خروج الريح بعد الصلاة هل يؤثر على صحتها؟ وما حكم من يخرج ريح باستمرار بسبب مرض أثناء الصلاة؟ نظرًا لوجود الكثير من الأشخاص الذين يعانون من تلك المشكلة، والتي أدت إلى ظهور الشكوك والحيرة لهم، ومن ثم البحث عن آراء الفتاوى المقدمة بها، فها نحن اليوم ومن خلال موقع البلد نعرض لكم ذلك الحكم تفصيلًا.
خروج الريح بعد الصلاة هل يؤثر على صحتها
من الممكن أن يكون هذا السؤال بهدف مقصدين، أي أنه ينحرف في اتجاهين، وهم:
- الاتجاه الأول هو أن يكون الريح قد خرج بعد أن تم التسليم من الصلاة.
- الاتجاه الثاني هو خروج الريح بعد إنهاء الصلاة، وقبل أن يتم التسليم.
في تلك الحال يكن أمر الإجابة على سؤال خروج الريح بعد الصلاة هل يؤثر على صحتها منقسم إلى قسمين، ولكن الفتوى قد أجمعت كل قسم منهم مع الآخر كشكل استكمالي، وقالت دار الإفتاء في ذلك:
من يقوم بإخراج الريح بعد أن ينتهي من صلاته فإنه في تلك الحالة لا تأثير لها على الإطلاق وتكون الصلاة قد تمت، وكل ما عليه فقط هو أن يتوضأ قبل أن يتجه إلى الصلاة التي تليها.
قد استكملوا حديثهم موضحين الرأي في الاتجاه الثاني قائلين إنه في حال إخراج الريح قبل التسليم، فإن الوضوء قد نقض، ولا صلاح لتلك الصلاة، وهذا يدفع المصلي إلى الوضوء مرة أخرى ويقوم بإعادة الصلاة.
لكنهم ذكروا بعض الحالات الاستثنائية في ذلك الأمر والتي سوف نقوم بتوضيحها لكم فيما يلي نظرًا لأهميتها وعدم الخلط بينها وبين ما ذكر في خروج الريح بعد الصلاة هل يؤثر على صحتها.
حكم خروج الريح نتيجة مرض أثناء الصلاة
ديننا الإسلامي دين يُسر وليس عُسر، لذا فإن إجابة دار الإفتاء في ذلك الحكم كان يُتيح استكمال الصلاة، ولكن في شروط معينة، وهي:
- أن يكون هذا الشخص مريض بمرض ما يؤدي به إلى خروج الريح باستمرار، مما يجعل أمر الطهارة لفترة الطويلة غير متاح له.
- أن يكون هذا الشخص محافظًا على تناوله الأدوية الخاصة به ولا يهمل في العلاج، أي لا يستسهل المرض بسبب إباحة الدين له استكمال الصلاة.
- شرط أن يقوم بالوضوء فور سماع الأذان والاتجاه إلى الصلاة على الفور من هذا الوضوء، فإذا خرج الريح لا يتأثر ويُكمل صلاته.
- لا يتعمد إخراجها، وفي حال تعمده بحجة المرض عليه أن يُعيد وضوئه ويُعيد الصلاة مرة أخرى، أي يجب أن تكون خارج سيطرته.
في تلك الحالة أجابت دار الإفتاء بقول إنها يتم معاملتها مثل سلس البول، وهو مرض لا يستطيع الإنسان أن يتحكم به، والذي يُتاح به استكمل الصلاة لمجرد أنه قد تم الوضوء قبل الصلاة.
استشهدوا في تلك الحالة بدليل ديني مؤكد من القرآن الكريم، ذاكرين قوله تعالى:
(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) [سورة البقرة، الآية 286].
هل خروج الريح ينقض الوضوء؟
من الأسئلة الشائعة، والتي قد تكون محط حيرة للكثير من الأشخاص، وبناءً على ذلك سوف نقوم بتقديم الإجابة التي أتت بها دار الإفتاء عنها.
فقد قالت نعم بكل تأكيد ينقض الوضوء، ولكن في حال أن الشخص يعاني من مرض في القولون، أو انتفاخات مما يجعل الوضوء لا يستمر معه فترة طويلة فإنه قد سمح الدين لهذا الشخص باستمرار صلاته دون إعادتها مع عدم تعمد فعلها أو طول المدة بين الوضوء والصلاة، أي أنه لا بُد من أن يكون الوضوء قبل الصلاة مباشرةً.
من الجميل أن يسعى المسلم لمعرفة ما المباحات والغير مباحات بالدين الإسلامي، فهو أكبر دليل على الخوف من الله وقوة الإيمان به، وهذا ما يفعله أصحاب السؤال عن خروج الريح بعد الصلاة هل يؤثر على صحتها.