علامات نزول الجنين في الحوض حيث يعد ذلك في الشهر التاسع من الحمل علامة من علامات قرب موعد الولادة، ودليل على أن الحوض أصبح جاهزًا لإتمام تلك العملية، حيث اتسع عنق الرحم وأخذ شكله الطبيعي وأن الجسم قد تهيأ تمامًا لتنفيذ تلك العملية، يستوي في ذلك أن يكون نزول الجنين في عنق الرحم بالوضع الطبيعي أي أن تكون رأس الجنين لأسفل، أو كأن النزول بالوضع غير الطبيعي أي بالمقعدة، وفي هذه الحالة غالبًا ما يتم اللجوء للتدخل الجراحي، ويكون على الأم الحامل في هذا الوقت الاستعداد لحدوث عملية الولادة في أي وقت، واستقبال المولود السعيد بسعادة وسلام، ولذلك فسنوضح في هذا المقال عبر موقع البلد علامات نزول الجنين في الحوض.
موعد نزول الجنين إلى الحوض
- فترة الحمل الطبيعية تستمر لمدة تسعة شهور منقسمة إلى مراحل، وتكون لكل مرحلة منها طبيعة ووضعية للجنين تختلف عن الأخرى، وفي مرحلة الشهر التاسع من الحمل هو الموعد الطبيعي لنزول الجنين في الحوض، ولكن الوقت غير محدد بيوم أو ساعة بالتحديد وإنما الأمر يختلف من سيدة لأخرى، فهناك من يبدأ نزول رأس جنينها إلى حوضها في بدايات الشهر التاسع والتي غالبًا ما تكون لدى السيدات التي لم تسبق لها الولادة من قبل لحاجة الحوض لوقت أطول للتكيف، وهناك سيدة أخرى قد يتأخر الأمر لديها حتى وقت الولادة وهذه الحالة تكون شائعة لدى السيدات التي سبق لهم الولادة من قبل حيث يتكيف الحوض بسرعة استعدادًا لعملية الولادة.
- أما عن طريقة نزول الجنين في حوض الأم فهي تختلف من سيدة إلى أخرى، فقد تحدث عملية نزول الجنين فجأة في حوض الأم عند البعض أي دفعة واحدة، وقد تتم عملية النزول بحركات خفيفة هادئة هذا وتبدأ عملية نزول الجنين في حوض الأم بتغير الجنين لوضعه ليصبح وجهه للخلف ورأسه للأسفل ثم نزول الجنين في الحوض، حيث يكون الجسم تهيأ لعملية الولادة، وبالنسبة للأم فأنه من الطبيعي في هذه المرحلة أن تشعر بتقلبات الجنين في الجزء الأسفل من البطن فلا داعي للقلق نهائيًا، وبتمام نزول الجنين في حوض الأم يستطيع الطبيب تحديد الميعاد المتوقع أن تتم فيه الولادة.
علامات نزول الجنين في الحوض
لا توجد علامات ثابتة يكون بالضرورة حدوثها لجميع السيدات الحوامل، ولكن تختلف الأعراض من سيدة إلى أخرى، فقد تظهر بعضها أو كلها ومن أمثلة هذه الأعراض نذكر:
- عند قرب موعد الولادة تبدأ البطن في الهبوط للأسفل، ويقل الضغط على الحجاب الحاجز فتشعر الأم الحامل في هذه المرحلة بالارتياح في التنفس.
- يقل أيضًا الضغط على المعدة فتبدأ الأم تشعر بالجوع ويبدأ يظهر الارتياح في تناول الطعام وتقل نسبة الشعور بحموضة المعدة على عكس الفترة السابقة، إلا أنه تبدأ تظهر على السيدة أعراض تعب يتمثل بعضها في:
- يبدأ رحم الأم بالضغط على المثانة ويتسبب في الرغبة في التبول المستمر وزيادة عدد مراته.
- يزداد الضغط على الحوض وينتج عن هذا الضغط، زيادة الشعور بآلام في مفصل الفخذ، وبعض الآلام أو الشد في محيط البطن، وشدة هذه الآلام ليست ثابتة فهي تتوقف على نسبة ضغط الجنين على العضلات، فنسبة الألم تزداد كلما زاد الضغط، وقد تؤدي شدة الضغط إلى صعوبة في المشي لدى السيدة الحامل.
- قد يحدث ضغط على المستقيم مما يسبب الإمساك وقد يصل الأمر إلى التسبب في حدوث بواسير.
- أحيانًا قد يبدو مظهر البطن بشكل غير متساو أو منتظم ويتوقف هذا على وضعية الجنين في بطن الأم وهو أمر طبيعي.
- قد بتسبب نزول الجنين في حوض الأم في آلام أسفل الظهر نتيجة ضغط الجنين على فقرات الظهر.
