اسلامياتفقه

هل يحاسب الإنسان على أفكاره وتخيلاته المحرمة أم فقط على أفعاله؟

هل يحاسب الإنسان على أفكاره وتخيلاته المحرمة أم فقط على أفعاله؟ فقد يلجأ البعض من الناس إلى التفكير بالأمور التي لا يستطيع أن يفعلها في الواقع ويتمادى بتخيلاته تعويضا عن نقص يشعر به وهو رغبة مدفونة بداخله غير قادر على إشباعها، ولكن هل هذا هو الحل؟ وهل هذه التخيلات المحرمة لا يحاسب عليها الله تعالى؟ هذا ما سوف نتعرض عليه من خلال موضوعنا حيث أننا سنجيب على سؤال هل يحاسب الإنسان على أفكاره وتخيلاته المحرمة أم فقط على أفعاله؟ عبر موقع البلد.

هل يحاسب الإنسان على أفكاره وتخيلاته المحرمة أم فقط على أفعاله؟

تحدث التخيلات نتيجة الشعور بنقص في إحدى جوانب الحياة الهامة، أو تكون باعثة عن ضغط أو مرض نفسي فعند تراكم الأمور وعدم وجود حل لها أو ما هو مناسب للخروج منها، فهنا تأتي التخيلات كوسيلة للتعبير عن المشاعر الداخلية.

ولكن غالبا ما تكون هذه التخيلات محرمة ولا يستطيع أن يفعلها الإنسان في الحقيقة سواء كان ذلك يعود إلى الخوف من الله تعالى وعقابه، أو عدم الجرأة على القيام بها.

واختلف الكثير من علماء الدين والفقهاء حول حرمانية هذا الأمر، وما يترتب عليه من نتائج فمنهم من يجد أن التخيلات وسيلة مشروعة للتعبير عن المشاعر والرغبات المكبوتة، وبذلك قد يستطيع أن يحمي الإنسان نفسه من القيام بهذه الأمور المحرمة.

وذلك استدلالا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تفعل أو تتكلم)، وذلك بمعنى أن طالما الشخص لم يقم بهذا الفعل أو حتى تحدث عنه مع غيره فلا يحاسبه الله عليه.

ولكن البعض الأخر من الفقهاء يرى إنه أمر محرم لما يترتب عليه من أفعال تضر بهذا الشخص فعندما يسترسل بأفكار وتخيلاته في محاسن امرأة ما، فقد يجرأ على فعل الأمر، نتيجة لزيادة الشهوة لديه وعدم القدرة على التحكم بها لذلك لابد من عدم الاستسلام لهذه التخيلات الشيطانية، وأن يقوم بإشغال نفسه بذكر الله والتقرب منه.

حكم تخيل المعاصي قبل النوم

بعد معرفة جواب هل يحاسب الإنسان على أفكاره وتخيلاته المحرمة أم فقط على أفعاله؟ ينبغي أن نعرض الحكم الفقهي فيمن يتخيل المعاصي قبل النوم، والتي تتمثل في:

  • عند الذهاب إلى النوم والشعور بالاسترخاء تبدأ غالبا وقتها التخيلات الجنسية.
  • فيقوم الشاب أو الفتاة باسترسال التخيلات والأفكار من خلال تخيل شخص معروف أو رسم صورة وهمية للشخص المرغوب في إقامة علاقة جنسية معه.
  • وقد يؤدي ذلك الأمر إلى الحلم بمثل هذه الأمور كرد فعل طبيعي من الجسم والعقل لما يفكر به الشخص ويريد أن يقوم بتنفيذه.
  • فهل يكون الأمر حينها محرم ويحاسب الله عليه؟
  • التفكير والتخيلات تكون نتيجة لما هو مخزن بالعقل والنفس، ومن الصعب السيطرة عليهما خاصة في حال وجود أمر مرغوب به بشدة.
  • لذلك فإن الله لا يحاسب العبد عليه في حال لم يتم تنفيذ الرغبة في الحقيقة أو وجود نية على القيام بها.
  • ولكن هذا الأمر قد لا يسبب مشاكل في حد ذاته، ولكنه سيكون أول خطوات الشيطان نحو ارتكاب المعاصي والرذائل.
  • فعندما تتكرر التخيلات سواء كان للعازب أو المتزوج الذي لا يشعر بالسعادة مع زوجته فيضطر إلى تخيل غيرها، فتؤدي هذه التخيلات إلى البحث عن أشياء بديلة واقعية مثل مشاهدة الأفلام الإباحية أو الاتجاه إلى قيام علاقة محرمة بالفعل.
  • وبالتالي فإن هذه الأفكار تعتبر العامل الأساسي في ارتكاب المعاصي والذنوب.
  • فقد يهيئ لك الشيطان الأمر ويسيطر على عقلك وطريقة تفكيرك ويقنعك بأنه أمر مشروع ولا حرمة منه لأنك لم تلجأ إلى القيام به.
  • ولكنها تكون الخطوات الأولى التي ستؤدي بك إلى المهالك.
  • لذلك يجب على المسلم ألا يستسلم لهذه الأفكار ويقوم بقطعها على الفور وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
  • ويشغل باله دائما بذكر الله والرسول صلى الله عليه وسلم والقيام بالعبادات التي تقربه من الله تعالى.
  • وقد يكون الدعاء هو السبيل للخروج من هذه الأزمة والابتعاد عن هذه الأفكار المحرمة.

