حكم لبس البنطلون للنساء
حكم لبس البنطلون للنساء، حيث انتشر بين النساء اليوم في كثيرٍ من المجتمعات العربية لبس البنطلون، وتمتلئ الأسواق بكل أنواعها من الموديلات الحديثة للبناطيل النسائية، ولكن الكثير من المسلمات يرتدونها دون معرفة حكمها في الإسلام ففي هذا المقال سيعرض لكم موقع البلد حكم لبس البنطلون للنساء باختلاف أنواعه الضيق منه والواسع كما سيعرض لكم لبسه في البيت والشارع وأمام النساء والرجال المحارم والأجانب، وذلك لأن كثير من الناس يقولون إنه محرم ارتدائه في حالات ويجوز ارتدائه في حالات أخرى.
حكم لبس البنطلون للنساء
يختلف حكم لبس النساء للبنطلون باختلاف الأوضاع التي يلبس فيها وفي الأسطر التالية سنوضح لكم كل الأوضاع التي يتم إرتداء البنطلون فيها، ولكن أولًا سنتعرف ما هو البنطلون.
البنطلون
هو نوع من الملابس يستر النصف السفلي من جسد الإنسان، وذلك يكون من منطقة الخصر إلى أسفل الساقين، ولكنه يفصل بين الرجلين في الستر، فكل رجل منهم مغطاة على حده، بدون أن تجتمع بالأخرى بداخل ثوب واحد يلتف حولها، وكان يطلق عليها قديمًا السراويل.
حكم لبس البنطلون الضيق للنساء وحكم لبسه أمام زوجها
لا يجوز للمرأة أن ترتدي البنطلون الضيق الذي يصف الجسم، لأنه يبرز ويبين مفاتن المرأة، ودليلُا على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا”، وقام العلماء بتفسير جملة كاسيات عاريات باللبس الضيق الذي يحدد العورة فهو يكسي الجسم لكن يبقي كأنه عاري حيث أن مفاتن الجسم وملامحه تكون جميعها ظاهرة.
حكم لبس البنطلون للنساء في فتوة ابن عثيمين
حيث افتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عليه في هذا الموضوع قائلًا: لبس الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة، وتبرز ما فيه من فتن مُحرم؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس – يعني ظلمًا وعدوانًا – ونساء كاسيات عاريات” بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة، وفسر: بأنهن يلبسن ألبسة تكون خفيفة تسمح برؤية ما وراءها من بشرة المرأة، وفسر “بأن يلبسن ملابس ضيقة، فهي ساترة عن الرؤية، لكنها مبدية لمفاتن المرأة، وعلى هذا، فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة، إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده وهو الزوج، فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة؛ لقول الله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). (المؤمنون: 29، 30) ، وقالت عائشة: (كنت أغتسل أنا والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني من الجنابة من إناء واحد تختلف أيدينا فيه) فالإنسان وزوجته لا عورة بينهما، فالضيق الذي يبين مفاتن المرأة لا يجوز لا عند المحارم، ولا عند النساء.
- إذا كان البنطلون الضيق ملبوسًا وملبوس فوقه ملابس واسعة وفضفاضة مما لا تجعله ظاهر، فيكون في هذا الوضع غير محرم لأنه يكون مساعدًا على ستر المرأة، فقد قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمة الله عليه: إذا لبست المرأة البنطلون وفوقه ملابس سابغة فلا تشبه فيه بالرجال ما دامت تلبسه أسفل ملابسها.
- لا يجوز ارتداء البنطلون الضيق للنساء إذا لبسته ولبست فوقه بلوزة لكنها لا تتعدى حتى منطقة الركبة، حيث تعتبر البلوزة غير كافية لأن باقي الساق لم تستر بشيء غير البنطلون ففي فتاوي اللجنة الدائمة: لا يجوز للمرأة المسلمة أن تلبس البنطال، لما في ذلك من التشبه بالكافرات والمسلمون منهيون عن التشبه بالكفار، ولأنه أيضًا يُحدد حجمها ويبدي تقاطيع جسدها، وفي ذلك من الفتنة عليها وعلى الرجال الشيء العظيم.
قول الشيخ محمد المختار الشنقيطي
وقال الشيخ عضو هيئة كبار العلماء “الشيخ محمد المختار الشنقيطي في شرحه لكتاب زاد المستقنع: ينبغي على المرأة أن تكون عباءتها مغطية لها، ولا يكون هناك تفصيل لأعضاء الجسم، حتى لا تشابه الرجال ولا يستطيع الرجل أن يدرك جرم جسمها، وكذلك الحال إذا كان سترها في أسفل البدن، كلبسها للسراويل، أو ما يسمى في عرف اليوم البنطال، فهذا اللبس لا يجوز للمرأة مع وجود الرجل الأجنبي، وأما مع محارمها فأقل درجاته الكريهة إنه يفصل تفاصيل الجسم، ومن أهل العلم من جزم بالتحريم حتى ولو مع وجود محرمها، وقال: لأنه لا يعرف في نساء المؤمنين، وإنما هو من باب التشبه، ومن تشبه بقوم فهو منهم، إذ لا يعرف بين النساء المؤمنات أن المرأة تأتي بلباس بهذه الصفة، وإنما هو شيء وارد على المسلمين من غيرهم.
حكم لبس البنطلون الواسع للنساء
لبس المرأة يجب أن يتسم بثلاثة سمات وهم لا يصف ولا يشف ولا يكشف، فترتدي المرأة ملابس كيف ما شاءت والتي تختلف أشكالها باختلاف الثقافات والمجتمعات والأعراف، طالما تحققت فيها الشروط السابقة، لذلك فإن لبس البنطلون الواسع للمرأة ليس حرامًا، وذلك لتحقق الشروط السابقة فيه، ولكن من الأفضل أن ترتدي المرأة الجيبة أو العباءة، واتفق على ذلك دار الإفتاء المصرية.
حكم صلاة المرأة بالبنطلون
إذا قامت المرأة بالصلاة بالبنطلون والبلوزة وقامت بستر قدميها فإن حيث لم يظهر منها سوى كفاها ووجهها تكون صلاتها صحيحة، لكن هذا يعاكس ويتنافى مع آداب الصلاة، لأن هذه الملابس تصف حجم العورة، ويجب على المسلمة أن ترتدي ملابس محتشمة عند الصلاة، والأفضل أن تجعل لباسًا خاصًا بالصلاة، أما إذا لم يكن أمامها إلا هذه الثياب لتصلي بها، فإن الله غفورٍ رحيم ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
الفرق بين مراعاة آداب الصلاة وصحة الصلاة
صحة الصلاة: شرط صحة الصلاة هو ستر العورة، ومعنى كلمة ستر هو تغطية ما يعتبر عورة في الجسم حيث لا تظهر لون البشرة من خلاله، وكل جسد المرأة في الصلاة يعتبر عورة عدا الكفين والوجه، أما مراعاة آداب الصلاة فهي لبس الملابس التي لا تصف الجسم وتحدده.
وبذلك نصل إلى نهاية هذا المقال من موقع البلد والذي عرض لكم فيه حكم لبس البنطلون للنساء الواسع منها والضيق كما عرض لكم بعض الفتاوي من بعض الشيوخ وحكم لبس البنطلون للنساء في الصلاة ونرجو أن نكون قد أفدناكم.