- زيادة الإفرازات المهبلية في الفترة الأخيرة من الحمل قد يكون مؤشرًا على نزول الجنين في الحوض، حيث يزيد ضغط الجنين على عنق الرحم فيتسبب في نزول السائل المخاطي الموجود أعلى عنق الرحم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذا السائل المخاطي ليكون خط دفاع حائلا ضد دخول البكتيريا إلى رحم الأم، ويتم خروج هذا المخاط من المهبل بعد الولادة.
نزول الجنين في الحوض قبل الموعد الطبيعي
الموعد الطبيعي لنزول الجنين في حوض الأم هو في الشهر الأخير من الحمل، وقد يتأخر ذلك ويكون أمرًا طبيعيًا كما تم سرده من قبل، وقد يكون نزول الجنين في الحوض قبل الأسبوع الثلاثون وهنا يعطي مؤشرًا لحدوث ولادة مبكرة.
نصائح عند نزول الجنين في الحوض قبل الوقت الطبيعي
يستمر الجنين في النمو طوال فترة شهور الحمل، ومع بداية الشهر الخامس يبدأ نضوج الأعضاء الداخلية لجسم الجنين ويمكن للطبيب في هذا التوقيت تحديد نوع الجنين حيث تكون الأعضاء التناسلية قد اتضحت، وحيث أن رأس الجنين تكون قد اتضحت في هذه المرحلة فأنه يكون هناك احتمالية لنزول الرأس في الحوض في الشهر الخامس، فتشعر الأم بآلام في مناطق أسفل الظهر وأسفل البطن، وتبدأ الأم بالشعور بحركة الرأس في أسفل البطن، وهنا يكون عليها اتباع الخطوات الآتية:
- أولًا: تجنب تمامًا وصول الماء إلى منطقة المهبل حتى لا يحدث ارتخاء في العضلات فيسهل معه نزول الجنين إلى أسفل.
- ثانيًا: تستلقي الأم على ظهرها مع رفع قدميها إلى أعلى حتى تساعد على عودة الجنين إلى وضعه الطبيعي.
- ثالثًا: تجنب الجماع في هذه الحالة مع الالتزام بالراحة التامة لحين زيارة الطبيب المتابع.
الممارسات الرياضية التي تسهل نزول الجنين في الحوض
قد تتأخر علامات نزول الجنين في الحوض فتبدأ الأم في التوتر وتصاب بالقلق، إلا أن الأمر لا يستدعي ذلك على إطلاقه، لأنه يمكن أن يتأخر ذلك حتى وقت الولادة كما سبق بيانه سلفًا، إلى جانب أنه يمكن للأم الذي تأخر نزول جنينها إلى الحوض أن تتبع بعض الوضعيات التي تساعدها وجنينها في النزول للحوض، وإليك سيدتي بعضها:
- الحرص على المشي المنتظم وممارسة السباحة إذا أمكن ذلك في فترات الحمل الأخيرة.
- في حالة أن طبيعة عمل السيدة تتطلب الجلوس لفترات طويلة يصبح من المحتم عليها محاولة التحرك على فترات قصيرة في داخل محيط العمل، ولو حركات خفيفة.
- مراعاة أن يكون الجلوس في فترات العمل والقدم تأخذ وضع الزاوية القائمة، وفي غير ذلك يفضل الجلوس مع وضعية فرد الركبتين لأن هذه الوضعية تسهل نزول الجنين للحوض، أما الجلوس في وضع القرفصاء يُعتبر من أهم الوضعيات التي تحفز حركة الجنين إلى أسفل، وينصح دائما بالابتعاد تمامًا عن وضع القدم فوق بعضها لأن ذلك يحول تمام دون نزول الجنين لحوض الأم.
- النوم أيضًا يمكن معه اتخاذ وضعية تسهم في تحرك الجنين ويفضل أن يكون النوم على الجانب الأيسر مع وضع وسادة بين الركبتين فينزل الجنين في الحوض.
علاقة ممارسة الرياضة بنزول الجنين في الحوض
للرياضة فوائد لا تحصى على صحة الجسم وفي كل الأوقات، وقد تخشى بعض النساء من ممارسة الرياضة في وقت الحمل ولكنه اعتقاد خاطئ حيث للرياضة دور مهم في فترات الحمل إلا الأخيرة بالذات، حيث تساعد على سهولة نزول الجنين في عنق الرحم بشكل صحيح، إلى جانب أنها تعمل على تقوية العضلات عند الأم مما يساعدها على تحمل انقباضات الرحم وقت الولادة فتؤدي إلى ولادة سهلة خفيفة الآلام، أما إذا كانت السيدة الحامل تعاني من مشاكل معينة أثناء الحمل فعليها استشارة الطبيب قبل ممارسة أي نوع من الرياضة، ومن التمارين الرياضية التي ينصح بها للأم الحامل في ظروف الحمل العادية هي:
- تُعتبر رياضة المشي من أسهل الرياضات التي يمكن للسيدة الحامل القيام بها خلال فترة الحمل وخاصة في الفترات الأخيرة منها، فعلى السيدة الحامل الحرص على ممارسة رياضة المشي يوميًا لمدة تتراوح بين ثلث حتى نصف الساعة لتسهيل عملية الولادة،
- استخدام كرة الولادة لها دور فعال حيث تساعد بشكل كبير على نزول الجنين في الحوض استعدادًا للولادة، ذلك لما لها من تأثير إيجابي على تليين العضلات.
