هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت؟
هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت؟ هو سؤال يوجّهه الكثير من الناس، ولعل ما يزيد أهمية ذلك السؤال أن كل شيء متعلقًا بالقدر بما في ذلك الزواج، والرزق، والموت، وغير ذلك من الأشياء المصيرية الشاغلة لبال الناس، وتجعلهم يتساءلون باستمرار عنه؛ تابعوا المقال عبر موقع البلد للتعرف على الإجابة.
ما هي أنواع القدر؟
هناك نوعان من القدر؛ قدرٌ محتوم لا يدفع بالدعاء، وقدرٌ مرتَّب يدفع بالأسباب التي أبلغها الدعاء، حيث أن:
- القدر المحتوم، وهو القدر الذي قدَّره الله- عز وجل- بأنه لا بد من أن يكون، ولا يوجد أي سبل أو أسباب يرد بها حتى بالدعاء.
- أما القدر المرتَّب، فهو مرتَّب على عدم الأسباب التي تدفعه، فهذا النوع من الأقدار توجد أسباب لرده وأهم هذ الأسباب الدعاء.
- والقدر في علم الله- عز وجل-، وعلم الله- عز وجل- لا يتخلّف، مؤكدًا أن الله- عز وجل- يعلم أن هناك دعاءً، والله- جل في علاه- يعلم أن هناك أحداثًا، وهو- سبحانه- يكتب الكتاب المسطور.
- قد يخالف ما هو مكتوب في الكتابَ المسطور، لكنه لا يمكن أبدًا أن يخالف علم الله- سبحانه وتعالى- القائم في نفسه، والذي لا يطّلع عليه أحدًا، لا نبيًا مرسلًا ولا ملكًا مقرّبًا إلا بإذنه- عز وجل.
- فعندما ندعو من الممكن أن يختلف الكتاب المسطور، على سبيل المثال: مكتوب في الكتاب المسطور “مثلًا” أن شخصًا ما سوف ينجح في الاختبارات أو سوف يرسب في الاختبارات، فدعا الله- عز وجل- بقوله: “يا رب أنجحني”، فوفّقه الله- عز وجل- للإجابة ونجح.
- هذا يكون مخالفًا ما كان مكتوبًا في الكتاب المسطور الذي تعلمه الملائكة، وذلك لأن الدعاء قادرًا على تغيير ما كتب في الكتاب المسطور، لكن الله- جل في علاه- يعلم أن هذا الشخص سيدعو، ويعلم أنه سيتغير ما في الكاتب المسطور، ويعلم أنه سينجح.
شروط تغير القدر بالدعاء
- أوضح أن نبينا- صلى الله عليه وسلم- أوضح لنا أن القدر المعلق (المرتَّب) يتغير بالدعاء المقبول عند الله- جل وعلا- وله بعض الشروط، ومن أشهرها أن يكون الدعاء مما أكل الحلال، وهو مقسمٌ إلى رأيين عند العلماء:
- الرأي الأول: أن يكون مال هذا الشخص (الذي يدعو) من حلال، أي: يكون خاليًا من أي تصرف مالي قد حرمته الشريعة الإسلامية، بما في ذلك: الرشوة والغش.
- الرأي الثاني: وهو أن يكون الشخص مطعمه من حلال، ويكون ذلك بكونه خاليًا من أي محرم، مثل: الميتة، ولحم الخنزير، والخمر.
- فإذا كان الشخص محررًا بدنه من كل ما هو محرم فإن الله– عز وجل- فإن الله يستجيب الدعاء ويصعد للسماء،
فقد قال- تعالى-: « إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ »، ]سورة فاطر : 10[.
هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت؟
قد ورد في فضل الدعاء العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث أنه في حد ذاته عبادة قوية، ولها شأنٌ عظيم، إذا هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت؟
- روي أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:
« لَا يَزِيدُ فِي العُمرِ إلَّا البِرُّ وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ » ]صحيح ابن ماجه : 73[.
- ومعنى قوله- صلى الله عليه وسلم-: ” وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ ” وليس المقصود به القدرَ المحتوم؛ وذلك لأن القدرُ المحتوم الذي سبقَ علمُ الله بأنَّه يكونُ لا يردّ بشيءٍ.
