كيف اتعامل مع الرد المتأخر
كيف اتعامل مع الرد المتأخر؟ وهل عدم الرد على الرسائل في وقتها ينم عن الإهمال؟ في الواقع، أنت على دراية بحالك حينما تكتب لأحدهم لكن لست على أدنى دراية بما يفعله الآخرون.. من هنا لا يجب عليك الحكم على عدم الرد بأنه دلالة على شيء ما، ومن خلال موقع البلد نذكر لك أكثر من طريق للتعامل مع تلك الحالة.
كيف اتعامل مع الرد المتأخر
عادة ما يذهب عقلك إلى أن من يتأخر عليك في رده حتمًا لا يريدك، وإن راسلته وسرعان ما أجابك تكون أكثر سعادة.. دعني أخبرك أن هذا الاعتبار يخلو من المنطقية بأي حال، لأن ثمة من الأسباب التي تدفع الكثير منا إلى التأخر في الردود الإلكترونية، وهذا ما لا ندركه.
فإن صح القول إن مشكلة التواصل الإلكتروني على الرغم من مميزاتها الكثيرة إلا أن العيب الأكبر يكمن في عدم معرفتك الكاملة بالحال الذي عليه المُتلقي، وهل يخول له الرد أم أن هناك أمر ما.. لذا يكمن التعامل الأكثر صوابًا مع التأخر على الرد في الآليات التالية:
- الانتظار وعدم الضغط، فمن الممكن أن يكون التأخر في الرد ما هو إلا انشغالًا، لذا على المُرسل أن يصبر قليلًا ويتأنى قبل أن يقرر الغضب أو إثارة الشكوك، فليعطي المتلقي المساحة الكافية والانتظار إلى حين أن يتفرغ.
- إن عاد ورد على الرسائل بعد فترة، يُمكنك سؤاله بهدوء عن سبب تأخره، إن كان الأمر قد شكل لك استياءً، وإن كان السبب مقنعًا فلا تأبه، أما إن لم يكن مقنعًا فعليك بالعتاب اللطيف.
- ربما يكن من الأرجح أن تنسى الأمر برمته دون التطرق إليه، طالما كانت العلاقة مع الطرف الآخر تسير على ما يرام فلا تنشغل بكل ما يهزها وإن كان بسيطًا.
- إن تعدى الأمر الحد الطبيعي، من الممكن أن تتصل بالمتلقي إن كان مهمًا بالنسبة إليك، فلربما هناك مشكلة ما.
- في حال كان الرد بعد طول الانتظار من السخافة ما أغضبك، يُمكنك ألا تتواصل معه مجددًا حتى يعتذر منك أولًا، ولا يكون هذا منهاجًا للتعامل فيما بينكما.
- كذلك من أفضل فنون التعامل مع الرد المتأخر هو المعاملة بالمثل “التجاهل المتبادل” حتى يتسنى لك إدراك ما إن كان تأخره في الرد عن قصد أم لا.. ومن هنا إن كان هذا الشخص يتعمد إغاظتك ستتمكن من رد اعتبارك.
عدم رد الرسائل في وقتها لا يعني أنني أُهملك
أجبنا على السؤال المطروح كيف اتعامل مع الرد المتأخر.. ونشير إلى أنه من الممكن ألا ينم الرد المتأخر على الرسائل عن إهمال أو قصد، فهناك الكثير من الأسباب التي تعتبر عذرًا مقبولًا لمن يتأخر في الرد، منها:
- ربما أن مزاجه متقلب نوعًا ما لا يود أن يكتب لك من الكلمات أشدها غلظة وفظاظة، وينتظر أن يستكين حتى يتمكن من الرد.
- كذلك فإن الحزن سببًا وافيًا لعدم الرد، ولا يريد أن يشارك ذلك الحزن معك.
- يسير البعض بمبدأ “التقل صنعة” فيرى من التأخر في الرد سبيلًا ليشغل بال المُرسل أطول وقت ممكن، فلا ينم هنا عن عدم اهتمام، بل هو عين الاهتمام.
- لتضع المشاكل التقنية في عين اعتبارك، فلربما نفاذ البطارية على سبيل المثال كان سببًا في الرد المتأخر.
