علاقات

متى يتوقف الرجل عن الخيانة

متى يتوقف الرجل عن الخيانة؟ وهل يندم الرجل بعد الخيانة؟ عادةً ما تنظر المرأة إلى شريكها الخائن على أنه قد اقترف فعلًا لا يُمكنها التهاون فيه أو التجاوز عنه، فالخيانة في نظرها صفة دائمة ما إن فعلها أحدهم مارة لا يأبه بالمرات الأخرى.. هذا ومن خلال موقع البلد يسعنا أن نتطرق إلى مزيد من التفاصيل حول هذا الحديث.

متى يتوقف الرجل عن الخيانة

الخيانة.. هي الداء اللعين الذي ما إن تخلل علاقة ما لا ينتج عنها سوى الانهيار والدمار المحقق.. للعلاقة وأطرافها معًا، فتكون الخيانة ذات انطباع لا يُغتفر ولا يُنسى إلا بعد حين.

عندما نتساءل متى يتوقف الرجل عن الخيانة فإننا هنا نجزم بأن هناك سببًا من وراء خيانته، وهذا ما لا يُمكن تقبله.. لأن الخيانة ليس لها مبررات، وكل ما يُقال في أسبابها إنما حجج واهية لا أساس لها.

فإن افترضنا أن الزوج الخائن هو نتاج لزوجة غير مثالية بالنسبة له، فإنما خيانته لها إجحافًا لحقها، بيد أن الرجل الذي يخون إثر طباع زوجته الفجّة، فهو أيضًا كان يمتلك الكثير من الحلول قبل أن يعكف على الخيانة.. إن صحّ القول ربما كانت الخيانة هي الخيار المفضل لما يهواه.

لكن على جانب آخر.. إن افترضنا أن الخيانة كغيرها من الأخطاء البشرية التي يُمكن أن يعدل المرء عنها ويعود إلى صوابه ورشده، فيُمكن إذًا أن يتوقف الرجل عن الخيانة إن كان خائنًا من قبل.. ويُمكن أن يندم على زلاته أيضًا.

دعونا نًجمل القول بأن الزوج الخائن إن ندم على فعلته فهو يتوقف عن الخيانة ولا يعود إليها ثانية.. أما من كانت الخيانة متأصلة في طباعه، وهو يعيش في حياة غير مستقرة بالمرة مع زوجته، فإنه لن يتوقف عن الخيانة مهما فعلت هي.. بذلك نكون قد أجبنا على التساؤل المطروح متى يتوقف الرجل عن الخيانة.

هل يعود الزوج الخائن إلى خيانته؟

ربما من تطرح ذلك التساؤل امرأة عانت من مرارة الخيانة مع زوجها، وتود لو تضمن أنه لن يعود إليها ثانية.. فكما كان جوابنا على سؤال متى يتوقف الرجل عن الخيانة نسبيًا لا يُعتد به جوابًا مطلقًا لها أن تشعر بالحيرة حيال ذلك.. من هنا يُمكنها تمعن النظر في الاعتبارات التالية:

1- تبرير الخيانة

من يبرر لنفسه الخيانة سيعود إليها ثانية بطبيعة الحال، لأن تبريره ذلك لا يجعله نادمًا من الأساس، بل يلحق الذنب والخطأ على الآخرين لا على نفسه، وهو ما يخول له العودة إلى ذلك الخطأ مرارًا، إن تبرير الخيانة يعتبر أشد ذنبًا من الخيانة ذاتها.. فكيف لأحدهم أن يتقبل كونه خائنًا.

فمن يفعل ذلك عن خطأ منه أو ضعف ربما يشعر بفداحة ما فعل إن عاتبه الآخرون، أما من يفعله بقصد غير نادم أو آبه بردة فعل زوجته وإحساسها.. فهو لا يعتبر الخيانة إلا حقًا له، وهذا لا يجعله يتوقف عن الخيانة أبدًا.. فقد اعتاد عليها، كما أن التبرير يرتبط بالندم بطبيعة الحال، فالذي يندم على ما فعله على النقيض ممن لا يشعر بالندم تجاه أي خطأ يقترفه لا الخيانة فحسب.

