حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن فيه اختلاف ما بين المستحب والمكروه، ولكن الفاصل في ذلك الأمر هو السنة النبوية الشريفة، فقد أوضح لنا رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ التعاليم التي توضح لنا الجائز من الحرام، وفيما يلي نعرض لك حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن عبر موقع البلد بالتفصيل.
حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن
من المعروف في الشريعة الإسلامية أن الصلاة على الميت تكون في وقت الجنازة والتشييع، وذلك ما يسبق وقت الدفن، ولكن في بعض الأحيان قد يفوت المسلم أن يحضر جنازة أخيه قبل أن يدخل قبره، لذلك قد تساءل بعض من الناس دار الفقهاء بخصوص حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن.
قد أوضح الفقهاء من دار الإفتاء أن حكم الصلاة على الميت بعد دفنه لمن لم يحضر الجنازة أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، فهو قد ورد في السنة النبوية الشريفة، وهي التعاليم التي يسير عليها العبد في حياته كلها.
هل صلاة الجنازة فرض؟
بالحديث عن حكم الصلاة على الميت في المقبرة بعد الدفن، فمن الجدير بالذكر توضيح نقطة هامة قد ناقشها الفقهاء في الدين مع المتسائل، ألا وهي إن كانت رغبته في معرفة ذلك ناتجة عن فهمه أن صلاة الجنازة فرض عليه.
فقد أوضحوا أن صلاة الجنازة سنة كافية، بمعنى أنه يمكن لشخص واحد أن يؤديها نيابة عن الآخر، فهي تسقط عنه في تلك الحالة، ولا يكون في حاجة لأن يؤديها أمام قبر المتوفى، أما بخصوص الحصول على ثوابها فإن الصلاة أمام القبر أمر جائز.
صلاة الجنازة في المقابر من السنة النبوية
قد وردت في السنة النبوية الشريفة الأقاويل الصحيحة بأن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قد كان يصلي على الميت في القبر إن فاتته صلاة الجنازة، وذلك طيلة الشهر بعد تاريخ الوفاة، فما أن يدرك أن هناك متوفى كان يذهب ليصلي عليه وينال بركة نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
فعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام: “ماتَ إنْسَانٌ كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَمَاتَ باللَّيْلِ، فَدَفَنُوهُ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ، فَقالَ: ما مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي؟ قالوا: كانَ اللَّيْلُ فَكَرِهْنَا -وكَانَتْ ظُلْمَةٌ- أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ. فأتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عليه.” [حديث صحيح البخاري].
كما أن ذلك الأمر قد تم إيضاحه في حديث آخر عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قد ذهب لزيارة الميت في قبره والصلاة عليه بعد وفاته في رواية أخرى.
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: ” أنَّ رَجُلًا أسْوَدَ أوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه، فَقالوا: مَاتَ، قالَ: أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي به دُلُّونِي علَى قَبْرِهِ – أوْ قالَ قَبْرِهَا – فأتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا.” [حديث حسن البخاري].
من يسمح له بتكرار الصلاة على الميت؟
هنا نتطرق إلى توضيح أمر هام في جواز الصلاة على الميت عند القبر بعد دفنه، ألا وهي أن الصلاة متاحة لأولى القربى من الميت، أو من كان له صلاح بينه وبين الله تعالى ويرغب في أن يدعوا له.
فإن كان من فاتته الصلاة من الأبناء أو وليًا ومن ترجى بركته فيجوز له أن يصلي على الميت بعد دفنه أمام القبر، ولكل من فاتته الصلاة يمكنه إعادتها مرة أخرى بعد الدفن.
حكم تكرار الصلاة على الميت
من الهام التنويه أن الفقهاء قد أوضحوا أن الصلاة على الميت مرة واحدة أمر مستحب بالنسبة لمذهب الإمام الشافعي، فقد أوضح أن تكرار الصلاة على الميت بعد الصلاة عليه أول مرة في المسجد أمر غير مستحب، ويمكن أن تكون الصلاة مرة أخرى في حالة فواتها فقط.
أما بالنسبة للإمام أحمد ابن حنبل فقد أوضح أن الصلاة أمام القبر على الميت تجوز لمن فاتته الصلاة، فبكل الأحوال إن تكرار الصلاة على الميت أمر غير مستحب ولا يُجدي إلا إن كان الشخص قد فاتته الصلاة الأولى ولكن لا مانع من إعادة الصلاة.
مدة صلاة الجنازة
من المعلومات التي قد تكون غريبة على أذهان البعض هي أن صلاة الجنازة مفتوحة المدة إلى حوالي شهر، أي يمكن للشخص أن يصلي على ميته حتى شهر من تاريخ وفاته، دون الوقوع في الإثم أو الذنب، لذلك فإن فاتتك الصلاة لظرف ما يمكنك أن تحصل على ثوابها، لكن في حالة كانت المدة من تاريخ الدفن أكثر من شهر فلا حاجة لأن تعيد الصلاة.
يجب أن يتم تقديم صلاة الجنازة عن الدفن، ولكن يصح أن يتم الصلاة على الميت أمام القبر في حالة قد فات العبد ميعادها، وفي ذلك ثواب عظيم لمدة شهر من تاريخ الوفاة.