- استخدام درج السلم أو كرسي منخفض لعمل تمرين صعود وهبوط.
- عمل تمارين التنفس مهم أيضًا عند اقتراب موعد الولادة، وهو أخذ نفس عميق من الأنف ثم حبسه قدر المستطاع ثم عملية الزفير من الفم بهدوء، فيعمل هذا التمرين على خروج نزول الجنين إلى الحوض بسهولة.
معتقدات خاطئة في فترة الحمل
هنا بعض المعتقدات الخاطئة الشائعة التي يتم ترويجها بين العامة دون أن يكون لها أي علاقة بالصحة، ومن هذه المعتقدات:
- لزوم تجنب الاتصال الجنسي للزوجين وقت الحمل تجنبًا لنزول الجنين في حوض الأم، إلا أنه لا توجد أي علاقة بين هذا وذلك، فمنع الاتصال الجنسي يكون لأسباب محددة يقرها الطبيب ولا يجوز تعميمها، وغالبًا ما تكون لمدة محددة.
- قد يعتقد البعض أيضًا أنه يلزم على السيدة الحامل التزام الراحة التامة طوال فترة الحمل، إلا أنه يصح للسيدة الحامل القيام بأعمال المنزل البسيطة الاعتيادية التي تساعدها على الحركة لمرونة العضلات وتقويتها وتنشط الدورة الدموية ممًا يساعدها على قضاء فترة حمل طبيعية تدفع بها لولادة طبيعية، إلا إذا أقر الطبيب عكس ذلك.
- اعتقاد أن التمارين الرياضية أثناء فترة الحمل تتسبب في سقوط الحمل اعتقاد خاطئ أيضا فهي تزيد من قوة الجسم، مع استشارة الطبيب مسبقًا، فالطبيب هو الذي يحدد متى تبدأ السيدة الحامل ممارسة التمارين الرياضية ومتى تتوقف عنها.
نصائح عامة يجب على السيدة الحامل أن تحرص عليها
هناك بعض النصائح التي ينبغي على السيدة الحامل اتباعها مع الحرص على الالتزام بها ومنها:
- مراجعة الطبيب عند حدوث أي نزف أو ملاحظة إفرازات بلون غامق.
- في حالة تأخر نزول الجنين في حوض الأم، يكون عليها استشارة الطبيب عن الوضعيات التي تناسبها لمساعدة الجنين في النزول في الحوض.
- على السيدة الحامل سرعة مراجعة الطبيب المتابع لمراحل حملها فور شعورها بنزول الجنين في الحوض.
- ضرورة زيارة الطبيب مع بداية كل شهر جديد من مراحل الحمل خاصة مع بداية الشهر الخامس لقياس نسبة السكر في الدم، وعمل السونار للاطمئنان على نمو أعضاء الجنين بشكل طبيعي التأكد من سلامتها.
- الحرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن والمداومة على ما ينصح به الطبيب من مكملات غذائية وڤفيتامينات وأملاح وكالسيوم، مع الحرص على الابتعاد عن تناول الدهون الزائدة.
وفي الختام سيدتي حاولنا فيما سبق أن نسعى جاهدين لتوفير المعلومة الصحية الصحيحة حول علامات نزول الجنين في الحوض من أجلكِ حفاظًا على سلامتك وسلامة طفلكِ، فعلى كل سيدة حامل أن تعمل منذ بداية الحمل أن تتابع مع طبيبها وأن تجتهد في ملاحظة نفسها وحملها وجنينها، وعليها أيضًا سؤال الكبار وذوي الخبرة من المقربين عند حدوث أي تغيرات غير مفهومة بالنسبة لها، وذلك للاستفادة من المعلومة السريعة حتى تتمكن من زيارة الطبيب، وبعد أن تستشعر الأم نزول جنينها في الحوض، ويخطرها الطبيب بموعد الولادة عليها تجهيز كل ما يخصها في الولادة بفرحة وسعادة، وتجهيز كل احتياجات مولودها استعدادًا لانتهاء متاعب مرحلة الحمل بآلامها، وأن تستقبل ببشاشة مرحلة الأمومة السعيدة.
