حكم الإفطار في رمضان عمداً
حكم الإفطار في رمضان عمداً عند المذاهب الأربعة وما كفارته بالدليل سوف نتعرف عليه عبر موقع البلد ، حيث أقر الله تعالى من خلال القرآن الكريم العديد من الضوابط التي يلتزم بها المسلم في صيام شهر رمضان المبارك، كما أمرنا بالتأكد من الأعذار الشرعية التي تُتيح الإفطار بغير كفارة في بعض الحالات التي يتعرض لها المسلم، ولكن في بعض الأحيان يقوم بالإفطار عن عمد وهذا ما سنقوم بتوضيحه من خلال موضوعنا عن حكم الإفطار في رمضان عمداً.
حكم الإفطار في رمضان عمداً
لبيان حكم الإفطار في رمضان عمداً يجب أن نوضح إن كان الإفطار بسبب العلاقة الزوجية أو إفطار عن طريق الأكل والشرب، واختلف جمهور العلماء الأربعة في تحديد وجوب الكفارة للإفطار المتعمد في نهار رمضان وكانت آرائهم كالتالي:
1_ الشافعية
قالوا أن الكفارة واجبة فقط على من يمارس العلاقة الزوجية خلال نهار رمضان، ولكن من أكل أو شرب عن عمد لا تجب الكفارة على ذلك الفعل.
2_ الحنفية
صرحوا بأن الكفارة واجبة على من يمارس العلاقة الزوجية في نهار رمضان أو من أكل وشرب وجميع الأمور المباحة في جميع الأوقات ولكن يتم تحريمها في رمضان لوجوب الصيام، والدلالة على ذلك من السنة النبوية حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الكفارة واجبة على كل من يفطر في نهار رمضان بالأكل والشرب أو العلاقة الزوجية.
3_ المالكية
أوجبوا الكفارة على من يفطر في نهار رمضان بالأكل والشرب وأي عنصر يصل إلى الجوف وحتى إن كان حصاة أو عن طريق القيء المتعمد، وإن استخدم الصائم السواك وعند ابتلاع جزء منه، ويتم استثناء النسيان من وجوب الكفارة، ومن يعقد النية على الإفطار تجب عليه الكفارة حتى وإن مرض أو سافر ولكن بشروط أعدها أصحاب المذهب وهي كالتالي:
- أن الصوم الذي تم إفساده من نوع القضاء أو النذر أو الكفارات أو النوافل.
- لا يوجد كفارة على الخطأ والنسيان أو العذر الشرعي كالسفر والمرض.
- لا يتم فرض كفارة للمُكره على الإفطار.
- لا يتم مطالبة الجاهل بأحكام الكفارة كمن يدخل الإسلام حديثاً أو عدم ثبوت هلال رمضان.
- ولا يوجد كفارة عن الناسي أو المسافر لمسافة طويلة.
- أن يكون الإفطار من خلال ما يدخل من الفوم للجوف واخيراً المعدة، ولا يتم فرض كفارة عن ما يدخل من الأذن والعين.
4_ الحنابلة
قال جمهور الحنابلة بأن الكفارة لا تجب إلا على من يمارس العلاقة الزوجية في نهار رمضان، وفعل ذلك متعمداً أو عن سهو، ولا تجب على من أفطر بالأكل والشرب.
شروط وجوب كفارة العلاقة الزوجية
اختلفت الآراء حول الشروط التي يجب أن تتوافر لتجب الكفارة على من يمارس العلاقة الزوجية في نهار رمضان وبذلك يتخذ حكم الإفطار في رمضان عمداً عن طريق العلاقة الزوجية الشروط التالية:
1_ الشافعية
اجتمع جمهور الشافعية على وجوب الكفارة على الزوج ولكن يجب أن تتوفر الشروط التالية:
- أن لا يحدث نسيان أو إكراه.
- أن يكون إفساد الصيام في شهر رمضان وليس صيام تطوع أو نوافل.
- يجب أن يكون الإفطار عن طريق العلاقة الزوجية فقط دون الأكل والشرب.