2- شخصية الزوج

عليكِ أن تعلمي ما إن كان زوجك نرجسيًا بطبعه أم هو شخص متزن من الأساس.. هل يتصف بالتهور أم به شيء من رجاحة العقل؟ هل يجدي أن تحدثينه بالمنطق والعقل أم هو شخص عاطفي لا تجدين من ورائه طائلًا من الحديث.

حيث إن الإجابة على سؤال متى يتوقف الرجل عن الخيانة من شأنها أن تكون ذات علاقة وطيدة بشخصية الزوج، لأن الرجل المتزن لا يعود إلى الخيانة إن اقترفها، أما المتهور فلا يخرج منها طالما وقع في فخها.

3- ما آلت إليه العلاقة بعد الخيانة

هنا نحدد الأمر وفقًا للنتائج المترتبة على خيانة الزوج، وما كانت عليه الخيانة من الأساس، حيث إن الخيانة الهاتفية ليست كالخيانة في علاقة كاملة من حيث آثارها الناجمة عنها.. فإن أنتجت الخيانة وجود امرأة أخرى في حياة الزوج، فالأمر تختلف عواقبه عن مجرد الخيانة العابرة التي ربما يحيل عنها الندم.

علامات ندم الزوج بعد الخيانة

“من يخون مرة يخون ألف مرة” هكذا عبرت من ذاقت من وبال خيانة زوجها الكثير، فشعرت وكأنما طعنها في كرامتها ووجودها، لذا لم تكن تُجزم باعتبار أن الرجل يتوقف عن الخيانة إن طاوع هواه وخان بالفعل.

إلا أننا نود أن نكون أكثر إنصافًا للرجل الذي بالفعل ارتكب الخيانة لكنه ندم وعاد نائبًا عن فعلته، فإن اعتبرناها خطأ وارد.. فالغفران أيضًا وارد لها، لذا من الجدير بالذكر الإشارة إلى تلك العلامات:

1- الإقرار بالذنب

إن خان الزوج، لا تسعه الكلمات بأن يجهر بخيانته أمام زوجته.. فإن أدركتها هي بطرق أخرى لا يكون من الجرأة بأن يقر بخيانته، ليس من قبيل عدم الاعتراف، إنما من إدراكه فداحة ما فعل، فهو لا يعرف ما يقول حيث يجدي التبرير.

لذا يعترف أمامها بالخطأ، ويظهر بعلامات ندم جليّة، كما لا يقول أي مبرر، فقط يعزو الخطأ على نفسه التي طاوعته، ويلوم ذاته، كما تجدينه يعترف بضعفه، ويتنازل عن كبريائه، ولا يلوم عليك في ردات فعلك أمامه، بل يعطيك كامل الحق في غضبك.

2- يقطع سبل الخيانة

لا يعاود مجددًا إلى أي طريق من شأنه الوقوع به في الخيانة مرة أخرى، فالزوج النادم هو الرجل الذي يتوقف عن الخيانة، محاولًا بجهد أن يبذل ما في وسعه حتى يكتسب ثقتك مرة أخرى ولا يضيع الأمر بينكما، فيبرهن على أنه صادقًا في ندمه.

3- يحاول إرضائك

لا نقصد هنا بتلبية رغباتك المادية أو تنفيذ كل ما تحتاجينه لإرضائك، بل يحاول بشتى الطرق أن يزيد الرضا النفسي والمعنوي لديك، حتى يشعر أنه موجودًا مرة أخرى في عينيك، ويرى أنك غير ساخطة على وجوده.. ليطمئن أنك ستعطينه الفرصة في الثقة مجددًا.

