لماذا طرد الله الطاووس والثعبان من الجنة
لماذا طرد الله الطاووس والثعبان من الجنة فقد تداولت معلومات كثيرة عن طرد تلك الحيوانات من الجنة، ولكن لا أحد يعرف السبب في ذلك، وبما الإنسان يرغب في معرفة جميع التفاصيل وفهم كل شيء فنحن سوف نوضح لكم في هذا المقال عبر موقع البلد سبب طردهم من الجنة.
لماذا طرد الله الطاووس والثعبان من الجنة
نحن جميعًا نعرف أن الطاووس من الحيوانات الجميلة، وهو يتميز بشكله الرائع والجذاب، فعندما يفتح جناحيه تظهر لنا ألوان جميلة، وهذا النوع من الطيور يعيش في الهند بشكل كبير وهو يعرف باسم الملكة بسبب مشيته الراقية التي تشبه الملوك، والسبب في طرد الطاووس أنه قام بمساعدة إبليس، وعرفه طريق الشجرة الملعونة التي كانت سبب في خروج آدم وحواء عليهما السلام من الجنة.
أما الثعبان لأن إبليس دخل في جوفها وأغري آدم عليه السلام بالأكل من هذه الشجرة، بعد ما كان الثعبان خادم لسيدنا آدم وقام بخيانته بعد ما جعل إبليس يغري آدم به، وكان السبب في طرد آدم وحواء من الجنة.
حقيقة طرد الطاووس والثعبان من الجنة
قال أحد شيوخ الأزهر أنه لا أساس من الصحة لهذه القصة وأنها ليست حقيقة وهي تعتبر كذب وافتراء، وقال أن الله سبحانه وتعالى أخرج سيدنا آدم وحواء من الجنة بعد وسوسة الشيطان له ولزوجته، والدليل على ذلك في سورة البقرة:
قال تعالى (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36)).
وفي سورة الأعراف:
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)).
وأكد الشيخ الأزهري أن ما قيل عند دخول الشيطان الجنة من خلال حية فهذا غير صحيح، ولا يوجد في الشرع أي دليل على صحة هذا الكلام، ولو كان هذا الكلام صحيح لذكره الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
صحة حديث طرد الحية من الجنة
يقال إن إبليس عرض نفسه على جميع دواب الأرض حتى يحمله أحدهم ويدخله الجنة حتى يستطيع أن يتحدث إلى سيدنا آدم، ولكن رفضت كل الدواب ذلك إلا الحية قامت بوضعه بين نابين من أنيابها ودخلت به، وتحدث هو إلى سيدنا آدم من داخل فمها.
وفي الحقيقة أنه لا صحة لهذا الحديث، فالأمر كله عبارة عن إسرائيليات لم يثبت منها شيئًا، بل ولا يجب أن يتم الوثوق بها ولا يحتج بها، فلابد أن نكتفي بما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم قائلًا:
“فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى”.
فلا يوجد في الآية دليل واحد أن الشيطان تحدث إلى آدم وزوجته من داخل فم الحية، وكافة الأحاديث التي وردت في طرد الله الطاووس والثعبان من الجنة ما هي إلا أحاديث ضعيفة لجهالة الراوي.
هل الطاووس مطرود من الجنة
على الرغم من انتشار قصة أن الطاووس هو من ساعد الحية أن تدخل إلى الجنة كي توسوس لآدم حتى يأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، وكانت الحية تحمل بين أنيابها الشيطان، فكان عقاب الطاووس والحية أن يتم طردهم من الجنة.
ولكن لا يوجد دليل في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة على تلك القصة المزعومة، وكافة الأقاويل المنتشرة حول ذلك الأمر ما هي إلا إسرائيليات لا أساس لها من الصحة.
هل ذكر الطاووس والحية في القرآن الكريم
لم يتم ذكر الطاووس في القرآن الكريم أو في أي حديث نبوي، وقصة الطاووس والحية مع إبليس تم ذكرها في التوراة والإنجيل ولكن بالطبع لا يوجد أي دليل على صحة تلك القصة نهائيًا.
أما بالنسبة للحية فقد ذكرت في القرآن الكريم في سورة طه عندما قال الله تعالى:
“قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى”
ولكن لا يوجد ما يدل على أن الحية أو الطاووس تم طردهم من الجنة، مثلما ذكر في القصة المزعومة.
وفي الختام قدمنا لكم إجابة سؤال لماذا طرد الله الطاووس والثعبان من الجنة وما حقيقة هذا الأمر، ولكن يجب علينا جميعًا أن لا ننساق وراء أي كلام لا يوجد عليه دليل في القرآن والسنة.