الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل متعدد، وخصوصًا من حيث وقتها وعدد الركعات، وقد تناولت السنة النبوية الحديث عن الصلاتين، وسوف نتعرف على ذلك من خلال هذا المقال عبر موقع البلد.
معنى صلاة التهجد وقيام الليل
في البداية لابد من التعرف على معنى التهجد وقيام الليل:
التهجد
- التهجد يطلق على معان كثيرة مثل السهر والنوم في الليل والصلاة في الليل تسمى أيضا تهجد.
- كذلك عرف الفقهاء التهجد بأنه صلاة التطوع مثل صلاة النافلة، وتكون الصلاة في الثلث الأخير من الليل.
- التهجد هو سنة عن النبي وكان يؤديها في الثلث الأخير من الليل كذلك ورد ذكرها في القرآن الكريم (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وبالأسحارِ كَانوا بستغفِرون ).
قيام الليل
- هو إحياء الليل بطاعة الله تعالى سواء كان بالعبادة أو الذكر، التسبيح، الدعاء، قراءة القرآن أو السماع إليه، ومن الممكن ذكر الله تعالى في الليل كله أو جزء منه.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من حيث عدد الركعات
- النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الليل ثلاث عشر ركعة وقال البعض أنه كان يصلي إحدى عشر ركعة.
- حيث وصفت السيدة عائشة صلاة النبي:
-
(ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)،
- ومن هنا نقول أن عدد ركعات التهجد لا تختلف كثيرا عن عدد ركعات قيام الليل، لكن الاختلاف كان نتيجة صلاة النبي بالعددين أي أنه كان يصلي في ليلة إحدى عشر ركعة وفي ليلة أخرى ثلاثة عشر ركعة وكان ذلك حسب استطاعته صلى الله عليه وسلم .
- اتفق العلماء أن قيام الليل لم يتقيد بعدد معين بل على المسلم أن يصلي ما شاء من عدد الركعات.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من حيث الوقت
- قد ورد التهجد في قوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)
- وهذه الصلاة تكون بعد القيام من النوم وأفضل وقت لها هو بعد مُضي نصف الليل أي في الثلث الأخير من الليل.
- وقد ورد ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
-
(أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).
- أما قيام الليل يجوز للمرء صلاتها في أي وقت يريد سواء كان في أول الليل أو نصفه أو آخره لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
-
(ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)
- وقد ذهب الفقهاء أن قيام الليل يكون بعد صلاة العشاء، كما ذهب الحنابلة والشافعية إلى أن قيام الليل لم يرد عن النبي واستدلوا على ذلك ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ ولا صامَ شَهرًا كاملًا غيرَ رمضان).
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من حيث كيفيتها
- من السنة تبييت النية لقيام الليل بعد النوم ولو نوى المسلم ونام ولم يقم كتب له ثواب نيته.
- كذلك يسن بعد القيام من النوم لأداء صلاة القيام أن يمسح وجهه ويقرأ عشر آيات من سورة آل عمران من أول قوله تعالى (إن في خلق السموات والأرض).
- بعد ذلك يستاك ويتوضأ ويصلي ركعتين خفيفتين لقوله صلى الله عليه وسلم إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)
- ثم يصلي قيام الليل ركعتين ركعتين يسلم بين كل منهما لقول النبي ( إنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ).
- ويفضل أن يصلي الرجل قيام الليل في بيته ويستحب أن يوقظ أهله، وصلاته تكون حسب نشاطه فإن أحس بالنعاس والتعب نام، وإن أحس بالنشاط حسّن الصلاة وأطال.
- كذلك يسن أن ينوع في قراءة القرآن أثناء الصلاة ما بين السر والجهر.
- ويجعل آخر صلاة له الوتر لقول الرسول، (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا) “
- وقد ذهب جمهور الحنفية أن صلاة قيام الليل تكون أربع ركعات يسلم بينهم، كذلك لا يشترط استيقاظ الشخص من النوم حتى يؤدي تلك الصلاة بل يمكنه أن يصلي نافلة الليل قبل النوم.
- كذلك لو قام الليل بقراءة القرآن أو الذكر والتسبيح فقط فهو مأجور على ذلك.
- أما جمهور الشافعي ذهبوا إلى أن قيام الليل يكون مثنى مثنى يفصل بين كل ركعتين تسليمة.
كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها
قبل أن نتعرف على كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها يجب أن نعرف حكم هذه الصلاة.
- انقسم علماء المسلمين إلى قسمين في حكم صلاة التهجد، مذهب الشافعية والمالكية يقول بأنها سنة مؤكدة ويجب الحفاظ عليها وأنها غير مفروضة ولو تركها الشخص فلا حرج عليه.
- أما القسم الآخر وهم مذهب الحنفية أقروا بأنها واجبة واستدلوا بقول الرسول(فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة) وقد حرض النبي على أدائها في ترحاله وحله لقول ابن عمر عن النبي (كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر في راحلته).
- وهذا الرأي يؤكد الرأي الأول وهي أن صلاة التهجد سنة مؤكدة، وذلك لأن النبي لم يكن يصلي الفريضة على راحلته.
عدد ركعات التهجد
- اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة التهجد منهم من قال أن النبي صلى إحدى عشر ركعة ومنهم من قال أنه صلى ثلاث عشر ركعة لكن أقلها ركعتين لقول الرسول (إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين.
- كذلك اختلف الفقهاء في تحديد الحد الأقصى من هذه الصلاة منهم من قال أنها أثنى عشر أو عشرة ويوتر بعدها بركعة واحدة.
- ومنهم من ذهب إلى أقصى عدد لها ثمانية، وذهب البعض إلى أن عدد ركعاتها لا حصر لها.
وقت صلاة التهجد
- يتم أداء صلاة التهجد بعد صلاة العشاء ويفضل أدائها في الثلث الأخير من الليل وفي حال عدم استطاعة الشخص لأدائها في ذلك الوقت يكون قبل النوم.
- والدليل على ذلك من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) [رواه مسلم].
وإليكم المزيد أيضًا من خلال: دعاء قيام الليل للزواج من شخص معين وأراء علماء الدين والفقه
كيفية أداء صلاة التهجد
- يجب على المصلي أولا الوضوء لأداء صلاة التهجد، ثم يصلي عدد الركعات التي يريدها، لكن بشرط أن يسلم بعد كل ركعتين ثم يؤدي الوتر بركعة واحدة.
- وذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن الممكن أن يوتر بثلاث ركعات بتشهد وتسليم واحد.
- ومن الممكن أن يوتر الشخص بخمس ركعات بتشهد وتسليم واحد، أو يوتر بسبع ركعات بتشهد وتسليم واحد أيضا.
- وقد يوتر بتسع يتشهد في الركعة الثامنة، لكنه لا يسلم يقوم ويأتي بالركعة التاسعة ثم يسلم.
- وفي حال أوتر بإحدى عشر ركعة يقوم بأدائها ركعتين ركعتين ثم يوتر بواحدة.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.