كما يسعى إلى تحقيق أعلى مستوى من الرضا الجنسي لديك، وهذا يشكل فارقًا كبيرًا، لأنه يزيد من الرباط بينكما، فترين أنه يسعى إلى إرضائك بكل ما تتاح أمامه من الفرص.

علاوةً على أنه يقبل الضمانات التي تطلبينها حتى تقبلين بعودته، فيقطع الوعود بالإخلاص المطلق.. على أن الزوجة تطلب مثل تلك الضمانات لأنها لا مجال لتشعر بالأمان في أحضان رجل خائن، فمن حقها ألا تحسن الظن به إلا بعد أن يثبته لها غير مرة.

4- سيصمد طويلًا

نعلم أن الزوج الخائن النادم على فعلته يحاول أن يتغير بشكل إيجابي في كثير من الصفات، حتى ترضى عنه زوجته وتتقبله من جديد وتحاول نسيان ما فعل.. إلا أن الأمر لا يصير على وتيرة التصرفات الملائكية على الدوام، فإن كانت في بادئ الندم فهي لن تستمر كما هي على المدى البعيد.

فمن الوارد حدوث بعض المشاحنات السلبية، إلا أن الزوج النادم لا ينجرف مجددًا إلى أي خطأ من شأنه أن يضعف ثقة زوجته فيه مرة أخرى.. بل سيصمد طويلًا.

أسباب الخيانة

هنا إن أشرنا إلى أن خيانة الرجل بدورها تعزو إلى أسباب –على الرغم من وصفنا إياها بالأسباب الواهية- إلا أننا بوسعنا أيضًا ذكر ما يجول بخاطره من أسباب يجعلها مدعاة للخيانة.. كما يلي:

  • الضعف الجنسي: فقد أثبتت الدراسات النفسية أن معاناة الرجل من مشكلات في العلاقة الحميمة من شأنه إشعاره بالنقص، الأمر الذي يجعله مقبلًا على الدخول في علاقات شتى حتى يثبت لنفسه قدرته.
  • التهرب من الأعباء: حال الكثير من الأزواج ممن ترهقهم الحياة بالمسؤوليات، فيشعرون وكأنما الدنيا ملقاة على كاهلهم، من وجهة نظرهم لا يكون بوسعهم الخروج من كل تلك الأعباء إلا بالبحث عن علاقات جديدة.. حتى وإن كانت غير مشروعة.
  • اضطرابات نفسية: على سبيل المثال إن كان لدى الزوج أزمة نفسية ما تنم عن رغبة انتقامية من زوجته إثر فعلة سابقة، أو ربما يعاني من تبعات علاقة قديمة قبل زواجه، تجعله راغبًا في الخيانة.
  • عدم التوافق: يشمل هنا أمورًا كثيرًا، فهو بمثابة انفصال عن الزوجة بشكل تام، انفصال فكري وعاطفي، ونفسي.. حيث اللا تفاهم وغياب المشاركة.
  • الملل والفتور: لا يُعتد بها سببًا في الخيانة، لأن الملل وارد بين الطرفين لاسيما إن توافرت مسبباته، فمن الممكن أن يقع بعض الرجال فريسة الفتور الزوجي ويلجؤون إلى الخيانة كحل أمثل له.

على الرغم من أن كل تلك الأسباب تسبب مشكلات في العلاقة الزوجية، إلا أنها تمثل ذريعة الخائن لتبرير خيانته، إن كان الزوج أو الزوجة، حيث إن تلك المشكلات تُحل بالانفصال بالمعروف ما إن لم يجدِ معها التفاهم والحوار والوقوف على تداعيات المشكلة.

في أغلب الأحوال لا تنتظر المرأة حتى يتوقف الرجل عن الخيانة، فلا تعده رجلًا في حياتها بعد خيانته لها مرة واحدة.. فالخيانة تُذهب بكل شيء جميل لتجعله رمادًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى