حكم تقبيل الفرج لابن باز يعتبر كغيره من أحكام العلماء الذين اختلفت أنظارهم في هذا الفعل، ما بين مجيز ومانع ومكروه، ومن الأمور الزوجية ما يجب توضيحها للأزواج حتى لا تصبح عرضة للتأويل والشك، وحتى تكن العلاقة بينهما وفقًا لحدود الله وأحكامه، ومن خلال موقع البلد سنتحدث عن موضوع حكم تقبيل الفرج لابن باز.
حكم تقبيل الفرج لابن باز
أصل الإباحة يكون لجميع الجسد بين الزوجين إلا ما ورد فيه المنع، بالتالي للرجل أن يقبل جميع جسد زوجته ولها المثل.
بما أنه لا دليل على المنع أو التحريم، فبالتالي يكون أمر جائز، لكن كما الحال في أمور كثيرة اختلف الفقهاء والعلماء في حكم تقبيل الفرج، ومنهم ابن باز، فمن يمنعه يستند إلى أن الفرج هو موضع خروج النجاسة، وبالتالي لا يُقبَّل، وردًا لذلك من علماء آخرون أن التقبيل يكون في أثناء طهارة الفرج، فلا بأس في ذلك.
يستندون في ذلك أن العبد إذا تنجس فإنه يغسل موضع النجاسة بعدها حتى يتطهر ليصلي وعندها يقبل الله طهارته بعد الوضوء، لذا يكون تقبيل الفرج وهو طاهر أمر جائز، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون التقبيل وقت النجاسة لأن ذلك فيه نفور من الطباع السليمة السوية.
قد ذهب الإمام ابن حنبل مثلًا إلى إباحة تقبيل فرج الزوجة قبل الجماع، ولكنه مكروه بعد الجماع، كما أن غير واحد من العلماء نص على حرمة ملامسة أماكن النجاسة عند الرجل أو المرأة لغير الحاجة لذلك.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم شم رائحة دبر الزوجة
الإباحة
لا بأس في أن يستمتع كلا الزوجين بالآخر طالما وفقًا لحدود وضوابط الشرع، أي طالما هناك مراعاة للأمور المستثناة فلا يجوز إتيان المرأة في دبرها أو في فترة الحيض والنفاس.
بالإشارة إلى حكم تقبيل الفرج لابن باز، نشير أن تقبيل الفرج لا حرج فيه لأنه من ضمن الأمور المباحة التي حللها الله للأزواج والزوجات، فالشرع لم يذكر أن مثل هذا الأمر فيه تحريم لا بنص إلهي أو حديث من السنة النبوية.
يوجد حديث نبويّ نستدل به في هذا الأمر أنه عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في قولِهِ: “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ يعني صِمامًا واحدًا” (صحيح الترمذي)، فيه إشارة ضمنية لإباحة استمتاع الرجل بزوجته طالما كان بعيدًا عما نهى الله عنه.
قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِك فَأُولَئِك هُمُ الْعَادُونَ” (سورة المؤمنون الآية 5: 7).
فمن الممكن القول إن كان الزوج أو الزوجة يستمتع عن طريق فمه وممارسة التقبيل لأحد الأعضاء، فهو إن كان أمر غير سوي فإنه لا يجوز تحريمه خصوصًا إذا كان برضاهما معًا.
بشكل عام، أجاز الفقهاء تقبيل الزوج لفرج زوجته، أما إذا كان القصد منه هو إنزال المني في الفم فهذا الأمر فيه شيء من الكراهة ولكنه ليس حرامًا فلا يوجد دليل على تحريمه قطعًا.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم خيانة الزوج لزوجته بالهاتف
الاستنكار
نجد أن البعض ذهب إلى أن تقبيل الفرج من الأمور المكروهة لكثير من الأسباب أدنى ما فيها هو الكراهة:
- اللسان هو محل الذكر، وبناءً عليه يجب أن يُصان من لمس مواضع النجاسة.
- أن المرء مأمور بترك النجاسة وتجنبها، فعند التقبيل ربما لا يسعه الحذر في تجنب المذي أو المني وهو من النجاسات التي يجب ألا تخالط الريق حال مباشرة هذا الفعل.
- أن مثل هذا الأمر قد يسبب أمراضًا للفاعل، علاوةً على أن هذا الفعل بالضرورة تنفر منه النفوس السليمة.
- المني والمذي وماء المرأة كلها إفرازات غير طاهرة وفي الأغلب ملوثة تحمل معها الطفيليات الضارة، فإن وصولها للفم يحمل ضررًا كبيرًا للفاعل.
كما أنه على الزوجين أن يعاشرا بعضهما بالمعروف، فإذا تيقن أحدهما من أن عادةً معينة قد تسبب إيذاءً بدنيًا أو نفسيًا للآخر فليقم بالابتعاد عنها والإقلاع عن هذه العادة، فلا ضرر ولا ضرار.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية
في حديثنا عن حكم تقبيل الفرج لابن باز ينبغي أن نراعي المقصد والهدف الأصلي من علاقة الزوجين هو دوامها على المودة والألفة، فيكون عقد النكاح بضوابط تحفظ قوامه واستمراريته بما لا يخالف الشرع.