علاج نوبات الهلع بالقرآن
هل يمكن علاج نوبات الهلع بالقرآن؟ وما أسباب وأعراض تلك النوبات؟ يصاب معظمنا بحالة من العصبية أو الخوف والرجفة الهستيرية من حين لآخر ويعتقد أن الأمر مجرد حالة عابرة نتيجة لتزايد الضغط إلا أن هذه المشكلة تأخذ عمقًا أكبر مما تبدو عليها.
نظرًا لما تمثله هذه الحالة من عقبة بالنسبة إلى الكثيرين سوف نعرض من خلال موقع البلد، كل ما يتعلق بنوبات الهلع من أسباب وأعراض ومضاعفات وعلاج بكل الوسائل لكي يتثنى للشخص الذي يعاني من هذه المشكلة التحكم بها.
علاج نوبات الهلع بالقرآن
لا يمكننا تفنيد حقيقة أن علاج نوبات الهلع بالقران كثيرًا ما يجدي نفعًا كبيرًا والدليل على ذلك هو قوله سبحانه وتعالى
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙوَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [سورة الإسراء، الآية رقم 82]
بمعنى أن القرآن الكريم من شأنه أن يخلص الشخص من نوبات الهلع التي يعاني منها لما له من مفعول ووقع السلام على النفس، فإن سماع القرآن عند الدخول في مثل هذه النوبات يساعد الإنسان على تهدئة أصابه ويبعث إلى الشعور بالراحة والهدوء والسكينة، فمهما كانت درجة الهلع التي يصاب بها الشخص فمن شأن بعض الآيات القرآنية أن تهدأ من روعه وتثلج صدره وتساعده على الهدوء والاسترخاء.
قال الله تعالى
(طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى تَنزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) [سورة طه، الآيات 1: 8]
تلك الآيات الكريمة تؤكد على ما سبق بشكل قاطع وهي تطمئن الإنسان فإن الله في هذه الآيات يقول للإنسان الذي يمسه ضر، أو يصيبه هم أو حزن وما شابه بأنه أنزل القرآن على الإنسانية بأسرها من أجله، فهو لم ينزل عليه هذا الكتاب الكريم لكي يحمل هم شيء أو ليحزن ويشقى، فبمجرد أن يدخل المؤمن في نوبة من الهلع نتيجة لأمر ما فإنه يتوجب عليه وبسرعة أن يستمع إلى القرآن الكريم وخاصةً بصوت قارئه المفضل الذي ترتاح نفسه لصوته.
أسباب نوبات الهلع
لا يمكننا أن نتحدث عن علاج نوبات الهلع بالقرآن الكريم من دون أن نتطرق بالحديث إلى الأسباب الرئيسية، التي ينتج عنها إصابة الشخص بنوبات من الهلع والهستيريا، وفي الواقع لم يحدد الأطباء أسبابًا معينة، يمكن القول بأن نوبات الهلع ترد إليها وهي المؤثر فيها بشكل مباشر، ونوبات الهلع في بادئ الأمر تحدث بشكل مفاجئ ومباغت للشخص نفسه وبمرور الوقت يمكن تحديد المواقف التي تثير نوبات الهلع تلك.
بالرغم من عدم قدرة الأطباء على تحديد سبب معين يمكن القول بأنه هو وراء الإصابة بنوبات الهلع، إلا أن الأطباء أجمعوا على وجود بعض العوامل التي تحفز نشاط نوبات الهلع وكذلك تكرارها بين الحين والآخر، ومن بين هذه العوامل الضغط النفسي والتغيرات المفاجئة التي تطرأ على بعض الأجزاء من الدماغ، هذا إلى جانب بعض العوامل الجينية الوراثية.
أعراض نوبات الهلع
عندما يدخل الشخص في نوبة من نوبات الهلع فإن ذلك يأتي مصحوبًا للبعض الأعراض، التي يمكن من خلالها الحكم على تلك الحالة بأنها نوبة هلع ومن بين هذه الأعراض:
- الرجفة أو الرعشة.
- التعرق الغزير.
- تسارع في معدل ضربات القلب مما ينتج عنه تدفق الدم بشكل عنيف.
- ضيق التنفس.
- الشعور بالاختناق.
- الدوخة أو الدوار.
- طنين الأذن.
- تنميل الأصابع.
- الإحساس بألم في البطن يحفز على التقيؤ والاستفراغ.
- الإحساس بألم في الأطراف.
- اضطراب عام في أجهزة الجسم وخاصةً الجهاز الهضمي والجهاز العصبي.
- الشعور بألم في منطقة الصدر.
مضاعفات نوبات الهلع
إن الإصابة بنوبات متكررة من الهلع بمرور الوقت ينتج عنها ظهور مجموعة من المضاعفات على الشخص المصاب بها، وهي من شأنها أن تؤثر عليه بالسلب على الصعيدين النفسي والجسدي ومن أشهر هذه المضاعفات:
- تطور بعض أنواع الخوف المرضي أو الفوبيا أو الرهاب لدى المصاب بنوبات الهلع المتكررة.
- زيادة خطر التفكير بالانتحار.
- اللجوء إلى تناول المشروبات الكحولية أو المواد الضارة الأخرى.
- العمد إلى تلاشي الكثير من المواقف الاجتماعية.
- الحاجة إلى وجود شخص أو ربما مرافق أو مراقب للشخص المصاب على مدار الوقت.
- ارتفاع خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بواحد من أمراض القلب.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور المستمر بالقلق أو بعض الاضطرابات النفسية الأخرى.
- مواجهة الكثير من المشاكل في الدراسة أو العمل.
علاج نوبات الهلع طبيًا
لا ينكر علاج نوبات الهلع بالقرآن الكريم حقيقة أن الطب مرجع رئيسي في علاج المشاكل العضوية والنفسية والعقلية أيضًا، ولا يمكن إنكار دور الطب والأدوية في علاج مثل هذه المشاكل ومن بين أفضل طرق علاج نوبات الهلع طبيًا:
1- العلاج النفسي
يعتبر العلاج النفسي أو العلاج بالتخاطب هو أول ما يتم اللجوء إليه في علاج الكثير من المشاكل النفسية ولا سيما نوبات الهلع، وأكثر ما يجعل هذا العلاج فعالًا هو:
- يساعد العلاج النفسي على فهم نوبات الهلع ومعرفة كيفية التعامل معها، إلى جانب فهم وإدراك المشاعر والأفكار التي تتسبب في الدخول بنوبة من الهلع.
- يساعد العلاج النفسي أو السلوكي في التركيز على سلوكيات الشخص لتحديد أسباب نوبات الهلع من أجل تخفيف حدتها والسيطرة عليها.
- يستغرق العلاج النفسي فترة طويلة حتى تظهر النتائج فيبدأ الشخص بملاحظة أن نوبات الهلع بدأت في التراجع خلال أسابيع إلى أن تتلاشى تمامًا في غضون عدة أشهر.
2- العلاج بالأدوية
قد يضطر الطبيب إلى وصف بعض الأدوية للشخص المصاب بنوبات الهلع من أجل الحد من تكرار تلك النوبات ومساعدة الشخص في السيطرة عليها، ومن بين الأمثلة على هذا النوع من الأدوية:
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
- مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية SSRI.
- فلوكسوتين Fluoxetine.
- باروكسوتين Paroxetine.
- فلوفوكسامين Fluvoxamine.
- مثبطات استرجاع السيروتونين والنورابينفرين SNRIs.
- فينلافكسين Venlafaxine.
- دولوكستين Duloxetine.
- البينودايزبينات Benzodiazepine.
3- العلاج الذاتي
إن أهم من المشكلة في حد ذاتها لدى أي شخص هو إدراك وتصديق صاحبها بحقيقة وجودها بالفعل، وأنه يلزم لها الحل المناسب لحسمها، لذا يجب على المصاب بنوبات الهلع أن يقوم باتباع الآتي:
- القراءة والاطلاع على كل ما يتعلق بمشكلة نوبات الهلع وإدراك أن تلك الحالة ما هي إلا مجرد مشاعر طبيعية لن تصيب صاحبها بالجنون.
- التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.
- الحد من تناول المشروبات المنبهة أو التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين بإفراط.
- الإقلاع عن التدخين بصفة نهائية.
- التوقف عن استخدام الأدوية المنشطة.
- التدرب على ضبط النفس والتحكم بها.
- ممارسة تمارين الاسترخاء للتخفيف من الشعور بالخوف أو القلق.
- ممارسة النشاط الرياضي أو البدني مثل ممارسة التمارين الهوائية كاليوجا لتهدئة الحالة النفسية والمزاجية.
- أخذ قسط كافٍ من النوم المريح لإرخاء الجسم والأعصاب.
من خلال التعرف إلى كيفية علاج نوبات الهلع بالقرآن الكريم وبالوسائل الطبية والنفسية الأخرى، يجدر بنا الإشارة إلى أنه لا يجب استخدام أي من الأدوية النفسية السالف ذكرها على بأمر من الطبيب المختص وتحت إشرافه.