أعراض وأمراضصحة

الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم

الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم يتطلب دراسة ووعي في المجال الطبي، حيث يكمُن الفرق بين التجلط والتخثر في نقطة واحدة، ولأن الفرق بينهما طفيفًا يجهله الكثير من الأشخاص، وفيما يلي من خلال موقع البلد نقوم بتوضيح الفرق بين التجلط والتخثر من وجهة نظر علمية بحتة.

الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم

يكمُن الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم في أن التخثر دائمًا ما يحدث أولًا ويتسبب بشكل مباشر في حدوث التجلط، أي يمكننا القول إن تجلط الدم هو أحد المضاعفات الناتجة عن تخثر الدم، كما أن التخثر لا ينتج عنه أضرار صحية جسيمة، لكن فيما يخص التجلط فهو قد يؤدي إلى الوفاة، وغالبًا ما تحدث الجلطات عند الأشخاص نتيجة الإصابة بأمراض القلب، وسنوضح الفرق فيما يلي:

أولًا: التعريف بتخثر الدم

يتم تعريف عملية تجلط الدم أو التخثر كما يُطلق عليها البعض على أنها واحدة من العمليات المُعقدة التي يقوم بها الجسم، ويكون ذلك بغرض وقف النزيف الحادث نتيجة جرح أحد الأوعية الدموية، وتتم عملية التخثر عن طريق تكوين خثرة دموية لسد المنطقة التي تعرضت للضرر، ومنع تدفق الدم من خلالها.

لتتم عملية التخثر فإنها تحتاج إلى وجود عنصرين أساسيين هما الصفائح الدموية Platelets ومجموعة بروتينات يطلق عليها عوامل التخثر Coagulation Factors، وبعد شفاء المنطقة المتعرضة للضرر يقوم الجسم بفك الخثرة التي قام بتكوينها لمواجهة هذا الضرر.

إلا أنه في حالات قليلة لا يتم حل هذه الخثرة من قِبل الجسم، أو تتكون خثرة دموية بداخل الأوعية وذلك دون تعرض السطح لحدوث ضرر، وتستدعي هذه الحالات التدخل الطبي السريع لما تشكله من تهديد لحياة الإنسان.

الآلية الخاصة بتخثر الدم

في إطار تعرفنا على الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم، وخلال توضيح مفهوم عملية التخثر، ننتقل إلى توضيح الآلية التي تتم من خلالها عملية التخثر، ففي بداية الأمر تتوجه الصفائح الدموية إلى المنطقة التي تعرضت للضرر في البطانة الغشائية.. وتتجمع الصفائح مع بعضها وتشكل سد يهدف إلى منع تدفق الدم إلى الخارج من خلال فتحة الجرح.

يتم تسمية هذه المرحلة بالإرقاء الأولي، وخلال هذه المرحلة يبدأ الإرقاء الثانوي، ويتخلل مرحلة الإرقاء الثانوي بعض التفاعلات الكيميائية شديدة التعقيد، وذلك بالاعتماد على البروتينات التي تعرف بعوامل التخثر ويتم إنتاجها في الجسم من قبل الكبد.

تتمثل آخر مراحل هذه التفاعلات الكيميائية في تحويل بروتين الفيبرينوجين Fibrinogen إلى الفايبرين Fibrin، وهو يعتبر الفايبرين بروتين لا يقبل الانحلال في المياه، ويشكل شبكة صفائح دموية فوق منطقة الضرر أو الجرح للتدعيم ومنع حدوث نزيف حتى تشفى المنطقة المتعرضة للضرر.

اختبارات تخثر الدم

على الرغم من أن عملية تخثر الدم لا يكون لها أي مضاعفات او أضرار في أغلب الأحيان، إلا أنه يمكن أن تتكون خثرة دموية داخل الأوعية ثم تنتقل عبر مجرى الدم وقد تصل إلى القلب، وتتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

يمكن قياس قابلية الدم للتخثر والوقت الذي تستغرقه عملية التخثر من خلال مجموعة من الاختبارات، وفي سياق توضيحنا الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم، سنقوم بتوضيح مجموعة من الاختبارات الخاصة بتخثر الدم فيما يلي:

1- العد الدموي الشامل

يطلق عليه بالإنجليزية Complete blood count ويمكن من خلال نتائج هذا الاختبار تحديد إصابة الشخص بفقر الدم أو نقص الصفائح الدموية.

2- قياس العامل الخامس

يعرف هذا الاختبار في الأوساط العلمية باسم Factor V assay وتقوم فكرة هذا الاختبار كما يتضح من اسمه على قياس العامل الخامس، وهو أحد العوامل التي تتوقف عليها عملية التخثر، وقد تشير النسبة المنخفضة للعامل الخامس إلى انحلال الفبرين الأولي Primary Fibrinolysis.

هي العملية التي يحدث خلالها انحلال الخثرة الدموية، كما يمكن أن يشير انخفاض نسبة العامل الخامس أيضًا إلى إصابة الشخص بأحد أمراض الكبد، أو التخثر المنتشر في الأوعية الدموية.

3- مستوى الفيبرينوجين

يتم في هذا الاختبار قياس النسبة التي يحتوي عليها الدم من الفيبرينوجين، قد تدل النسب الغير طبيعية لهذا الاختبار على انفصال المشيمة عن الرحم أو ما يطلق عليه انفصال المشيمة المبكر، كما قد يشير إلى حدوث نزيف شديد.

4- زمن البروثرومبين

يتم إجراء هذا النوع من الفحص بغرض معرفة الوقت الذي يستغرقه تخثر الدم، ويتراوح الزمن الطبيعي لهذه العملية بين 25 و30 ثانية، وقد تشير النتائج غير الطبيعية لهذا الفحص إلى أحد أمراض نزف الدم الوراثية أو أحد أمراض الكبد.

