كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض لها تقنية يختص بها علماء الآثار، حيث إن التنقيب عن الآثار يلزمه الحذر والدقة في الحفر، ويمر بعدة مراحل مختلفة.
حتى يتم انتشال الأثر من باطن الأرض بشكل سليم، لذا سنعرض لكم من خلال موقع البلد كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض، بمراحله المختلفة والأدوات المستخدمة في ذلك.
كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض
علم الآثار هو العلم المتخصص في دراسة كل ما يتعلق بما تركه الإنسان القديم، فيهتم بدراسة المخلفات التي تركها، وأدواته والمباني والمجسمات المختلفة الأحجام التي تركها لنا، وهناك عدة اختلافات حول إمكانية قول كلمة أثر على اللقى الأثرية.
لكن تم الاتفاق على أنه يمكن قول كلمة أثر على شيء بشرط أن يكون قد تعدى المائة عام على تاريخ صنعه، الذي يتم اكتشافه بدراسة المواد العضوية، والعديد من الطرق الأخرى المختلفة، وعملية التنقيب عن الآثار تمر بعدة مراحل سيتم عرضها في الفقرات التالية:
1ـ تحديد الموقع الأثري
أول خطوة لمعرفة كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض، حيث يلزم أن يتم تحديد الموقع الذي سوف يتم التنقيب فيه عن الأثر، فالآثار منها المتواجد في باطن الأرض، ومنها ما يكون في أعماق البحار والمحيطات.
كما أن هناك بعض المواقع التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، بالإضافة إلى أن هناك مواقع يتم التنقيب فيها طبقًا لما تم ذكره في الكتب التاريخية، والبرديات والحكايات التي تم نقلها على مر العصور، وفي أغلب الأحيان إن التنقيب عن الآثار يتم عن طريق الصدفة.
2ـ مسح الموقع الأثري
الخطوة الثانية من مراحل التنقيب لاستخراج الآثار، حيث إنها تساهم في كتاب تقرير مُفصل عن الموقع الأثري، وملاحظة الاختلافات المتواجدة بينه وبين المناطق الأخرى، والتي تظهر أغلبها في نمو النباتات، والكائنات الحية بشكل أكبر في المناطق الأخرى عنه.
لا يمكن أن تتم عملية مسح الموقع الأثري سوى بتصريح من الحكومة، وبإشراف علماء الآثار، حيث إنها تتطلب بعض الأجهزة التكنولوجية الخاصة بالتصوير الجوي، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية ونظام تحديد المواقع العالمي، وهو ما يحتاج إلى متخصص في الأمر.
يتم إجراء المسح الأثري من أجل إمكانية تحديد الموقع اللازم للحفر، وتكون نتيجته عالية الدقة، حيث تظهر التضاريس المحيطة به بشكل ثنائي أو ثلاثي الأبعاد في بعض الأحيان، كما تساعد النتائج للمسح في إمكانية مقارنته بعمليات المسح، والتي تساهم في تحديد حالة الموقع الأثري، وإذا قد لحق به ضرر بعد الحفر.
3ـ عملية التنقيب في الموقع الأثري
في موضوعنا كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض، يتم استخدام المعدات المختلفة في مرحلة التنقيب، حيث إن كل تنقيب عن الآثار يختلف باختلاف نوعه ومكان الموقع الأثري، ففي حالة باطن الأرض يمكن استخدام بعض المعدات الخاصة بالحفر، كالمطرقة، أو الفرش الصغيرة وغيرها من المعدات.
أما في حالة الكشف عن الآثار الغارقة فإنه يتم استخدام بعض الآليات الأخرى، والتي تتمثل في الرافعة، والشبكة لالتقاط الأثر، والمعدات الأخرى البحرية، مع العلم أنه يجب الإشراف على استخدام تلك الآلات بحذر شديد من قبل علماء الآثار ومكتشفيها، لكيلا تسبب الضرر للأثر أو تلف الموقع الأثري.
يتم التنقيب عن الأثر في باطن الأرض بمسافة تزيد عن 180 سم، وفي أثناء ذلك يقوم مستكشفو الآثار بتدوين الملاحظات طيلة التنقيب، وتسجيل كل أثر يتم الكشف عنه، بشكله ووصفه، كما يتم رسم شكل توضيحي بسيط للأثر، والموقع والقياسات المتواجدة.
4ـ توثيق ونقل اللقى الأثرية
أحد المراحل الأخيرة بعد التنقيب عن الأثر هي توثيق اكتشافه لدى وزارة الآثار في الدولة، كما يتم نقل اللقى من الموقع الأثري إلى المتحف والمختبرات الخاصة بعملية إعادة الترميم إذا كان الأثر بحاجة لذلك، ومن ثم عرضه في المتاحف، أو الأماكن السياحية من أجل عرض التاريخ المصري على الشعوب.
مع العلم أن عملية الترميم لا تتم لجميع المكتشفات الأثرية، حيث يتم الكشف عن آثار منذ سنين طويلة وتكون في حالة جيدة، إلا أنه يلزم عرض الأثر في المتحف بظروف معينة، والتي تتعلق بالإضاءة، ودرجة رطوبة المكان، بالإضافة إلى أنه يتم عرضه في مكان بعيد عن أيدي الزوار كالصندوق الزجاجي.
كيفية الكشف عن الآثار عن طريق الصدفة
كما سبق الذكر أن كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض تكون عن طريق الصدفة، وهو ما يتمثل في أن يتم إيجاد بعض من عظام الحيوانات.
أو شقفات الأواني الفخارية أو بعض اللقى الأثرية التي يظهر عليها ذلك بوضوح، وهي ما قد تظهر أثناء الحرث في الأراضي، أو من خلال أعمال إنشاء المباني الحديثة.
أنواع الآثار الفرعونية في باطن الأرض
بعد التنقيب عن الآثار في الموقع الأثري هناك بعض العلامات التي قد تظهر وتؤكد أن عملية التنقيب ناجحة، وضرورة إكمال الحفر للوصول إلى المزيد من الاكتشافات، حيث إن المصريين القدماء قد كانوا يعتقدون بفكرة البعث بعد الخلود.
ذلك ما جعلهم يضعون في المقابر الأموال الذهبية، والعديد من الأمور الأخرى، والتي بمرور الزمن تقوم عوامل التعرية بتغطيتها، كما أن هناك الكثير من الآثار التي اختفت بسبب سرقة الناس لما وجدوه منها، لكن أثناء الحفر هناك بعض الأمور التي تستدعي إكماله، والتي تتمثل في:
1ـ وجود لوحات جدارية
من الأمور التي قد استخدمها الملوك منذ قديم الزمن هي اللوحات الجدارية، حيث إنها كانت تتواجد رسوم على الجدران في المقابر لكي تصف الملك، التي تكون منقوشة، وفي الغالب تشير إلى قصة انتقال الملك إلى العالم الآخر.
2ـ اكتشاف الطعام أثناء الحفر
من الأمور التي تؤكد على الموقع الأثري هي وجود طعام أو مشروبات كالنبيذ، حيث إن المصري القديم كان يعتقد أن هناك حياة بعد الموت، وأنه سيستيقظ مرة أخرى ليأكل، ويشرب ويعيش في المقبرة، وقد وجد علماء الآثار حوالي 36 جرة نبيذ عتيق، وثمان سلال من الفاكهة في مقبرة توت عنخ آمون.
3ـ اكتشاف العطور في الموقع الأثري
قد تم دفن أجود أنواع العطور مع الملوك القدامى إيمانًا بالبعث بعد الموت، وهي من علامات الموقع الأثري، وقد تم اكتشاف مجموعة في زجاجة بمقبرة توت عنخ آمون، وقد تم تحليلها والتوصل إلى أنها مكونة من زيت اللبان وجوز الهند.
4ـ اكتشاف الشقفات الفخارية في الموقع الأثري
من أكثر الأمور التي تظهر في المواقع الأثرية، وتؤدي إلى اكتشاف العديد من اللقى الأثرية، حيث إن الفخار كان يتم استخدامه بكثرة منذ القدم، وهو من اللقى الأثرية التي لا تتلف بسهولة.
5ـ إيجاد الملابس والحلى في الموقع الأثري
من الأمور التي لا بد وأن تظهر أثناء التنقيب عن الآثار، وذلك تبعًا للاعتقاد في البعث بعد الموت، وأن المتوفي سوف يحتاج إلى الملابس والحلى للتزين، كما أن هناك بعض أعمال التنقيب التي نتج عنها اكتشاف لعب أطفال.
طرق الكشف عن الآثار الفرعونية في المحافظات
من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض، التطرق لذكر طرق التنقيب التي يقوم باستخدامها الأشخاص المهووسين بالرغبة في الوصول إلى الآثار واستخراجها، حيث قد تم التعرف إليها منهم شخصيًا، وتتمثل في:
1ـ كيفية استخراج الآثار الفرعونية في محافظة المنيا
من أحد المحافظات التي تشتهر بكثرة اتجاه ساكنيها لمحاولة التنقيب عن الآثار، وفيها يقومون باتباع الطرق التقليدية التي تخص التنقيب عن الآثار، والتي تتمثل في استخدام الأدوات البسيطة كالمحافر والفرش الصغيرة، كما أنهم يستخدمون الأدوات الحديثة كالموتور لرفع المياه، والفؤوس، وتكلف الملايين.
2ـ التنقيب بالحفر وقراءة القرآن في محافظة البحيرة
في تلك الحالة يتم التنقيب عن الآثار بواسطة مجموعتين، الأولى تقوم بقراءة القرآن من أجل التحصين من اللعنات والتعويذات التي استخدمها المصري القديم لحماية مقبرته، والآخرين يقومون بالحفر بواسطة أدوات التنقيب التقليدية، وأجهزة أعواد النحاس.
3ـ التنقيب عن الآثار في محافظة الدقهلية بالأجهزة الحديثة
من الطرق التي يتم استخدامها في التنقيب عن الآثار في مدينة الدقهلية، حيث يتم القيام بها بواسطة بعض المهندسين المتميزين في التنقيب عن البترول، بالإضافة إلى وجود بعض العلماء الخبراء في التنقيب عن الآثار، وهو ما يتم بواسطة أجهزة تقنية حديثة، ويتم استخدام الأقمار الصناعية من أجل الكشف عن الموقع الأثري.
التنقيب عن الآثار في القانون
بالحديث عن كيفية استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض من الجدير بالذكر توضيح الرأي القانوني في إمكانية التنقيب عن الآثار من الغير مختصين في التنقيب، أو عمليات الحفر التي تكون دون تصريح من وزارة الآثار في مصر. حيث إن هناك بعض المواطنين الذين يقومون بالتنقيب عن الآثار في مختلف الأماكن.
خاصةً بصعيد مصر من تلقاء أنفسهم، وهناك عقوبة للتنقيب عن الآثار في القانون المصري، حيث ينص القانون رقم 117 بعام 1983 بأن عقوبة ذلك هي السجن لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 7 سنوات، بالإضافة إلى وجود غرامة تبدأ من 5 آلاف جنيهًا مصريًا، وحتى 7 آلاف جنيهًا مصريًا.
كما أن المادة رقم 49 في الدستور المصري تُلزم الدولة بالحفاظ على الآثار المصرية القديمة، وضرورة رعايتها وإيجاد أماكن مخصصة لها، وحمايتها، وإتمام عملية الترميم لما يحتاج منها وصيانتها، بالإضافة إلى ضرورة استرداد الآثار التي تم سرقتها منها، والإشراف على عمليات التنقيب.
بينما تنص مادة قانون العقوبات رقم 41 لسنة 1983 والذي تم تعديله بسنة 2010 على أنه من قام بتهريب أي أثر مصري قديم خارج مصر، أو حتى شارك في ذلك الأمر، يتم معاقبته بالسجن لمدة 25 سنة، وبدفع غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيهًا مصريًا، وتصل حتى 500 ألف.
تمتلك مصر ثروة ضخمة من الآثار الفرعونية الموجودة في باطن الأرض وأعلاها، والتي تختلف أحجامها وأنواعها، ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين، ويتم التنقيب عنها بواسطة علماء الآثار وخبراء التنقيب.