اسلامياتفقه

هل يغفر الله الزنا

هل يغفر الله الزنا؟ وهل الزنا من الكبائر أم لا؟ إن الزنا أحد المعاصي التي يحرمها دين الإسلام، وعلى ذلك فإن العبد ينبغي أن يمتثل لأوامر الله، ومن يحد عن ذلك فيلزمه التوبة النصوح، فهل يقبل الله توبة الزاني؟ ذلك ما سنتناول سرده برأي فقهاء الدين ومعرفة الإجابة الوافية لسؤال هل يغفر الله الزنا أم لا من خلال موقع البلد.

هل يغفر الله الزنا

قد قال الله تعالى في كتابه الكريم بسورة طه في الآية رقم 82: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، إن الله عز وجل يغفر لمن يشاء من عباده، ويكفر عن سيئاته وقتما شاء، كما أن الله يهدي من أراد هدايته فقد ذكر ذلك في كتابه الكريم فقال الله في سورة القصص بالآية رقم 56: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)

ذلك ما يوضح أن هداية الإنسان بيد الله عز وجل فمن أراد التوبة النصوح والخالصة لوجه الله عليه العلم أن الله هو الذي هداه لهذا الطريق لأنه يريد أن يغفر له، فلا يجب على الإنسان سوى الأخذ بالأسباب، وقول دعاء التوبة، والقيام بالأعمال الصالحة، ويتيقن أن الله سيغفر له بإذن الله.

أما عن إجابة سؤال هل يغفر الله الزنا، فالإجابة نعم سيُغفر له بإذن الله، حيث إن الله عفو غفور، ويغفر الذنوب جميعها صغائرها وكبيرها، بشرط أن تكون التوبة نصوح، ويُتم الشروط التي يقبلها بها الله عز وجل، بأن يتوب عن العمل ولا يعود له مرة أخرى طيلة حياته.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الزمر في الآية رقم 53: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

حكم الزنا في الشرع

في إطار عرض إجابة سؤال هل يغفر الله الزنا، يأتي الحديث عن حكم من يزني في الشرع، حتى نأخذ منه إجابة عن سؤال هل يغفر الله الزنا، فقد قسم الله تعالى الذنوب لنوعين منها الصغائر، ومنها الكبائر، تكون مغفرة الصغائر سهلة بإذن الله، بينما يلزم لمغفرة الكبائر التوبة، والجد والاجتهاد في عمل الصالحات التي تُذهب السيئات.

إن الزنا يعتبر من الكبائر التي حرمها الله على عباده، أي تعتبر من الذنوب التي يعذب الله بها العبد سوء العذاب والعياذ بالله، في حالة استمر على فعلها طيلة حياته، وهو يعلم الحق، وأنها من الكبائر، فيضاعف له الله العذاب يوم القيامة والعياذ بالله.

فقد قال الله تعالى في سورة الفرقان بالآية رقم 68: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) ذلك ما يوضح أن سرعة التوبة من الزنا هي الحل الأمثل لاتقاء غضب الله، ولينال الإنسان رضاه.

كما أن عقوبة الزنا التي تكفر عن تلك المعصية الكبيرة قد أوضحها الله عز وجل في كتابه، وهو ما يبين مدى سوء ذلك الفعل ووجوب التوبة عنه، فتتمثل عقوبة الزنا في الإسلام الجلد، لكل من الرجل والمرأة مائة جلدة.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور بالآية رقم 2: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ)

كما أكد نبينا محمد في السيرة النبوية عقوبة الزنا، فعن عبادة بن الصامت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: (البكرُ بالبكرِ جلدُ مائةٍ وتغريبُ عامٍ والثيبُ بالثيبِ جلدُ مائةٍ والرجمُ).

هل يلزم إقامة عقوبة الزنا لقبول التوبة

كما سبق التوضيح لسؤال هل يغفر الله الزنا، وعقوبته، بأن الله عز وجل قد جعل هناك عقوبة صارمة لمن يزني، وهي الجلد بالسوط، من ثم النفي خارج البلاد لمدة سنة، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أقر بعقوبة الزنا؛ وذلك حتى يخاف العبد من الرجوع إلى المعصية مرة أخرى، وليعرف من حوله فعلته مما يدفعه عن الوقوع بها مرة أخرى.

