترامب في يوم 23 من تشرين أول (أكتوبر) 2020م أن السودان وإسرائيل قد توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه تطبيع العلاقات بينهما بصورة طبيعية.
- ومقتضى ذلك الاتفاق المزمع بين السودان وإسرائيل أمكن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، ورفع الحظر الاقتصادي والتجاري المفروض على السودان من عقود كمكافأة لها على التطبيع أو قل مساومة لها حتى تتمه لنهايته.
الدول العربية التي لم ترحب ولم ترفض التطبيع
- دول المغرب العربي وعلى الرغم من أن المملكة المغربية قد وقعت على اتفاق جزئي للتطبيع مع إسرائيل خلال الأسابيع الماضية من بداية العام 2024م، إلا أن موقفها مع كل من الجزائر وتونس مائع من تلك القضية فهي لا مع التطبيع ولا ضد التطبيع، فتارة ترفضه وتارة ترى ترحيبًا به من الجهات السياسية والشعبية، وكأنها تعتبر نفسها غير معنية بقضايا العرب، بل هي منكفئا على نفسها وامتدادها الفرنسي والأوروبي واضح في ذلك.
- بالنسبة لباقي الدول الخليجية فنرى أن قطر تغرد وحدها فمع تطبيعها الخفي مع إسرائيل على كافة المستويات، إلا أنها لزمت الصمت إزاء إقدام الإمارات على خطوة التطبيع، أما السعودية وعمان والكويت فقد رحبت بخطوة الإمارات واعتبرتها خطوة موفقة، إلا أنها لم تعلن عن القيام بخطوات مماثلة في القريب، ربما لأن الموقف في السعودية والكويت تحديدًا ستكون له تبعات داخلية مؤثرة، أما سلطنة عمان فهي تريد أن تلزم الحياد.
وفي الختام بالرغم من كثرة الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل ووجود عدد من الدول أمسكت العصا من المنتصف فإن بعض الدول أعلنت صراحة موقفها الصارم ضد التطبيع مع إسرائيل وهي دول ثلاثة سوريا والعراق ولبنان، ولكل أسبابه ومبرراته.