هل صلاة التسابيح بدعة؟ وهل يوجد في الحديث والسنة ما ينفي ذلك؟ فصلاة التسابيح هي نافلة بها أربع ركعات تقرأ في كلٍ منها فاتحة الكتاب وسورة قصيرة مع التسبيح في كل ركعة، لكن اختلف علماء المسلمين ودور الإفتاء على إجابة سؤال هل صلاة التسابيح بدعة، لذا سيعرض لكم موقع البلد إجابة هذا السؤال خلال السطور التالية.
هل صلاة التسابيح بدعة
صلاة التسابيح ليست ضمن النوافل المعروفة اليومية التي يعرفها الجميع، ليست كنوافل الفروض اليومية المستحبة التي أكدتها الأحاديث والسنة، كما أن أحاديثها ليست قوية كفاية للإجابة على سؤال هل صلاة التسابيح بدعة.
لذا يرتاب الجميع فيما إذا كانت بدعة أم سنة عن الرسول-صلّ الله عليه وسلم-، وفيما يقال إنها صلاة نافلة من أربع ركعات تنتهي بتسليمة واحدة، تشتمل على ثلاثمائة تسبيحة، فضلها عظيم وتكفر ذنوب العباد، ينصح بصلاتها في العشر ليالي المباركة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ولو لمرة واحدة.
كما ورد في فضلها أنها صلاة مكفرة للذنوب، ميسرة للأمور، كما تتعدد النوايا التي يؤديها بها المسلم.
كيفية أداء صلاة التسبيح
تتكون من أربع ركعات، لكن ليس كصلواتنا اليومية، إنما تحتوي على تسليمة واحدة، في كل ركعة تُقرأ فاتحة الكتاب (سورة الفاتحة) ثم يليها سورة من سور القرآن.
بعد الانتهاء من القراءة تقول وأنت قائم “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” خمسة عشر مرة، ثم الركوع، وبعد التسبيح المعتاد في الركوع “سبحان ربي العظيم” تقول نفس التسبيح عشرة مرات.
ثم تقوم من الركوع وتقول: “سمع الله لمن حمده” وتكرر التسبيحات عشرة مرات.
بعد ذلك يأتي السجود وبعد تسبيح السجود “سبحان ربي الأعلى” تقول التسبيحات المذكورة عشرة مرات، ثم تقوم من السجود وتجلس جلستك بسن السجدتين وبعد الدعاء ” ربِّ اغفر لي” تكرر التسبيحات عشرة مرات.
ثم تهوي ساجدًا وتكرر ما قلته في السجدة الأولى، ثم بعد السجدة الثانية تجلس جلسة بين السجود والقيام للركعة التالية وتقول التسبيحات عشر مرات.
يتم تكرار ما ذُكِر أربع مرات في كل ركعة، ليكون عدد مرات التسبيح أثناء هذه الصلاة ثلاثمائة تسبيحة.
ستة فضائل لصلاة التسابيح
قد ذكر أهل العلم أن هناك ستة فضائل لصلاة التسابيح:
- هي صلاة يمحو الله بها ذنوب العباد.
- ييسر الله بها كل عسير.
- تفرج الكروب.
- تصلى بنية قضاء الحاجات.
- يرزق الله بها المسلم الأمن من المروعات ويستر بها العورات.
اختلاف العلماء على صحة صلاة التسابيح
هل صلاة التسابيح بدعة؟ اختلف أهل العلم على ما إذا كانت مستحبة أم غير مستحبة، هي صلاة تنازع فيها الكثير من أهل الفقه، فقد كان رأي البعض أنها مستحبة، أما عند الحنابلة فقد أقروا أنها غير مستحبة، حيث إنه عندما سُئل عنها الإمام بن حنبل قال إنه لم يثبت عنده من الأحاديث ما يؤكدها.
لكن هناك من أهل العلم من عمل بها وصححها، بنية الأجر العظيم وغفران السيئات وتيسير الأمور، ومنهم من أصف رواية الأحاديث المذكورة عن صلاة التسابيح وقال إنها أحاديث غير أكيدة ومنافية للأحاديث الصحيحة.
من قال إنها غير صحيحة كان اعتمادًا على أن أسانيدها كلها غير مُؤكدة ومخالفة للأدلة الشرعية النبوية المذكورة عن الرسول-صلَّ الله عليه وسلم-، كما أنه ليس هناك ما يُؤكدُ أنها من السنن التي نصح بها نبي الله الصحابة والمسلمين، فلم يقال عنه-صلَّ الله عليه وسلم- أنه أقامها ولو لمرةٍ واحدة، مما يجيب عن سؤال هل صلاة التسابيح بدعة.
آراء مختلف العلماء في صحة صلاة التسابيح
هناك من الفقهاء الكثيرون الذي يستند الجمهور إلى كلامهم لذا سنروي إجابة كلًا من الفقهاء على سؤال هل صلاة التسابيح بدعة.
- بن عابدين قال إن حديثها حسن، وثوابها عظيم لا ينتهي، وقال على أساسه المحققون: إنه لا يعلم بثوابها وفضلها ثم يتهاون بها إلا الغير مكترثين للدين.
- قال الصاوي أن فضلها عظيم وقد علمها النبي-صلَّ الله عليه وسلم- لعمه كما جاء في الحديث.
- رأي الخطيب الشربيني أنها سُنه هو رأي معتمد.
على الصَعيد الآخر كان رأي بعض العلماء مختلفًا:
- الإمام بن حنبل كما ذكرنا سابقًا أنه اتجه إلى عدم صحة الأحاديث الواردة بشأن صلاة التسابيح وعدم سُنيتها، فاتبعه الحنابلة.
- قال الرحيباني: أنها صلاة لا تُسن.
- كما قال الإمام أحمد: إنه ليس فيها شيء يصح وإنه لا يراها مُستحبة.
- وقال الموفق: إنه لا باس إذا فعلها الإنسان، فيجوز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال.
كان هذا رأي وحُكم صلاة التسبيح في مذاهب الفقه الأربعة.
حكم صلاة التسابيح في جماعة
إذا اتبعنا المَذهب الذي يقول إن صلاة التسابيح سُنة، فلنعرف إذًا هل من الممكن صلاة التسابيح في جماعة؟ نعم، يمكنك إقامة صلاة التسابيح فردًا أو في جماعة كما تفضل.
لا بأس بتأدية النوافل والفضائل حتى وإن لم تكن مُؤكدة، ففهي هذه الحالة يجيز الإسلام الأخذ بالأحاديث الضعيفة، فديننا دينُ يسرٍ، فلا تُعسِروا الأمورَ في نفوسِكم.
كان في الإجابة على هذا السؤال توضيح لمدى أهمية النظر في الرأي والرأي الآخر بين علماء الدين، فالأمر يعود إليك في النهاية أن تقرر من تتبع.