فهل يلزم إقامة العقوبة على الزاني، أو الزانية حتى يغفر الله لهما؟ لا لا تعتبر عقوبة الزنا لازمة حتى يكون الله قد غفر للإنسان، فإن التوبة النصوح، والتي تنبع من قلب الإنسان خالصة لله عز وجل فعلًا، وتجعله يمتنع عن الوقوع في هذا الذنب مرة أخرى، تعتبر مقبولة بإذن الله.

فإنه تم الذكر في السيرة النبوية أن الرسول علم أمة الإسلام أن التوبة عن الذنب تمحي جميع الذنوب التي سبقتها، بالإضافة لوجود أذكار أنزلها الله عز وجل تجعل من الذنوب تختفي وإن كانت مثل زبد البحر، كذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

فعن عبد الله بن مسعود عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “ التائبُ من الذَّنبِ كمنْ لا ذنبَ له “، وهو ما يوضح أن التوبة تمحي كافة الذنوب وإن عظمت شرط أن تكون توبة نصوحة.

كما أنه عند الشعور بالذنب والرغبة في التوبة لله عز وجل بعد الوقوع في معصية كبيرة، يجب على الإنسان ألا يقصها على الناس من حوله، فإن الله يغفر عز وجل والناس لا تنسى، وقد أوضح ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام منذ زمن.

متى تكون التوبة نصوح

بعد معرفة إجابة سؤال هل يغفر الله الزنا، والعلم بأن الله يقبل التوبة عن عباده عندما تكون توبة نصوح، فكيف تكون توبتك نصوح ذلك ما سنسرده في تلك الفقرات، وأنه عند الوقوع في ارتكاب معصية الزنا ينبغي الستر على النفس، وعدم إبلاغ الناس.

فعن عبد الله بن عمر عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث إسناده حسن: “ اجتنبوا هذه القاذوراتِ التي نهى اللهُ عزَّ وجلَّ عنها، فمن ألمَّ فليستتِرْ بسترِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فإنَّهُ من يُبْدِ لنا صفحتَه نُقِمْ عليه كتابَ اللهِ”

إن أول شرط للتوبة النصوح هي أن تكون نابعة من قلب الإنسان، وخالصة لله عز وجل فيكون عقد النية على العزم في عدم الوقوع لتلك المعصية مرة أخرى زنا كانت، حتى وإن ظل الإنسان يتخبط ويجاهد نفسه، أو أية معاصي أخرى، ومن العلامات الأخرى التي تدل على التوبة النصوح ما يلي:

  • الحزن الشديد في قلب الإنسان على معصية الخالق، والنظر إلى النفس بعين المقصر، والمكبر للذنب، فلا يعتبر الهوان بحجم الذنب من الأمور الجيدة لأن العبد ينبغي أن ينظر لعظمة الخالق، وقدرته على العقاب.
  • العزم على ترك كل ما يقرب من الوقوع في تلك المعصية مرة أخرى، بالابتعاد عن أصدقاء السوء، والتواجد مع صحبة صالحة.
  • محاولة الاجتهاد في فعل المزيد من الطاعات، والعبادات الصالحة التي يبدل الله السيئات بها.
  • مجاهدة النفس وعدم العودة إلى المعاصي مرة أخرى، مهما كان مدى تخبط الشخص.
  • التضرع إلى الله بشكل مستمر ليعين الشخص على الاستمرار في البعد عن الذنوب وعدم العودة مرة أخرى، ولكي يمحو الذنوب السابق فعلها.

هل الزواج يكفر معصية الزنا

أوضح الفقهاء أن شروط تقبل الله لتوبة العبد عن الزنا لا ترتبط بالزواج، بل إنها تتعلق بشروط التوبة النصوح، وبعدها يغفر الله لمن يشاء، على هذا فإن إجابة سؤال هل يغفر الله الزنا بعد الزواج، هي أنه لا يشترط الزواج من الشخص حتى يكفر الله الزنا.