5- عدد الصفائح الدموية

قد يشير انخفاض عدد الصفائح الدموية إلى الإصابة بتقص فيتامين ك أو اللوكيميا Leukemia في بعض الأحيان، لكن لا يجب أن ننسى الدراسات التي تشير إلى أن تناول العلاجات الدوائية لفترة طويلة من الزمن قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض عدد الصفائح الدموية.

أعراض تخثر الدم

بعد أن انتهينا من توضيح اختبارات تخثر الدم بالإضافة إلى الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم، نقوم بتوضيح الأعراض والمضاعفات التي يمكن أن تصاحب تخثر الدم، وتتمثل هذه الأعراض فيما يلي:

  • خثرة القلب وهي عبارة عن ضيق في التنفس ومنطقة الصدر بالتحديد، ويمكن أن يُصاحبها بعض الأعراض مثل الغثيان والتعرق والدوار.
  • خثرة الدماغ والتي تؤدي إلى ظهور علامات الضعف على وجه الإنسان، كما يصاحبها ضعف الذراعين والقدمين، بالإضافة إلى آلام الراس الشديدة وبعض المشاكل المُتعلقة بالنظر.
  • خثرة الرئة وتتركز في منطقة الصدر وتتسبب بشكل مباشر في ارتفاع عدد دقات القلب، والسعال المصحوب بالدم، وفي بعض الأحيان تسبب للشخص حمى شديدة.
  • خثرة الذراعين والقدمين وتتمثل في سخونة المنطقة المصابة وانتفاخها، ثم الشعور بألم تزداد حدته تدريجيًا.

عوامل تزيد خطورة تخثر الدم

يوجد الكثير من العوامل التي تتحكم في تخثر الدم، وبعضها يحفز عملية التخثر بشكل كبير، وفيما يلي نقوم بذكر بعض العوامل التي من شأنها أن تضاعف خطورة عملية تخثر الدم:

  • مع التقدم في السن تزداد خطورة عملية التخثر.
  • تتسبب قلة الحركة لمدة طويلة من الزمن في زيادة عملية التخثر.
  • تساعد السمنة على زيادة مخاطر تخثر الدم.
  • يزداد تخثُر الدم خطورة في بعض مراحل الحمل.
  • إن تخثُر الدم يُمثل تهديد أكبر بالنسبة للأشخاص المُدخنين.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم من شأنه أن يُحفز عملية تخثر الدم.
  • الاستمرار في تناول حبوب منع الحمل يزيد من خطورة عملية تخثر الدم.
  • عند الإصابة بأنواع محددة من السرطان تزداد مخاطر تخثر الدم.
  • كما أن ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والإصابة بالالتهابات المزمنة تزيد من المخاطر التي يتعرض لها الإنسان نتيجة عملية تخثر الدم.
  • يمكن للتعرض لصدمة جسدية أن يكون أحد العوامل التي تزيد من خطورة تخثر الدم.
  • تناول أنواع محددة من الأدوية يزيد من مخاطر عملية تخثر الدم بشكل تلقائي.

نصائح للحد من خطورة تجلط الدم

سنقوم بتقديم مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تحد من خطورة عملية تجلط الدم فيما يلي:

  • الابتعاد عن التدخين لأن أحد أعراضه الجانبية هي زيادة تجلط الدم.
  • الحرص على ممارسة الرياضة باستمرار، لأنه بجانب أنها تفيد في بناء العضلات وتعمل على الحد من عملية تجلط الدم.
  • القيام بالتدليك من وقت إلى آخر لأن ذلك يساعد على زيادة سرعة جريان الدم، وبالتالي فهو يقلل من تجلط الدم.
  • الحرص على الحركة باستمرار حيث إن تجلط الدم يزداد نتيجة عدم الحركة لفترات طويلة.
  • تجنب الوصول إلى مرحلة السمنة، وذلك لأن السمنة تزيد من تجلط الدم بصورة ملحوظة وفقًا للعديد من الدراسات والأبحاث.
  • احرص على تناول الحليب وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الكالسيوم الذي يعمل على نزع الدهون من جدران الأوعية الدموية، وبالتالي زيادة تدفق الدم وتقليل المشاكل المتعلقة بتجلط الدم.
  • مراعاة أن يتضمن نظامك الغذائي اليومي القدر الكافي من فيتامين C الذي يعمل على تحسين صحة الأوعية الدموية بشكل عام، والتقليل من تجلط الدم.
  • تناول الفلفل بكمية مناسبة لأنه يساعد على منع التصاق الصفائح الدموية ببعضها البعض فيبقى الدم سائلًا ولا يحدث تجلط.
  • يمكنك أيضًا لتناول الكرفس أن يخفض من هرمونات التوتر في الجسم والتي تتسبب في ضيق الأوعية الدموية.
  • كما يمكن تطبيق العلاج المائي على المنطقة المصابة بالتجلط، ويكون عن طريق وضع الماء الساخن عليها لزيادة تدفق الدم.
  • شرب الماء بكميات كافية على مدار اليوم لتجنب التعرض للجفاف الذي يتسبب بشكل مباشر في انسداد الشرايين.
  • تناول البصل والثوم يمكن أن يساعد على محاربة تجلط الدم فهما يعملان على تقليل تكتل الصفائح الدموية.
  • يجب الحرص على استخدام زيوت قليلة الدهون في الطهي، وذلك لتجنب ارتفاع الكوليسترول.

الفرق بين تخثر الدم وتجلط الدم كبير، والجدير بالذكر أنه من الأمراض الخطيرة ويجب استشارة الطبيب على الفور في حال ظهور إحدى أعراضه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى