هل يجوز المسح على الجوارب في المنزل؟ وما شروط المسح على الخفين؟ فالمسح على الجورب من الأمور التي شرعها الله تعالى فيما يخص أركان الوضوء تخفيفًا على المسلمين خاصة بأوقات البرد القارس، ولكن للقيام بذلك بعض الشروط الواجب توافرها وإلا بطل الوضوء، لذا نجيب لكم عبر موقع البلد عن أمر جواز المسح على الجوارب بالمنزل.
هل يجوز المسح على الجوارب في المنزل
الصلاة هي عماد الدين في الإسلام، ومن أهم شروط قبولها هو القيام بالوضوء الصحيح الذي من آخر أركانه غسل القدم حيث تتخلل المياه الأصابع وتتجاوز منطقة العظم بجانب القدم.
لكن في بعض الأحيان التي يكون بها الجو باردًا يتم ارتداء الجوارب، وهنا بدأ التساؤل هل عليّ خلعه كل مرة لغسل القدم خلال الوضوء، ولكن جاءت السنة النبوية وشرعت إمكانية المسح عليهم.
أما عن إجابة سؤال هل يجوز المسح على الجوارب في المنزل فهي نعم، يمكن ذلك على أن يكون طاهرًا وتم ارتداؤه بعد الوضوء الأول الذي مسح به على القدم نفسها وألا يكون مقطوعًا، كذلك يجب أن يغطي الخف عظمتي القدم والكعبين، ويكون من الصوف أو القطن الخفيف لا الأنواع الخفيفة مثل تلك الجوارب النسائية.
كذلك لا يقتصر جواز المسح على فصل الشتاء فيمكن أن يتم ذلك بفصل الصيف وأية فصول أخرى بالعام طالما تتوافر شروط المسح ويتم الالتزام بها، وتظهر تلك الشروط في رواية المغيرة بن شعبة حيث قال:
” كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فأهْوَيْتُ لأنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقالَ: دَعْهُمَا، فإنِّي أدْخَلْتُهُما طَاهِرَتَيْنِ. فَمَسَحَ عليهمَا“.
كما أنه من شروط المسح هو الطهارة من الحدث الأصغر أي الوضوء، فلا يمكن ارتداؤه بعد غسل الحيض أو الجنابة أو النفاس أو أنواع الغسل المسنونة، مثل: غسل الجمعة أو العيدين أو الغسل الخاص بالحج.
كما أن مدة المسح للمقيم لا تزيد عن يوم وليلة، ولكن للمسافر تكون ثلاثة أيام بلياليهم، ويبدأ الحساب بداية من المسحة الأولى بعد الحدث، فيبدأ المقيم بحساب أربعة وعشرين ساعة، والمسافر اثنين وسبعين ساعة، وذلك على ما ورد برواية صفوان بن عسال:
” رخَّصَ لنا رسول اللَّهِ ، إذا كنَّا مسافرينِ أن لا ننزعَ خفافنا ثلاثةَ أيَّامٍ ولياليهنَّ“
الشروط التي يختلف عليها بالمسح على الجورب
توجد بعض الشروط الخاصة بالمسح التي تم الخلاف عليها بين الفقهاء، ونذكرها في الفقرات التالية:
1- سلامة الجوارب
من أبرز شروط المسح على الخفين أن يكونا سليمان من القطع، ولكن تم الاختلاف بأمر الخرق الذي يسمح به، فالشافعية والحنابلة لم يجيزوا ذلك حتى وإن كان يسيرًا، ولكن الحنفية والمالكية أجازوا ذلك الأمر.
2- مادة الصنع
يجب أن تكون الجوارب مصنعة من الجلد وذلك على اشتراط المالكية، فهم يرون أنه لا يجوز المسح على الجوارب أو الخف المصنعة من القماش، ولكن خالفهم في الرأي المالكية الذين أجازوا المسح على الجوارب القماشية وغيرها على أن يكونا مانعين لوصول المياه للقدمين.
3- اللبس المباح
يرى المالكية والحنابلة أن ما يجيز المسح على الجورب هو أن يكون لبسه مباحًا أي أنهم يرون عدم جواز المسح على الخف المصنع من الحرير أو المسروق، أما الشافعية فلا يذهبون إلى أية شروط بذلك الأمر.
4- شفافية الجوارب
يذهب الحنابلة إلى أن الجوارب لا يجب أن تكون شفافة يظهر منها القدم، أما الشافعية والحنابلة فيشترطون منعه لوصول المياه والمالكية أن يكون من الجلد.
الشروط التفصيلية للمسح على الجلد
قام الفقهاء بتناول بعض الشروط التفصيلية الخاصة بالمسح على الجوارب، ونذكرها في الفقرات التالية:
1- رأى الجمهور
رأوا أنه يجوز المسح على الجوارب في حالتين كلاهما مانع لوصول المياه للقدم، ويجب أن يكونا مكسوين من الجلد وبالتالي يكونا مثل الخف، كما يجب أن يكونوا منعلين أي يتضمنا النعل من الجلد، كذلك أن تكون ثخينة لا يظهر منها أي شيء.
2- شروط الحنفية والحنابلة
يرون وجود ثخانة وسماكة الجوارب التي لا يظهر منها أي شيء، مع إمكانية المشي بهما وأن يكون ثابتًا بنفسه لا حاجة به للرباط.
طريقة المسح على الجورب
تم الإقرار بأن كما يمكن بالمسح على الخفين يكون الظاهر منهم لا الباطن، ويتم ذلك عبر تمرير اليدين بعد أن تبل بالمياه على الجورب مرة واحدة، وليس شرطًا أن يتم المسح على الجورب الكامل، ففقط يكتفى ببعض الأجزاء منه، كما يتم المسح عبر اليد الخاصة بكل ساق.
ففي حالة المسح على القدم اليمنى يتم المسح بواسطة اليد اليمنى، فالمسح يتم من الأعلى لا من الأسفل، ولكن المذاهب قد اختلفت في بعض الأمور التي نذكرها بالنقاط التالية:
- المالكية: يجب المسح على كامل أعلى الخف ومن المستحب أسفله.
- الشافعية: لا يوجد تقدير معين لشيء محدد.
- الحنابلة: أن يتواجد الظاهر من الخف بشكل خطوط الأصابع ولم يسن ما أسفل الخف.
- الحنفية: يتم المسح في قدر ثلاثة أصابع من اليد بظاهر مقدم كل قدم بالمرة الواحدة.
مبطلات المسح على الجوارب
كان الله تعالى رحيمًا بعباده في تشريع أركان الوضوء والتي منها أقر المسح على الجوارب فهو من أجزاء الوضوء التي ينقص إن لم تتم، ولكن توجد بعض الأمور التي تبطل ذلك ونذكرها في الفقرات التالية:
1- انتهاء فترة المسح
في حالة انتهاء المدة المسموح المسح بها، فإن المسح بعد ذلك يكون باطلًا، أي لا يجوز المسح بعد أربعة وعشرين ساعة من المسح على الجورب للمقيم، والمسافر لا يمكن أن يزيد عن ثلاثة أيام، فبعد ذلك يجب خلع الجورب والوضوء بالشكل المعهود للتمكن من ارتدائه والمسح عليه مرة أخرى.
2- خلع الجوارب
في حالة خلع المكلف فردة واحدة من الجورب أو كلاهما فينتهي شرط الستر، مما يؤدي إلى بطلان المسح عليهما.
3-الحدث الأكبر
ذلك الحدث هو الذي يحتاج إلى الغسل، مثل: الحيض أو الجنابة أو النفاس، وذلك على أساس الإجماع الذي ذكر عن الإمام النووي، فقد قال بالمجموع”:
لا يجزئ المسح على الخف في غسل الجنابة، نص عليه الشافعي، واتفق عليه الأصحاب وغيرهم، ولا أعلم فيه خلافاً لأحد من العلماء، وكذا لا يجزئ مسح الخف في غسل الحيض والنفاس، ولا في الأغسال المسنونة كغسل الجمعة والعيد والحج وغيرها، نص عليه الشافعي، واتفق عليه الأصحاب“.
ما يجب فعله عند بطلان المسح على الخفين
في حالة بطلان المسح لأي سبب كان فيكون على المسلم المكلف بعض الأمور الواجب عملها على أساس أقوال الفقهاء ونذكرها في النقاط التالية:
- مذهب الحنفية: وجب غسل القدمين كما أن ذلك مرجح من الشافعية.
- إعادة الوضوء على أساس مذهب الحنابلة والشافعية.
- من المرجح عند ابن تيمية ويقال من ابن حزم أن طهارة الجورب لا تنتهي بانتهاء مدة المسح.
- المالكية: المسح لا يحدد بفترة معينة.
الفرق بين الخف والجورب
يتم ذكر هاتين الكلمتين باستمرار فيما يخص أحكام المسح، فالخف هو ما تتم صناعته من الجلود ويكون بحجم القدم، ومن أسفله يتواجد له الموطأ المشابه للنعل، ومن الأعلى يوضع له الجلد الغليظ لكي يستر كامل القدم مع الكعب، ويتضمن الخيط من الساق ليتم ربطه به، ويعرف بالخف كل ما كان سميك بغرض الستر والتدفئة سواء من نفس التسمية أو المشابه لها.
أما الجوارب فتلك التي تفصل على الساق، وتصنع من الصوف السميك الذي لا يثنى لغلظته وشدته للستر والتدفئة، ولا يصل منه الماء على الجلد، وبسبب تلك المتانة يمكن المشي به دون التأثر بالمتواجد على الأرض من برودة أو أشواك.
إن المسح على الجوارب في المنزل من الأمور الجائزة بالدين الإسلامي، ولكن يجب الالتزام بالشروط والأحكام الخاصة به لكي يصح الوضوء وتصح الصلاة وتقبل.