بينما يعتبر الزواج من الشخص الذي تم فعل معصية الزنا معها من مروءة الرجل، والذي قد يكون له أجر عند الله في سرعة قبول التوبة، لأنها تعتبر إصلاح لفعل خاطئ، بالإضافة إلى التوبة عن الذنب، وعدم العودة إليه مرة أخرى.

طريقة صلاة التوبة

تعتبر صلاة التوبة من الأمور التي أوضحت دار الإفتاء أنها تلزم للعبد الذي يقع في ارتكاب معصية كانت كبيرة، أو صغيرة، فهي تختلف عن الصلوات الخمسة الأساسية، وتلك هي شروط وطريقة صلاة التوبة عن الزنا، وهو يعتبر شق من إجابة سؤال هل يغفر الله الزنا.

فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث صحيح: “ما من رجلٍ يذنبُ ذنبًا فيتَوضَّأُ ويحسنُ الوضوءَ فيصلِّي رَكْعتَينِ فيستغفرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إلَّا غُفِرَ لَهُ“، وهو ما يوضح شروط صلاة التوبة، ألا وهي:

  • أن يعقد الإنسان التوبة بجوارحه وقلبه أولًا.
  • يتوضأ الشخص الوضوء الكامل، ويحسن الوضوء.
  • يأتي الإنسان للصلاة بكامل خشوعه، وخجله من الله عز وجل، والرغبة في قبوله توبته.
  • تعتبر صلاة التوبة ركعتين، ولا حرج على من يطيلها عن ذلك.
  • الاستغفار بعد الانتهاء من الصلاة، والتضرع إلى الله والدعاء لكي يغفر له ذنبه.
  • الندم على ارتكاب المعصية، والعزم على عدم العودة لها مرة أخرى.

متى لا تقبل التوبة من العبد

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: “مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه” فإن الله عز وجل يقبل التوبة من العباد طيلة حياتهم، إلى أن يحدث شيئين، كما أنه من الممكن ألا يتم قبولها في حالة افتقرت لشروط التوبة، والله أعلم.

الأول أن يموت الشخص قبل أن يتوب، والثاني أن تقوم الساعة، وهو ما يعتبر إجابة عن سؤال هل يغفر الله الزنا، فإن الله يغفر لمن يشاء من عباده، كما أن التوبة ينبغي أن تتضمن شروط التوبة النصوح، فالإجابة عن سؤال هل يغفر الله الزنا بعد التوبة تعتبر يقينية.

أدعية التوبة من الزنا

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لو لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لهمْ” ذلك ما يوضح الإجابة اليقينية لسؤال هل يغفر الله الزنا، فإن الله يحب التوابين، وهل يغفر الله الزنا عندما يقبل عبده عليه مرة أخرى بعد الوقوع في المعصية، نعم.

كما أن نبينا محمد قد أوضح في سيرته النبوية الدعاء الذي يقوله العبد لكي يغفر الله له الذنوب مهما كبرت، أو صغرت، فعن

كما أن الاستغفار هو سيد الأذكار التي فقد كان الرسول أشرف المرسلين عليه الصلاة والسلام يستغفر في اليوم أكثر من مائة مرة ليغفر الله ذنبه، وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم العديد من الآيات التي تبين أن الله يحب المستغفرين، والتوابين.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: “إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا – ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا – فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ – فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – أوْ أصَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ؟

فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ – أوْ قالَ أذْنَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ.“

الاستغفار سيد الأذكار

ذلك ما يوضح أن دعاء التوبة هو الاستغفار بشتى طرقه، والتي تمحي الذنوب، وتزيل الغشاء من على القلب وتخضعه لله عز وجل، وتقوي العبادات بعد فتورها، كيفما كانت صيغ الاستغفار، مثل:

  • أستغفرك ربي وأتوب إليك.
  • ربي اغفر لي ذنبي، وارحمني إنك العفو الغفور.
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: “ من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه مائةَ مرةٍ غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ“

إن الله تعالى قد قال في كتابه في سورة هود بالآية رقم 114: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)، فإن التوبة مقبولة من العباد، وإن كان الذنب من الكبائر، وأبواب رحمته واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى