ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف
ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف وإلى أي درجة يصل التأثير على صحة الجسم، فمن الطبيعي أن يحدث شعور بالخوف خلال مراحل الحياة المختلفة وبشكل يومي، فهناك الخوف من الحيوانات أو الخوف من الأماكن الضيقة أو الخوف من الظلام وغير ذلك، إلّا أن هناك أمور بعينها تصيب الجسم منذ تعرضه للخوف خاصة إذا كان خوفًا شديدًا، فلنتابع معًا رد فعل الجسم عندما يتعرض للخوف وما يمكن فعله لمعالجة الأمر ومعلومات أخرى ذات صلة فيما يلي عبر موقع البلد.
ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف
من الطبيعي أن تشعر بالخوف فهذا الإحساس هو شعور عقلي وفطري يؤدي إلى إثارة ردود فعل واستجابة جسمانية شديدة، وقد يحمل إحساس الخوف حالتين من الاستجابة استجابة عاطفية، واستجابة كيميائية حيوية، وهذه الاستجابات تعمل على ظهور تغييرات في الجسم تكون مختلفة ومتفاوتة، وسوف نذكرها لكم فيما يلي:
أولًا: الاستجابة العاطفية
تعد الاستجابة العاطفية متفاوتة من شخص إلى آخر حسب طبيعة الأشخاص، فهناك بعض الأفراد لديهم رد فعل سلبي عند تعرضه لشعور الخوف بتجنبه في مواقف عديدة.
أما عند البعض الآخر فيبحثون عن الأدرينالين في ممارسة الرياضة الأكثر خطورة أو بدخول مواقف غاية في الإثارة أو عند مشاهدة فيلم يحتوي على مشاهد رعب، حيث تكون التفاعلات الكيمائية في الدماغ ناجمة عن الخوف، وقد تتماثل مع التفاعلات التي تحدث نتيجة المشاعر الإيجابية كالسعادة والإثارة، وهذا يعني بأن الشعور بالجوع قد يكون ممتع لدى البعض.
ثانيًا: الاستجابة الكيميائية الحيوية
عندما يتعرض الشخص للخوف وبمجرد شعوره بهذا الإحساس تبدأ اللوزة وهي منطقة متواجدة في الدماغ بعمل إشارات تنبيه إلى الجهاز العصبي مع إحداث تغييرات جسدية، حيث تكون هذه التغييرات عبارة عن استجابات الكر أو الفر وهي عبارة عن تغييرات فسيولوجية لحظة الإحساس بالخوف، ومن بين هذه التغييرات نذكر على سبيل المثال:
- زيادة التعرق.
- إفراز هرمون الكورتيزول.
- زيادة معدلات هرمون الأدرينالين في الجسم.
- ارتفاع مستوى التنفس.
- سرعة ضربات القلب.
- ضيق الأوعية الدموية الطرفية.
- تمدد الأوعية الدموية المركزية حول الأعضاء الحيوية لضخ معدلات عالية من الأكسجين والمواد الغذائية بصورة أكبر.
- الإحساس بالقشعريرة نتيجة انقباض العضلات.
- ضخ كميات من الدم إلى العضلات لتصبح مستعدة لأي فعل.
- زيادة في نسبة الجلوكوز في الدم.
- ارتفاع مستوى الكالسيوم وخلايا الدم البيضاء في الجسم.
ثالثًا: التأقلم مع الخوف
بتعرضِك للشعور بالخوف خاصة إذا تكرر الموقف، فإن هذا سيؤدي في بعض الأحيان إلى التأقلم والتكييف مع هذا الشعور، لذا نجد أن مُدمني الأدرينالين يقومون بالبحث عن أي نشاط قوي أو خطير اعتادوا عليه من قبل، ومن المعروف أن التأقلم مع الخوف هو أحد الأساليب التي يتم استخدامها في علاج مرض الرّهاب.
رابعًا: الاضطرابات النفسية
إذا كنت من الذين يعانون من الخوف الشديد لأسباب مُختلفة تتعلق بهذا الشعور، فأنت ممن يرتبط لديهم الخوف بالاضطرابات النفسية التي من بينها ما يلي:
- اضطراب الهلع: وهذا النوع يؤدي إلى اضطرابات في الصحة العقلية إلى جانب العزلة عن المجتمع في حالة عدم توافر العلاج المناسب.
- اضطراب القلق: إذ أن المصابون باضطراب القلق يعانون من الخوف والقلق الدائم تجاه أحداث الحياة اليومية، وفي غالب الأحيان يصاحب هذا الاضطراب نوبات هلع تتفاوت في شدتها وتظل لمدة دقائق.
- الرّهاب: هو نوع من اضطرابات القلق، وهو شعور الشخص بخوف غير مبرر من أي شيء، سواء موقف أو حيوان أو مكان بعينه.
الآثار الضارة عن الخوف
استكمالًا لموضوعنا ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف سنلاحظ أن هناك آثار ضارة عند التعرض لمواقف خوف شديدة ربما تكون شدتها مختلفة عن ما سبق توضيحه، إذ أن أضرار الخوف على الصحة العامة ليس بالأمر السهل خاصة على أعضاء الجسم الحيوية، وذلك على النحو التالي:
- يؤثر الخوف على ذاكرة الشخص تأثيرًا سلبيًا، ففي حالة انشغال العقل بمثيرات الخوف لن يسمح حينها بتسجيل أي ذكريات، ولن تتمكن من التركيز على أي شيء آخر سوى الخوف فقط.