- إن الانشغال في العمل أو أي أمر آخر يعد عذرًا مقبولًا لعدم الرد، لاسيما إن كان المتلقي ممن لا يجيدون الانتباه إلى أكثر من جهة في آن واحد.
- قد لا ينظر البعض إلى هاتفهم باستمرار، وبالتالي لا يتابعون الرسائل في وقتها.
جملة القول هنا ألا يشترط أن نسيء الظن بمن لا يرد على رسائلنا التي طال انتظارها للرد، ونعتبره من قبيل عدم الاهتمام، فهذا نوع من التلفيق، فمن الممكن أن يكون المتلقي في عالم آخر لا تعرف أنت عنه إلا قليلًا.
التأخر في الرد يفسد متعة الحديث
نشير هنا إلى أمر بالغ الأهمية بعد أن ذكرنا كيف يُمكن التعامل مع الرد المتأخر على أفضل نحو، ففي حالة تجاوز الأمر الحد الطبيعي يُمكن أن يفسد من متعة الحديث والتواصل برمته.
لا يُلام على المُرسل في شيء إن استاء أو غضب من التأخر الدائم على الرسائل، لأن الانشغال لا يكون على الدوام بطبيعة الحال، خاصة إن لم يكن هناك من الأعذار الكافية ما يخول تحسين الموقف بين الطرفين.
فمن يشعر بأن الحديث أصبح باليًا لا يستشعر فيه بقيمة التواصل المستمر الفعال، عليه أن يتدارك فنون التعامل مع الرد المتأخر.. حتى يُمكنه تجاوز اللامبالاة في الحديث.
سبب نفسي وراء تأخر الرد
من ضمن ما أعرب عنه أخصائي الأمراض النفسية في صدد “كيف اتعامل مع الرد المتأخر” أن هناك علاقة بين الوقت المستغرق للرد على الرسائل الإلكترونية وبين مدى شعور الطرف المتلقي تجاه الآخر، فمثلًا في حال إعجابك بشخص ما، تكون حفيظتك على الدوام مستثارة لأي فعل منه، فتكون ردة فعلك أكثر سرعة وحماس، وهكذا الحال عند التواصل الإلكتروني.
لمّا كان الأصل في الرد على الرسائل سريعًا.. فإن البطء في الرد لا يشكل طبيعة يجب تقبلها، إنما هو على الأرجح مؤشر ما.. إما لعلاقة تنافر أو تجاهل وعدم اهتمام، أو وراء التأخر سبب آخر قد أشرنا إليه آنفًا في جملة الأسباب الخارجة عن إطار عدم الاهتمام.
كما أن سرعة أو تأخر الرد ذات علاقة وثيقة بالتقييم الشخصي للأفراد، فمن يرد بسرعة فهو يبالغ في التقييم، ولا يأخذ الوقت الكافي للرد، أما من يتأخر فإنه في حاجة إلى تقييم المرسل في عقله الباطن أولًا قبل الرد.. وهو ما يحمل ورائه مدى قوة العلاقة.
التأخر في الرد على الرسائل النصية يزيد جاذبيتك
لم تقتصر الرسائل الإلكترونية على كونها وسيلة للتواصل.. بل وفقًا لما نحن عليه الآن هي عامل مؤثر على جاذبيتنا أمام الآخرين، بل يُمكن أن تكون وسيلة لا يُستهان بها في زيادة تلك الجاذبية، حال تأخرنا في الرد عليها.
هذا ما ذهب إليه علماء النفس، حيث إن لحظات انتظار الطرف الآخر المُرسل للرد على ما أرسله تزيد من جاذبية المتلقي أمامه، فيكون “الجذاب” هو من لا يرد على الفور.
من هنا ينصح علماء النفس بالتمهل وتحجيم حماسة الرد قليلًا، لاجتذاب اهتمام الطرف الآخر وإعجابه.. لتكون شخصًا مميزًا في ناظريه، أو ربما العكس إن استاء من فعلتك!
حقًا هناك ألف عذر لمن لا يقصد التأخر في الرد على الرسائل.. كما أن هناك الكثير من الحيل التي يُمكن الكشف بها من يفتعل ذلك عن عمد.