- أما عن القدرُ الذي يُردُّ بالدعاء فهو القدرُ المرتَّب الذي جعله الله- عز وجل- يرد بأسبابٍ منها الدعاء، بل أن الدعاء هو أبلغُ الأسباب لرفع الضرر والمكروه بإذن الله- عز وجل، حيث أنه عظيم الشأن عند الله- عز وجل-، وله تأثير عظيم في دفع المقدور.
1_هل الدعاء يغير القدر في الموت؟
أما عن هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت؟، فقد روي عن الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه قد ورد عن النبي– صلى الله عليه وسلم– أن الدعاء سببًا في رفع القدر، إلا أنه توجد أنواعًا من الأقدار لا يغيرها شيئًا حتى الدعاء.
- بالنسبة إلى هل الدعاء يغير القدر في الموت، فقد روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم-:
« لا يُغني حذَرٌ من قدَرٍ والدُّعاءُ ينفعُ مِمَّا نزلَ ومِمَّا لم ينزِلْ وإنَّ البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاءُ فَيعتلِجانِ إلى يومِ القيامةِ »، ]الفتح الرباني : 395/1[
- والمراد بذلك: أن الدعاء والقدر يتدافعان.
وفي رواية ثانية: « لا يَزالُ القَضاء والدَّعَاء يَعْتلِجَان مَا بَينَ الأَرضِ والسمَاءِ – و(يَعْتِلجَان) أي: يَتَصَارَعَان، فَأَيَّهُمَا غَلَبَ أَصَابَ ».
- والمراد بذلك أنه لو كان الدعاء هو الأقوى فإنه سيزيل القضاء، أما إذا كان القضاء هو الأقوى فإنه يقع، إشارةً إلى أن هذا الأمر متعلقًا بنوع القدر أو القضاء المرتّب أو المُعلق وليس المحتوم.
2_هل الدعاء يغير القدر في الزواج؟
هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت؟ بالنسبة للزواج، فقد روي عن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أنه فيما يتعلق بمسألة الزواج وهل يتغير بالدعاء، فإن الدعاء لا يغير علم الله- عز وجل-، لكنه قد يغيّر الكتاب المسطور الذي تطّلع عليه الملائكة.
- وعن هل الدعاء يغير القدر في الزواج، فإن الدعاء عند الصعود على السماء يقابل القدر، ويعتلجان والدعاء هو الغالب، وبذلك يغير الدعاء القدر وذلك بعد استجابته الله له- سبحانه وتعالى.
1_هل الدعاء يغير القدر في الرزق؟
- حقيقة الجواب أننا نخلط في زماننا، ولا نأخذ في الحسبان أن الله تعالى يعلم الغيب المطلق، وأننا بشر خاضعون للزمن، والزمن خاضع لله تعالى.
- على سبيل المثال، يدعو الإنسان الله تعالى أن يطيل عمره، أو يزيد رزقه، وإذا شاء الله أن يستجيب الدعاء، فإن الدعاء مؤثر على حكم الله (بإرادته)، أي الرد على تقدير حياته أو رزقه من البداية قبل التقدير يحدث في المقام الأول.
- لأن الله سبحانه وتعالى يعلم مقدمًا الدعاء ، أي لم يكن هناك تغيير في المقدار الذي كان موجودًا في الأصل ، ولكن حدث استجابة من البداية. قبل وجود القدر.
صحة حديث الدعاء يرد القضاء
صحة حديث الدعاء يرد القضاء الذي ورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، وهو:
« وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ »، ]صحيح ابن ماجه : 73[.
ففيه قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء: أن المقصود منه هو القضاء المُعَلَّق أو المرتّب فقط وليس المُبرَم المَحتوم.
فالقدر المُعلق ليس معلَّقًا عن الله- سبحانه وتعالى- فهو يعلم الغيب والشهادة، ولكنه بيد الملائكة، وذلك النوع هو الذي يغير بمغير كالدعاء.
وعن صحة هذا الحديث، أضاف: “أن القضاء المُبرم (المحتوم) فلا يُرَد بشيءٌ، لا بالدعاء، وَلا بالصدقة التي يتصدق بها ولا بوصل الرحم”، والله أعلم…
في نهاية مقال هل الدعاء يغير القدر في الزواج والرزق والموت؟ نكون بذلك قدمنا لكم أهم المعلومات حول هذا الموضوع، وقمنا بإيضاح الإجابة على هذا السؤال طبقًا لآراء العلماء وما هو القدر وكيف يتغير، فنرجو أن يكون المقال قد أفادكم ونال استحسانكم!.