- الشعور المستمر بعدم الثقة بالنفس وأيضًا بالآخرين، خاصة إذا لم يعير المحيطين بك اهتمامًا بالذي يؤدي إلى شعورك بالخوف.
- يتسبب الخوف في تعرض القلب إلى أضرار بالغة مثل تلف القلب، وتلف الأوعية الدموية ومع الوقت يصبح القلب أقل عملًا، مما يؤدي إلى سكتات قلبية وجلطات وغيرها من المشكلات الخطيرة.
- قد يكون الخوف من مسببات الشعور بالركض وتجهيز الجسم للقتال أو الهروب، فهذا يتوقف على حالة الشخص ومدى استجابته لمشاعر الخوف.
- يتسبب الخوف أيضًا في تأثيره على الجهاز المناعي ويجعله أضعف بمرور الوقت في محاربة العدوى والفيروسات وأي أمراض أخرى.
- لن تستطيع الاستمتاع بالاسترخاء والهدوء النفسي، بل ستجد نفسك في حالة من القلق والفوبيا المستمرة من أن تتعرض لنفس الموقف الذي أصابك بالشعور بالخوف.
- اضطرابات النوم وعدم القدرة على التحكم في ساعات النوم لأنك ستظل مُستيقظًا طوال الليل بسبب القلق والخوف.
أنواع الخوف
يتحدد نوع الخوف حسب ما إذا كان هذا الشعور مرض أم عرض، إلى جانب تحديد ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف والتغييرات العقلية والنفسية والجسدية التي يمر بها الشخص، كل هذا يساعد على توضيح أنواع الخوف التي منها ما يلي:
- الخوف من الأماكن المفتوحة والمزدحمة مثل وسائل المواصلات العامة، المولات، الحدائق العامة.
- الخوف من الأماكن المرتفعة والشاهقة.
- الخوف من الحشرات والقوارض والقطط.
- الخوف من علاج الأسنان.
- الخوف من الحقن.
- الخوف من لون الدم.
- الخوف من المياه.
- الخوف من الإصابة بالمرض.
- الخوف من التعرض للألم.
- الخوف من الأشخاص الغير معروفة.
أعراض الخوف
في حالة الشعور بالخوف نتيجة التعرض لموقف أو التواجد في مكان غير مرغوب فيه أو رؤية حيوانات أو أشخاص أو غير ذلك، يبدأ الشخص بإظهار علامات توضح تعرضه للخوف بطريقة تسببت في إثارته لدرجة حدوث هذه الأعراض، وهي كـ التالي:
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- الشعور بالرعشة والقشعريرة.
- عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
- ارتفاع نبضات القلب أو نقصانها.
- الشعور بالغثيان.
- زيادة إفراز العرق.
- الإحساس بالدوار وفقدان التوازن.
مضاعفات خطيرة ناجمة عن الخوف
ربما لا يستطيع المحيطين بالشخص الذي تعرض لمواقف خوف مختلفة إدراك ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف من مضاعفات غاية في الخطورة نتيجة هذا الشعور، فقد يؤدي الأمر إلى حدوث ما يلي:
- الابتعاد عن الأماكن والأشياء التي تسببت في الشعور بالخوف دون محاولة التعامل معها بشكل مختلف.
- الإصابة باضطرابات تؤثر على الجهاز العصبي مثل القلق والاكتئاب.
- اللجوء إلى تناول المواد المخدرة وشرب الخمور.
- أمّا في الحالات الشديدة قد يلجأ الشخص إلى الانتحار.
كيفية علاج الشعور بالخوف
قبل البدء في علاج الخوف لابد من أن تكون على دِراية كاملة بأن الخوف ما هو إلّا شعور مؤقت يزول بزوال السبب، كما أن العوامل المحيطة قد تتغير إلى الأفضل وهذا بدوره يعمل على مساعدتك في التخلص من هذا الشعور، أمّا بالنسبة لطريقة علاج الخوف والتعافي من آثاره سيكون الأمر كـ التالي:
- إذا كانت الحالة مزمنة فإن العلاج سيتم حسب ما إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات مزاجية كالقلق، وبالتالي يتم تحديد أدوية علاجية تساعد على تخفيف أعراض القلق والخوف مثل حاصرات بيتا، مضادات الاكتئاب، وأدوية مهدئة.
- استخدام أساليب للعلاج النفسي التي تتضمن تقديم النصح والإرشاد، استخدام العلاج السلوكي المعرفي، العلاج النفسي وهذا بالنسبة للحالات التي لديها رّهاب مزمن.
- أما إذا كان الخوف بسيط ناتج عن الخوف من المواقف أو الحيوانات، فيتم تعريض الشخص تدريجيًا للحيوان أو الشيء الذي تسبب له في الخوف لإزالة الحساسية بينه وبين ما كان سببًا في الخوف.
وإلى هنا نصل لختام موضوعنا ماذا يحدث للجسم أثناء الخوف وكيف يمكن التخلص من الشعور بالخوف، إلى جانب التعرف على أنواع الخوف التي قد يمر بها الشخص عبر مراحل حياته، مع تقديم طرق العلاج المختلفة حسب حالة الشخص وشعوره بالخوف وآثاره على صحة أعضاء الجسم الحيوية.