- أن لا يكون الزوج مسافر ويأخذ برخصة السفر.
- أن لا يتعلق افساد الصيام بمعصية.
- يجب أن يكون الإفساد لصيام الرجل فإن تعلق بإفساد صيام الزوجة وهو مسافر أو مريض لا تجب عليه كفارة.
- عندما يعاني الرجل من جنون أو موت بعد إفساد الصوم لا تجب الكفارة.
- أن لا يكون هناك شك في الوقت الذي أقام فيه العلاقة الزوجية بأن يكون اشتبه في دخول الليل.
2_ الحنفية
أوجب جمهور الحنفية الكفارة مع تحقق الشروط التالية:
- أن تحدث العلاقة بالكامل ويلتقي الختانين.
- لا يشترط الإنزال.
- يستوي في ذلك كون العلاقة الزوجية من القبل أو الدبر.
- يجب أن تتم العلاقة مع الآدميين.
3_ المالكية
اشترط المالكية وجوب الكفارة عند تحقق الشروط التالية:
- أن تكون العلاقة مع امرأة سواء كانت زوجته أم أجنبية.
- أن يحدث الإدخال دون إنزال.
- يجب أن يكون غير مكره أو ناسياً أو جاهلاً.
- عندما تُطيع الزوجة زوجها في ذلك ومكنته تجب عليهم الكفارة سوياً.
- عند حدوث العلاقة الزوجية مع نوم الزوجة أو إكراهها على ذلك يجب أن يؤدي الزوج الكفارة عنهم.
- يدخل في حكم الكفارة من يمارس النظر والتقبيل والاستمناء.
4_ الحنابلة
من الشروط التي وضعها جمهور الحنابلة لوجوب الكفارة كالتالي:
- أن تكون العلاقة الزوجية في نهار رمضان سواء من القبل أو الدبر.
- لا يشترط أن يحدث إنزال.
- لا يشترط أن تكون العلاقة مع امرأة أو حيوان حية أو ميتة.
- ولا يهم إن كان ناسياً أو مخطأً أو مكره أو نائم تسري عليهم أحكام الكفارة.
دلالة وجوب الكفارة على المفطر عمداً
كما ذكرنا حكم الإفطار في رمضان عمداً نأتي الآن على ذكر مقدار الكفارة التي تجب على من يمارس العلاقة الزوجية متعمداً خلال نهار رمضان، كما تجب الكفارة لبعض الحالات التي قام بذكرها جمهور العلماء والدلالة على ذلك جاءت من السنة النبوية.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ -والعَرَقُ المِكْتَلُ- قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَ اللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا -يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ- أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ”.
ما هو مقدار الكفارة الواجبة؟
يمكن تحديد الكفارة التي ترد على حكم الإفطار في رمضان عمداً كما تم إقرارها عن طريق الحديث الشريف وتكون كالتالي:
- عتق رقبة مؤمنة ويتم ذلك عن طرق تحرير العبد من عبوديته، ولكن في حالة العجز عن ذلك يجب أن يلجأ إلى الكفارة التي تليها.
- صيام شهرين متتابعين وهو عن طريق الصيام المتتابع دون انقطاع لمدة شهرين، وذلك إن لم يقطعه عذر شرعي واستكمال الصوم بعد أن ينتهي العذر، وإن تم قطعه دون عذر يجب أن يبدأ من جديد، وينتقل للكفارة التي تليها إن كان يمثل مشقة لا يمكن أن يتحملها.
- إطعام ستين مسكين والقيمة التي يجب تقديمها هي المُد ويساوي 750 غرام، وإن لم يقدر على ذلك تثبت الكفارة في الذمة الخاصة بالمسلم ويُلزم بها عند مقدرته لاعتبارها من حقوق الله الواجب أدائها.
وفي النهاية نكون قد ذكرنا حكم الإفطار في رمضان عمداً عند جمهور الفقهاء والشروط الواجب توافرها عند المفطر لجواز وجوب الكفارة، ومقدار الكفارة كما ورد ذكرها في الحديث الشريف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.