هل يبيح الشرع للفتاة أن تتخيل وتفكر برجل

معنى أن تتخيل شخص هو أن تفكر بمفاتنه وتعامله معها أثناء الجماع وما به من تفاصيل وكيفيات مما يؤدي إلى زيادة التعلق به وتكرار تخيله فتزداد لديها الشهوة تجاهه والرغبة في ممارسة العلاقة معه في الواقع.

فقد ورد عن أهل العلم تحريم هذا الأمر بشكل مطلق خاصة للفتاة العزباء، فلا يحق لها أن تتخيل العلاقة الجنسية بما فيها من أمور لابد أن تستحي منها.

فالفتاة التي لم يسبق لها الزواج يجب أن تتحلى بالخجل وأن تعف نفسها من أي تخيلات أو أفكار قد تثير لديها الشهوة لأنها في غنى عن ذلك حيث قال الله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله).

وقد فسر الشيخ السعدي هذه الآية كما يلي بأن الغير قادر على النكاح في الوقت الحالي ليس لديه بديل غير أن يستعف نفسه من خلال الانشغال بالأمور الدينية. والابتعاد عن أي مؤثرات أو تخيلات تزيد من شهوته الجنسية فيضطر إلى معصية الله والقيام بالفواحش.

ما هو حكم من يتخيل المحرمات في رمضان

قد تكون التخيلات لا يلزمها فعل الفواحش، بمعنى أن تكون مجرد تخيل أفراد ليس لهم وجود دون أن تكون هناك أفعال محرمة أو يوجد حرج منها، فعندها تكون التخيلات مباحة لأنها خالية من المحرمات أما النوع الأخر من التخيلات هي التي يرى فيها الشخص نفسه يمارس الرذيلة أو يقيم علاقة جنسية.

فهذه الأفكار تزيد من الشهوة والإثارة وتجعل الشخص يتغيب عن العالم المحيط به وينشغل فقط بشهواته وقد يتطور الأمر لحد القيام بها بالرغم من معرفته إنها من الكبائر التي يعاقب عليها الله عقابا شديد.

وخلال شهر رمضان بالأخص لا يصح للمسلم أن يطلق عقله لهذه التخيلات المحرمة، لأنه قد يستثار جنسيا لدرجة نزول المني وهنا اختلف الفقهاء فمنهم من قال يكمل صيامه ولكن يقوم بدفع كفارة عن ذلك اليوم والبعض الأخر يرى أن عليه القضاء فقط.

هل يحاسب الإنسان على نيته السيئة

وعن الحكم الديني على النية السيئة فيتمثل في:

  • يرى علماء الدين أن النية السيئة ليست من سمات الدين الإسلامي.
  • فهو دين السماحة ويحثنا على فعل الخير والنية الصالحة.
  • حيث قال الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
  • وذلك معناه أن الله حذر من يضمر في قلبه ونيته السوء، دون أن يقوم بتنفيذ هذا الأمر هو التحدث عنه مع أحد، فبمجرد أن أخفته بقلبك فهو إثم وشر يحاسب الله عليه.
  • وبذلك لابد أن نعلم جزاء النية السيئة وإضمار الحقد والكره في القلب.
  • فعلينا أن نتجنب النميمة والخوض في أعراض الناس وإخفاء الشر لهم، لأن الله أعلم بالنوايا ويحاسب العبد عليها.

هل يحاسب الإنسان على حديث نفسه بالكفر أو الاستهزاء بالدين

الكلام الداخلي الذي يدور في عقل الإنسان ولم ينطق به أو يجهر به لأحد، فهو مجرد أفكار وخواطر لا يؤخذ بها ولكن لابد أن يحذر من كثرة التخيل والتفكير به حتى لا يستقر بقلبه ويصبح أمر طبيعي لديه لا ينفر منه أو يكرهه.

وذلك لأن خوف العبد من هذه الخواطر المحرمة والإحساس الشديد بالذنب تجاه ذلك، والمحاولة الدائمة في التوقف عن التفكير بها، يعد من العلامات الجيدة على قوة الإيمان وصحة العقيدة.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم جواب هل يحاسب الإنسان على أفكاره وتخيلاته المحرمة أم فقط على أفعاله؟ وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى